تفسير وبيان لأعظم سورة في القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 609 - عددالزوار : 114369 )           »          كيف نحمي أطفالنا من الآثار الضارة للألعاب الإلكترونية (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          أغض للبصر وأحصن للفرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مواعظ نبوية بشأن الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عدسة الانتقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من معالم النصرة الواجبة بين المسلمين: استثمار العاطفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          عبادة إيناس الوحشان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          هل بعض الآثار الخارقة موجودة قبل آدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التطرف والغلو في ميزان الشرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          هل محمد عليه الصلاة والسلام لا يورَث دون غيره من الأنبياء؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2007, 08:19 AM
ضيف خفيف ضيف خفيف غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ارض العطـــــــــــــــــــــاء
الجنس :
المشاركات: 43
الدولة : Oman
10 تفسير وبيان لأعظم سورة في القرآن

تفسير وبيان لأعظم سورة في القرآن

معنى "بسم الله" :
قال ابن كثير : قوله : "بسم الله" هو اسم أو فعل (متقاربان) ، وكل قد ورد به القرآن : أما من قدره باسم تقديره : بسم الله ابتدائي ، فلقوله تعالى : {وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} .
ومن قدره بالفعل فلقوله تعالى : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
وكلاهما صحيح ، فإن الفعل لا بد له من مصدر ، فلك أن تقدر الفعل ومصدره ، وذلك بحسب الفعل الذي سميت قبله ، إن كان أكلاً أو شرباً أو قراءة أو وضوءاً أو صلاة .
فالمشروع ذكـر اسم الله في الشروع في ذلك كله، تبركاً وتيمناً واستعانة على الإتمام والتقبل، والله أعلم.
(الله) : علم على الرب تبارك وتعالى ، ويقال ، إنه الاسم الأعظم ، لأنه يوصف بجميع الصفات ، كما قال تعالى : {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
فأجرى السماء الباقية كلها صفات له :
قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} .
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله تسعة وتسعين اسماً ، مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة) .
ومعنى أحصاها : أي فهم معناها حق الفهم وعمل بحقها ، وحقها أن يكون موحداً بها توحيد الذات ، وتوحيد الصفات ، وتوحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية من كل جوارحه ، وفي قرارة نفسه ، ثم مات على ذلك من التوحيد الخالص دون أن يخل بأي معنى من معانيها ، وله من العمل ما لا ينافيها لا قولاً ، ولا اعتقاداً دخل الجنة .
أما فهم معنى الإحصاء بالحفظ غيباً ، فإن كثيراً من الناس من يحفظها ويغيبها عن ظهر قلب ويرددها بسرعة دون تفهم لمعانيها ، وله من العمل ما ينافيها ، فهذه المنافاة نقض القول ، ومثل هذا لا يكون قد أحصاها إذ ليس المقصود من الإحصاء إلا الفهم والإخلاص .

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ :
عن ابن عباس رضي الله عنهما :
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل الصورة حتى ينزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم" )
واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة "النمل" ثم اختلفوا هل هي آية مستقلة في أول كل سورة ، أم أنها في الفاتحة دون غيرها ، أو إنها للفصل بين السور ، والأرجح أنها للفصل بين السور ، كما سبق من قول ابن عباس الذي رواه أبو داود آنفاً ، ومن قال إنها آية من الفاتحة ، فقد رأى الجهر بها في الصلاة ، والذين لم يروا فقد أسروا بها .
ولكل من أصحاب القولين جماعة من الصحابة رأوا ما رأوا ...

من هداية الآية :
1- إن{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} جزء من آية من سورة النمل .
2- إن {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} للفصل بين السور .
أ- قال الرسـول صلـى الله عليه وسلم : ( الحمد لله رب العالمين) أم القرآن ، وأم الكتاب ، والسبع المثاني ...)
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}


الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ:
(الحمد لله) الشكر له خالصاً دون سائر ما يُعبد من دونه ، ودون كل ما برأ من خلقه بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ، ولا يحيط بعددها غيره أحد من غير استحقاق منهم ذلك عليه ، فلربنا الحمد على ذلك أولاً وآخراً .
والألف واللام في الحمد ، لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى : كما جاء في الحديث :
(اللهم لك الحمد كله ، ولك الملك كله ، وبيدك الخير كله ، وإليك يرجع الأمر كله) .
(رب العالمين) : الرب : هو المالك المنتصرف ، ولا يقال : ( الرب ) معرفاً بالألف واللام إلا لله تعالى ، ولا يجوز استعمال كلمة الرب لغير الله إلا بالإضافة ... فنقول : رب الدار ، ورب السيف ، وأما الرب فلا يقال إلا لله عز وجل .
(العالمين) : جمع عالم ، وهو كل موجود سوى الله جل وعلا ، والعالَم جمع لا واحد له من لفظه ، والعوالم أصناف المخلوقات في السموات والأرض في البر والبحر ، فالإنس عالّم ، والجن عالّم ، والملائكة عالّم ..
وهكذا قال بشر بن عمارة بسنده عن ابن عباس : {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الحمد لله الذي له الخلق كله في السموات والأرض وما فيهن وما بينهن مما نعلم ومما لا نعلم .
وقال ابن جرير رحمه الله : (الحمد لله) : ثناء أثنى به على نفسه ، وفي ضمنه أمر عبادة أن يثنوا عليه ، فكأنه قال : قولوا الحمد لله .
قال : وقد قيل : إن قول القائل : " الحمد لله " ثناء عليه بأسمائه وصفاته الحسنى ، وقوله : "الشكر لله" ثناء عليه بنعمه وأياديه .
من هداية الآية :
1- الحمد يكون لله فقط ولا يكون لغيره ، لأنه رب العالمين .
2- في الآية توحيد الرب الذي كان يعترف به المشركون : قال تعالى عن المشركين :
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} .
فالمشركون اعترفوا بأن الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، كما اعترفوا بأن الله خالقهم ، ولكن هذا الاعتراف لم يستفيدوا منه ، لأنهم أشركوا بالله حينما دعوا وعبدوا غيره .


فضل "الحمد لله" ومواضعها :
1- بعد الأكل والشرب : لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
أ- (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها) .
ب- وقال صلى الله عليه وسلم : (من أكل طعاماً فقال : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غُفر له ما تقدم من ذنبه) .
2- عند النوم : عن أنس رضي الله عنه :
أ- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال :
الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى).
ب- وعن علي رضي الله عنه :
أن فاطمة رضي الله عنها شكت ما تلقى في يدها من الرحى ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بسبى (عبيد) فانطلقت ، فلم تجده ، فوجدت عائشة فأخبرتها .
فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجئ فاطمة ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم الينا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبت لأقوم ، فقال : ( على مكانكما) فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ، وقال :
( ألا أعلمكمـا خيراً مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضاجعكما : فكبرا أربعاً وثلاثين ، وسبحا ثلاثاً وثلاثين ، وأحمدا ثلاثاً وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم) . ويجوز أن يقال قبل النوم :
(سبحان الله 33) و ( الحمد لله 33) و (الله أكبر 33) .
3- عند العطاس : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا عطس أحدكم فليقل "الحمد لله" وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له : يرحمك الله ، فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم) .
4- بعد الرفع من الركوع : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده ، فقولوا : " ربنا ولك الحمد" فإنه من وافق قوله قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه) .
5- عند الاستيقاظ من النوم ليلاً : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(من تعارّ من الليل (أي استيقظ) فقال : لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير ، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم أغفر لي ، فإن دعا استجيب له ، فإن توضأ وصلى قُبلت صلاته)

الرَّحْمَنِ الرَّحِيم:
(الرحمن الرحيم) : إسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة ، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم ، والرحمن مشتق ، ودليل ذلك عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( قال الله تعالى : أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته) .
قال القرطبي : هذا نص في الاشتقاق فلا معنى للمخالفة والشقاق .
روى ابن جرير بسنده عن العزرمي يقول : "الرحمن الرحيم" قال :
الرحمن : لجميع الخلق ، الرحيم : قال : المؤمنين .
قالوا : ولهذا قال تعالى : {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} .
وقال : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
فذكر الاستواء باسمه الرحمن ، ليعم جميع خلقه برحمته .
وقال : {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} فخصهم باسمه الرحيم .
قالوا : فدل على أن الرحمن أشد مبالغة في الرحمن من (الرحيم) لعمومها في الدارين .
الرحمن عام والرحيم خاص
(الرحمـن) : أي يرحـم أهل الدنيا والآخرة ، و (الرحيم) خاص بالمؤمنين يوم القيامة ، إن الله يرحم المؤمنين والكافرين في الدنيا على السواء وذلك من نواحي أمورهم المعاشية ، وأسباب حياتهم ، وما يكفل لهم حياتهم الدنيا ، فرحمته هنا عامة وإذا لم تكن الرحمة هذه عامة، لا تتكامل أسباب التكليف من الإنعام عليهم بنعمة العقد الذي بواسطته يعرفون الحق من الباطل ، ونعمة تسخير ما في الكون ليستفيد منها أهل الأرض من الإنس والجن .
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} ، فتكامل أسباب التكليف في الدنيا سيكون عليه في الآخرة مدار الحساب .
وأما ما جاء في الدعاء المأثور :
( يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما) ، فقوله :
رحيمهما محمول على معنى أنه يرحم المؤمنين في الدنيا فيما أطاعوه من الإيمان به ، وتنفيذ أوامره ، واجتناب نواهيه وتسهيل سبل ذلك لهم ، ويرحمهم في الآخرة بإدخالهم الجنة جزاء ما أسلفوا من إيمان وطاعة : فطاعتهم لـه في الدنيا رحمة منه تعالى ، وجزاؤهم بالجنة ، رحمة منه تعالى ، وهذا معنى قوله : رحيمهما ، والله أعلم .

فائدة مهمة :
قوله تعالى : {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} وصف نفسه بأنه الرحمن الرحيم ، لأنه لما كان في اتصافه بـ{رَّبِّ الْعَالَمِينَ} ترهيب قرنه بـ {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} لما تضمن من الترغيب ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه ، فيكون لـه أعون على طاعته وأمنع كما قال : {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ} .
وقال تعالى : {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ} .

من هداية الآية
1- الرحمن : اسم خاص بالله تعالى لا يجوز تسمية غيره به ، ولا بأي اسم خاص له .
ومثله : ( الله ، والخالق ، والرازق ، ونحو ذلك )
2- الرحيم : اسم وصفة لله تعالى ، وقد وصف به غيره :
قال الله تعالى : {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} .
ومثل الرحيم : السميع والبصير ، قال الله تعالى : {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} .
مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ :
1- قرأ بعض القراء : {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .
2- وقرأ آخرون : مَلِك) وكلا القراءتين صحيحة متواتر في السبع ، وليس تخصيص المُلك بيوم الدين خاصاً بيوم الدين من غير الدنيا ، فهو مالك يومي الدنيا والدين لأنه تقدم الإخبار بأنه ربُ العالمين ، وذلك عام في الدنيا والآخرة ، إنما أضيف إلى يوم الدين لأنه لا يدعي هناك أحد شيئاً غيره ولا يتكلم أحد إلا بإذنه كما قال تعالى : {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} .
3- وقال الضحاك عن ابن عباس {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يقول : لا يملك من أحد في ذلك اليوم حكماً كملكهم في الدنيا .
4- {يَوْمِ الدِّينِ} : يوم الحساب للخلائق ، وهو يوم القيامة ، يدينهم بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر ، إلا من عفا عنه .

من هداية الآية :
1- الملك في الحقيقة هو الله عز وجل ، وهو مأخوذ من المُلك (بضم الميم) ، قال الله تعالى : {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} .
وفي الحديث : ( أختــع اسـم عند الله من تسمى بملك الأملاك ، ولا مالك إلا الله) . – أختع : أذل وأقهر - .
قال الله تعالى : {إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} . فتسمية طالوت بالملك مجاز .
وفي الحديث : ( مثل الملك على الأسرة) .

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ :
1- {إِيَّاكَ} مفعول قدم للحصر ، ليحصر مراد المتكلم فيما يريد أن يفصح عنه .
2- {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أي لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا عليك ، وهذا هو كمال الطاعة ، والعبادة في اللغة من الذلة ، يقال : طريق معبد ، وبعير معبد ، أي مذلل ، وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف ، وهي خاصة بالله سبحانه وتعالى .
3- قال بعض السلف : الفاتحة سر القرآن وسرها – أي الفاتحة – هذه الكلمة :
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .
فالأول أي : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} تبرؤ من الشرك .
والثاني أي : {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تبرؤ مـن الحول والطول والقوة ، والتفويض إلى الله عز وجل .
4- في هذه الآية : تحول الكلام من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب بكاف الخطاب بقوله {إِيَّاكَ} وذلك مناسب ، لأن العبـد لما حمد الله وأثنى عليه ومجده وتبرأ من عبادة غيره ، ومن الاستعانة بسواه ، فكأنه اقترب من الله عز وجل ، وأصبح حاضراً بين يديه تعالى ، فناسب أن يخاطبه بكاف الخطاب بقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما :
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} إياك نوحد ونخاف ونرجوا يا ربنا لا غيرك .
{وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} على طاعتك ، وعلى أمرنا كلها .
وقدم : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} لأن العبادة هي الغاية ، والاستعانة هي الوسيلة إليها – ابن كثير- .
قال ابن القيم في مدارج السالكين : وسر الخلق ، والكتب والشرائع ، والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين الكلمتين ، وعليهما مدار العبودية والتوحيد ، حتى قيل : أنزل الله مائة كتابة وأربعة : جمع معانيها في التوراة والإنجيل ، وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن في الفاتحة في : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .

من هداية الآية :
1- ذكر علماء اللغة العربية أن الله تعالى قدم المفعول به (إياك) على الفعل (نعبد) و (نستعين) ليخص العبادة والاستعانة به وحده ، ويحصرها فيه دون سواه ، فيكون معناها : (نخصك بالعبادة والاستعانة وحدك) أو :
( لا نعبد إلا إياك ، ولا نستعين إلا بك يا الله) .
وأركان العبادة : الإخلاص والمحبة والرجاء والخوف ، وعبادة الله وحده بما شرعه الله ، حسب هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2- معنى العبادة والاستعانة في قوله تعالى :
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} :
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} إياك نوحد ونخاف ونرجو .
{وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} على طاعتك .
قال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
3- إن العبادة في هذه الآية تعم جميع العبادات كلها ، مثل الصلاة ، والذبح ، والنذر ، ولا سيما الدعاء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة) .
فكما أن الصلاة عبادة لا تجوز لرسول ، ولا لولي ، فكذلك الدعاء عبادة ، فهو لله وحده لا لغيره .
{قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} . ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله) .
يقول الإمام النووي في تفسير هذا الحديث ما خلاصته : إذا طلبت الإعانة على أمر من أمور الدنيا والآخرة ، فاستعن بالله ، ولا سيما في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله : كشفاء المرض ، وطلب الرزق والهداية ، فهي مما اختص الله بها وحده ، قال تعالى : {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} .
4- وأما الاستعانة بالأحياء الحاضرين فيما يقدرون عليه من مداواة مريض ، أو بناء مسجد ، وغير ذلك فهي جائزة لقوله تعالى : {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) .
ومن أمثلة الاستعانة الجائزة قول الله في طلب ذي القرنين من قومه:{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} .

يتبــــــــــــــــــــــــــــع
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-11-2007, 08:23 AM
ضيف خفيف ضيف خفيف غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ارض العطـــــــــــــــــــــاء
الجنس :
المشاركات: 43
الدولة : Oman
افتراضي

اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ :
لما تقدم الثناء على المسؤول تبارك وتعالى ناسب أن يعقب بالسؤال كما قال :
(فنصفها لعبدي ولعبدي ما سأل) وهذا أكمل أحوال السائل أن يمدح مسؤوله ثم يسأل حاجته ، وحاجة إخوانه المؤمنين بقوله : {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} وفي هذا دليل على الحض على التوسل بالصفات العلى وبالأعمال الصالحة فقد حمد الله وأثنى عليه ومجده بصفاته .
(رب العالمين ، الرحمن الرحيم – مالك يوم الدين) .
ثم أفرده بالعبادة والاستعانة : فبعد أن قدم بين يدي ربه هذه الأعمال الصالحة تقدم منه سائلاً حاجته وهي أن يهديه وإخوانه المؤمنين صراطه المستقيم الذي هو الإسلام الصحيح الخالي من الزيادة والنقصان ، النفي من كل بدعة وخرافة ، هذا الصراط الذي هو أقرب الطرق للوصول إلى ما يحب الله ويرضى طبق ما أمر ، وبلغ رسول الله ، وإذا أمعن المسلم في آيات القرآن فإنه يرى جميع آيات الدعاء ، لا بد أن يسبقها توسل إلى الله تعالى إما بدعائه ، أو بذات الله ـ أو بأسمائه الحسنى ، أو صفاته العلى ، أو بالأعمال الصالحة التي يتقرب بها إلى ربه ، أو أن يتوسل إليه بدعاء إخوانه المؤمنين له بالدعاء لهم ، قال الله تعالى على لسان ذي النون عليه السلام :
{لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} .
فإن ذا النون لما ابتلعه الحوت لم يجد من التوسل إلى الله أقرب من توحيده تعالى وتنزيهه .
والهداية هاهنا : الإرشاد والتوفيق ، وقد تعدي الهداية بنفسها كما هنا {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} فتضمن معنى : ألهمنا ، أو وفقنا ، أو أرزقنا ، أو أعظنا .
{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ، أي بينا له الخير والشر وقد تعدي بإلى كقوله تعالى : {اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} .
{فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} وذلك بمعنى الإرشاد والدلالة ، كذلك قوله : {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ، وقد تُعدي باللام ، كقول أهل الجنة :
{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} أي وفقنا لهذا وجعلنا له أهلاً .
وأما (الصراط المستقيم) فقال الإمام الطبري : أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعاً على أن : (الصراط المستقيم) هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ، وذلك في لغة جميع العرب .
ولهذا قال الإمام الطبري رحمه الله : والذي هو أولى بتأويل هذه الآية عندي ، أعني {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} أن يكون معنياً به ، وفقنا للثبات على ما أرتضيته ووفقت له من أنعمت عليه من عبادك ، من قول وعمل ، وذلك هو الصراط المستقيم ، لأن من وُفق لما وُفق لـه من أنعم الله عليه من النبيين والصديقين والشهداء ، فقد وُفق للإسلام وتصديق الرسل ، والتمسك بالكتاب ، والعمل بما أمره الله به والانزجار عمّا زجره عنه ، واتباع منهاج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهاج الخلفاء الأربعة ، وكل عبد صالح ، وكل ذلك من الصراط المستقيم .
من هداية الآية :
1- الترغيب في دعاء الله وحده ، ولا سيما الهداية إلى الصراط المستقيم ، لأن الله تعالى يقول : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
وقال جماعة من الصحابة : (الصراط : الإسلام )
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ :
1- {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} مفسر للصراط المستقيم ، والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في قوله الله تعالى : {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا} .
2- وقال الضحاك عن ابن عباس : صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من ملائكتك وأنبيائك والصديقين والشهداء والصالحين وذلك نظير ما قال ربنا في الآية السابقة .
من هداية الآية :
1- الترغيب في طلب الهداية إلى الصراط المستقيم : صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
2- الترغيب في سلوك سبيل الصالحين – الذين مدحهم الله وأثنى عليهم – وموالاتهم ، والسير على طريقهم .
غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ :
1- قوله تعالى : {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} : أي غير صراط المغضوب عليهم : المغضوب عليهم : هم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه .
2- وغير صراط الضالين : وهم الذين فقدوا العلم هائمون في الضلالة ، لا يهتدون إلى الحـق وأكد الكلام بـ (لا) ليدل أن ثم مسلكين فاسدين وهما : طريقة اليهود وطريقة النصارى
3- وإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم والعمل به ، واليهود فقدوا العمل والنصارى فقدوا العلم ، ولهذا كان الغضب لليهود ، والضلالة للنصارى ، لأن من عَلِم وترك استحق الغضب بخلاف من لم يعلم .
4- والنصارى كما كانوا قاصدين شيئاً لكنهم لا يهتدون إليه لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه وهو اتباع الحق فضلوا ، وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليهم .
لكن أخص أوصاف اليهود الغضب عليهم : قال تعالى عنهم : {مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} .
5- وأخص أوصاف النصارى الضلال كما قال تعالى : {قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} .
من هداية الآية :
1- التحذير من صراط المغضوب عليهم ، وهم اليهود الذين فسدت إرادتهم فعرفوا الحق وعدلوا عنه ، ولـم يعملوا به ، لأن من علم الحق وتركه استحق الغضب من الله تعالى .
2- التحذير من صراط الضالين : وهم النصارى الذين فقدوا العلم ، فهاموا في الضلال ، لا يهتدون إلى الحق ، فعلى المسلمين ألا يتركوا العلم والعمل ، حتى لا يكونوا مثل النصارى واليهود .
3- التحذير من طريقة اليهود والنصارى ، والترهيب من سلوك سبيل الغاوين والبراءة منهم .
التحذير من صفات المنحرفين :
1- قال الله تعالى : {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلام : {المَغضُوبِ عَلَيهِمْ} اليهود و{وَلاَ الضَّالِّينَ} النصارى .
2- قال الله تعالى : {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} – الرغد : سعة العيش ، حطة : حُط عنا ذنوبنا وأغفرها .
أ- ( قيل لبني إسرائيل : {وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} فبدلوا ، فدخلوا الباب يزحفون على أستاهم ، وقالوا : حبة في شعرة ، أستاهم : أدبارهم) .
ب- وفي رواية الترمذي في قول الله تعالى : {وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً} ، قال : ( دخلوا متزحفين على أوراكهم) .
قال : وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم : {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} .
قال : قالوا : حبة في شعرة ، وفي رواية : حبة في شعيرة .
ج- قال الحافظ في (الفتح) : والحاصل أنهم خالفوا ما أُمروا به من الفعل والقول ، فإنهم أُمروا بالسجود عند انتهائهم شكراً لله تعالى ، وبقولهم (حطة) فبدلوا السجود بالزحف وقالوا حنطة بدل (حطة) أو قالوا : حطة ، وزادوا فيها حبة شعيرة .
ويستنبط منه أن الأقوال المنصوص إذا تُعبد بلفظها لا يجوز تغييرها ولو وافق المعنى .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 86.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 83.93 كيلو بايت... تم توفير 2.09 كيلو بايت...بمعدل (2.43%)]