الى الذي سأل أين الله ؟!!

[أبو عثمان]

كتبه خادم العلماء : أبو عثمان


الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد وأصلي على من أنار الوجود بطلعته البهية , وأضاء الكون بدعوته السنية , وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين , وبعد :

فإن ما في الكون كله لسان حاله يقول أنا مخلوق من مخلوقات الله , إن قضية وجود الله لا ينكرها إلا ملحد أضله الله وأغواه , وألبسه رداء الخزي وأرداه , لقد أغنى الصباح عن المصباح , ومتى احتاج وجود الله الى دليل .
إن وجود الله تعالى مسألة متفق عليها عند أهل الملل من اليهود والنصارى وحتى المشركين ولهذا الكلام أدلة كثيرة من القرآن الكريم .

إن من يقول أين الله ؟! أقول له : وما الدليل على عدم وجود الله !!!
إن أحدنا لا يستطيع أن يصدق بأن هناك صنعة بدون صانع , ولو أن أحدنا قرأ قصيدة من الشعر فتلقائيًا يقول : إن هناك من نظمها ولا يعقل أن تكون الصدفة هي التي ألفت بين عباراتها .

إن من يقول إن الكون صدفة من المعيب أن ننسبه الى العقلاء بل إن المجانين لا يقبلون أن ينسب إليه فضلاً عن العقلا ء .

فمثل من يقول أن الكون صدفة : كمثل رجل قال : إن هناك مطبعة انفجرت حروفها فألفت لنا كتابًا قيمًا , ثم نقول : هل الصدفة العمياء تعطي الإنسان العقل وهي لا تملكه إن فاقد الشيء لا يعطيه .

إن أقرب دليل ممكن أن يستدل به المنكر لوجود الله هو أن ينظر الى نفسه , قال سيدنا علي رضي الله عنه : آمن به المؤمن ولم يره وجحده الجاحد ووجوده في ملك الله دليل على وجود الله .
نقول للملحدين : هل هناك أحد ادعى أنه خلق الخلق ؟ الجواب بالطبع لا .
فنسأله من أوجدك أيها الملحد ؟
لا تقل لي أنك أوجدت نفسك لأن هذا لا يتصور أبدًا . ولا تقل أن الذي أوجدك أقل منك منزلة , لأن هذا أيضًا محال لأنه لو كان أقل منك منزلة لكان الواجب أن تخلقه أنت لا هو .
وإن قلت : بأن الذي خلقك مثلك في الدرجة والمنزلة , قلنا لك : هذا أيضًا محال لأننا نقول لك : لماذا خلقك هو ولم تخلقه أنت ؟!! .
فلا بد من خالق أعظم من الخلق أجمعين وقد ثبت عند الخلق أجميعن ـ إلا من لا عقل له ـ أن الله تعالى موجود بل إن الأصل أن نقول : ما الدليل على عدم وجود الله .

رب قائل يقول : أنا لا اؤمن إلا بما أره ! فنقول : نتحدى أهل الأرض أن يعرفوا لنا الروح التي لا ينكر وجودها أحد , وليحدثنا عن حقيقة العقل , وعن قانون الجاذبية , وعن الكهرباء , وعن الجراثيم التي لا ترى هل ينكر هذا الملحد شيئًا منها ؟!! فالحواس لا تدرك جميع الأشياء , فمن أنت أيها الإنسان ؟! أنت أضعف المخلوقات , تؤذيك بقة وتقتلك شرقة .


إنني في هذه العجالة لا أريد أن آتي بالأدلة القاطعة على وجود الله وإنما أردت ذكر بعض القصص التي حصلت مع أئمتنا تتعلق بالموضوع فإن هذه القضية كبيرة لا أستطيع أن أحيط بها في هذا العجالة . فانظر الى كتاب كبرى اليقينيات الكونية , وكتاب العلم يدعو الى الإيمان , وكتاب : الله يتجلى في عصر العلم فإنها كتب مهمة ومفيدة في الموضوع .



هو الله !

سأل رجل جعفر الصادق عن الله فسأله سيدنا جعفر رضي الله عنه : ألم تركب البحر ؟ قال : بلى , قال جعفر رضي الله عنه : فهل هاجت بكم الريح عاصفة ؟ قال : نعم .. فقال جعفر : فهل خطر ببالك أو انقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينقذك إن شاء .. قال : نعم . . قال سيدنا جعفر رضي الله عنه : فذلك هو الله .

فكيف رأيته ؟!

قال أعرابي لأبي جعفرمحمد بن علي بن الحسين : هل رأيت الله حين عبدته ؟ فقال : لم أكن لأعبد ما لا أره , قال : فكيف رأيته ؟ قال : لم تره الأبصار بمشاهدة العيان, ورأته القلوب بحقيقة الإيمان, لا يدرك بالحواس , ولا يشبّه بالناس , معروف بالآيات , منعوت بالعلامات , لايجور في القضيات , ذلك الله الذي لا إله إلا هو . فقال الأعرابي : الله أعلم حيث يجعل رسالته .
لِمَ خلق الله الذباب ؟

حُكي أن المنصور كان جالسًا فألحَّ عليه الذباب حتى أضجره . فقال : انظروا مَنْ بالباب من العلماء ؟ فقالوا : مقاتل بن سليمان فدعا به , ثم قال له : هل تعلم لأي حكمة خلق الله الذباب ؟ قال : ليُذِلّ به الجبابرة . قال صدقت ثم أجازه.

كيف أرى نعمة الله ؟!

قال رجل لأحد العلماء : كيف أرى نعمة الله ؟ فقال له : أغمض عينيك تعرف نعمة الله عليك ! وستعرف قيمة نعمة واحدة هي نعمة البصر .. فما بالك بمجموع النعم.. وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}

مناظرة بين مؤمن وملحد

جرت مناظرة بين مؤمن فقيه وملحد حائر. الملحد: أنت مؤمن بوجود الله ؟! المؤمن : نعم ولا شك , ولا ريب . الملحد : هل رأيته ؟ المؤمن : لا . الملحد : هل سمعته . المؤمن : لا . الملحد : هل شممته أو لمسته ؟ المؤمن لا . الملحد : فكيف تؤمن به ؟ المؤمن : هل رأيت عقلك ؟ الملحد : لا . المؤمن : هل سمعته ؟ الملحد : لا . المؤمن : هل شممته أو لمسته ؟ الملحد : لا , المؤمن كيف تزعم أنك عاقل ؟ .

ثلاثة زنادقة وذكاء عالم مسلم

رأى ثلاثة زنادقة شيخًا نائمًا تحت شجرة فتعاهدوا على أن يحرجوه .. فاتفقوا على أن يسأله كل واحد سؤالاً يعجز الشيخ عن إجابته , ويثير الشبهة لديه فجاؤوا إليه وأيقظوه .. فقال الأول : أنا لا أرى الله فكيف أؤمن به ؟
الثاني : كيف يكتب عليّ الله أفعالي ثم يحاسبني عليها ويعاقبني ؟
الثالث : ألم يخلق الله الجن من النار ؟ فكيف سيعذبون فيها ؟
فما كان من الشيخ إلا أن ضربهم بالطين فأخذوه وشكوه للوالي ..
قالوا : سألنا هذا الشيخ ثلاثة أسئلة فلم يجبنا بل ضربنا بالطين .
الوالي : لماذا ضربتهم ولم تجبهم أيها الشيخ ؟
الشيخ : قد أجبتهم ..
قال الأول إنه لا يؤمن بوجود الله لأنه لا يراه فضربته .
الأول : نعم قد آلمني . الشيخ : إن كنت قد آلمتك فأين ألمُك ؟ فما دمت لا أراه فأنت لا تتألم .
الثاني : ولكن لم ضربتني ؟! الشيخ : كنت تسأل كيف يحاسبك الله على أمر قد كتبه عليك , وقد كتب الله عليك أن أضربك فلماذا شكوتني ؟!
ثم قال : وسألني الثالث كيف يعذب الله الجن في النار وقد خلقوا من نار ؟ وقد ضربته أيضًا. الثالث : لقد آذيتني . الشيخ : ألست مخلوقًا من طين كيف يؤلمك الطين ؟ وكذلك يعذب الله الجن بالنار كما خلقهم من نار .

أيها الملحد آمن بالله ورسله من قبل أن يأتي عليك يوم تعض على يديك وتقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا . في ذلك الوقت لا ينفع نفس إيمانها لم تكن قد آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا .
وكتبه في لبنان عام 1428 ــ 2007 خادم العلماء أبو عثمان