ادخل وابحث عن نفسك بين الأحياء

[ابو عبدالرحمن المص]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد :

فإني لما قرأت موضوع الاخ ( الأخت) اسلام اليوم وغد

بعنوان ادخل و ابحث عن نفسك بين الموتي...!!!

وكان موضوع بحق جيد ،اردت في المقابل أن اشارك

بموضوعي هذا لعل الله ينفع به

فالموت نوع من خلق الله تعالى وضده الحياة

والحياة نوعان حياة يحياها الأخيار وحياة يحياها الأشرار

أما الحياة التي يحياها عباد الله الأخيار فهي الحياة الطيبة

التي قال فيها تعالى :

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النحل:97]

قال بن كثير في تفسيره :

هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا -وهو العمل المتابع

لكتاب الله تعالى وسنة نبيه (2) من ذكر أو أنثى من بني آدم،

وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وإن هذا العمل المأمور به مشروع

من عند الله -بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه

بأحسن ما عمله في الدار الآخرة.

والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت. وقد

روي عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال

الطيب.

نسأل الله أن يجعلنا منهم

أما حياة عباد الله الأشرار ( هم عباد لله شائوا ام أبوا ) فهي

حياة الآنعام والعياذ بالله كما قال تعالى

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ } [ محمد : 12]

ذكر العلامة السعدي في تفسيره
أنهم وُكِلُوا إلى أنفسهم، فلم يتصفوا بصفات

المروءة، ولا الصفات الإنسانية، بل نزلوا

عنها دركات، وصاروا كالأنعام، التي لا عقل

لها ولا فضل، بل جل همهم ومقصدهم التمتع

بلذات الدنيا وشهواتها، فترى حركاتهم

الظاهرة والباطنة دائرة حولها، غير متعدية

لها إلى ما فيه الخير والسعادة،

نعوذ بالله من الخذلان

أسأل الله العظيم أن يجعل ما كتبناه وما قرأناه زادا لنا في حسن المسير إليه وعتادا ليُمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى اللهم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم