أخي أيها المبتلى .. لا تحزن (!) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14010 - عددالزوار : 748151 )           »          تبديد الخوف من المستقبل المجهول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          عظة مع انقضاء العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التعريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أهمية طلب العلم في حياة الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          {وقولوا للناس حسنا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.." ماذا بعد موسم الحج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          من رعاة غنم إلى قادة أمم.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الصداقة في حياة الشباب والفتيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          مبدأ التخصص في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الفتاوى والرقى الشرعية وتفسير الأحلام > ملتقى الرقية الشرعية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الرقية الشرعية قسم يختص بالرقية الشرعية والعلاج بكتاب الله والسنة النبوية والأدعية المأثورة فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2008, 07:02 AM
هشام الهاشمي هشام الهاشمي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
مكان الإقامة: دبــي
الجنس :
المشاركات: 114
الدولة : United Arab Emirates
افتراضي أخي أيها المبتلى .. لا تحزن (!)

أخي أيها المبتلى





اسمح لي أن أذكرك عسى أن تطيب نفسك بهذه الذكرى ، ولن أقول لك شيئاً أنت تجهله بل هو معلوم لديك ، وليس بخافٍ عليك.



أخي مهما تعاظم معك الداء فإن مآله إلى زوال ، ومهما اشتد سواد الليل ؛ ﴿ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيْبٍ ﴾(؟!) بلى ؛ وربي إنه لقريب(!) أي أخي:





ولرب نازلة يضيق بها الفتى



ذرعاً وعند الله منها المخرج








وانظر ـ رحمك الله ـ فيمن حولك من الناس ستجد فيهم من هو أعظم بلاءً مما أنت فيه ، وانظر وقلِّبْ نظرك فسترى ، وسترى ما لا يقوم له بصرك من أدواء الناس ، وبلاياهم.


فإن لم تجد في نفسك من الإيمان الباعث على الصبر والاحتساب ـ وظني بك أنك نعم المؤمن الصابر المحتسب إن شاء الله ـ ما يهوِّن عليك مصيبتك ؛ فاجعل أدواء الناس لك دواءً.



أنزل أدواء الناس ، وبلاياهم ، ومصائبهم ، وأمراضهم على بليتك ، ومصيبتك ، ومرضك ؛ يخف ويهون وقد يتلاشى ويزول ـ إن شاء الله ـ فمن نظر إلى مصيبة غيره تَهَاوَنَ مصيبته ، واقرأ في كتب الغابرين تجد مصائب الناس مسطورة ، وفي التاريخ مزبورة.



واقرأ القرآن ، اقرأ خير كتاب في ذلك ، سيحدثك عن أمراض عباد الله الصالحين ، وعن محن المقربين ، وشكاوى العابدين.



فذا أيوب ؛ كم عانى من المرض(؟) ولله صبره ما أجمله(!) أي قلب عامر بالإيمان يحمل بين جنبيه(!) لا تقل لي : قلب نبي ؛ فأقول لك : نعم نبي ولكنه بشر يَأْلَمُ كما تَأْلَم ، ويحس كما تحس ، ويحزن ، ويغتم ، ويصيبه ويعرض له من الأدواء ، والأرزاء ما يعرض للآخَرين ، بل هو في ذلك أشد بلاءً ، وأعظم امتحاناً من غيره.






وهذا يونس عليه السلام ويالها من شدة ، وكربة ، وجد نفسه فيها(!) لم يجد بشر نفسه فيها قبله ، حيث حبسه الله في بطن الحوت ، فأسقمه البلاء ، قال تعالى : ﴿ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيْمٌ ﴾ ، نعم أسقمه السجن ، وأمرضه ، حتى عاد جسمه رخواً ليِّناً لا يقوى حتى على القيام .


فـ (( من الذي ما ساء قط )) ؛ وما خص الرجال بالبلاء دون النساء ؛ فللنساء من البلاء نصيب أيضاً.



فهذه مريم العذراء البتول رميت عن قوس الإفك بسهام الريبة ، وتهمة الزنا ؛ وهي الصبية العذراء العفيفة ، الضعيفة التي لا تملك حيلة ، ولا تستطيع سبيلاً، حتى تمنت الموت على الحياة ولم يكن هذا الذي كان ، وهي المؤمنة التي تعلم أنه اختيار الله ، وقدره ، ومشيئته ، فقالت : ﴿ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيَاً مَّنْسِيّاً ﴾ والنسي المنسي هو اللبن الذي ترك حتى تغير طعمه ومذاقه ، تتمنى أن لو كانت لبناً ترك وأهمل على هذا البلاء الذي اصطفاها الله له ، ومع هذه الحسرات ، وما يظهر في كلامها وشكواها من ضعف وعجز ، إلا أنها صبرت لهذا الأمر ، وقامت به فماذا كان(؟) وما قيل لها(؟) وكيف كانت عاقبة أمرها(؟)



قال تعالى : ﴿ فَنَادَهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي ﴾ ، وكم كانت بحاجة إلى أن يقال لها : ﴿ لَا تَحْزَنِي ﴾ فقد كانت حقاً حزينة ، ولا شك أن البلاء يُحْزن ، فكم من مريض أحزنه المرض ؛ بحاجة أن يقال له : (( لا تحزن )) ، ودواؤه أن يقال له : (( لا تحزن )) ، وكم من حزين بسبب مصيبة أو كربة ، أو شدة ؛ ولذلك عندما اشتد الطلب من قريش لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولأبي بكر رضي الله عنه عند الهجرة ، حتى كاد أن يدركهم الطلب ، فقام بعض كفار قريش على باب الغار ، وأخذ أبو بكر ينظر أقدامهم وهم لا يرونه فحزن رضي الله عنه فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلسان الواثق بربه ، ووعده ، ونصره وتأييده : ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ ، فنزلت بعدُ السكينة.






والحزن في أمر كهذا طبيعة بشرية(!) فالنفوس السوية تحزن ، وكيف لا(؟) وهذا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحزن لموت عمه أبي طالب ، ويحزن لموت خديجة حتى سمي ذلك العام بعام الحزن .


ويحزن أيضاً صلى الله عليه وعلى آله وسلم لموت ابنه إبراهيم فيقول : (( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )).



فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تدمع عينه ، ويحزن قلبه وهو من هو في منزلته ؛ فكيف إذا كانت امرأة ، وشابة عذراء ، وليس هذا فقط بل وتنسب إلى بيت صلاح ودين وأرومة ، بل وكانت عاكفة ، عابدة اشتهرت بالصلاح ، والخير والدين ؛ ثم تأتي بولد ولا يعرف لها نكاح(!)



أفلا يحزن قلبها(؟) أفلا تدمع عيناها(؟) بلى يحزن(!) بلى تدمع(!) أفلا تقول : ﴿ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيَاً مَّنْسِيّاً ﴾ فهذا جِبِلَّةٌ ، وفطرة ، ولكن لا ينبغي الاستسلام للحزن ، وإذكاء الهم بهم آخر بل الواجب هو القيام ، فعلى المرء أن يستمدَّ من الله العون.



قال تعالى : ﴿ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً ﴾ ، سرياً : أي : جدولاً جارياً.



﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطَ عَلَيْكِ رُطَبَاً جَنِيّاً * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُوِلِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِياً﴾.



فكم كانت مريم بحاجة إلى هذا المدد ؛ وأن تسمع مثل هذه الكلمات لتشد وتربط على قلبها ؛ وتعلم أن الله معها ، وأنه ليس بتاركها ، فتنزلت عليها السكينة ، وغشيتها الرحمة ، وكفاها الله ما أهمها.



وذاك إبراهيم عليه السلام ولا يخفى عليك ما كان من أمره وهو الفتى الصغير الضعيف الذي لا حول له ولا قوة مع قومه ، وكيف رمي في النار(؟) وكيف أنجاه الله(؟)



ولو أَخَذْتُ أَقُصُّ عليك من القرآن في هذا الباب لصار اللبن الحليب كالقَار والقَطِرَان من هول البلاء ، وعِظَمِ الداء ، ولو قَلَّبْتَ صفحات القرآن فستجد في الذكر الحكيم ما يهون عليك مصيبتك ، ويكون لك بلسماً وشفاءً.



نعم أخي ؛ ودعني أقص عليك من واقع الناس الذي عايشته ما قد يكون لجراحك بَلْسَماً ، ولحزنك مُذْهِباً :
دُعِيتُ مرة لأقرأ على امرأة طريحة الفراش ظلت خمس سنوات ـ ولا زالت ـ طريحة الفراش لا تتحرك لا شيء فيها يتحرك سوى الرأس والعينين فقد عطل المرض كل عضو فيها فلا حراك اليوم .



جسد هَدَّهُ المرض ، وأفناه الداء ، تهاوى تحت شدته ، وسقط تحت سطوته فجعله حطاماً لا يرجى صلاحه ، أو ينتظر برؤه .



عندما أبصرتها ؛ أبصرت هشيم المُحْتَضَر ، ولما رأيتها رأيت الحزن أمامي ماثلاً : (( فَمَنْظَرُ الْحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَا )) ، بقايا نفس كانت بشراً(!) لا تملك حتى أن تَئِنَّ ، وبعض الأنين رحمة(!) حتى اللسان أبكمه المرض ، وأخرسه البلاء ، فلا تسمع إلا همهمة كهمهمة الخرس البكم الذين لا يتكلمون .



يقول لي زوجها : (( أنا أقوم على خدمتها أغسلها ، وأنظفها ولا أسمح لأحد أن يقوم بهذا عني ، زوجتي منذ خمسة وعشرين عاماً ، ليس لدينا أولاد ، مرضت قبل خمس سنوات ، والحمد لله )) .



بالله عليك كيف ترى نفس هذه المرأة(؟) أي نفس نفسها(؟) لها عينان تبصران ، وعقل يعي ، ونفس تتمنى وترجو كيف تراها من الداخل وهي ترى الأصحاء ، المعافين في أبدانهم ،كيف يقومون(؟) وكيف يتحركون(؟) وهي طريحة الفراش ، لا تقوى أن تحرك في بدنها ذرة.



ألن يوسوس لها شيطانها بسوء حظها العاثر(؟!) ألن تندب نفسها(؟) أليست هذه حياة(؟) بلى حياة ؛ ولكنها مريرة(؟!) فأي حياة هذه(؟)
ألن تذمها بقول الشاعر :





(( يا موت زُرْ إن الحياة مريرة ))


يا نفس ويحك إن حظك عاثر(1)




أم كيف هو الزوج الذي يحمل أعباء امرأة ليست بالطفل الصغير(!) وأنا أعجب والله منه في شيئين : في صبره على خدمة زوجه(!) وفي وفائه لها(!)



دخلت على طفلة صغيرة لأرقيها ، تشكو تضخم الرأس ، عندما أبصرت رأسها هالني منظره ، واستعظمت ضخامته ، وحجمه ، رأس ضخم لا كالرؤوس ، لو وضع على أضخم جثة بشرية لاستضخمه الناس ؛ فكيف وهو على جثة صغيرة لا يتجاوز عمرها السنوات.



والبنت طريحة الفراش مذ ولدت ورأسها يزداد كل يوم ضخامة إلى اليوم الذي رأيتها فيه ، ولا يجدون لها دواءً ، عجز الطبيب بطبه ، وماذا صنع الدواء(؟) لا شيء لم يستطع حتى أن يوقف تضخم الرأس(!) والرأس كل يوم في زيادة.



ظنوا دائها مساً(!) وليس بمس.



ظنوه سحراً(!) وما هو بسحر.



ظنوه عيناً(!) وليس بعين.



فماذا يكون إذن(؟)



هذا علمه إلى الله.



والصغيرة طريحة الفراش ، لا أحد يضمها ، أو يشمها ، ولا أحد يحملها أو يحركها ، ـ ونفس صغيرة كهذه تحتاج شيئاً كهذا كحاجتها إلى الطعام والشراب ـ ومن ذا سيحملها(؟!) لا أحد يقوى ، فرأسها سيكسر رقبتها ويدقها إن حُرِّكتْ ، أو حملت.



بالله عليك يا أخي ؛ أيُّ نفس معذبة باكية بين جنبي هذا الصغيرة(؟) وأي قلب حزين قلب أمها(؟) تصور بالله عليك حاول وقولي :كيف ستدخل الراحة نفسها(؟) ، أم كيف تسكن الطمأنينة قلبها ، وطفلتها الصغيرة هذا حالها(؟) وأنت تعرف قلب الأم الرؤوف الرحيم ، الودود الحنون.



فإن كنت يا أخي تملك عيناً تبكي بها على ما أصابك ففي دنيا الناس من لا عين له يبكي بها ، فَكَفْكِفْ دُمُوعَكَ.
أي أخي إن بالناس من المصائب ما ليس بك ، فأنزل مصائبهم على مصيبتك تهون(!) وأنزل على ما تشتكي ما يشتكون(!) كم في هذه الدنيا من النفوس المعذبة(؟) كم وكم(؟؟) فمن لها(؟) من للعيون الباكية(؟)
فاصبر أي أخي ؛ صبر الكريم ؛ فإن الله أرحم بك من نفسك التي بين جنبيك ، واعلم أنك لن تزداد بالصبر عند الله إلا رفعة ، وإيماناً ، وديناً ، ومنزلة.



واعلم أيضاً أن الله يصلي على الصابرين المسترجعين من أهل البلاء ولهم رحماته ، قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ﴾.



أي أخي؛





(( قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت


ويبتلي الله بعض القوم بالنعم ))

فلعل بلائك نعمة وإن كان عظيماً






(( فحسبك الله في كل لك الله ))




(( دخل الإمام الجليل إبراهيمُ التَّيميُّ ـ لأنه يرى رأْي الخوارج زعموا ـ سجن الحجاج فرأى أُناساً مقرَّنين في الأصفاد ، إذا قاموا قاموا جميعاً ، وإذا قَعَدُوا قعدوا جميعاً ، يأكلون حيث يتغوطون ، ويتغوطون حيث يأكلون.



فلمَّا أَنْ رآهم قال : ( يا أهل بلاء الله في نعمته ، ويا أهل نعمة الله في بلائه ، إن الله رآكم أهلاً ليبتليكم فأروه أهلاً للصبر ).



فقالوا : ( ما وَدِدْنَا أنَّا خرجنا ).



وأنا أقول لك ـ يا أخي ـ يا ذا بلاء الله في نعمته ، ويا ذا نعمة الله في بلائه ، إن الله رآك أهلاً ليبتليك فَأَرِه أهلاً للصبر.



قال لقمان لابنه وهو يعظه : ﴿ يَا بُنَيَّ . . . وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنْ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾.



واحتسب ـ أي أخي ـ عند الله مصيبتك ، وقل : يا نفس صبراً لعل الجنة على هذا البلاء عقباك ))(2).



واسمح لي أن أنهي هذه الموعظة فقد أطلت عليك ، وأسرفت في الحديث إليك(3).



ـــــــــــــ
(1) عجز البيت زيادة مني تحسيناً لمعنى اشتمل على كفر ، والبيت لأبي العلاء المعري يقول فيه :
(( يا موت زر إن الحياة مريرة يا نفس جدي إن دهرك هازل ))
قلت : قوله زُر : أمر من الزيارة ، وقوله : جدي : أمر من الجد ضد الهزل ، والبيت اشتمل على الكفر بالله فهو ساخط قانط من رحمة الله ، يصف أفعال الله وأقداره التي يجريها على خلقه بالهزل واللعب ، فكأن الحياة عنده مسرحية ، وينسبها للدهر ظلماً ؛ فجعل مع الله فاعلاً.
قال تعالى : ﴿ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين * لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين﴾ ، فتعالى الله عما يقول أبو العلاء.
(2) من مقدمة مواساة العليل.
(3) أصل هذه المقالة موعظة كتبتها لأحد الإخوة قديماً ثم هذبتها واختصرتها



منقول من كتاب الجُنة من الجِنة





[center]
.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-11-2008, 04:39 AM
هشام الهاشمي هشام الهاشمي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
مكان الإقامة: دبــي
الجنس :
المشاركات: 114
الدولة : United Arab Emirates
افتراضي

للبلايا نهايات معلومة الوقت عند الله عز وجل فلابد للمبتلي من الصبر إلى أن ينقضي أوان البلاء


فإن تقلل قبل الوقت لم ينفع التقلل كما أن المادة إذا انحدرت إلى عضو فإنها لن ترجع ، فلا بد من الصبر إلى حين البطالة ، فاستعجال زوال البلاء مع تقدير مدته لا ينفع.فالواجب الصبر وإن كان الدعاء مشروعاً ولا ينفع إلا به إلا أنه لا ينبغي للداعي أن يستعجل بل يتعبد بالصبر والدعاء والتسليم إلى الحكيم ، ويقطع المواد التي كانت سبباً للبلاء ، فإن غالب البلاء أن يكون عقوبة.

فأما المستعجل فمزاحم للمُدَبِّرِ ، وليس هذا مقام العبودية وإنما المقام الأعلى هو الرضى والصبر هو اللازم.

والتلاحي بكثرة الدعاء نعم المعتمد ، والاعتراض حرام ، والاستعجال مزاحمة للتدبير فافهم هذه الأشياء فإنها تهون البلاء ))(1).اهـ
ــــــــــــــ
(1) ابن الجوزي ( صيد الخاطر )( ص135).
منقول من الجُنة من الجِنة

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13-11-2008, 06:11 PM
ibrahim111111 ibrahim111111 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 7
الدولة : Morocco
افتراضي

السلام عليكم.أيها المبتلى إدا استعصى عليك الداء فخير الدواء الصبر والرضى بالقضاء والتضرع إلى الله سبحانه بالدعاء فمهما عظم الداء فإن له الدواء.والله المستعان.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16-10-2009, 07:36 PM
هشام الهاشمي هشام الهاشمي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
مكان الإقامة: دبــي
الجنس :
المشاركات: 114
الدولة : United Arab Emirates
افتراضي رد: أخي أيها المبتلى .. لا تحزن (!)

إبراهيم

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

شكر الله لك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16-10-2009, 07:55 PM
الصورة الرمزية لوووووون الجوري
لوووووون الجوري لوووووون الجوري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 21
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: أخي أيها المبتلى .. لا تحزن (!)

جزيت خيرا شيخنا الفاضل
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21-10-2009, 12:03 AM
الصورة الرمزية فدى 1993
فدى 1993 فدى 1993 غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: بلد المليون ونصف المليون شهيد
الجنس :
المشاركات: 322
الدولة : Algeria
افتراضي رد: أخي أيها المبتلى .. لا تحزن (!)

بارك الله فيك شيخنا الفاضل
وجزيت عنا خير الجزاء
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23-10-2009, 03:26 AM
الصورة الرمزية مسامه اطلس
مسامه اطلس مسامه اطلس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 20
الدولة : Morocco
افتراضي رد: أخي أيها المبتلى .. لا تحزن (!)

أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيْبٍ اتمنى ذلك (مشكور اخ هشام الهاشمي موضوعك رائع)
__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24-10-2009, 07:57 PM
الصورة الرمزية البتار الساطع
البتار الساطع البتار الساطع غير متصل
معالج بالقرآن والرقية الشرعية والحجامة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: قطر
الجنس :
المشاركات: 5,475
الدولة : Qatar
افتراضي رد: أخي أيها المبتلى .. لا تحزن (!)

جزاك الله خيرا..
كلام طيب ..
في ميزان حسناتك بإذن الله .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24-10-2009, 11:31 PM
شوق اليالي شوق اليالي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: السعوديه
الجنس :
المشاركات: 12
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: أخي أيها المبتلى .. لا تحزن (!)

جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 25-10-2009, 03:09 AM
هشام الهاشمي هشام الهاشمي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
مكان الإقامة: دبــي
الجنس :
المشاركات: 114
الدولة : United Arab Emirates
افتراضي رد: أخي أيها المبتلى .. لا تحزن (!)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم جميعا



البلاء والصبر


((للبلايا نهايات معلومة الوقت عند الله عز وجل فلابد للمبتلي من الصبر إلى أن ينقضي أوان البلاء.



فإن تقلل قبل الوقت لم ينفع التقلل كما أن المادة إذا انحدرت إلى عضو فإنها لن ترجع ، فلا بد من الصبر إلى حين البطالة ، فاستعجال زوال البلاء مع تقدير مدته لا ينفع.فالواجب الصبر وإن كان الدعاء مشروعاً ولا ينفع إلا به إلا أنه لا ينبغي للداعي أن يستعجل بل يتعبد بالصبر والدعاء والتسليم إلى الحكيم ، ويقطع المواد التي كانت سبباً للبلاء ، فإن غالب البلاء أن يكون عقوبة.

فأما المستعجل فمزاحم للمُدَبِّرِ ، وليس هذا مقام العبودية وإنما المقام الأعلى هو الرضى والصبر هو اللازم.



والتلاحي بكثرة الدعاء نعم المعتمد ، والاعتراض حرام ، والاستعجال مزاحمة للتدبير فافهم هذه الأشياء فإنها تهون البلاء )) (1).اهـ
ــــــــــــــ
(1) ابن الجوزي ( صيد الخاطر )( ص135). الجُنة من الجِنة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 102.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 96.65 كيلو بايت... تم توفير 5.64 كيلو بايت...بمعدل (5.51%)]