حُسن الخُلق،فضله وأثرُه

[غربة روح]

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

*أخي المسلم:اِعلم أنّ الأخلاق الكريمة والصفات الحسنة لها اِعتبار في دين الله تعالى.وإذا كانت العلاقة بين الخالق والمخلوق تبنى على الإيمان والإخلاص والمتابعة،فإنّ علاقات المخلوقين فيما بينهم تبنى أغلبها على أساس الأخلاق والسلوك؛لذا أخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ البر حسن الخلق.وكان يقول "إنّ من خياركم أحسنكم أخلاقا" [متفق عليه] وأخبر عليه الصلاة والسلام أنّ حُسن الخلق أفضل مااُعطِيَ المسلم،فعن أسامةبن شريك قال:قالوا: يا رسول الله! ما أفضل ما اُعطِيَ المرء المسلم؟ قال:حُسن الخلق [أخرجه أحمد].

*فحسن الخلق هو سبب للقرب من الله تعالى ونيل مَحبّته،فعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ أحبّكم إلى الله وأقربكم منّي أحاسنكم أخلاقا..." وقال عليه الصلاة والسلام:"أحبّ الناس إلى الله أحسنهم خُلُقاً" [أخرجه أحمد].

*وحُسن الخُلق كذلك طريق يوصل إلى كمال الإيمان: قال عليه الصلاة والسلام: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقا".

*الأخلاق الحسنة ينال صاحبها من الثواب والأجرما يُعادل درجة الصائم القائم مع أنّه قد لايكون مجتهدا في نوافل العبادات لكنّه أدرك ذلك بخُلقه؛يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنّ المؤمن ليدرك بخلقه درجة الصائم القائم" [أخرجه داود].

*والأخلاق الحسنة تثقل ميزان العبد في وقت يكون أحوج ما يكون إلى ما يثقل موازينه،قال عليه الصلاة والسلام:"ماشيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلق حسن".

*واعلم أخي المسلم بأنّ حسن الخلق كذلك من أقوى الأسباب التي تُدخل الجنة فقد سُئل النبيّ عليه الصلاة والسلام؛ما أكثر ما يُدخل الناس الجنة؟ فقال"تقوى الله وحسن الخُلق".

*ويُعطى صاحب الخُلق الحسن بيتا في أعلى الجنة جزاءً لترقِيه في معالي الأخلاق ومكارمها فقد روى أبو أمامة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنا زعيم ببيت في رَبص الجنة لمن ترك المِراء وإن كان محقا،وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا،وبيت في أعلى الجنة لمن حسُن خلقه" فهنيئا لمن جمع هذه البيوت كلها.

أخي في الله:هذا وزن حسن الخلق في دين الله،وهذه حدود الأخلاق الحسنة وصفاتها.فليَزن كلّ منّا أخلاقه بميزاتها،فمن كان سيء الخلق فليحسن خلقه،ومن كان ذا خلق حسن فليحمد الله ويسأله الثبات.

أخي في الله:كم يحتاج الناس منا إلى حسن الخلق!! إنّنا لن نسع الناس بأموالنا ولابجاهنا ولكن يسعهم منّا حسن أخلاقنا.
لايريد من يتعامل معنا إلاّ الكلمة الطيبة،والإبتسامة الجميلة،والتعامي عن الهفوة،وتلمس العذر.

أخي المسلم:عامل الناس كما تحب أن يعاملوك به،واعلم بأنّه لايبقى للعبد في الدنيا إلا الذكر الجميل. فكن حسن الأخلاق مع الناس حتى تنال محبة الله تعالى ومحبتهم؛وحتى تذكر بخير حيّا وميتا.

اللّهم كما حسنت خلقنا فحسّن أخلاقنا؛
اللهم صلّ على محمد وآله وأصحابه أجمعين،
والحمد لله رب العالمين.
منقول باختصار