مقتل أمير البررة ، وقتيل الفجر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 932 - عددالزوار : 120680 )           »          قواعد مهمة في التعامل مع العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مكارم الأخلاق على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تخريج حديث: أو قد فعلوها، استقبلوا بمقعدتي القبلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أسباب المغفرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القوي، المتين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مسألة تلبّس الجانّ بالإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2960 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-10-2008, 11:28 AM
flower3 flower3 غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
مكان الإقامة: في الشفاء
الجنس :
المشاركات: 455
افتراضي مقتل أمير البررة ، وقتيل الفجر

مقتل أمير البررة ، وقتيل الفجر
بقلم / أحمد بوادي
أحــســن زوج رآه إنــســـانُ ... رقية وزوجها عثـــــمـــــــان
ذو النورين ، وصاحب الهجرتين ، وزوج الإبنتين
من السابقين الأولين ، وأول المهاجرين
من جهز جيش العسرة وتصدق ببئر رومية
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد الستة أصحاب الشورى ، وأحد الثلاثة الذين خلصت لهم الخلافة من الستة ثم كانت فيه بإجماع
ثالث الخلفاء الراشدين ، والأئمة المهديين
صاحب الإحسان ومن أقام العدل بين الناس خير هذه الأمة بعد نبيها
وصحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين
من كانت الملائكة تستحي منه أنه الخليفة المظلوم
خلافته كانت ثنتي عشر سنة إلا اثنتي عشر يوما
مقتله ( رضي الله عنه )
قتل يوم الجمعة لثماني عشر خلت من ذي الحجة من سنة خمس وثلاثين وقيل ست وثلاثين
قيل عن عمر ثنتين وثمانين عام
ضحوا بأشمط ــ عجوزــ عنوانَ السجود به .... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
شهد التاريخ جرائم عظيمة يعجز الوصف عن تصوير تلك الجرائم وبشاعتها
ومن تلك الجرائم اللاإنسانية والتي خرجت عن المألوف ما تعرض إليه الخليفة المظلوم
عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه
وكلام علي رضي الله عنه لهؤلاء الأشقياء يجسد حجم المأساة التي تعرض لها عثمان رضي الله عنه
خاطبهم علي رضي الله عنه وأرضاه بقوله :
والله إن فارس والروم لا يفعلون كفعلكم هذا لهذا الرجل ، والله إنهم ليأسرون فيطعمون ويسقون .
ومع هذا كله فلم يقبل منه هؤلاء الحثالة تذكيره لهم في الله
وهو ابن عم رسول الله وأحد العشرة المبشرين بالجنة
وما له من منزلة في قلوبهم لكن الحقد غطى على كل ذلك وزيادة حتى
رموا عمامته بوسط الدار
حتى أن أم حبيبة رضي الله عنها جاءت ومعها خدمها وحشمها فمنعوها وكذبوها ونالوا منها حتى كادت أن تسقط عن بغلتها
وأم المؤمنين عائشة خشيت أن ينالوا منها كما نالوا من أم حبيبة إن هي
تدخلت وذهبت إليه بعد أن طلبوا منها ذلك
لم يبقوا لهم من الماء إلا ماكان يصلهم بالخفية من جيرانهم آل عمرو بن حزم
منعوا عنه الطعام والماء والخروج إلى الصلاة
حرقوا بيته ونهبوه
بلغ الأمر من فجورهم و حقدهم على أمير المؤمنين رضي الله عنه
أنهم أرادوا حز رأسه بعد قتله لولا صراخ النساء والصبية
شجوا رأسه حتى قطر دمه على المصحف الشريف
وأتاه آخر فضربه بالسيف على ثديه
ورمت امرأته نائلة بنت الفراصفة نفسها عليه وأخذت تصيح وتقول :
أيقتل أمير المؤمنين ، وأخذت السيف ، فقطع رجل يدها أو أصابعها
ورأس أمير المؤمنين مع المصحف فضرب رجل رأسه برجله ونحاه عن المصحف
وقال : ما رأيت كاليوم وجه كافر أحسن ولا مضجع كافر أكرم
وقيل دخل عليه عثمان أسود قبحه الله ضربه بحربة وبيده السيف صلتا
ثم جاء فضربه به في صدره حتى أماته
ثم وضع ذباب السيف في بطنه واتكى عليه وتحامل حتى قتله
وقيل أن محمد بن أبي بكر طعنه بمشاقص في أذنه حتى دخلت في حلقه وقيل الصحيح
أن الذي فعل ذلك غيره وأن محمد بن أبي بكر استحى ورجع حين قال له عثمان
لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها
كما ذكر أيضا ابن عساكر عن ابن عون أن كنانة بن بشر ضرب جبينه
ومقدم رأسه بعمود حديد فخر لجنبيه
وضربه سودان بعد أن خر لجنبه فقتله
كل هذه الروايات تدل على حجم المعاناة التي تعرض لها عثمان رضي الله عنه
وحجم المؤامرة التي كان يقودها هؤلاء الأشقياء
حتى أنهم لم يمتنعوا عن نهب بيته ، قالوا قبحهم الله :
أيحل لنا دمه ولا يحل لنا ماله !!!
فسرقوا بيت مال المسلمين الذي كان بجوار بيته
حاصروه في داره أربعين يوما على المشهور
وقيل بقي ثلاثة أيام لا يدفن حتى خرج نفر قليل من الصحابة ليدفنوه
لم يراعوا لعثمان رضي الله عنه حرمته أو صحبته لرسول الله
نسوا فضله وكرمه وجوده وبلاؤه
وما فتح الله على يديه من البلدان في خلافته
حتى طعنه أشقاهم بتسع طعنات قال قبحه الله :
ثلاث منهن فلله ، وست لما كان في صدري
هكذا قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه
وأما عن أسباب مقتل عثمان والخروج عليه
أن عمرو بن العاص كان واليا على مصر فعزله عثمان وولى بدلا منه عبد الله ابن سعد بن أبي السرح أخيه بالرضاعة
وسبب عزل عمرو بن العاص أن المصريين كانوا محصورين من ابن العاص مقهورين معه لا يستطيعون أن يتكلموا في الخليفة
فما زالوا يشكوه للخليفة حتى عزله وولى من هو ألين منه
وكان جماعة بمصر يبغضون عثمان وينقمون عليه عزله جماعة من علية الصحابة وتولية من دونهم
ولم يستتب الأمر لابن أبي السرح بسبب ذلك التأليب وما كان من ردة ابن أبي السرح
ومن ثم رجوعه للإسلام في عهد الرسول وقد هدر دمه لولا شفاعة عثمان له
وكان عبد الله ابن سعد أبن أبي السرح يقول :
بأنه كان يصرف رسول اللَّه حيث أراد عندما كان يملي عليه القرآن فكان يملي عليه ‏‏عزيز حكيم‏‏ فيقول‏:‏ أو ‏‏عليم حكيم‏‏ فيقول‏:‏ نعم‏.‏ كل صواب‏.‏ فلما كان يوم فتح مكة أمر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ بقتله، فتشفع له عثمان‏.‏
إلا أن ابن أبي السرح تاب وحسن اسلامه وكان على يديه فتح كبير
فأخذ الناس في الحديث عن هذا في مصر واستاء كثير من هذا التعيين، .
ولما كان عبد الله ابن أبي السرح مشغولا بقتال أهل المغرب وفتح بلاد البربر والأندلس وإفريقية
تآمر جماعة من ستمئة راكب من مصر يذهبون إلى المدينة في صفة معتمرين في شهر رجب لينكروا على عثمان رضي الله عنه
فتلاقهم علي رضي الله عنه بالجحفة وأنكر عليهم وبوخهم وكانوا يعظمون عليا رضي الله عنه
فلاموا أنفسهم وقالوا هذا الذي تحاربون الأمير بسببه
وقد لاموا على عثمان أشياء ذكروها له منها :
أنه حرق المصاحف وأتم الصلاة بمنى وولى الأحداث وأعطى بني أمية أكثر الناس ويمكن مراجعة ذلك والرد عليه من كتاب العواصم من القواصم
فأجابهم علي رضي الله عنه :
أن ما حرق من المصحف فإنما ما وقع الإختلاف فيه ، وأبقى المتفق عليه ، وإتمامه بالصلاة فقد تأهل بها ونوى الإقامة وأما تولية الأحداث فلم يول إلا رجلا سويا عدلا
وعتبوا عليه في عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر فقال عثمان أنه قام فيهما ما كان يجب عليهما
وعتبوا عليه ايوائه الحكم بن العاص وقد نفاه الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلى الطائف فذكر أنه نفاه ثم رده
ومن ثم أشار علي على عثمان أن يخطب خطبة فيعتذر فيما وقع وأدا للفتنة فاستمع عثمان له وخطب بهم وبكى وأبكى الناس
ثم جاءه مروان بن الحكم يعاتبه على تلك الخطبة وقال له : والله لإقامة على خطيئة يستغفر منها خير من توبة خوف عليها
فتراجع عثمان رضي الله عنه وقال قم فأخبر الناس فإني استحي أن أكلمهم بسبب تراجعه
فخرج إليهم مروان قائلا : جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا منا أخرجوا عنا ، أما والله لئن رميتمونا ليمرن عليكم أمر يسؤكم ولا تحمدوا غبه فارجعوا إلى منازلكم فرجعوا .
فعلم علي فغضب من عثمان بسبب تحوله عن رأيه
وعاتبته زوجته نائلة وقالت له :
إنك متى أطعت مروان قتلك ، ومروان ليس له عند الله قدر وهيبة ولا محبة فأرسل إلى علي فاستصلحه ، فإن له قرابة منك وهو لا يعصى
فأرسل عثمان إلى علي فأبى أن يأتيه وقال لقد اعلمته أني لست بعائد
فلما علم مروان بقول نائلة رجع إلى عثمان فلما أراد أن يتكلم مروان بنائلة اسكته وقال له عثمان : لا تذكرها بحرف فأسوء إلى وجهك ، فهي والله أنصح لي منك ، فكف مروان
ومروان ابن عم عثمان وكان مقربا منه
فلما علم المصريون بذلك أجمعوا أمرهم وتآلبوا على الرجوع بقصد الحج
فكاتبوا باقي الأمصار، مصر والكوفة والبصرة واجتمع نفر كبير فاقوا أهل المدينة
فلما رجعوا إلى المدينة صاح بهم علي وأبناء الصحابة
فرجع كل فريق إلى قومه وأظهروا أنهم راجعون إلى بلدانهم
ثم كروا عائدين إلى المدينة فكبروا وأحاطوا بها وأكثر الجيش عند بيت عثمان
ولا يدري أهل المدينة ما يريد هؤلاء أن يفعلوا وقالوا للناس من كف يده فهو آمن ولم يعلم أهل المدينة أن هؤلاء يبيتون قتل عثمان
خرج إليهم علي رضي الله عنه وأرضاه يؤنبهم هو والصحابة على رجوعهم
فقالوا وجدنا مع بريد كتابا بقتلنا وفيه خاتم عثمان وبغلته والبريد أحد غلمان عثمان
فسأل علي عثمان عن هذا فحلف أنه زور عليه ولا علم له به
فطلبوا عزل عثمان على أن يتركوه ، ويسلموا له مروان بن الحكم لتزويره على عثمان وعزل نوابه عن الأمصار فرفض
وكانوا قد سألوا عثمان بعزل ابن أبي السرح وتولية محمد بن أبي بكر وكان في الكتاب قتله
وقيل أن الذي فعل ذلك مروان بن الحكم
ورفض عثمان رضي الله عنه عزل نفسه وذكر حديث الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إن الله لعله يقمصك قميصا فإن أرادك أحد على خلعه فلا تخلعه
وقد طلب منه ابن عمر أن لا يستجيب لهم حتى لا يكون الأمراء لعبة بأيديهم
وقد رأى رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في المنام قال يا عثمان أفطر عندنا اليوم وكان صائما رضي الله عنه ذلك اليوم
طلب رضي الله عنه ذلك اليوم من الصحابة وأبنائهم وكانوا تقريبا سبعمئة رجل يحرسونه
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-10-2008, 11:35 AM
flower3 flower3 غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
مكان الإقامة: في الشفاء
الجنس :
المشاركات: 455
افتراضي

أن يتركوه ويرجعوا إلى منازلهم وعزم عليهم الأمر رجاء موعوده في بشرى المنام التي رآها وشوقا إلى الرسول وليكون خير بني آدم حيث قال : إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار ، وذلك جزاء الظالمين
وحصل ما أراد رضي الله عنه فقتل مظلوما شهيدا
قد يقول قائل كيف قد قتل عثمان رضي الله عنه وكان فيها جماعة من الصحابة
قال ابن كثير جوابه من وجوه
أحدها : أن كثيرا منهم بل وأكثرهم لم يكن يظن أنه يبلغ الأمر إلى قتله لأن هؤلاء القوم لم يكونوا يطالبون بقتله بل طلبوا إما عزله أو تسليم مروان بن الحكم أو قتله فكانوا يرجون أن يسلم إلى الناس مروان أو يعزل نفسه وأما القتل فما كان يظن أحد أنه يقع ولن يجترؤوا عليه
الثاني : عندما هجموا عليه جاء الصحابة ومانعوا دونه أشد الممانعة ولكن لما كان عثمان قد صرفهم ولم يبق أحد وطلب أن يغمدوا اسلحتهم تمكن أولئك مما أرادوا
الثالث : أن أكثر أهل المدينة كانوا قد ذهبوا للحج ولما عرف هؤلاء أن عثمان قبل ذلك
طلب من معاوية وبعض الأمصار حمايته قبل رؤيته للمنام استعجل هؤلاء في قتله
قبل أن تصل الجيوش لنصرته
الرابع : أن عددهم كان يفوق الألفي مقاتل ولم يكن في المدينة ذلك العدد آنذاك فقد كانوا بالحج والثغور والجهاد
فرحم الله رحمة واسعة ورضي الله عنه
وقد انتقم الله ممن قتله
لم تنته الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله وأرضاه لأن هناك من الصحابة أخذ يطالب بالثأر من دم
عثمان
فلما تمت البيعة لعلي رضي الله عنه وأرضاه استأذن طلحة والزبير عليا في الخروج
إلى مكة وكانت عائشة رضي الله عنها بمكة لأن زوجات الرسول وهن عائدات من الحج
في الطريق إلى المدينة سمعن بمقتل عثمان بالمدينة فطلبن الرجوع من الطريق إلى مكة
فرارا من الفتنة ولما حصل لأم حبيبة من من إهانة لما أرادت ايصال الماء إلى عثمان
وهرب عبد الله بن عامر عامل عثمان رضي الله عنه إلى مكة وكذلك يعلى بن أمية
فاجتمعوا جميعهم بمكة ومعهم مروان بن الحكم واجتمعت بنو أمية هناك
وأخذوا بالمطالبة بالثأر من دم عثمان رضي الله عنه وتجهزوا بالمال وركبت عائشة جملا
اشتراه يعلى بمئتي دينار وخرجت عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة ومعهم ما يزيد على ستة عشر ألف رجل فجاؤوا إلى ماء الحوأب
ونبحت كلابه فقالت عائشة ما أظنني إلا راجعة قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب فقال لها الزبير ترجعين ؟ وعسى الله أن يصلح
بك بين الناس
قال شيخ الإسلام رحمه الله : إن عائشة رضي الله عنها لم تقاتل ولم تخرج لقتال وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبين لها بعد ذلك ترك الخروج فكانت كلما ذكرت تبكي حتى تبل خمارها
فلما علم ذلك علي وعدّ هذا خروجا لطاعته صار بجيش من الكوفة إلى البصرة
بعد أن وصل الإمام علي إلى البصرة، مكث فيها ثلاثة أيام و الرسل بينه و بين طلحة و الزبير و عائشة، فأرسل القعقاع بن عمرو اليهم فقال للسيدة عائشة :أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟ فقالت:أي بني الإصلاح بين الناس. فرجع إلى الإمام فقرر أن يرحل في اليوم الذي يليه على ألا يرتحل معه أحداً من قتلة عثمان، فاجتمع رؤوس السبئية و مثيري الفتنة و قرروا أن يهاجموا جيش أهل المدينة و يثيروا الناس عليهم فيفلتوا بهذا بفعلتهم
جاء في تاريخ الطبري : لمّا تم الصلح بين علي و طلحة و الزبير و عائشة رضوان الله عليهم أجمعين خطب علي رضوان الله عليه عشية ذلك اليوم في الناس وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة وأن الله جمعهم بعد نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على الخليفة أبا بكر ثم بعده عمر بن الخطاب ثم على عثمان ثم حدث هذا الحدث الذي جرّه قتلة عثمان وقال: ألا وإني راحلٌ غداً فارتحلوا ولايرتحلنّ غداً أحدٌ أعان على عثمان بشيءٍ في شيءٍ من أمور الناس وليُغْن السفهاء عني أنفسهم
وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة
وباتوا يتشاورن، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس، فنهضوا من قبل طلوع الفجر، وهم قريب من ألفي رجل، فانصرف كل فريق إلى قراباتهم، فهجموا عليهم بالسيوف، فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم، وقام الناس من منامهم إلى السلاح، فقالوا: طرقتنا أهل الكوفة ليلاً، وبيتونا وغدروا بنا، وظنوا أن هذا عن ملأ من أصحاب علي، فبلغ الأمر علياً فقال: ما للناس؟ فقالوا: بيتنا أهل البصرة، فثار كل
فريق إلى سلاحه، ولبسوا اللأمة، وركبوا الخيول، ولا يشعر أحد منهم بما وقع الأمر عليه في نفس الأمر، وكان أمر الله قدراً مقدراً، وقامت على الحرب على ساق وقدم، وتبارز الفرسان، وجالت الشجعان
فنشبت الحرب، وتواقف الفريقان، وقد اجتمع مع علي عشرون ألفاً، والتف على عائشة ومن معها نحوا من ثلاثين ألفاً،
فإنا لله وإنا إليه راجعون، والسابئة أصحاب ابن السوداء قبحه الله لا يفترون عن القتل، ومنادي علي ينادي: ألا كفوا ألا كفوا، فلا يسمع أحد
انتهى القتال و قد قتل طلحة بن عبيد الله بعد أن أصابه سهم في ركبته - و قيل في نحره - و قد حزن الإمام علي كثيراً لمقتله فحين رآه مقتولاً جعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: عزيزٌ عليّ أبا محمد أن
أن أراك مجندلاً تحت نجوم السماء ثم قال: إلى الله أشكوا عُجري وبُجري وبكى عليه هو وأصحابُه
و قتل الزبير بن العوام و لمّا جاء قاتل الزبير لعله يجدُ حظْوةً ومعه سيفه الذي سلبه منه ليُقدّمه هديّة لأمير المؤمنين حزن عليه حُزْناً شديداً وأمسك السيف بيده وقال: طالما جلّى به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال :بشر قاتل بن صفية النار ولم يأذن له بالدخول عليه
أما عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : فقد قال رسول الله لعلي(سيكون بينك وبين عائشة أمر، قال عليّ فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال: لا ولكن إذا كان ذلك فاردها إلى مأمنها)
قال الإمام أبوبكر بن العربي المالكي:
ولما ظهر علي - - جاء إلى أم المؤمنين - ا- فقال: (غفر الله لك) قالت: (ولك, ما أردتُ إلا الإصلاح). ثم أنزلها دار عبد الله بن خلف وهي أعظم دار في البصرة على سنية بنت الحارث أم طلحة الطلحات،
وزارها ورحبت به وبايعته وجلس عندها. فقال رجل: يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر القعقاع بن عمرو أن يجلد كل منهما مئة جلدة وأن يجردهما من ثيابهما ففعل
ثم ردها إلى المدينة معززة مكرمة كما أمر الرسول
ثم كانت معركة صفين بعدها بين جيش علي ومعاوية
علي يطالب بالبعة ومعاوية يطالب أولا بالثأر من دم عثمان
طالب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب معاوية بالبيعة، فيما طالب معاوية عليا ً- رضي الله عنهما - بالقصاص أولاً من قتلة عثمان ثم تكون البيعة. وأصر علي على أن تكون البيعة أولاً. ومع احتدام الموقف توجه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب إلى الشام مع جيشه (عدده 135 ألفا) لأخذ البيعة من معاويه والذي بدوره أرسل جيش من دمشق(عدده 90 ألفا) أقام في صفين وتقابل الجيشان هناك وفام بينهما قتال شديد كان يستمر يوميا من بعد صلاة الفجر إلى نصف الليل وقتل فيه ما بقارب 70 ألفا وكانت تسعين وقعة في م
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.65 كيلو بايت... تم توفير 2.15 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]