فوائد غض البصر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024201 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301444 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 119047 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40240 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367085 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-09-2007, 02:50 PM
الصورة الرمزية قلب الجزائر
قلب الجزائر قلب الجزائر غير متصل
مشرفة ملتقى الأمومة والطفل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
مكان الإقامة: الجزائر الحبيبة
الجنس :
المشاركات: 3,001
الدولة : Algeria
63 63 فوائد غض البصر




فوائد غض البصر


لغـض البصـر فـوائـد عظيمـة، ومنـافـع جمّـة، وثمـرات يانعـة، يقطفهـا المـرء في الدنيـا والآخـرة، مـن ذلك:

1-
تخليص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق نظره دامت حسرته؛ فأضرُّ شيء على القلب إرسال البصر، فإنه يريه ما يشتد طلبه ولا صبر له عنه، ولا وصول له إليه، وذلك غاية ألمه وعذابه، قال الأصمعي: رأيت جارية كأنها مهاةٌ، فجعلت أنظر إليها، وأملأ عيني من محاسنها، فقالت لي: يا هذا ما شأنُك؟ قلت: وما عليك من النظر؟ فأنشأت تقول:

وكنت متى أرسلت طرْفك رائدًا لقلبك يومًـا أتعبتك المناظـر
رأيت الذي لا كلّـه أنت قـادرٌ عليه ولا عن بعضه أنت صابر

والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، وهي بمنزلة الشرارة من النار تُرمى في الحشيش اليابس، فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه، كما قيل:

كل الحوادث مبداها من النظـر ومُعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بال قـوس ولا وتـر
والمرء ما دام ذا عين يقلّبُها في أعين الغيد موقوف على الخطـر

يَسُـرّ مقتله ما ضرّ مهجتـه لا مرحبًا بسرور عاد بالضـرر والناظر يرمي من نظره بسهام تُصوَّب إلى قلبه وهو لا يشعر، فهو إنما يرمي قلبه، ويطعن فؤاده، ويمزق أحشاءه.

متيـم يرعـى نجوم الدجـى يبكي عليه رحمةً عاذلُهْ
عيني أشاطت بدمي في الهوى فابكوا قتيلا بعضه قاتله

ويقـول آخـر:

وأنا الذي اجتلبت المنية طرفُه فمن المُطالب والقتيل القاتلُ؟

وقـال آخـر:

يا من يرى سُقمي يزيـ ـد وعلَّتي أعيت طبيبي
لا تعـجبـن فهكــذا تجني العيون على القلوب

2- إن غضّ البصر يورث نورًا للقلب، وانشراحًا للصدر، وجلاءً للبصيرة ووضوحًا في الرؤية، ويجعل الإنسان أكثر إيمانًا وأكثر يقينًا وأكثر استمتاعًا بالنظر الأجمل، والنور الأكمل؛ نور الله جل وعلا. ولحكمة معينة جاء بهد هذه الآيات قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ ... [النور: 35 ]، فالله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنسه، فلما منع العبد نور بصره أن ينفُذ إلى ما لا يحل له، أطلق الله نور بصيرته، وفتح عليه باب العلم والمعرفة.

3- إن العين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته، إن النظرات كلما تواصلت وكثرت كانت كالماء يسقي الشجرة، فلا تزال تنمو حتى يفسد القلب ويُعرض عن الفكر فيما أمر به ربه، ويخرج بصاحبه إلى المحن، ويوقعه في الفتن. يقول الإمام أحمد - رحمه الله -: “ كم نظرة قد ألقت صاحبها في البلابل “.


4- أنه يورث صِحّة الفراسة، فإنها من النور وثمراته، وإذا استنار القلبُ صحّت الفراسةُ.

5- أنه يفتح له طرق العلم وأبوابه، ويسهّل عليه أسبابه، ولك بسبب نور القلب، فإنه إذا استنار ظهرت فيه حقائق المعلومات، وانكشفت له بسرعة، ونفذ من بعضها إلى بعض. ومن أرسل بصره تكدّر عليه لُبه وأظلم، وانسدّ عليه باب العلم وطُرُقه.

6- أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته، فيجعل له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة.

7- أنه يورث سرورًا وفرحًا، وانشراحًا أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظرة، وذلك لقهره عدوّه بمخالفته ومخالفة نفسه وهواه، وأيضًا فإنه لما كفّ لذته وحبس شهوته لله، وفيها مسرّةُ نفسه الأمّارة بالسوء، أعاضه الله سبحانه مسرّةً ولذة أكمل منها، كما قال بعضهم: والله لَلَذَّةُ العفة أعظم من لذة الذنب، ولا ريب أن النفس إذا خالفت هواها أعقبها ذلك فرحًا وسرورًا ولذة أكمل من لذة موافقة الهوى.

8- أنه يسدّ عنه بابًا من أبواب جهنم، فإن النظر بابُ الشهوة الحاملة على مواقعة الفعل.

9-
أنه يقوّي عقله ويزيده ويثبته، فإن إطلاق البصر وإرساله لا يحصل إلا من خِفّة العقل وطيشه وعدم ملاحظته للعواقب.

وأعقل الناس من لم يرتكب سببًا حتى يُفكّر ما تجني عواقبه

10- أنه يُخلّص القلب من سُكر الشهوة ورقدة الغفلة، فإن إطلاق البصر يُوجب استحكام الغفلة عن الله والدار الآخرة، ويوقع في سكرة العشق، كما قال الله تعالى: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ ... [الحجر: 72 ].

11-
أنه سبب لمرضاة الله تعالى ونيل كرامته، والفوز بجنته، والتلذذ برؤية أكمل مطلوب، وأجمل محبوب، وهو وجهه الكريم جل وعلا. يقول – صلى الله عليه وآله وسلم –: ( اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدَّوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وعضّوا أبصاركم، وكفوا أيديكم ). وقد وردت عدّة أحاديث في الأمر بغض البصر وبيان خطورته. ويقول ابن مسعود – رضي الله عنه –: “ حفظ البصر أشد من حفظ اللسان “. ويقول أحد العلماء: “ لا تتبع بصرك حُسن ردف المرأة، فإن النظر يجعل الشهوة في القلوب “. ويقول العقلاء: “ من سرّح ناظره خاطره، ومن كثرت لحظاته دامت حسراته، وضاعت عليه أوقاته، وفاضت عبراته “. إن غض البصر شيمة العقلاء، وديدن الشرفاء، ولذلك يقول عنترة وهو رجل جاهلي:

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها

فأين كثير من المسلمين عن هذا الخلق الرفيع، والأدب الجميل:

يا وجه عنترة العبسي معذرة إني أراك كسيف البال مكتئبا
أراك تنكر قومًا كنت تعرفهم وتنكر الوجه والأخلاق والنسبا
كأنما لم تجد ما كنت تعهـده مـن غيرةٍ وحياءٍ يبلغ السحبا
ذاك امرؤ جاهليٌّ ما رأى خلقًا مـن النبي ولم يستنطق الكتبا

لكنه العـربي الشهم يمنعـه حياؤه من صفات تحرق الأدبا يقول بعض السلف: “ من حفظ بصره أورثه الله نوراً في بصيرته “..“. لا تعجب إذًا إن لم تجد للطاعة حلاوة، وللعبادة لذة، وللذكر نشوة، وللقلب بصيرة، وللنفس فرقانًا، فإن من أهم أسباب منع الأنس بذلك هو إطلاق البصر فيما يصرف عن الحبيب القريب، والسميع المجيب. فالنظرة الغاشمة سهم من سهام إبليس، والعين تزني وزناها النظر، ومتى أطلق البصر فقد حصل الخطر.
كم من إنسان تبدد قلبه، واحترق فؤاده، وتمزقت كبده، بسبب عينيه.

وهذه أبيات رائعة لأحد قتلى النظر، وضحايا البصر، يقول:

يقول طرفي لقلبي هِجْتَ لي سقمًا وعين تزعمُ أن القلـب أنكاها
والجسـم يشهـد أن العين كاذبـةٌ وهي التي هيّجت للقلب بلواها
لولا العيونُ وما يجنين من سقـم ما كنت مُطّرحًا من بعض قتلاها

فـقـالـت الكبـدُ المظلومة اتّئدا قطّعْتُمـانـي مـا راقبْتُمـا الله ما ظنك بمن ضجّ سمعُه، وكلّ بصره وهو ينظر إلى الحرام، ويتابع سيئ الأفلام، ويطلق العنان لسمعه وبصره في الآثام، هل راقب الخالق، أو شكر المنعم أو استحيى من ملك الملوك؟ يسمع الفاتنات، ويدقق النظر في الغانيات، ويتأمل مفاتن السافرات: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿20﴾ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ ... [فصلت:20،21]، ﴿ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿22﴾ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ﴾ [فصلت: 22،23 ].

ولخطر اللسان بيَّن تعالى أن المرء محاسب على كل ما يقول: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ ... [ق: 18 ]، ويقول - صلى الله عليه وآله وسلم – لمعاذ بن جبل: ( كف عليك هذا ) وأشار إلى لسانه، فقال: يا نبي الله، وإن لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: ( ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلى حصائد ألسنتهم ). بل إن كلمة واحدة قد يقولها المرء لا يلقي بها بالا تهوي به في جهنم سبعين خريفًا. ﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ ﴿8﴾ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ ﴾ ... [البلد: 8، 9 ].. اللسان مزود بسبع عشرة عضلة تسمح له بحركة كبيرة، ونسيج الشفتين نسيج خاص يتشكل حسب الحاجة، وهذه المرونة التي يتمتع بها نسيج الشفتين هي التي أتاحت له القيام بوظيفتين مختلفتين “الأكل والكلام”. إن القلب ملك الجوارح واللسان ترجمانها قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفِّر اللسان تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا ). باللسان يُسَبَّح الواحد الأحد، ويُذْكَر الفرد الصمد، ويُدعى إلى الإيمان، ويُحث على الفضيلة ويُحذر من الرذيلة وتقام الحجة على المُعْرِض ويُبين الهدى، ويُردّ عن الردى، قال – صلى الله عليه وآله وسلم -:
من وقاه الله شر ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه دخل الجنة
احفـظلسانك أيها الإنسـان لا يلـدغنـك إنه ثعبـان

كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان يقول - صلى الله عليه وآله وسلم -: إنأكثر خطايا بني آدم في لسانه
ويقول إبراهيم التيمي - رحمه الله -: " المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر، فإن كان كلامه له تكلم، وإن كان عليه أمسك عنه، والفاجر إنما لسانُه رسْلا رَسْلا
تكلم وسدد ما استطعت فإنما كلامك حيّ والسكوت جماد فإن لم تجد قولا سديدًا تقوله فصمتك عن غير السداد سداد ".



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-09-2007, 09:38 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
Icon1

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اختى موضوع جميل

وعلينا الانتبه له

نعم كما تفضلتى فتلك فوائد للمسلم لم تاتى من هدر ولم توضع لعب ولهوا

انها حكمه الله لهذه الامه

وارجو قبول اضافتى

لله در الشاعر إذ يقول :

كم من نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بغير قوس ولا وترِ

يســـــر مــقلتـه مــــــاضرّ مهجتـــــه لا خير بســرور جـــاءبالضــرر
  • امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشهومعاده ، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى ، وماسعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره ، وما شقي من شقي في الدنياوالآخرة إلا بتضييع أوامره .
    2/ يمنع من وصول أثر السهم المسمومالذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه
    3/ أنه يورث القلب أنسا باللهوجمعية على الله ، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ، ويبعده من الله ، وليس علىالعبد شيء أضر من إطلاق البصر فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه .
    4/ يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .
    5/ أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة ، ولهذا ذكر اللهآية النور عقيب الأمر بغض البصر ، فقال : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوافروجهم ) ، ثم قال اثر ذلك : ( الله نور السماوات والأرض ، مثل نوره كمشكاة فيهامصباح ) ، أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه ، وإذااستنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب ، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائبالبلاء والشر عليه من كل مكان ، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى ، واجتناب هدى ،وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة ، فإن ذلك إنما يكشفه له النورالذي في القلب ، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام .
    6/ أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل ،والصادق والكاذب ، وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول : من عمر ظاهره باتباع السنةوباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ، واعتاد أكلالحلال لم تخطئ له فراسة ؛ وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة .
    7/ أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطانالقدرة والقور ، كما في الأثر : " الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله " ، وضد هذاتجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها ، وما جعل اللهسبحانه فيمن عصاه ، كما قال الحسن : " إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهمالبراذين ، فإن ذل المعصية لا يفارق رقابهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه " ، وقدجعل الله سبحانه العز قرين طاعته والذل قرين معصيته ، فقال تعالى : ( ولله العزةولرسوله وللمؤمنين ) ، وقال تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتممؤمنين ) ، والإيمان قول وعمل ، ظاهر وباطن ، وقال تعالى : ( من كان يريد العزةفلله العزة جميعا ، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، أي من كان يريدالعزة فليطلبها بطاعة الله وذكره من الكلم الطيب والعمل الصالح ، وفي دعاء القنوت : " إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت " ، ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه،وله من العز سب طاعته ، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه ، وعليه من الذل بحسبمعصيته .
    8/ أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب ، فإنه يدخل معالنظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي ، فيمثل له صورةالمنظور غليه ويزينها ، ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ، ثم يعده ويمنيه ويوقد علىالقلب نار الشهوة ، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلكالصورة ، فيصير القلب في اللهب ، فمن ذلك تلد الأنفاس التي يجد فيها وهج النار ،وتلك الزفرات والحرقات ، فإن القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب ، فهو وسطهاكالشاة في وسط التنور ، ولهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة : أن جعللهم في البرزخ تنوراُ من نار ، وأودعت أرواحهم فيه إلى حشر أجسادهم ، أراها اللهنبيه -صلى الله عليه وسلم- في المنام في الحديث المتفق على صحته
    9/ أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصريشتت عليه ذلك ويحول بينه وبينها فتنفرط عليه أموره ويقع في اتباع هواه وفي الغفلةعن ذكر ربه ، قال تعالى : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمرهفرطا ) ، وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه .
  • أن بينالعين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما بما يشغل به الآخر ، يصلح بصلاحهويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب ، وكذلك فيجانب الصلاح ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد ، وصار كالمزبلة التي هي محلالنجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه ،والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .
المرجع : الجواب الكافيللإمام : ابن القيِّم بن الجوزيه
__________________
[CENTER]
كبرنا
وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ
يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا !

واستراح الشوق منى
وانزوى قلبى وحيداً
خلف جدران التمني
واستكان الحب فى الاعماق
نبضاً غاب عني


ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال

كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-09-2007, 03:01 PM
الصورة الرمزية راجية الشهادة
راجية الشهادة راجية الشهادة غير متصل
مراقبة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 3,018
افتراضي

السلام عليكم:جزاك الله خيرا اختى الكريمة
marwo
على هذا الموضوع الرائع والمفيد جعله الله فى كفة حسناتك ونفعنا الله واياك بما علمنا وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
دمتى بكل خير وحفظك الله
__________________
والله لو يمحو الزمان فضائلا


"
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22-09-2007, 04:19 PM
الصورة الرمزية المشتاقة للجنة
المشتاقة للجنة المشتاقة للجنة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: maroc
الجنس :
المشاركات: 2,308
افتراضي

جزاك الله خيرا اخيتي افدتنا نسال الله الهدى والتفى والعفاف والغنى
__________________
اللهم ارحم امي و اغفر لها و ادخلها الجنة اللهم ارحمها واعفو عنها اللهم اغسلها بالماء والثلج والبرد اللهم جازها بالحسنات احسانا وبالسيئات مغفرة وعفوا ورحمة اللهم اجعل مثواها الجنة وموتى المسلمين جميعا يارب العالمين
من قرا هدا الدعاء يؤمن عليه جزاكم الله خيرا



رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23-09-2007, 09:42 PM
الصورة الرمزية نسمة الايمان
نسمة الايمان نسمة الايمان غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: دار الممر
الجنس :
المشاركات: 1,866
افتراضي

جزاك الله خيرا اختي على الطرح الهادف
بارك الله فيك واثابك الثواب العظيم
نسال الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين يغضون من أبصارهم
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.84 كيلو بايت... تم توفير 3.54 كيلو بايت...بمعدل (4.30%)]