|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() منذ هدم الجدار الحدودي بين قطاع غزة ومصر، لم يعد من السهل اللهاث وراء الأحداث والتغييرات المتلاحقة، سواءً على مستوى القاع في أرض الواقع، أو على مستوى القمة في عالم السياسة، وبخصوص التغيير الاجتماعي الجذري في الوعي القابع بينهما. ما الذي يحدث حقاً في غزة؟ لطالما نظرت لغزة على أنها محور تاريخي رئيسي يتجاهله كل "القادة الفاتحين المعاصرين" فينالوا الهزيمة المريرة على صخور شواطئه. في غزة يسكن مليون ونصف إنسان صنعت السياسة "الإسرائيلية" السادية وكثرة التغييرات الاجتماعية المتتابعة من كل منهم معجزة متحركة. في غزة تسكن المعجزات الغارقة في المثالية، والمعجزات الغارقة في العهر والرذيلة، والمعجزات المتفانية في بذل الروح، و المعجزات الهاربة من الموت، والمعجزات التي تقدم أبناءها للموت بكامل الرضا، والمعجزات التي تبيد أمة ليحظى أبنائها بمجموعات أسهم أكثر في مؤسسات مساهمة تنتظر ربحاً لا مثيل له، أو سلطة وهيمنة تقبض على الرأس لتعصر القدمين. وكل هذه المعجزات باتت مصدر قلق مزمن "لإسرائيل"، حتى الزواج في غزة بات مقلقاً لهم، لما ينطوي عليه من إمكانية تفريخ معجزات جديدة ذات خواص غير متوقعة. في غزة خرجت جميع المخططات عن مسارها لأن المخططين لم يحسبوا حساباً للمكون الحياتي الأساسي فيها، العنصر المتفجر إكس. في غزة هذه يتغير قدر فلسطين فجأة، وتندفع الصخرة من أعلى الجبل، ولا يعرف أحد إن كانت تتجه لتحطم الصورة الزجاجية، التي رسمتها أمريكا و"إسرائيل" للشرق الأوسط، أم أنها تتجه نحو رؤوس الرؤوس لتفتتنا أكثر. فجأة نشعر أننا بحاجة لأن يفكر العرب بنا بشيء من الجشع، ويحاولوا أن يحتضنونا ليأكلونا ولا نعود لرحمة "إسرائيل" ثانية. نحن نعرف أننا لا تهضمنا أمعاء؛ نعرف أننا سنقوم بالهجرة التي نجيدها نحو الرحم وننمو وننمو ونعود لنولد كباراً. أوليست غزة منطقة المعجزات؟ وهذه إحدى كراماتنا نحن الغزيين؛ نحن دائماً نُبعث من رمادنا، فكلونا أرجوكم. في غزة يصبح كل شيء أكثر غلاءً مما كان؛ تصبح الكوسا بسعر التفاح، والتفاح يصبح رفاهية لا داعي لها، ويتم ترشيح الكوسا أيضاً للانضمام لقائمة ما لا داعي له، فيحتج الكيوي وتضرب الجلاكسي. وفي غزة عانى مؤخراً معظم التجار القدامى والتجار المستجدين من ذبحات صدرية وسكتات قلبية وشلل نصفي؛ لأنهم احتكروا فخسروا، أو اشتروا العتبة الخضراء من العريش وعادوا بالخيبة، أو أراد القدر أن تكسد بضاعتهم أمام البضاعة المتبركة من هواء مصر أو المعمدة بماء النيل. وفي غزة يجلس المزارعون كل ليلة ليقوموا بحسابات خسائر الصقيع وأرباح الخضار؛ ويحاولون عبثاً التكهن بحالة الطقس، ليحلموا بأن تسدد أرباح القطفة القادمة هامش الخسائر الكبير. وفي غزة بدأت أسماء جديدة تلمع في السوق وباتت محلات كثيرة معروضة للإيجار لإفلاس أصحابها المعروفين. في غزة تعودت النساء على البرد والعتمة، واعتادت أيديهن الغسيل اليدوي، واعتاد أبنائهن الدراسة على ضوء الكاز والغاز إن توفر. وفي غزة بدأت موجة الزوابع الزوجية تهدأ وأصبح الأزواج أقل صراخاً، وباتت الزوجات أقل تبرماً، وسجلت معدلات المواليد زيادة ملحوظة!! وشهدت المناطق الغزية لم شمل قدري لكل المخطوبين المشتتين بين غزة وبلاد الله، ولاحظ أصحاب صالات الأفراح ارتفاع غير طبيعي، في عدد الحجوزات لحفلات الزفاف، في هذا الوقت من الشتاء والحصار. في غزة تختلط دموع الألم مع زغاريد الفرح وصرخات العويل مع صرخات البهجة؛ في غزة ما زال الناس يستطيعون أن يفرحوا ويعشوا برغم أنف الموت. في غزة تمتلئ البيوت بالضيوف الذين طالما اشتاقت لهم، وتغني أصوات من أرض الكنانة لفلسطين، فتبكي السماء أياماً، ربما فرحاً وربما ألماً وربما طرباً، ثم تشرق الشمس لتطأ الأقدام المحملة بتراب مصر تراب غزة فيتعانقان. وتتبادل بعض العيون نظرات ذات مغزى، فتلوح في الأفق ريح أفراح قادمة، تزف حرائر مصريات قررن أنهن يردن إنجاب الشهداء والمعجزات أيضاً. في غزة تفتح البوابات فجأة لأخوة أتوا من بلاد شقيقة؛ جاؤوا بشوقهم وشاحنات معوناتهم، فوجدوا المعجزات باستقبالهم فدهشوا وصدموا في اليوم الأول، وفي اليوم التالي أصبح بعض منهم معجزات!! وفي فلسطين هناك زلزال سياسي جديد يضرب في هذه الأثناء بنية المجتمع، ويجتاح فيضان ما الساحة الفكرية الفلسطينية والعربية والدولية؛ ويدَّعي كلا الطرفين المتناحرين على غزة أنه هو الذي يحقق الانتصارات، لكن أحداً لا ينتبه أنه وفي غزة أمطرت السماء أخيراً، ثم أشرقت الشمس، وارتفعت الرؤوس تراقب الصخرة التي تنحدر من أعلى الجبل، لا يمكن لأحد التكهن بشيء، لا يمكن لأحد أن يجزم أين ستحط وماذا ستحطم؟ في غزة عليك ألا تكون واثقاً مما قد يحدث؛ هنا أرض المعجزات والعجائب؛ إنها أرض اللامعقول. لذا لا تملك إلا أن ترفع رأسك وتنتظر الصخرة. سماهر الخزندار 3 فبراير 2008
__________________
[CENTER] كبرنا وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا ! واستراح الشوق منى وانزوى قلبى وحيداً خلف جدران التمني واستكان الحب فى الاعماق نبضاً غاب عني ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد . |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |