الحوار: آداب وفنون

[بلقيس93]

الحـــوار: آداب وفنــون







الحوار حديث ومناقشة بين طرفين . وله اصوله


وفنونه حتى يؤتي ثمرته وينجح في رسالته..


والحوار رسالة اتصال هامة تتضمن ماهو


لفظي وغير لفظي كشخصية المتحاورين ولغة العينين


والإشارة, وحتى حديث النفس الصامت وحسن الإنصات


وللحوار آداب كثيرة لابد من الإلمام بها , وهي الأخلاق الإسلامية


الراقية التي تؤثر في الناس وتوجههم نحو الخير . وهو في آدابه للناس جميعا


وللدعاة خصوصا , كما انه للعامة والخاصة ومع الأقارب


ومع المتعلمين وبين اهل العلم ولدى المتعلم والعالم او العكس


وهو يعكس شخصية صاحبه , ويؤثر في ايصال رسالته


وفي إقناعه اذا جاء وفق اسلوب جميل وعلمي راق بل وهو


ما نحتاج اليه في مجتمعنا المسلم خاصة مع بعضنا وحتى مع من يخالفنا.


وللحوار في شرعنا القويم اهمية بالغة ويدلل على ذلك قوله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا )

وقوله صلى الله عليه وسلم في احاديث متفق عليها : " يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا "


وقوله صلى الله عليه وسلم " الكلمة الطبية صدقة " وغير ذلك من الأدلة


او النصوص التي تبين فنون الحوار وآدابه


ومما يمكن تقديمه في هذا الفن ولإكتساب مهارات الحوار التي يؤثر في الطرف الآخر -بحول الله -


وحري بنا العمل بها الأمور الآتية :



_ اختيار الوقت المناسب للحوار ومراعاة الضروف الإنسانية


وتهيئة المكان المناسب الهادىء البعيد عن الإزعاج وان يسبق ذلك


تناول بعض الماء والمرطبات الأخرى مثلا


_ الجلوس على مقعد قريب من مقعد الآخر وبطريقة تدل على الإسترخاء والإطمئنان


او امامه اذا كان الجلوس امام طاولة الشاي او الطعام مثلا


_ تأجيل الحديث عن مشكلات اخرى وغيرها من المشكلات


حتى يستريح الطرف المحاور ثم مناقشته معه بهدوء وعدم انفعال


_ يحسن تقديم نقاط الإتفاق مما يقرب وجهات النظر والتفاهم وييسر التنازل


عن كثير مما في النفس


_ عدم رفع نبرة الصوت اثناء الحوار اعلى من نبرة الآخر


بل لا بد ان يكون مستوى منخفضا عن مستوى صوت الآخر


ولاسيما اذا كان الحديث يتعلق بعرض او معالجة مشكلة ما حتى لو كانت مهمة


_ إبداء الإهتمام بحديث المتحدث واحترامه ويمكن ان يكون


ذلك بالابتسامة الجميلة ,وبالموافقة إما بإماء الرأس , او بإطلاق


عبارات مثل " جيد , جميل , حلو , طيب , رائع ,تمام... الخ ويمكن


القيام بالمجاراة المؤقتة لقناعات الشخص للتأثير فيه ايجابيا.


_ ملاحظة تعابير المحاور اثناء حديثه وقراءة المعلومات الغير المنطوقة


التي تعبر عن حالته وشعوره


_ عدم الإنشغال بشيء آخر او تشتيت النظر هنا وهناك


بل التركيز على صوته وعينيه


وملاحظة تعبيراته اثناء تفكيره او تطرقه لموضوع يحبه آخر يكرهه او يؤلمه


الحديث عنه ( احيانا عندما يبرر احد الأطراف عملا اضطر لفعه او انه


لايقول الحقيقة لسبب او لآخر فإن عينيه تبدآن بالتشتت هنا وهناك


وقد يضع اصبعه اعلى انفه او فمه او اذنه او يسلك حلقه ... الخ )


_ ان يتخلل الحوار الثناء والتشجيع وبث الثقة في النفس


من الطرف الآخر المنصت ولاسيما عند استشعار اي تغير ايجابي


في شخصيته او افكاره او في عزمه على التغيير الإيجابي


_ على المحاور ان يختار الفاظا تدل على التفاؤل والخير والبشرى به .


_ عند معارضة ما يقوله الطرف الآخر او عدم الموافقة على بعض


حلوله لابد من الفاظ توحي بعدم الهجوم او التحدي


وذكر الإيجابيات عموما قبل السلبيات على سبيل المثال قول الزوجة لزوجها " انك ذو عقل راجح


لكن اندفاعك في هذا الموضوع لم يكن في محله "

_ مراعاة عدم لوم الشخص المحاور عند وقوعه في الخطأ او تعثره


ولكن مناقشة الأسباب الكامنه وراء الخطأ معه ثم محاولة علاجها بحكمة وروية .


_ بعض الناس يعز عليه الفشل بدرجة كبيرة فلابد من تشجيعه


واعطائه الثقة بالنفس وعدم استغلال الفرصو لإحباطه او دفعه


لمزيد من القهر والعصبية بل لابد من مساعدته على التعلم من اخطائه


وليكن النقد بناءً يوجه نحو الصواب ويتجنب المزالق , والإصابة بالإحباط


_ في حالة حديث احد الأطراف عن امر ما يحزنه او تذكره لأمر ما يحبطه


يحسن الحرص على رفع بصره لأعلى حتى يرى صوراً جميلة او مناظر مرتفعة


بدل النظر الى اسفل الذي يجعله يركز على مشاعره ولابأس من اللمسة الجسمية


الحانية التي تؤثر في نفسه.


_ عند شعور المحاور بالضيق او عدم التحمل او سرعة الأنفعال


يعتذر الطرف الآخر عن محاورته او الإستمرار في الحوار بأسلوب لبق


وابتسامة جملية وتأجيل الأمر لوقت آخر مناسب


_ عند إبداء طلب ما يجب ان يسبق ذلك اسلوب لبق جميل على سبيل المثال


يا اخي الكريم , ياعزيزي , اذا سمحت ,بعدي اذنك , من فضلك


مارأيك وهكذا ...


_ عدم الإلحاح في الطلب فقط التذكير بالطلب في الوقت المناسب


_ تقديم الطلب بابتسامة لطيفة وفي الإستجابة للطلب تقديم الثناء


على الطرف الآخر بعبارات جميلة او قبلة حانية مع مرعاة عدم ابداء الضيق


اثناء عدم الموافقة على الطلب بل اعادة المحاولة بأسلوب اكثر لطفاً


_ عدم تقديم المصلحة الذاتية على مصلحة الطرف الآخر


واذا كان لابد فيجب إستئذانه وأخذ موافقته


_ من اساسيات الحوار ان يجعل المحاور فهمه صوابا قابل للخطأ


وفهم الآخر خطأ قابل للصواب


_ اذا ما سمع المحاور من الطرف الآخر في الحوار


الفاظا نابية او غير متوقعة وغير مقبولة فلايرد عليه بمثلها


بل لابد من استخدام الفاظ جميلة والرد عليه بالحكمة مع احتساب الأجر


في ذلك ولغرض تقويم سلوكه


_ يجب على كل طرف في الحوار مراعاة ظروف الآخر الطارئة


وحالته النفسية وعند حدوث تغير في اسلوب حديثه معه او سرعة انفعاله


ويتذكر ايجابياته وموافقه الطيبة على كل حال


_ امتداح المحاور -لاسيما اذا كان من المقربين او المعارف- شخص ومواقف وآراء


الطرف الآخر اثناء غضبه يطفىء جمرة الغضب ويحيلها رماداً بارداً بل واحة من العطر


الذي سرعان ما يعبق بالحب والتسامح


_ في حالة المحاور الذي يملك نفسه عند الغضب عليه ان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم


ويذهب لغسل وجهه او الوضوء او الخروج المؤقت من المكان وبعد العودة


لايفتح الموضوع مرة اخرى مباشرة



في


حالة اشتداد مجرى الحديث او اخذه مسلكاً آخر لايوحي بالاتفاق


فعلى احد المتحاورين قطع او تغير الحديث بالحديث عن شيء آخر


او تقديم شيء محبب للمحاور الثائر في هذه اللحظة


كذلك على الطرف الآخر المنصت ألا يبدي عدم مبالاته وذلك


بالصمت المستمر وذلك مما يوحي باستهتاره بحديث الآخر او بسلبيته


تجاهه



اخيرا


الجميع يلاحظ انعدام الحوار بين اللأسر في البيوت


وبين الأصدقاء في المدارس وبين الموظفين في وظائفهم



منقــول....اتمنى للجميع الفائدة من الموضوع