|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم ![]() وقفات مع نصيحة الشيخ العودة لأسد الإسلام أسامة بن لادن بقلم : عطا نجد الراوي الحمد لله ، وبعد : فقد سمعنا في الأيام الأخيرة رسالة سلمان بن فهد العودة على قناة الـ MBC ، والتي نصح فيها أسد الإسلام أسامة بن لادن في بعض الأمور ، وقد رأيت ردود الأفعال – من بعض الإخوة – فيها توتر زائد ترك تحليل الأمر والرسالة وبيان منهجها ، وانشغل بشخص سلمان وقدرته على إرسال مثل هذه الرسائل ، أو دافعه لمثلها . ولهذا أحببت أن أبيّن بعض الأمور المهمة لفهم سلمان العودة ، ومنهجه وبالتالي رسالته : أولاً : موقفنا من النصيحة أيّا كان ملقيها لا يجب النظر إليها من ناحية شخصية الناصح ومنهجه ، بل النظر إليها من جهة قربها وبعدها عن الدليل الشرعي ، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها ، وقد قبل أبو هريرة نصيحة إبليس حين تمثل في صورة رجل يسرق من الصدقة فأخبره عن آية تحميه من الشياطين فقال النبي صلى الله عليه وسلم "صدقك وهو كذوب" . ثانياً : من المؤسف أن تأتي النصيحة في موقع كـ MBC الذي تقوم قنواته المتعددة على نشر الرذيلة ، والعري ، والسخرية بدين الله عزّ وجل .. وما طاشٌ عنه ببعيد فلئن كان برنامج العودة قبل المغرب فمسلسل طاش الساخر بأهل الدين هو بعد المغرب مباشرة فما (أقبح) أن يستمع المسلمون لوعظك لأسامة ونصحك لهم ، ثم يروّحوا عن أنفسهم بالضحك قليلاً مع طاش ما طاش بعدك مباشرة ! ولو أن الشيخ سلمان جعل نصيحته من خلال موقعه الإسلام اليوم ، أو من خلال قنوات المجد الفضائية لكان الأمر أهون قليلاً . ثالثاً : لم يكن سلمان العودة مؤيداً للجهاد حتى قبل سجنه ، وكان ينهى عن الذهاب إلى أفغانستان – أيام الجهاد الأفغاني الأول – ويرى أن جهودنا في تربية الأبناء تضيع هناك بكل سهولة ! فلا وجه للقول بأن سلمان العودة تغير في قضية الجهاد – وإن كنا لا ننكر تغيره في الجملة – فهذا الموقف من الجهاد قديم معروف عنه . رابعاً : موقفه من أحداث الحادي عشر من سبتمبر موقف واضح منذ أول يوم فقد أنكرها ، واشتد في إنكارها ، بل تعهد للكافر الأمريكي (توماس فريدمان) بالعمل على عدم تكرار أحداث سبتمبر ، مما جعل فريدمان يوصي كبار الحكومة السعودية بفتح وسائل الإعلام فانطلق بقوة في موقعه الإسلام اليوم وفتحت له القنوات الفضائية وكثر خروجها فيها ! خامساً : تساءل العودة "من المسؤول عن اكتظاظ السجون بالشباب .. الخ" والعجب من هذا السؤال وأعجب منه جوابه ، فالمسؤول عن اكتظاظ السجون بالشباب (الآن) هو ذاته المسؤول عن اكتظاظ السجون بكَ وبالشباب لما سجنتَ وشيوخ الصحوة وسجن معكم وبسببكم مئات من الشباب في كافة أنحاء الجزيرة . هو ذات المسؤول عن سجنكَ أنت وإخوانك من الشيوخ ، حين صدعتم بكلمة الحق في وجهه فجنّ جنونه ولم يجد إلا سجنك وسجن أتباعك وأتباع الشيوخ الآخرين .. فهل تتحمل يا سلمان مع إخوانك الشيوخ في ذلك الوقت مسؤولية اكتظاظ السجون بالشباب ، تلك السجون التي – برأيك – أصبحت مفرخة للغلو والتكفير والتفجير ؟! هل نقول أن "ٍسلمان العودة يتحمل مسؤولية اكتظاظ السجون بالشباب حتى أصبحت هذه السجون مفرخة لموجة من التكفير والغلو والعنف والتطرف عام 1414هـ ". سادساً : هل كان غزو العراق هو بسبب أحداث سبتمبر ؟! دعنا من أفغانستان التي حوصرت قبل أحداث سبتمبر بسنوات اقتصادياً وسياسياً .. العراق كانت محاصرة منذ عشر سنوات حصار اقتصادي خانق ، مات بسببه أكثر من مليون طفل عراقي فأين سبتمبر التي سببت هذا الحصار وقتلت تلك الأطفال ! أما أفغانستان فباعتراف الكثير من السياسيين الأمريكيين كان الإعداد لضربها على قدم وساق في الإدارة الأمريكية لولا أن فاجئهم 19 عشر شاباً "تغدوا بهم قبل أن يتعشوا في أفغانستان" كما يقال في المثل الدارج ! سابعاً : استدل العودة بترك النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين وعدم قتلهم "خشية أن يقول الناس محمد يقتل أصحابه" وذلك أن صورة الإسلام ليست في أفضل حالاتها وهو استدلال عجيب لو أردنا الالتزام بتطبيقه لتركنا كثيراً من شرائع الإسلام . فإن الغرب أيضاً أخذوا صورة سيئة – بمنطق العودة – من إقامة أهل الإسلام للحدود ، ومن منع الحريات الشخصية بين الجنسين ، ومن منع الكافرين من إظهار شعائرهم في ديار الإسلام وغيرها من الشرائع . ثم إن ما قام به الإخوة مما يراه العودة أنه شوه صورة الإسلام ولم يجعلها في أفضل صورها هو ردة فعل شرعية لما قام به الأمريكان ، وقتال بمثل ما قاتلونا به وعقاب بمثل ما عوقبنا به ، وهي حقوق مشروعة بنص القرآن الكريم . ثامناً : حاول العودة المقارنة بين عملية سبتمبر وضحاياه الـ(بضعة آلاف) وهداية بعض الدعاة لآلاف استناروا بنور الإسلام واهتدوا إليه ، وهي مقارنة غير سوية لاختلاف العملين . وفيها فصل ظاهر جليّ بين الدعوة والجهاد الذي كان يعاب به أهل الجهاد ويقال فيهم أنهم لا يرون حلاً إلا الجهاد ، ويزهدون من العلم والدعوة !! وأيضاً : عدم اعتبار أن (الكل على ثغر) وغيرها من مبادئ التكامل بين حركات العمل الإسلامي ، وشعار "وحدة الصف لا وحدة الكلمة" التي أطلقها العودة بعيد حملة الانتقادات لبيانه (بيان التعايش) ! فهل يقصر بعض الناس عن لوم إخواننا فصلهم - المزعوم - بين الدعوة والجهاد ، فهذا شيخ "الحياة كلمة" أبان عن انفصالهما بأوضح عبارة ! تاسعاً : تساءل العودة في معرض الإنكار "وهل صارت الوسيلة هي الغاية؟" ، ونحن أيضاً نسأل (هل صارت الوسيلة "الدعوة" هي الغاية) حين يقارن بين الجهاد والدعوة لتقرير أفضلية الدعوة التي اهتدى بها الآلاف على الجهاد التي قتل فيها الآلاف ! هذا هو ذاته تحويل للوسيلة (الدعوة) إلى غاية .. وقع فيها الشيخ العودة دون وعي منه . وهذا يتضح – جعل الدعوة غاية – أيضاً من قوله "هَمَّ إيصال الرسالة إلى الناس.. هَمَّ الدعوة.. هَمَّ التأثير على الآخرين وتغيير قناعات الآخرين، أهم وأعظم من هَمَّ قهر الناس وأخذهم بالقوة والشدة، ولقد بعث الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- هادياً ولم يبعثه جابياً، كما كان يقول عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- وأرضاه" . ونحن نقول للشيخ سلمان : أليس في ديننا قوله تعالى "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ..الآية" وقوله تعالى "قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة" ، وقولهم "فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به .." وقوله "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى (يثخن) في الأرض" ، وغيرها من الآيات التي تشرع قهر المعتدين (الذين أسميتهم بالناس) وأخذهم بالقوة والشدة !! ثم أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ كل بني قريظة بالقهر والقوة والشدة رغم أن العمل قام به كبرائهم ورجالهم .. فما ذنب الصبيان الذين أنبتوا واستطاعوا حمل السيف ؟ ما ذنبهم حين قتلوا ؟ أليس النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حصناً في الطائف بالقهر والقوة والشدة ورماهم بالمنجنيق رغم ما فيه من صبيان ونساء .. فما ذنبهم ؟ (كل هذا بمنطقك الذي عجز أن يجيب على مثل هذه التساؤلات والاستدلالات التي أثرناهم عليكم منذ أول يوم اعترضتم فيه علينا) ! ألم يعاتب الله عزّ وجله نبيه حين لم يؤخذ الأسرى بالقهر والشدة والإثخان واكتفى بالفداء وهي نوع من الرحمة التي يتحسر الشيخ العودة على فقدانها في قاموس الحرب عندنا ! عاشراً : قال العودة "من المسئول عن شباب تركوا أمهات مكلومات يعانين الألم؟ أو تركوا زوجات محزونات أو تركوا أطفالاً أو صغاراً يطول بهم الانتظار والسؤال أين أبي؟ أين أبي؟" وهو تساؤل غريب ، ووجه الغرابة ما يلي : 1- أنه لا يجب على المرء استئذان أحد في الجهاد سوى والديه وفي حالة واحدة هي كون الجهاد فرضاً على الكفاية ، وأما الزوجة والأولاد فلا اعتبار لرضاهم أو حزنهم على أزواجهم وآبائهم . 2- أغلب من يذهب للجهاد هم ما بين رجلين : مستأذن لوالديه فهذا لا إنكار عليه بوجه من الوجوه ، أو آخر خرج بلا إذن منهم وهو يرى أن الجهاد فرض عين عليه إما لعدم تحقق الكفاية ، أو لأنه يرى أن أرض المسلمين واحدة وهم في جهاد دفع للعدو الصائل على أرض الإسلام .. وهم في ذلك متبعون لا مبتدعون وقد أفتى لهم من العلماء الكبار من يعرفهم العودة قبل غيره ! فما وجه الإنكار عليهم ؟! الحادي عشر : كان العودة قد اشتهر بمبدأ الموازنات ، والذي ألزم فيه المنتقد أن يذكر السلبيات والإيجابيات .. لكننا نجد أن سلمان قد تناسى هذا المبدأ الذي كان يقول به ، وجعل كل الرسالة في ذكر سلبيات الشيخ أسامة – في نظره – دون أي ذكر لجهد الشيخ في الجهاد وأمواله التي صرفها في الدين ، وتاريخه المشرف في القتال في سبيل الله ! فهل هذا تراجع منه عن هذا المبدأ ؟ أم انتقائية في تطبيقها ؟! الثاني عشر : قال العودة "لقد فتح النبي -صلى الله عليه وسلم- الجزيرة ودانت له كلها دون مجازر بل الذين قتلوا على مدى وجود الرسول - صلى الله عليه وسلم - على قيد الحياة على مدى ثلاث وعشرين سنة يُعدون نحو مائتين أو أقل من ذلك، وقد يكون من قتل من المسلمين أضعاف من قتل من أعدائهم" وهو قياس غريب .. لكن هلاّ ذكر الشيخ للمسلمين الذين يستمعون له أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجال بني قريظة ، كل من أنبت أواستطاع حمل السيف من أبنائهم !! هلاّ ذكر لهم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى حصن الطائف بالمنجنيق رغم أن فيه النساء والأطفال !! وهلاّ قال لنا الشيخ سلمان : هل فعلت قريش بالمسلمين في زمنها كما فعلت أمريكا بنا هذا الزمان ؟ قريش التي فيها من المروءة ما جعل أحد كبار مجرميها يمتنع عن ترويع بنات محمد صلى الله عليه وسلم .. في وقتٍ أمريكا لا مروءة تحكمها ، ولا دين يكبل عنتريتها !! الثالث عشر : قال سلمان العودة "هب أن بعض هؤلاء أمسك بزمام الأمر أو وصل إلى سدة الحكم ـ أيضاً ـ ماذا عساهم أن يصنعوا ؟ ، وهم لم يتترسوا بخبرة حياتية يستطيعون بها أن يتولوا الأمور بشكل جيد، ولا بعلم شرعي يُعززهم في طريقهم ولا بعلاقات واسعة وقوية مع الخاص والعام !" . ولا أدري ما الأولى لدين الله عز وجل : أن يبقى في سدة الحكم حكّام خونة يحكمون بغير شريعة الله ، ويوالون أعداء الله يعينونهم على المسلمين ، أم شباب – إذا صح كونهم شباب – لم يتترسوا بخبرة حياتية ، ولا بعلم شرعي وعلاقات واسعة وقوية مع الخاص والعام ؟!!! أخيراً .. هذه الرسالة وضّحت وبشكل جلي أن سلمان العودة يرى تعارضاً بين منهجي الدعوة والجهاد ، كما أنها تشي بمنهج قطري أفسد على الدعاة دعوتهم وأحيت فيهم أفكار الوطنية التي فرقت بين الناس ، حين يطالب بجهاد كل بلد في بلده ، وأن يترك أهل البلدان الأخرى قتال أعداء إخوانهم !! وإني والله أقولها : أن جمع كبير من الشيوخ الكبار متململون من الشيخ سلمان العودة ، بل والله يقولون أنه وقع في أخطاء علمية كبيرة ، ويقولون والله "اللهم إنّا نبرأ إليك من رأي سلمان ، اللهم إنّا نبرأ إليك مما فعل سلمان" ! ولعلِّ في الأيام القادمة أكتب رسالة مختصرة فيها بيان لبعض أفكار سلمان العودة وتوجهاته ، وهي أفكار وتوجهات أعلم أن الكثير من طلبة العلم ومن المشايخ الكبار في بلاد الحرمين – وأنا أعني ما أقول حين أصفهم بالكبار – ينتقدون على سلمان العودة منهجه ، ويرون أنه إن لم يكن عصرانياً فهو سائرٌ في طريقها ، متقف أثرها .. ومنتهي في نهايتها ؛ هناك عند رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني واحمد أمين ومحمد عبده .. وقريباً سترونه صافٌّ في صفهم .. والأيام حبلى ! كتبه أخوكم : عطا نجد الراوي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |