صب العذاب على مَن سب الأصحاب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1397 - عددالزوار : 140611 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-01-2008, 09:48 PM
أبو عثمان أبو عثمان غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
مكان الإقامة: صيدا ـ لبنان
الجنس :
المشاركات: 54
الدولة : Lebanon
افتراضي صب العذاب على مَن سب الأصحاب

كتبه خادم العلم الشريف : أبو عثمان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
فإننا اقتربنا من موسم سب الصحابة الأطهار والطعن بهم , ففي كل عام وفي ذكرى عاشوراء نسمع الأصوات النشاز تنشز بكلام تأباه الأسماع ذات الطباع السليمة , وتقشعر منها جلود المؤمنين , وهذا النشاز هو شتم الصحابة الكرام والطعن بهم على ألسنة أناس يدعون الإسلام وأنهم من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,والنبي صلى الله عليه وسلم بريء منهم .
إن خطورة سب الصحابة وتكفيرهم والطعن بهم كبيرة :
أولاً : لأنهم نقلوا القرآن إلينا فالطعن بهم طعن بالقرآن الكريم .
الثاني : أنهم نقلوا السنة النبوية الشريفة والطعن بهم طعن بالسنة النبوية الشريفة .
ثالثًا : أنهم آووا رسول الله ونصروه وتزوج منهم وتزوجوا من بناته فالطعن بهم طعن به صلى الله عليه وسلم .
رابعًا : إن الجهلة الذين يطعنون بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون بأنهم ارتدوا من بعده معنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينجح في دعوته وكذبوا والله .
خامسًا : إن الطعن بهم تكذيب لصريح القرآن وصحيح السنة فإنهما أثنيا على الصحابة الكرام .
سادسًا : أن الطعن بهم خروج عن الإجماع المنعقد الذي ينص على عدالتهم كما سيأتي والخروج عن الإجماع اتباع غير سبيل المؤمنين والله تعالى يقول : { ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا }
سابعًا : أن الطعن بزوجاته طعن به صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى قال : { الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات } ( النور )
ثم إنني أريد أن أسأل من المستفيد من الطعن بهم رضي الله عنه ؟ وهل الله تعالى سيسألنا عما شجر بينهم وهو تعالى القائل : { تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون } وكما قال سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى : " تلك دماء طهّر الله منها سيوفنا أفلا نطهر منها ألستنا " .
فرأيت أن أقف عند هذا الأمر الخطير الذي قد يخرج العبد من الملة بسببه .
فمن هو الصحابي ؟ وهل ورد الثناء عليهم في القرآن الكريم ؟ وما حكم شتم الصحابة ؟
أقول وبالله التوفيق :
الصحابي : هو كل مَن لقي النبي صلى الله عليه وسلم مُؤمنًا به , ومات على الإسلام , فقرنهم خير القرون واعلم أن الصحابة الكرام كلهم عدول وقد ثبتت عدالتهم وفضلهم بالكتاب والسنة والإجماع .
ــ أما الكتاب ففي آيات كثيرة منها :
1 ـ قوله تعالى : { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيمًا } ( الفتح 29 )
قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : { كزرع }: الزرع محمد صلى الله عليه وسلم) ,{أخرج شطأه}: بأبي بكر رضي الله عنه , {فــآزره}: بعمر رضي الله عنه , {فاستغلظ}: بعثمان رضي الله عنه , { فاستوى على سوقه}: بعلي رضي الله عنه , { يعجب الزراع} قال : المؤمنون , { ليغيظ بهم الكفار} .
2 ـ قوله تعالى : { للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا إنك رؤوف رحيم }
ــ وأما السنة الشريفة :
1 ـ فقول النبي r : [ لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا , ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه ] ( البخاري ومسلم )
2 ـ وقال النبي صلى الله عليه وسلم :[ الله الله في أصحابي , لا تتخذوهم غرضاً بعدي , فمن أحبهم فبحبي أحبهم , ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم , ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل ,ومن آذى الله يوشك أن يأخذه ]. (رواه أحمد والترمذي).
3 ـ عن سيدنا أنس رضي الله عنه قال : [ قال أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إنّا نُـسَبّ , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفـًا ولا عدلاً ] ( رواه أحمد في فضائل الصحابة )
4 ـ وقال النبي صلى الله عليه وسلم :[ إذا ذكر أصحابي فأمسكوا ]( الطبراني )
الآثار الواردة :
1 ـ قال الإمام مالك ــ إمام دار الهجرة ــ رضي الله عنه : مَن أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية :{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم .... } الآية .
2 ـ وكان سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : إن الله نظر إلى قلوب العباد فوجد قلب محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته , ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيّه صلى الله عليه وسلم .
3 ـ وقال سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه : كان أصحاب رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ خير هذه الأمة , أبرّها قلوباً , وأعمقها عِلمًا , وأقلهم تكلفـًا, قوم اختارهم الله ـ عزّ وجل ـ بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم .
4 ـ قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسبوهم .
5 ـ وقال سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه : لا تسبوا أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلمُقام أحدهِم ساعة خير من عمل أحدكم عمره .
ـ وأما الإجماع :
فقد أجمع أهل السنة والجماعة على أن الصحابة جميعهم عدول بلا استثناء .
وممن نقل الإجماع :
الخطيب البغدادي في الكفاية , وأبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب , وإمام الحرمين كما نقل العراقي في فتح المغيث , والسيوطي في التدريب , وابن الصلاح في مقدمته , والنووي في شرح مسلم , والعراقي في شرح ألفيته , وابن حجر في الإصابة , ونقل الإجماع محمد بن الوزير اليماني عن أهل السنة وعن الزيدية والمعتزلة أيضًا كما في توضيح الأفكار .

أقول العلماء فيمن سبّ الصحابة رضي الله عنهم :
1 ــ قال الإمام مالك حمه الله تعالى: " مَن كان يبغض أحدًا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو كان في قلبه عليهم غلّ فليس له حق في فـَيء المسلمين ثم قرأ : { والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }( الحشر 10 ) اهـ . وورد القول عنه بتكفير من سب الصحابة .

2 ــ وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : " إذا رأيت الرجل يَذكر أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام " اهـ .
3 ـ وقال الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى : " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق " اهـ .
4 ـ وذكر العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى إجماع أهل البيت على تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم .
5 ـ وذكر الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم أن سب الصحابة حرام من فواحش المحرمات .
6 ـ وقال القاضي أبو يعلى رحمه الله تعالى : " الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلاً ذلك كفر , وإن لم يكن مُستحلاً فسق .. وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم بقتل من سب الصحابة" اهـ .
7 ـ سئل الإمام محمد بن يوسف الفريابي رحمه الله تعالى عمن شتم أبا بكر رضي الله عنه : " قال : كافر , قيل فيصلى عليه : قال : لا " اهـ .
8 ـ وقال الإمام إسحاق بن راهويه رضي الله عنه : " من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعاقب ويحبس , وهذا قول كثير من أصحابنا " اهـ .
9 ـ وقال الإمام أحمد بن يونس رحمه الله تعالى : " لو أن يهوديًا ذبح شاة , وذبح رافضي شاة لأكلت ذبيحة اليهودي ولم آكل ذبيحة الرافضي لأنه مرتد عن الإسلام " اهـ .
10ـ وقد جَلد سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى من سب سيدنا عثمان رضي الله عنه ثلاثين جلدة .
11 ـ وقال الإمام المروزي رحمه الله تعالى : " من شتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم ما أراه على الإسلام " اهـ .
12 ـ وقال الإمام أبو القاسم الحكيم رحمه الله تعالى : " الرافضة أقبح فعلاً من اليهود والنصارى , إذ لو قيل ليهودي مَن أفضل الناس بعد موسى عليه السلام ؟ قال : نقباؤه , ولو قيل لنصراني مَن أفضل الناس بعد عيسى عليه السلام قال : حواريه , ولو قيل لرافضي : مَن أشر الناس بعد محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقبحهم الله ويكفي في الرد عليه قوله تعالى:{ إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذابًا مهينًا } اهـ ( الأحزاب 57 )
13 ــ وجاء في عون المريد : " واختلف في ساب الصحابي , فقال القاضي عياض : قال الجمهور يعزر , وقال بعض المالكية يقتل , وخصّ الشافعية ذلك بالشيخين والحسنين وقواه السبكي فيمن كفر الشيخين وفيمن كفّر من صرح الرسول صلى الله عليه وسلم بإيمانه أو بتبشيره بالجنة إذا تواتر الخبر " اهـ .
فيتبين لنا من خلال النصوص أن العلماء قد اختلفوا في إسلام من سب الصحابة وأقول لهؤلاء الحاقدين ـ عليهم من الله ما يستحقون ـ ما قاله الإمام عبد القاهر البغدادي في كتابه الفَرق بين الفِرق حين رد على من شتم سيدنا عثمان رضي الله عنه فقال :
برئتَ من الإله ببغض قوم ***** بهم أحيا الإله العالمينَ
وما ضرّ ابن أروى منك بغضٌ ***** وبغض البرِّ دين الكافرينَ
أبو بكر لنا حقًا إمام ***** على رغم الروافض أجمعين
وفاروق الورى عمر بحق ***** يقال له أمير المؤمنينَ
وأقول ما قاله الإمام عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى :
ولاة الحق أربعة ولكن ***** لثاني اثنين قد سبق الولاء
وفاروق الورى أضحى إماما ***** وذو النورين بعد له الولاء
علي بعدهم أضحى إماما ***** بترتيبي لهم نزل القضاء
ومبغض من ذكرناه لعين ***** وفي نار الجحيم له الجزاء
وأهل الرفض قوم كالنصارى ***** حيارى ما لحيرتهم دواء
فاللهم إنا نحب أصحاب نبيك صلى الله عليه وسلم فهم خير الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام , ولا نذكر أحدًا منهم بسوء أبدًا , فهذه عقيدتنا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . والحمد لله رب العالمين .
وكان الفراغ من كتابته في لبنان عصر الثلاثاء 30 ذو الحجة 1428 8 / 1/2008 على يد العبد الفقير أبو عثمان
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.34 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (2.07%)]