|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() ![]() 2- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة لقد أثنى الله تعالى على الصحابة عظيم الثناء فقال سبحانه ﴿حمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ﴾ (2) وقال سبحانه ﴿لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ﴾ (3) كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن سبهم أو التعرض لهم بأذى فقال " لاتسبوا أصحابي فلو انفق أحدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولانصيفه " (4) وفي حديث آخر "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لايقبل الله منه صرفا ولا عدلا " (5) هذه الأدلة الشرعية توضح مكانة الصحابة من جهة ومحبة الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم لهم وإلا لما حازوا كل هذه الثناء . .......................................... 1- السيرة الحلبية 1/432 2- سورة الفتح /الآية 29 3- سورة الفتح /الآية 18 4- رواه مسلم في صحيحه 4/1967كتاب "فضائل الصحابة " .ورواه أبو داود في سننه 2/518كتاب السنة . 5- رواه أبو نعيم في الحلية عن جابر ومن الصور الدالة على محبته صلى الله عليه وسلم للصحابة وشفقته عليهم, ما حدث في غزوة الخندق , فقد اشتد الجوع بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة , حيث لم يتناولوا طعاما مدة ثلاثة أيام , حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم ربط بطنه بحجر, فلما رأى جابر بن عبد الله –رضي الله عنه - ذلك رق قلبه وأسرع إلى بيته وأمر زوجته بإعداد بعض الطعام للرسول صلى الله عليه وسلم , ثم ذهب ليدعو الرسول صلى الله عليه وسلم ليطعم هو وبعض من الصحابة على أن لايتجاوزوا اثنين أو ثلاثة نظرا لقلة الطعام, لكن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان أشفق على أصحابه من شفقة الأم على أولادها, و أبى أن يستأثر بالدعوة هو وقلة من الصحابة فدعا كل الصحابة إلى تناول الطعام في بيت جابر- رضي الله عنه -, فكانت المعجزة الإلهية والتأييد الرباني, حيث انقلبت شاة جابر الصغيرة إلى طعام وفير شبع منه مئات الصحابة وبقيت منه بقية كثيرة . وكانت هذه الخارقة العجيبة تقديرا إلاهيا لمدى محبته صلى الله عليه وسلم لأصحابه وإعراضه عن الأسباب المادية وشأنها في جنب قدرة الله وسلطانه (1). وقد خص الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بمزيد من الحب كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وزيد بن حارثة وأسامة بن زيد إلى جانب ما عرف عن حبه للأنصار . أما أبوبكر فكان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأحب رفيق له, آمن به وبرسالته , ولم يترك مشهدا من مشاهد الرسول الكريم إلا حضره ولازمه فيه يحميه بنفسه ويقف دونه في وجه الأعداء . وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال لحسان- رضي الله عنه - :هل قلت في أبي بكر شيئا؟ قال: نعم .قال :قل وأنا اسمع. فقال : وثاني اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدو إذ صاعدوا الجبلا وكان حب رسول الله قد علموا من البرية لم يعدل به رجلا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وفي رواية فتبسم ثم قال :"صدقت يا حسان هو كما قلت " (2) .................................................. ......................... 1- انظر "فقه السيرة " لمحمد سعيد رمضان البوطي ص.229-230 2- السيرة الحلبية 2/214 ومن أبرز مظاهر هذه المحبة استبقاؤه له دون غيره من الصحابة كي يكون رفيقه في الهجرة إلى المدينة.وقد أكد الصديق – رضي الله عنه -أنه في مستوى هذه المزية التي أكرمه الله بها .فقد كان مثالا للصاحب الصادق بل والمضحي بروحه وبكل ما يملك من اجل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم " إن آمن الناس علي في ماله وصحبته ابوبكر " (1) وقال الرسول صلى الله عليه وسلمأيضا "لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبابكر ولكن أخوة الإسلام ومودته " (1). أما عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - فلم يقل إيمانا وتضحية وحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ,لذلك كان مقربا إليه ملازما له كأبي بكر قال الإمام علي - رضي الله عنه - وهو يترحم على الفاروق "ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وحسبت أني كنت اسمع النبي يقول ذهبت أنا وأبوبكر وعمر ودخلت أنا وأبوبكر وعمر وخرجت أنا وأبوبكر وعمر " (2). أما علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقد عاش في بيت النبوة وتربى في كنف الرسول صلى الله عليه وسلم وتزوج ابنته فاطمة فلا غرو أن ينال محبة عظيمة من الرسول صلى الله عليه وسلم ,حتى انه كان إذا غضب النبي صلى الله عليه وسلم لم يكلمه احد سوى علي - رضي الله عنه - (3)ومما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم في حقه " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره وأعن من أعانه واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار " (4) .................................................. ........................... 1- رواه البخاري في صحيحه 5/62كتاب "فضائل الصحابة "باب " قول النبي صلى الله عليه وسلم سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر " 2- رواه البخاري في صحيحه 5/72كتاب "فضائل الصحابة " باب رقم 36 3- رواه البخاري في صحيحه 5/72كتاب "فضائل الصحابة" باب رقم 36 4- "انظر تراجم إسلامية جليلة لكبار الصحابة والتابعين " محمود أمين النواوي ص.19 لكن الصحابي الذي استأثر بحب النبي صلى الله عليه وسلم حتى لقب ب"حب الرسول " هو زيد بن حارثة ثم ابنه أسامة "الحب بن الحب ". فقد بلغ حب النبي صلى الله عليه وسلم لزيد أن اتخذه في البداية ابنا له قبل أن ينزل الوحي بتحريم التبني ,وقد اعترف زيد بهذا الحب العظيم حين سأله والده حارثة " كيف صنع مولاك إليك ؟"(1)فقال:" يؤثرني على أهله وولده ورزقت منه حبا فلا أصنع إلا ما شئت " (2) وقد كان زيد خليقا بهذا الحب وجديرا به, فوفاؤه الذي لانظير له, وعظمة روحه وعفة ضميره ولسانه ويده ,كل ذلك وأكثر منه كان يزين خصال زيد بن حارثة أو "زيد الحب "(3) . أما أسامة بن زيد فقد عرف ب"الحب بن الحب" وتلك منزلة فريدة يغبطه عليها سائر المسلمين, حتى انه احتل رتبة الحب بعد ابنته فاطمة وقبل علي بن أبي طالب. ويؤكد هذا ما روي عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما - انه قال " بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد, فطعن بعض الناس في إمارته, فقال النبي صلى الله عليه وسلم :إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وٳن كان لمن أحب الناس إلي وٳن هذا لمن أحب الناس إلي بعده "(4).وفي رواية أخرى " قد بلغني أنكم قلتم في أسامة وٳنه أحب الناس إلي " (5) . .................................................. ........................ 1- السيرة الحلبية 3/336 2- المصدر السابق1/439 3- " رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم "خالد محمد خالد ص.280 4- رواه البخاري في صحيحه 4/583كتاب "فضائل الصحابة" 5- رواه البخاري في صحيحه5/171كتاب "المغازي " . ولما كان الحب الصادق تفانيا في سبيل المحبوب ورعايته والحفاظ عليه في الواقع البارز لافي حدود النظريات والفرضيات أو الشعور العاطفي المجرد فقد سجلت الأيام بعض الحوادث التي تدل على صدق الحب النبوي لأسامة .من ذلك ماروي عن عائشة- رضي الله عنها - أنها قالت " أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسح مخاط أسامة فقلت " دعني حتى أكون أنا التي أفعل "فقال " يا عائشة أحبيه فاني أحبه" (1) . كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يردف وراءه أسامة مرات عديدة في أثناء السفر(2) ,بل انه عليه الصلاة والسلام أخر الإفاضة من عرفات بعض التأخير من أجل أسامة الذي ذهب يقضي حاجته (3), وكان كذلك يستشيره في بعض الأمور, كاستشارته في أمر عائشة- رضي الله عنها - لما سرى حديث الافك .وكان صلى الله عليه وسلم يقبل شفاعته في بعض القضايا ما لم تمس الشفاعة مبدءا من مبادئ الإسلام الكبرى (4) . وبهذا أصبح زيد وابنه مثلين رائعين ورمزين خالدين للحب الخالد والعاطفة المخلصة الصافية .فهنيئا لهما بهذا الفضل العظيم (5). أما الأنصار فنظرا لفضلهم المتمثل في إيوائهم للنبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين ,والقيام بأمرهم ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم وإيثارهم إياهم في كثير من الأمور على أنفسهم ,فقد استحقوا بذلك أن ينالوا عظيم محبته صلى الله عليه وسلم ,حيث حذر عليه الصلاة والسلام من بغضهم وحث على حبهم ,حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق (6) فقال عليه الصلاة والسلام " آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار" (7) .................................................. ........................ 1- "تهذيب تاريخ دمشق الكبير" لابن عساكر 2/398 2- انظر "فتح الباري "8/81ومسند الإمام احمد 5/207 3- انظر " أسامة بن زيد حب الرسول صلى الله عليه وسلم " للدكتور وهبة الزحيلي ص.34 4- انظر "صحيح البخاري" 4/583كتاب "فضائل الصحابة " 5- "أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم "ص.23 6- انظر "فتح الباري "1/62-63 7- صحيح البخاري 1/71كتاب الإيمان باب "علامة الإيمان حب الأنصار " كما أن حديث الجعرانة (1)يقف شاهدا على هذه المحبة, حيث خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم الأنصار حين بلغه أن بعضهم قد وجد على نفسه مما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم حيث خص المؤلفة قلوبهم – وهم أهل مكة – بمزيد من الغنائم والأعطيات يتألف قلوبهم على الإسلام بقوله " ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به والذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار " (2) . إن هذا الخطاب ليفيض بمعاني الرقة والذوق الرفيع ومشاعر المحبة الشديدة للأنصار ,وهو يفيض في الوقت ذاته بدلائل التألم من أن يتهم من قبل أحب الناس إليه بنسيانهم والإعراض عنهم .وقد أحس الأنصار بهاته المعاني الرقيقة الصادقة مما جعلهم يذرفون الدموع فرحا بنبيهم وابتهاجا بقسمتهم ونصيبهم .فأي برهان منه عليه الصلاة والسلام ينطق بالوفاء وخالص المحبة والود أكثر من هذا ؟ثم متى كان المال في ميزان رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلا على التقدير والحب ؟ (3) . 3- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الأمكنة والبقاع تعتبر مكة المكرمة أحب الأمكنة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ,كيف لا وهي مسقط رأسه ,وبلده الذي نشأ وترعرع فيه, يدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم حين اضطر للخروج منها " اللهم ٳنك تعلم أنهم أخرجوني من أحب البلاد إلي فأسكني أحب البلاد إليك " (4) . وقد استند إلى هذا الحديث من قال بتفضيل المدينة على مكة لأن الله تعالى أجاب دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم فأسكنه المدينة وهذا رأي جمهور العلماء, ومنهم الإمام مالك – رضي الله عنه -.في حين ذهب الإمام الشافعي- رضي الله عنه - وغيره إلى تفضيل مكة على المدينة اعتمادا على قول الرسول صلى الله عليه وسلم " والله إني لأعلم أنك خير أرض وأحبها إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ماخرجت " (5) .................................................. .............................. 1- الجعرانة اسم المكان الذي جمعت فيه غنائم المسلمين في غزوة حنين وسمي المحل باسم امرأة كانت تلقب بذلك وقيل هي التي نقضت غزلها من بعد قوة ( انظر السيرة الحلبية 3/75) 2- صحيح البخاري 5/99-100كتاب "مناقب الأنصار باب رقم 63 3- "فقه السيرة "للبوطي ص.397-398بتصرف . 4- السيرة الحلبية "2/196 5- المصدر السابق 2/196-197 |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |