|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قرأت كتاباً أو كتيباً بعنوان (الاختلاف :أسسه وآدابه ) فوجدت فيه الدواء لداء أدواء أمتنا الإسلامية في هذا الزمان وهو الإختلاف.،.فأحببت أن أعرضه عليكم لتعم الفائدة بإذن الله تعالى ...
وها أنا أضعه بين أيديكم ملخصاً وموجزاً ...أرجو أن تجدوا فيه ماوجدت من أجوبة لأسئلة كانت تراودني ،وفائدة وخير بإذن الله الكريم إن الاختلاف سنة كونية في خلق الله ،وليس مظهراً سيئاً ،وهو آية من آيات الله ، وإن الفرد الواحد مهما كان عظيماً وعلا شأنه ،قد يختلف حاله ورأيه بين وقت وآخر ،وقد يرى في وقتٍ الخيرَ في أمر ،ثم يرى خيراً منه في وقت آخر.وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى الخير في شيء ثم يرى خيراً منه في وقت آخر ،فيغير موقفه ويغير عمله. وإذا كان الإسلام يجمع ولا يفرق ،بل إن مبادئه وتشريعاته تقتضي بأن يعيش المسلمون في مجتمعاتهم مع غير المسلمين حياةً تُضمن فيها الحقوق وتُراعى فيها الحرمات ،فلماذا يؤدي الإختلاف باسم هذا الدين الحنيف ،بين بعض المسلمين ،إلى التنافر والخصومة وانتهاك حرمة بعضهم بعضاً؟؟ الجواب على ذلك : إن السبب هو ابتعاد منهم عن الإسلام الحقيقي ،إما بغلبة الأهواء ،وإما بسبب الجهل بأسس الإختلاف المشروع وآدابه. فما هي الأسس والآداب الشرعية التي نسلم بها من شرور الاختلاف ويكون اختلافنا نافعاً بنّاءً يرضى به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؟؟؟ أسس الإختلاف المشروع الأساس الأول: الوقوف عند نصوص القرآن والسنة وعدم مخالفتها.فقد قال تعالى : "وماكان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " الأساس الثاني: الإلتزام بما أجمعت عليه الأمة،لأن الله تعالى تكفل بحفظ دينها فلا تجتمع على ضلالة. الأساس الثالث:الإلتزام بالمنهج العام الذي كان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار وخصوصاً ماكان عليه الخلفاء الراشدون في سنتهم العامة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم وقاية لنا عندما تكثر في الأمة الاختلافات.حيث قال : "وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة،فمن أدرك ذلكمنكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ،عضوا عليها بالنواجذ". الأساس الرابع: أن لايؤدي الإختلاف إلى التنازع والشحناء والبغضاء،فقد تذهب هذه البغضاء بدين العبد وتستأصله ولاتُبقي منه شيئاً ،وقد سماها الرسول صلى الله عليه وسلم الحالقة،حيث قال : "دب إليكم داء الأمم قبلكم:الحسد والبغضاء ،هي الحالقة ،أما إني لا أقول تحلق الشعر ،ولكن تحلق الدين ". الأساس الخامس:الحوار الهادئ اللطيف ،فالله تعالى نهانا أن نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ، فالمسلمون طبعاً أولى بذلك "ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " الأساس السادس: فتح باب النقد البناء ،وعرض الرأي ...وعلى هذا ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وهذه التربية تشجع الإنسان على إبداء رأيه فلا يجد أي حرج من ذلك ولايتردد .وهذا تطبيق عملي لقوله تعالى : "وشاورهم في الأمر ". الأساس السابع:الالتزام بفقه الإنكار...فالنهي عن المنكر له قواعد أهمها: 1- لا إنكار في مسائل الإجتهاد التي يختلف فيها العلماء، فلا ينكر مجتهد على مجتهد. 2- أنه لاينكر مقلِد على مقلِد. 3- أن المسائل التي يُحتاج فيها إلى نظر المجتهدين لاينهى عن المنكر فيها إلا العلماء الذين تيقنوا أنها أمور منكرة ولا خلاف فيها. الأساس الثامن: لايجوز الإحتهاد في مسألة إلا لمن تحققت فيه أهلية الإحتهاد ،وباب الإجتهاد لم يغلق ولكن من لم تتحقق فيه أهلية الإجتهاد يحرم عليه أن يجتهد لأنه يقول على الله تعالى مالم يعلم. قال تعالى : "قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها ومابظن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" آداب الإختلاف المشروع الأدب الأول :أن يعذر المختلفون بعضهم بعضاً ،فما زال الراسخون في العلم منذ عصر الصحابة رضوان الله عليهم إلى يومنا هذا يستفتيهم الناس فيجيب هذا بالتحريم ،وهذا بالإباحة ،فلا يعتقد المُبيح أن المُحرِم هلك ،ولا يعتقد المُحرِم أن المُبيح هلك. وقد ذكر الإمام أحمد بن حنبيإسحاق بن راهوية وقال : "لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق ،وإن كان يخالفنا في أشياء فإن الناس لم تزل يخالف بعضهم بعضاً " الأدب الثاني :الإنصاف ،الذي من جوانبه أن يحمل الناس تصرفات إخوانهم على الخير إذا كانت تحتمل الخير والشر ،وعلى المعصية إذا كانت تحتمل كونها معصية أو كفراً. ولو أن المسلم أخطأ في معاملته لإخوانه فأثبت لهم صفات الخير فإنه أهون من أن يخطئ في لإثبات صفات الشر ،وكذلك من كان ظاهره الإيمان فالخطأ في إثبات الإيمان له أهون من الخطأ في تكفيره. قال صلى الله عليه وسلم : "ومن دعا رجلاً بالكفر،أو قال :عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه "..ومعنى حار:رجع. الأدب الثالث: الأخذ بالظاهر وعدم الدخول في نيات الناس ،فالله هو الذي يتولى السرائر. الأدب الرابع: عدم الإنشغال بتتبع عيوب الآخرين ،وسرد أخطائهم ،وهذا من صفات المنافقين ...ولقد توعد الله تعالى من يغتابون الناس ،كما توعد على الكبائر الأخرى ،والموفق من يهتم بكف لسانه عن أعراض الآخرين كما يهتم بالبعد عن الكبائر الأخرى. الأدب الخامس: جعل أعظم الاهتمام بالأمور المتفق عليها ،وترجيح الجوانب العملية على الإنشغال بالأمور المختلف فيها ،وعن كثرة الجدل فيها..فقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منه فقال : " ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل" . سلبيات التطبيق الخاطئ للاختلاف 1- أن يقطع الإنسان برأيه في الأمور التي فيها مجال للاجتهاد والإختلاف. 2- أن يؤدي اختلاف الرأي إلى القطيعة والهجر والتنازع ،حتى يتوهم بعض الإخوة أن من يخالفه الرأي ضد له وندّ،والحقيقة قد تكون على عكس ذلك،فيكون المخالف في الرأي من أكثر الناس وداً لمن يخالفه وحرصاً على مصلحته. 3- أن تتحول مناقشة الآراء ورد وجهات النظر الأخرى إلى تناول الأشخاص ،فبدلاً من الحوار الموضوعي وتناول الفكرة بالدراسة يكون التركيز على إسقاط قائلها والنيل منه بتجريحه واتهامه بنيته!! 4- الابتعاد عن مقتضيات الأخوة عند الحوار ،من الاحترام والهدوء والمجادلة بالتي هي أحسن ،وأن يتحول الحوار إلى عنف وسب وسخرية وتنابز بالألقاب. 5- أن يُغرّ الإنسان برأيه ويستصغر كل رأي سواه ،وهذا من صفات أهل الإستبداد كفرعون وأمثاله ،أما أهل الحق فإنهم يستصغرون أنفسهم ولايغرون بعلمهم ،همهم ظهور الحق ليتبعوه ،ولايبالي أحدهم بمن يظهر الحق على يديه،ويتوقع ظهور الحق ممن يخالفه في الرأي ولو كان أقل منه علماً أو أصغر منه سناً... ومن أروع ماقيل بهذا الخصوص قول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : " ماناظرتُ أحداً قط إلا أحببت أن يُوفق ويُسدد ويُعان ،ويكون عليه رعاية من الله وحفظ ،وماناظرتُ أحداً إلا ولم أبالِ بيّن الله الحق على لساني أو لسانه ". 6- السطحية والتسرع في الحكم على الآراء والأشخاص في الأمور التي يُحتاج فيها إلى رؤية وتأمل ،والحكم على آراء الأشخاص بأنها خاطئة ومخالفة للحق والسنة . بعد كل ماسبق ،لابد لمن يبغي رضوان الله تعالى عندما يختلف مع أخيه ويحاوره من الإعتماد على هذه الأسس والضوابط التي يكون الإلتزام بها سلوكاً في طريق المتقين.،وتكون المخالفة لهذه الأسس سلوكاً في غير طريق المتقين وتؤدي إلى عواقب سيئة ،أقبحها التفرق والبغضاء التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم : "إياكم وسوء ذات البين ،فإنها الحالقة " فالدين دين الله ،والكلام فيه أمانة في أعناق رؤؤس هذه الأمة الذين يتكلمون في دين الله تعالى فيسمع كلامهم.. وإذا ظن المتكلم في الدين أنه حر فيما يتكلم فليتذكر أن حريته ليست مطلقة ،وأنه مسؤؤل عن صحة كلامه وعما يتركه كلامه من الآثار ..قال تعالى: "إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ماقدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين " . منقول بتصرف عن كتاب "الإختلاف ..أسسه وآدابه " للشيخ :اسماعيل المجذوب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |