|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() تمضي الأيام مسرعة أحياناً .. وكسولة أحياناً .. لكنها تمر ويكاد يمضى عام كامل على تلك الليلة التي انطفأت فيها كل الأنوار.. ليلة رحيل أبي الحبيب.. لا زلت اذكر تلك الليلة كأنها البارحة.. رنين الهاتف بعد منتصف الليل.. قلبي قفز بين أضلعي وأنا أذكر الله بخوف اسأل نفسي برعب خير إن شاء الله ؟ ..صوت أخي أخبرني بدون كلمات .. نعم حاول أن يخفى الأمر عليّ ولكن هيهات الصوت المرتعش أعرفه جيداً.. مضت الليلة كأطول ما تكون الليالي وأنا أدعو الله أن يكون كابوس وأستيقظ.. دعوت الله أن أذهب إلى بيتنا فأجده هناك كما أجده كل مره..فلم يسبق أن ذهبت إلى هناك ولم يكن هناك.. اقبل يده ويقول لي حمداً لله على سلامتك..يقفز أولادي إليه يتسابقون فيمن يفوز بشرف السلام على جدو أول .. يوزع قبلاته عليهم وعلى وجهه كل السعادة والرضى أن منّ الله عليه بنعمة الأحفاد..معقول سأذهب ولن أراه؟؟؟؟؟
لكن عندما وصلت كان كل شئ في بيتنا في حداد.. كل شئ متشح بالسواد.. من قال أن الجماد لا يحس ويبكي ويتألم.. كل شئ كان كئيب وحزين.. دخلت غرفته..وشعرت بيد ثلجية تعصر قلبي حتى دموعي ما عادت ملكي تجمدت في عيوني رباه أرحمني يا رحيم ما كل هذا الألم من قال أنه رحل كل شئ هنا كما كان ملابسه لازالت على السرير.. رائحته لازالت تملأ المكان..كرسيه الذي كان يصلي عليه عندما أثقله المرض لا زال ينظر إلى القبلة ويبكي موت من كان يعمره بالصلاة وقراءة القرآن ماعادت له قيمة الآن .. لازال كل شئ كما كان لكن غابت الروح عن المكان.. تلقفتني أحضان المعزين..الكل يبكي.. ويوصيك بالصبروأنا لا زلت لاأدري ما الذى يحدث.. عشت من يوم زواجي وأنا أخاف أن أعود إلى بيتنا ولا أجد أحد من أهلي.. أخذوني لآودعه وأنظر إليه لآخر مرة.. قبل أن يدفن..عند رفع الملاءة البيضاء شع نور رائع من وجه هادئ نور جعل كل الواقفيين يكبروا وطيف إبتسامة رضى جميلة مطبوعة على شفتيه كان ملامحه مبسوطة ولم أجد أثر للتجاعيد و علامات السنين..كان وجهه كأجمل ما رأيته وستظل تلك الصورة المطبوعة له في خيالي..اقرأته السلام..وطبعت قبلة على جبينه كان بارد جداً فسرت في جسدي قشعريرة شديدة وخرجت وأنا أشعر بأن الأرض ما عادت هي نفسها كانت تهتز تحت قدمي وترتعش كأنها تبكي معى..ورجعت إلى بيتنا الذي خلا من روحه ونوره.. كان هذا أثقل يوم وأطول يوم في حياتي ..نعم مر كما تمر كل الأيام واليالي ولكن هيهات أن يتساوى يومان في مرورهما..نحن لا نشعر بالزمن المجرد أى مجرد ساعات ودقائق وأيام ولكن نقيس الزمن بما عشناه وما أثر فينا .. مر اليوم يا أبي ولازلت تحيا في روحي أذكرك كل لحظة فأدعو الله أن يرحمك..انظر حولي فأرى أثرمنك في كل شئ فأدعو الله لك..أذهب إلى بيتنا فلا أجدك وأجد سريرك خالي فيعتصرني الحزن وأسأل نفسي متى ستذهب لوعة الفراق..اخرج إلى الشرفة التي كانت نزهتك فأجد زرعك في حالة يرثى لها يسأل عمن كان يرعاه ويمسح بيديه على ورقه ..ويحنو عليه يقلب تربته.. يشذب فروعه ..شعر النبات بغيابك فذبل وفشلت كل محاولاتنا في جعله يزهو مرة أخرى .. ما زلت بعد مرور قرابةعام غير مصدقة إنك رحلت وتركتنا لماذا ؟؟؟ لازلنا أطفال صغار نحتاج حنانك ورعايتك.. لا زلنا نحتاج حمايتك لنا.. لا زلنا نحتاج توجيهك..نحتاج أن نحس أن هناك في الدنيا من يدعو لنا بمنتهى الحب والإخلاص بدون أن نطلب منه ذلك ونحن نسير في الحياة نشعر بالأمان يقيننا بأن الله سيحفظنا ببركة هذه الدعوات.. لا زال أبناءنا في حاجة إلى حنان جدهم الذي لن يعدله حنان.. يحتاجون أن توجههم وتربيهم كما ربيتنا..من سيعلمهم الصلاة.. من سيقرأعليهم القرآن.. من سيحكي لهم قصص الرسول والصحابة.. أبي الحبيب أعطيتنا كل شئ و ما بخلت بشئ .. أعطيتنا عمرك وصحتك ومالك ورحلت وما أخذت شئ وما تركت لنا فرصة لنعطيك والآن أحاول جاهدة أن أرد لك أقل القليل بالدعاء فهذا ماسيصلك..رحمة الله الواسعة عليك يا حبيبي..يا رب كما أنار حياتنا أنر له قبره.. يا رب كما أسعدنا طوال حياته أكتبه مع الذين سعدوا.. ويجعلك في روضة من رياض الجنة يجمعنا فيها معك حيث لا فراق أبداً..... |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |