|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() علاقة الداعية بالناس، وبالمحيط الذي يعمل فيه من أهم القضايا التي يجب عليه أن يفهمها ويستوعبها، ولقد تفاوتت نظرة الدعاة إلى تلك العلاقة، فرأينا من يرى نفسه فوق الناس، وينظر إليهم نظرةً دونيةً فهم في نظرِه خاطئون أو عصاة، ومنهم من ارتفع بمكانته فوق البشر، فهم أمامه كفار مشركون أو مرتدون، حادوا عن طريق الله، ومنهم من نظر إلى العالم نظرةً متشائمةً، فالناس عادوا إلى الجاهلية الأولى أو أشد منهاولقد أثرت تلك الأحكام المتشائمة على سلوك بعض الدعاة، فانعزلوا عن المجتمع، ولم يتحملوا عبء الإصلاح المطلوب، وهاجر البعض منهم يبحثون عن ملاذ آمن، واتخذ البعض القليل خطةً للعودة بعد الهجرة لفتح البلاد، وانصياع العباد لما يراه الحق، وهناك من آثر طريق الخلاص الفردي بالانقطاع إلى العبادة والتصوف وهجر الناس إلا من رحم الله.وإذا نظرنا إلى الكلمات المضيئة التي قالها الإمام الشهيد حسن البنا في الفقرات الأولى من رسالة دعوتنا وهي من أولى الرسائل التي كتبها للإخوان المسلمين على درب الدعوة، فإنك تجد هذه العبارة مكونةً من 3 جمل:
الأولى: نعمل للناس. الثانية: في سبيل الله. الثالثة: أكثر مما نعمل لأنفسنا. والكلمة الأولى تدلك على الطريق الذي اخترته كداعية في ركب الجماعة المجاهدة، فأنت لا تعمل لمجرد الخلاص الفردي والنجاة بنفسك، ولكنك تعمل من أجل الناس، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)﴾ (النساء). وهذا يقتضي منك مخالطة الناس والصبر على ما يلحقك من أذى نتيجة هذه المخالطة، وهذا يحتاج منك أن تتلطَّف بالناس، ولا تطالبَهم بالعزائم من الأمور، ولكنك تقبل منهم أعذارهم، وإذا أخذت نفسك بالعزيمة تزكيةً لنفسك فلا تتصوَّر أنهم سيأخذون أنفسهم بنفس العزيمة. وهذا يتطلَّب التدرُّج في إصلاح النفوس، فأنت لا تريد نقل الناس من الكفر إلى الإيمان، ولا من الشرك إلى التوحيد، كما يغالي البعض من الدعاة، ولكنك تعامل الناس على أنهم مسلمون، تريد إصلاحهم ليزدادوًا إيمانًا أو لتوقظ الإيمان المخدَّر في نفوسهم.. هدفك هو هداية البشر إلى الحق وإرشاد الناس إلى الخير، وبذلك يتضح لك أن طريقك هو الهداية والإرشاد وليس مجرد زيادة عدد الدعاة أو ضمّ أفراد جدد إلى ركب الجماعة، وعليك أن تمزج بين الدعوة العامة للهداية والإصلاح وبين الدعوة الفردية للاصطفاء والانتقاء، وألا تستغرق في الثانية على حساب الأولى. والكلمة الثانية.. في سبيل الله، تصحِّح وجهتَك ونيَّتك، فأنت لا تطلب إلا وجه الله بعملك، وتتحمَّل الأذى، وتصبر على المخالطة ابتغاء مرضاة الله، وتحتسب ما تلقاه في هذا عند الله تعالى، لا تريد مالاً ولا جاهًا ولا منزلةً أو مكانة عند الناس، وهذا من أصعب الأمور على الدعاة أن يجددوا النية باستمرار، وأن يصحِّحوا العلاقة مع الناس لتستقيم مع الله وشعارهم هنا دعاء الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون"، فهم يعتذرون للخاطئين بجهلهم، ويطلبون المغفرة لمن تسبَّب لهم بالأذى وفي كل ذلك يقصدون وجه الله العظيم. والكلمة الثالثة.. أكثر مما نعمل لأنفسنا، توضح أيها الحبيب أنك تعمل بين طريقتين، فأنت تصلح نفسك وتدعو غيرك، وإصلاح نفسك لا يكون بالعزلة والانطواء، بل يكون بالمخالطة وغشيان مجتمعات البشر من أجل الإصلاح، وجهدك في العمل مع الناس يستحق أن يزيد على جهدك مع النفس لتستقيم على أمر الله، وإذا عكفت على تهذيب نفسك فإنك تقصد بذلك أن تكون قدوةً حسنةً بين الناس، وتوجِّه نيتَك إلى الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)﴾ (سورة الأحزاب)، ولقد علم الله تعالى نبيه- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وربَّاه على أنَّ زاد الليل إنما هو لسعي النهار، وزاد الليل هو بين العبد وربه، أما سعي النهار فهو مع الناس ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً (6)﴾ (المزمل). هذه كلمة من الكلمات المضيئة التي قالها الإمام الشهيد حسن البنا، تُنير دربَ الدعاة إلى الله في كل مكان؛ ليتعلموا حقيقة العلاقة مع الناس، فنحن لا ننافسهم على الدنيا، ولا نريد لهم إلا الخير، ونقبل منهم إسلامهم البسيط، ونعمل من أجل تصحيح سلوكهم ليتطابق مع مقتضى الإسلام، ونسعى إلى حشدهم لتأييد منهج الإصلاح على أسس الإسلام العظيم، ونتحمَّل في سبيل ذلك كله العنَتَ والتضييقَ، ونصبر على ما يلحقنا من أذى أو تكدير، ونجعل ذلك كله ابتغاءَ مرضاة الله في سبيل وجهه الكريم، لا لنزدادَ بهم عددًا ولا لنحظَى عندهم بمكانة أو نفوذ، ولا لنطلب منهم أجرًا أو مالاً.. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. |
#2
|
||||
|
||||
![]() جزاكي الله خيراما تيسر من سورة الأنفال
ضمن التلاوات المختارة مع القارئ الشيخ ناصر القطامي ![]() ![]() << رابط جودة عالية مميزة >> << رابط جوال جودة عالية >> << رابط جوال جودة متوسطة >> << رابط فلاش >> ========== نسأل الله لنا ولكم العلم النافع و العمل الصالح ========== ================================ هذه المواد للنشر فى كل مكان واحتساب الأجر ولا نريد نسبها لأحد ولكن رجاء عدم تغيير محتواها ونسألكم الدعاء لمن كان سبب فى نشر هذه المواد بظهر الغيب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" [ رواه مسلم ] قال النووي (رحمه الله): "دل بالقول، واللسان، والإشارة، والكتابة" |
#3
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اخي الحبيب على الطرح المبارك ونسأل الله تعالى ان ييسر امورنا للدعوة في سبيل الله تعالى بالتوفيق |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |