|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. .. سوف ينزل فى كل يوم ان شاءالله سلسله من .. سلسلة المورد العذب الزلال ... اما بعد . قال الشيخ أحمد النجمي في كتابه المورد العذب الزلال ص(49): سؤال يطرح نفسه على العقول ويطلب الإجابة عليه دائماً فما هو هذا السؤال وما هي الإجابة عليه. السؤال هو: لماذا خلق الله الإنسان؟ ما هي الحكمة من خلقه؟ وماهي الغاية التي يسعى إليها، والنهاية التي سيصل إليها؟. والجواب: هذا السؤال قد ضلت في الإجابة عليه العقول وتحيرت فيه الفهوم وتخبطت فيه مدارك الفلاسفة والحكماء والعلماء والعباقرة من ذوي الفهم الثاقب والذكاء الخارق فضلاً عن غوغاء الناس، لا يستثني من ذلك إلا العقول التي استنارت بوحي الله واهتدت بهداه واتبعت رسله فهي التي عرفت الإجابة عن هذا السؤال بالتلقي عن الله وعن رسله، ومن هنا نعلم علم اليقين أن العقل لا يمكن أن ينفرد بعلم العقيدة لأنه علم يرتبط بالغيبيات، والغيبيات إذا نطق فيها العقل بعيداً عن الوحي ضل وتاه وارتبك وتخبط تخبطاً عجيباً وتصور تصوراً غريباً(1)، ذلك لأن العقل ماهو إلا أداة لتصور المعلومات التي تصل إليه من طريق الحواس ومتى تجاوز ما يحيط به في الأرض وقع في متاهات كبيرة وانحدر إلى مزالق خطيرة قال تعالى: {أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}(2). نعم بإمكان العقل أن يستدل من خلال مشاهداته ومسموعاته أن ربه وخالقه ورازقه هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. ذو القدرة العظيمة والحكمة البالغة والعلم الشامل والألطاف الخفية، قال تعالى: {أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم، إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون. أولم يرو أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعاً تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون}(3). وإذا علمت أن العقل عاجز عن الاستقلال بمعرفة الحكمة التي من أجلها خلق الإنسان فعليك أن تتعرف على الحكمة التي من أجلها خلق الإنسان من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فقد بين الله تعالى في القرآن الكريم الذي قال عنه منزله جل وعلا{ما فرطنا في الكتاب من شئ}(4) بين حكماً وأحكاماً هي أقل شأناً من هذا الأمر العظيم كيف لا وهو أهم المهمات وأعظم الواجبات إذا فالحكمة التي خلق الله الإنسان من أجلها هي العبادة قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}(5)، فقد أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه خلق الجن والإنس للعبادة، فالعبادة هي الحكمة التي من أجلها خلقوا ومن أجلها خلق الله السموات والأرض والدنيا والآخرة والجنة والنار ومن أجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وسن الأحكام وبين الحلال والحرام ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، قال تعالى:{الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور}(6) وذلك أن الله خلق عباده وأخرجهم لهذه الدار وأخبرهم أنهم سينتقلون إلى دار أخرى، وأمرهم ونهاهم وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره ونهيه فمن انقاد لأمر الله أحسن الله له الجزاء في الدار الاخرة ومن مال مع شهوات النفس ونبذ أمر الله وارتكب نهيه فله شر الجزاء"(7). فالعباد جميعاً خلقوا للعبادة ولكن لما كان منهم من خلق للعبادة من دون ابتلاء بمضاد كالملائكة، فهذا القسم صارت العبادة سجية لهم لا يريدون غيرها، قال تعالى عنهم: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون}(8) ومنهم من خلق للعبادة مع ابتلاء بمضاد كالجن والإنس الذين جبلوا على خلائق وسجايا تنأى بهم غالباً عن الطاعة وتوقعهم في المعاصي ابتلاء من الله لهم وذلك كالابتلاء بالشهوات، شهوة المطعم وشهوة المشرب، وشهوة المنكح، وشهوة القهر، والتغلب، والاستعلاء، إلى غير ذلك. وكما ابتلاهم بقرناء السوء وبالشبه التي تلقى في قلوبهم الشكوك لأن إيمانهم بالغيب. وفوق ذلك الابتلاء بالشيطان الرجيم ذلك العدو اللدود المتربص الذي مازال منذ أن أخرج أبانا آدم من الجنة حريصاً على إغواء بنيه وإيقاعهم في الكفر والشرك والفسوق والعصيان لذلك كانت العبادة في حقهم ابتلاء واختباراً للدواعي المضادة لها، فمن استجاب لتلك الدواعي والنوازع وأطاع الشيطان كان من الغاوين الذين يستحقون دخول النار كما قال تعالى {قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين}(9) وأما من قدم طاعة الله وحرص على رضاه واتبع رسله والتمس حل الشبهات من شرعه واستعمل الشهوة فيما أباح الله فذلك هو المؤمن حقاً الموعود بالدرجات العلى في جنة الفردوس. وأما الغاية التي يسعى لها فهي تختلف باختلاف الناس وثقافاتهم وعقائدهم، فمنهم من عرف ربه وعرف حقه عليه وآمن بلقائه وعلم قدر الدنيا وأنها ما هي إلا معبر ومنفذ ومطية إلى الآخرة فأخذ منها ما يصلحه وتزود منها ما يوصله إلى رضى ربه وجنته، وتلك هي الغاية التي يسعى لها. ومنهم من جهل ذلك ولم يعرف ربه ولم يؤد حقه ولم يؤمن بلقائه؛ بل ظن أن الدنيا وحياتها ولذاتها هي الغاية فسعى لها ورضي بها واطمأن إليها وشمر في جمعها وأفنى عمره في لذاتها، وتلك هي غايته التي يسعى إليها، ولقد تحدث القرآن الكريم عن القسمين وبين حال كل من الفريقين فقال تعالى وهو أصدق القائلين: {إن الذين لا يرجون لقائنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم إن عن آياتنا غافلون، أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون}. {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم، دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}(10). قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي في تفسير هذه الآيات {إن الذين لا يرجون لقاءنا} أي لا يطمعون بلقاء الله الذي هو أكبر ما طمع في الطامعون، وأعلى ما أمله المؤملون ؛ بل أعرضوا عن ذلك وربما كذبوا به {ورضوا بالحياة الدنيا} بدلاً عن الآخرة {واطمأنوا بها} أي ركنوا إليها وجعلوها غاية أمرهم ونهاية قصدهم فسعوا لها وانكبوا على شهواتها بأي طرق حصلت حصلوها ومن أي وجه لا حت ابتدروها قد صرفوا إراداتهم ونياتهم وأفكارهم وأعمالهم إليها. فكأنهم خلقوا للبقاء فيها وكأنها ليست بدار ممر يتزود فيها المسافرون إلى الدار الباقية التي إليها يرحل الأولون والآخرون وإلى نعيمها ولذاتها شمر الموفقون {والذين هم عن آياتنا غافلون} فلا ينتفعون بالآيات القرآنية ولا بالآيات الآفاقية والنفسية. والإعراض عن الدليل مستلزم للإعراض والغفلة عن المدلول المقصود{أولئك} الذين هذا وصفهم {مأواهم النار} أي مقرهم ومسكنهم التي لا يرحلون عنها {بما كانوا يكسبون} من الكفر والشرك والمعاصي. فلما ذكر عقابهم ذكر ثواب المطيعين فقال {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات }أي جمعوا بين الإيمان والقيام بموجبه ومقتضاه من الأعمال الصالحة المشتملة على أعمال القلوب وأعمال الجوارح على وجه الإخلاص والمتابعة {يهديهم ربهم بإيمانهم} بسبب ما معهم من الإيمان يثيبهم الله أعظم الثواب وهو الهداية فيعلمهم ما ينفعهم ويمن عليهم بالأعمال الناشئة عن الهداية ويهديهم للنظر في آياته ويهديهم في هذه الدار إلى الصراط المستقيم وفي دار الجزاء إلى الصراط الموصل إلى جنات النعيم، ولهذا قال {تجري من تحتهم الأنهار} الجارية على الدوام {في جنات النعيم} أضافها الله إلى النعيم لاشتمالها على النعيم التام، نعيم القلب بالفرح والسرور والبهجة والحبور ورؤية الرحمن وسماع كلامه والاغتباط برضاه وقربه ولقاء الأحبة والإخوان والتمتع بالاجتماع بهم وسماع الأصوات المطربات والنغمات المشجيات والنظرات المفرحات ونعيم البدن بأنواع المآكل والمشارب والمناكح ونحو ذلك مما لا تعلمه النفوس ولا خطر ببال أحد أو قدر أن يصفه الواصفون. {دعواهم فيها سبحانك اللهم } أي عبادتهم فيها لله أولها تسبيح وتنزيه له عن النقائص وآخرها تحميد لله، فالتكاليف سقطت عنهم في دار الجزاء وإنما بقي لهم أكمل اللذات الذي هو ألذ عليهم من المآكل اللذيذة ألا وهو ذكر الله الذي تطمئن به القلوب وتفرح به الأرواح وهو لهم بمنزلة النفس من دون كلفة ومشقة، أما تحيتهم فيها فيما بينهم عند التلاقي والتزاور فهو السلام، كلام سالم من اللغو والإثم، وموصوف بأنه سلام{وآخر دعواهم} إذا فرغوا {أن الحمد لله رب العالمين}(11)اهـ وقد تبين من هذا أن المقاصد التي يسعى لها العباد مختلفة بحسب ما في قلوبهم من العلم والجهل والإيمان والكفر والتصديق والتكذيب. فالمؤمن الخالص يسعى للآخرة فقط فهو وإن باشر الدنيا ببدنه وحرص عليها بقلبه فإنه لا يريدها إلا للآخرة كقوله تعالى {ومن آراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً}(12)، والكافر الخالص يسعى للدنيا فقط، لأنه لا يؤمن إلابها ولا يركن إلا إليها قال تعالى: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً}(13) والمسلم العاصي بين ذلك وهو لما غلب عليه. وأما النهاية التي سيصل إليها فهي الدار الاخرة، إما في الجنة أبداً، وإما في النار أبداً، قال تعالى {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه، فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً، وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبوراً ويصلى سعيراً}(14). إلى اللقاء في الحلقة القادمة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ (1) إن من يقرأ في كتب الملل والنحل يرى أموراً غريبة وتصورات عجيبة تثير الاستغراب ويستبعد الإنسان أن يصدقها العقل. (2) سورة الأنعام آية: 122 (3) سورة السجدة آية 26ـ27. (4) سورة الأنعام آية 38. (5) سورة الذاريات آية: 56. (6) سورة الملك آية: 2. (7) تفسير السعدي (7/429) بتصرف. (8) سورة الأنبياء آية: 26،27،28 (9) سورة ص الآيات: 84،85. (10) سورة يونس الآيات: 7،8،9،10 (11) (3/328ـ332) من تفسير السعدي. (12) سورة الإسراء آية: 19. (13) سورة الإسراء: آية 18. (14) سورة الإنشقاق الآيات من 6ـ12.
__________________
[CENTER] كبرنا وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا ! واستراح الشوق منى وانزوى قلبى وحيداً خلف جدران التمني واستكان الحب فى الاعماق نبضاً غاب عني ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد . |
#2
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا اخي
ويسعدني ان اكون متابعة دائما بارك الله فيك
__________________
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() سلسلة المورد العذب الزلال(2) بيان العبادة التي أوجد الله الجن والإنس من أجلها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد: قال الشيخ أحمد النجمي في كتابه المورد العذب الزلال ص(57): أما العبادة التي من أجلها خلق الله العباد فقد بينها الله عز وجل في القرآن الكريم الكريم وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن بيان. وهي مجموعة التكاليف الشرعية التي كلف الله بها عباده، سواء كان ذلك فيما يجب له عليهم أو فيما يجب لبعضهم على بعض أو فيما يجب عليهم أن يفعلوه في أنفسهم كإعفاء اللحية وقص الشارب وتحريم الإسبال وتحريم أكل الربا وأكل الميتة وتحريم شرب الخمر وما أشبه ذلك. وقد عرّف بعض أهل العلم العبادة فقال: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. وقال بعضهم: العبادة: عبارة عن توحيده والتزام شرائع دينه. وقال بعضهم: هي الطاعة. والتعبد: التنسك. وأصل العبادة الخضوع والتذلل مع محبة وتعظيم، ولا تكون العبادة عبادة حتى تكون خالصة لله، فإن شابها شئ من الشرك كانت مردودة على صاحبها، وباطلة من أصلها، لأنها حينئذ لا تسمى عبادة شرعية وبهذا تعلم أن العبادة لا تسمى عبادة شرعية إلا مع التوحيد، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)(1) ثم اعلم أن من العبادة ما جاء مجملاً في القرآن وبينته السنة كالصلاة والزكاة، فالسنة بينت أوقات الصلاة وعددها وركوعها وسجودها، وذكر كل من القيام والقعود والركوع والسجود والاعتدال والتحريم والتحليل والفرض والنفل. والزكاة، قد بينت السنة أنصبائها ومقاديرها وأجناس ما تجب فيه ومتى يجب وكيف يجب. ومنها ما بينه القرآن أعظم بيان كالتوحيد، فقد بين القرآن قضية التوحيد أعظم بيان فالأدلة على إثبات ألوهية الله وكمال قدرته وذكر أسمائه الحسنى وصفاته العليا المقتضية لتفرده بالكمال دون سواه وضعف الآلهة المعبودة وعجزها إلى غير ذلك كلها أدلة على التوحيد. ومن أنواع العبادة ما بينته السنة، ولم يذكر في القرآن كقوله صلى الله عليه وسلم ( ألا لا يحل ذو ناب من السباع ولا الحمار الأهلي ولا اللقطة من مال معاهد إلا أن يستغني عنها ربها، وأيما رجل ضاف قوماً فلم يقروه فإن له أن يعقبهم بمثل قراه)(2) وبالجملة فإن أنواع العبادة منها ما بينه القرآن ومنها ما ذكره القرآن مجملاً وبينته السنة ومنها ما بينته السنة، فلا يجوز أن نأخذ العبادة من القرآن وحده ولا من السنة وحدها. فمن أخذ بالقرآن وحده دون السنة كالخوارج ضل، ومن أخذ بالقرآن ومتواتر السنة، وترك آحادها، أو حكم العقل فيها كالمعتزلة ضل، ومذهب أهل السنة والجماعة الأخذ بكتاب الله وبصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كانت متواترة أو آحاداً، لما كانت العبادة هي مجموعة الأوامر والنواهي من واجباتومندوبات ومحرمات ومكروهات ومباحات كانت لا بد أن تكون مرتبطة بالاستطاعةوبالأخص فعل الأوامر، فالله تعالى يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم}(3)ويقول {لايكلف الله نفساً إلا وسعها}(4) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لعمران بن حصين: (صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب)(5) أما التروك وهي المنهيات فلكون الترك لا يشق لذلك فإنه يجب على المسلم أن يجتنبها جميعاً كما جاء في الحديث الصحيح (ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه)(6) ــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه مسلم في الزهد رقم (2406،2407) عن أبي هريرة. (2) صحيح سنن أبي داود (3229 ) (3) سورة التغابن آية: 16. (4) سورة البقرة الآية : 286. (5)) أخرجه البخاري، باب: إذا لم يطق قاعداً صلى على جنب من آخر تقصير الصلاة. رقم (1117)، وأبو داود، باب: صلاة القاعد.رقم الحديث(952) (6) خرجه البخاري في الاعتصام باب: الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسلم (1337) في الحج. باب: فرض الحج مرة، والترمذي في العلم باب: الانتهاء عما نهى النبي صلى الله عليه وسلم والنسائي في الحج. باب: وجوب الحج مرة.
__________________
[CENTER] كبرنا وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا ! واستراح الشوق منى وانزوى قلبى وحيداً خلف جدران التمني واستكان الحب فى الاعماق نبضاً غاب عني ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد . |
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() ووضع موضوعك في ميزان حسناتك ونحن ننتظر كل جديد منك اخي الفاضل
__________________
![]() ![]() حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
|
#5
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله كل خير اخى الطيب
وان شاءالله نتابع كل جديد منك |
#6
|
||||
|
||||
![]() سلسلة المورد العذب الزلال(3)الرسل هم الأدلاء على ا الله عزوجل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد: قال الشيخ أحمد النجمي في كتابه المورد العذب الزلال ص(61): خلق الله آدم في الجنة من قبضة قبضها من الأرض وخلق منه زوجه حواء، وأباح له الأكل من جميع أشجار الجنة إلا شجرة واحدة نهاه عنها وحذره من أكلها ولكن لم يكن عدوه إبليس ليتركه وقد لعن وطرد من الجنة بسببه فدلاه بغرور، وأقسم له إنه له لمن الناصحين وزعم أن من أكل من الشجرة التي نهاه عنها ربه يخلد فلا يموت ويكون ملكاً، فانساق بالطمع في الخلد وأكلا من تلك الشجرة هو وزوجته فبدت لهما سوآتهما، وعلما أنهما قد عصيا ربهما، فندما وتابا، فتاب الله عليهما، وأهبطهما إلى الأرض كما قد أهبط إبليس قبلهما ليتم الابتلاء على هذه الأرض بعد أن أراهما عداوة إبليس وحرصه على إهلاكهما حين قال {فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين}(1) قال تعالى {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه، وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين، فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم، قلنا اهبطوا منها جميعاً، فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}(2). وقال تعالى: {قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى}(3). قال ابن كثير في تفسير آيات البقرة: "يقول تعالى مخبراً عما أنذر به آدم وزوجته وإبليس حين أهبطهم من الجنة والمراد الذرية أنه سينزل الكتب ويبعث الأنبياء والرسل كما قال أبو العالية ((الهدى الأنبياء، والرسل والبينات البيان)) وقال مقاتل: ((الهدى: محمد صلى الله عليه وسلم)) وقال الحسن: ((الهدى: القرآن)) وهذان قولان صحيحان، وقول أبو العالية أعم. {فمن اتبع هداي} أقبل على ما أنزلت به الكتب وأرسلت به الرسل {فلا خوف عليهم} فيما يستقبلونه من أمر الآخرة {ولا هم يحزنون} على ما فاتهم من أمور الدنيا كما قال في سورة طه {قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}. قال ابن عباس: "فلا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى} كما قال هاهنا {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك اصحاب النار هم فيها خالدون} أي مخلدون فيها لا محيد لهم عنها ولا محيص"(4). فإن قيل كيف جاء الخطاب في سورة البقرة اهبطوا وفي سورة طه بضمير التثنية اهبطا فالجواب الخطاب في سورة البقرة لآدم وحواء وإبليس وفي سورة طه لآدم وإبليس فقط. وقال في ((صفوة الآثار والمفاهيم)) (5)معلقاً على هذه الآيات في سورة البقرة، {قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} وأعظم الاعتبارات في هذه الدور هو أن الإنسان سيد هذه الأرض ومن أجله خلق الله كل شئ فيها وهو إذا أحسن التصرف في الخلافة الإلآهية باتباعه وحي الله فهو أعز وأكبر وأغلى عند الله من جميع الدنيا وما فيها وقيمته عند الله أعظم فلا يجوز له أن يستعبد نفسه ويستذلها لغاية مادية أو رغبة في شهوة حيوانية يخون بها عهد الله أولاً، وينزل بها إلى غاية السقوط وهو لا يشعر لما ران على قلبه من ظلمات المادة والشهوة والهوى فدوره في هذه الأرض دور القيادة والتوجيه التي يستلهم أنظمتها من السماء لا مصدر آخر في الأرض كما قال تعالى { فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}" وقال تعالى: {يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}(6). فأخبر في هاتين الآيتين أنه سيرسل رسلاً من بني آدم وأن من آمن بهؤلاء الرسل نجا من العذاب ومن كذبهم واستكبر عن قبول ما جاءوا به فسيعذبه الله في نار جهنم يبقى فيها خالداً مخلداً، وفي كتاب الإمارة من صحيح مسلم عن زيد بن وهب عن عبدالرحمن بن عبدرب الكعبة قال دخلت المسجد فإذا عبدالله بن عمرو جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه فجلست إليه فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلاً، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جشره، إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم:الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم،وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجئ فتنة فيرقق بعضها بعضاً، وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجئ الفتنة فيقول المؤمن هذه.. هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر... الحديث). والشاهد منه قوله (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم) (7) . وفي كتاب الاعتصام من صحيح البخاري (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: ومن يأبى يارسول الله؟ قال من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى). وفي مستدرك للحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً (لتدخلن الجنة إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير) (8) . وفيه أيضاً من حديث أبي أمامة رضي الله عنه بنحوه بلفظ كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله) وسكت عنه الحاكم والذهبي إلا أن الحاكم اعتبره شاهداً للحديث قبله. ولما كانت العقول قاصرة عن معرفة مصالحها الدنيوية والأخروية الحاضرة منها والمستقبلة وإن عرفت شيئاً من الأمور الحاضرة فهي لا تعرف عاقبته، ومعرفة ذلك إلى الله وحده، قال تعالى {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}(9) والمهم أن العقول وإن زعمت أنها تعرف شيئاً من مصالحها الدنيوية فهي لا تعلم عاقبته، أما المصالح الأخروية والمتوقعة في الدنيا فهي لا تعلم عنها شيئاً لذلك فإن الله من رحمته بعباده أرسل رسلاً يرشدونهم إلى المصالح الحاضرة والمستقبلة في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة وينذرونهم من العواقب الوخيمة والمضار الحاضرة والمستقبلة في الدنيا والبرزخ وفي الآخرة، فمن أطاع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أحرز مصالح الدنيا والآخرة ودفع عن نفسه مضار الدنيا والآخرة، قال تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.(10) ـــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة ص . الآيات :82-83 (2) سورة البقرة . الآيات : 25ـ28. (3) سورة طه . الآيات: 123 ـ 127. (4) تفسير ابن كثير (1/82). (5) للشيخ عبدالرحمن الدوسري (2/95). (6) سورة الأعراف. الآيات 35_36 (7) صحيح مسلم كتاب الإمارة، باب رقم (10) الحديث رقم (1844). (8) المستدرك كتاب الإيمان (ص 54). (9) سورة البقرة . آية 216 (10) سورة العصر نلتقى ثانيه ان شاءالله
__________________
[CENTER] كبرنا وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا ! واستراح الشوق منى وانزوى قلبى وحيداً خلف جدران التمني واستكان الحب فى الاعماق نبضاً غاب عني ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد . |
#7
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا فيك وحياك الله في بيتك الثاني ملتقي الشفاء اخي الغالي والغامض سياسي جريح من اول وهنة حضر وجودك وعرفة الجميع من موضوعك هذا الرااائع اشكرك على حسن نقلك الطيب وختيارك الموفق وجزاك الله خير على جهودك الطيبة واعانك الله على تجميع هذه السلسلة ووفقك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
__________________ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ![]() |
#8
|
||||
|
||||
![]() سلسلة المورد العذب الزلال(4) في ضمانة ا لنجاة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد: قال الشيخ أحمد النجمي في كتابه المورد العذب الزلال ص(67): أما السبب الأعظم والضمان الأقوى للنجاة من عذاب الله والفوز بجنته فهو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والاستجابة لأمرهما فعلاً وكفا، وتصديق خبرهما والإيمان بوعدهما ووعيدهما قال تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً}(1). وقال تعالى بعد أن بين المواريث في آيتين فقال {تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم،ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين}(2). وقال تعالى {ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون}(3). والآيات الآمرة بطاعة الله وطاعة رسله والمبينة لثواب المطيعين لله ولرسله وعقاب العاصين لله ولرسله أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر. وبالجملة فما فاز من فاز ونجا من نجا ونال الدرجات العلى إلا بطاعة الله وطاعة رسله، وما هلك من هلك، وعذب من عذب، إلا بتكذيب الرسل وعصيانهم والتمرد عليهم. قال تعالى: {ولما جاء أمرنا نجينا هوداً والذين معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ، وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عاداً كفروا ربهم ألا بعداً لعاد قوم هود}(4). وقال تعالى {فلما جاء أمرنا نجينا صالحاً والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز، وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعداً لثمود}(5). وقال تعالى: {ولما جاء أمرنا نجينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود}(6). وقال تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود،وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود، ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد}(7). وقال تعالى في سورة العنكبوت بعد أن قص عز وجل عن نوح وإبراهيم ولوطاً وشعيباً قال: {وعاداً وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين، فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}(8). فما قص الله عز وجل نبأ هذه الأمم وصور إهلاكهم وبين السبب في ذلك وأنه تكذيبهم لرسلهم وعصيانهم لهم وتمردهم عليهم إلا ليتعظ بهم من بعدهم ممن تبلغهم هذه الأخبار ويعلمون أن الخير في طاعة الله ورسوله وأن الشر كله في معصية الله ورسوله وأن الدرجات العلى في الجنة لا تنال إلا بذلك ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يارسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى. والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين)(9). فهذه هي ضمانة النجاة وهذا هو سبيل الفوز، وهذا هو طريق الفلاح اتباع لما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه من غير التفات ولاتأرجح ولا استحسان للبدع ولا أخذ بما قال فلان أو فلان، قال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}(10).وقال أيضاً: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم}(11). وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلكم يدخل الجنة إلا من أبى. قالوا:ومن يأبى يا رسول الله؟قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)(12) فإياك أن تكون ممن قال الله فيهم {ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً }(13). فقول النبي صلى الله عليه وسلم وشرعه مقدم على رأي إمام المذهب ورئيس الحزب، وشيخ الطريقة وغيرهم، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم}(14). وكان سبب نزول هذه الآيات أنه لما جاء وفد تميم قال أبو بكر رضي الله عنه أَمِر فلاناً، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر فلاناً فتراجعا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتىارتفعت أصواتهما، فأنزل الله آيات من أول سورة الحجرات يؤدب بها عباده أن يتقدموا بين يدي رسوله صلى الله عليه وسلم أو يقدموا غيره عليه. لنا لقاء ان شاءالله ــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)سورة النساء الآية 69 والآية 70. (2) سورة النساء الآيتان: 13، 14. (3) سورة النور الآية: 52. (4) سورة هود الآيتان: 58 ـ 59. (5) سورة هود الآيات: 66 ـ 67 ـ 68. (6) سورة هود الآيتان: 94 ـ 95. (7) سورة هود الآيات 96ـ100. (8) سورة العنكبوت الآيات: 38 ـ40. (9) رواه البخاري في بدء الخلق، باب: صفة الجنة، ومسلم في صفة الجنة، باب: ترائي أهل الجنة أهل الغرف، وعن سهل بن سعد وأبي هريرة مثله. (10) سورة الأنعام آية 153. (11) سورة فصلت الآيات: 30 ـ 33. (12 ) أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. (13) سورة الفرقان الآيات: 27 ـ 29. (14) سورة الحجرات آية: 1.
__________________
[CENTER] كبرنا وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا ! واستراح الشوق منى وانزوى قلبى وحيداً خلف جدران التمني واستكان الحب فى الاعماق نبضاً غاب عني ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد . |
#9
|
||||
|
||||
![]() سلسلة المورد العذب الزلال(5)بيان منهج الرسل في دعوتهم إلى الله عزوجل (الجزء الأول) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد: قال الشيخ أحمد النجمي في كتابه المورد العذب الزلال ص(73): لقد بين الله عزوجل منهج الرسل في دعواتهم بينه في القرآن الكريم أحسن بيان وأوضحه فبين أنهم أول ما يبدؤون به ثلاثة أمور هي أسس العقيدة وهي: ـ أولاً: التوحيد وهو إعطاء العبودية لله الواحد الأحد دون من سواه من الآلهة المصطنعة التي يتخذها الناس ويصرفون لها الدينونة والعبودية معتقدين أنها تنفع وتضر وتمنع وتعطي وتعز وتذل. الأساس الثاني: المعاد وهو الإيمان باليوم الآخر وما يحتوي عليه من حساب وجزاء وجنة ونار وأنواع نعيم الجنة وأنواع عذاب النار. الأساس الثالث: الإيمان بالرسالات السماوية وأن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم هم الأدلاء على الله والمرشدون إلى سبيله لا ما خلفه الآباء ولا ما قررته الأعراف ودانت له المجتمعات، والأدلة على أن الرسل أول ما يبدؤون في دعواتهم بهذه الأمور الثلاثة، ما قصه الله عزوجل علينا في السور المكية من الحوار الذي جرى بين الرسل وأممهم وتقرير القرآن لهذه الأسس والاستدلال عليها بأنواع من الأدلة العقلية والكونية وغير ذلك. فمن الأدلة على الاساس الأول ومعالجة القرآن له وتقريره إياه وإنكاره على المشركين اتخاذ الآلهة المصطنعة التي لا تستطيع أن تنفع أحداً أو تضره وهي كثيرة منها قوله تعالى {واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ونشوراً}(1). وقال أيضاً: {وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً ويعبدون من دون الله مالا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيراً}(2). وقال في سور الحج: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له، وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز}(3). وقال تعالى في سورة فاطر: {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى، ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير}(4). وقال تعالى: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شئ وهو العزيز الحكيم، وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}(5). وكما قرر الله عزوجل عجز الآلهة التي يدعوها المشركون وضعفها وعدم قدرتها على شئ، وإن قل من نفع من يدعوهم أو ضره وأنهم لا يملكون شيئاً وإن قل حتى القطمير والفتيل والنقير. قرر أيضاً أن الرسل ما كلفوا أن يبدؤوا بشئ غير الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك، قال تعالى: {لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم، قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين، قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين، أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون} (6). وقال عن هود عليه السلام: {وإلى عاد أخاهم هوداً قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون، قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين، قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين } إلى أن قال {قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد أباؤنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين، قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين، فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين}(7). وقال تعالى عن صالح: {وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم...} إلى أن قال {فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا ياصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين، فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين}(8). وكذلك قال عن إبراهيم عليه السلام: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناماً آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين}(9). وكذلك قال عن شعيب: {وإلى مدين أخاهم شعيباً قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين} إلى أن قال: {فأخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين الذين كذبوا شعيباً كأن لم يغنوا فيها، الذين كذبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف ءآسى على قوم كافرين}(10) وقال لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم{قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين، هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدّكم ثم لتكونوا شيوخاً ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلاً مسمى ولعلكم تعقلون، هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون}(11). وقال تعالى في سورة الزمر {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين، قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصاً له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين، لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}(12). وقال عن عيسى عليه السلام: {وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}(13) وقال عن هارون عليه السلام أنه قال لقومه لما عبدوا العجل: {ياقوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري، قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى}(14) وقال عن موسى عليه السلام أنه قال للسامري الذي أخرج لهم العجل الذي عبدوه {قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعداً لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفاً لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفاً إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شئ علماً}(15). وبالجملة فما بعث الله نبياً ولا رسولاً إلا كان التوحيد أول ما يأمر به ويدعوا إليه قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}(16) وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة}(17). وقال تعالى: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ؛ بل الله فاعبد وكن من الشاكرين وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}(18). ولما ذكر الله الأنبياء في سورة الأنعام قال بعد ذلك {ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}(19) وان شاءالله نكمل المره المقبله ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ( 1) سورة الفرقان. الآية: 3. (2 ) سورة الفرقان الآية: 54 ـ 55. ( 3) سورة الحج الآية: 73ـ74. ( 4) سورة فاطر آية 13 ـ14. (5 ) سورة العنكبوت الايات: 41ـ42ـ43. (6 ) سورةالأعراف آية: 59 ـ 62. (7 ) سورة الأعراف آية: 65 ـ72. ( 8) سورة الآعراف من آية: 73 والآيتين: 77 ـ 78. ( 9) سورة الأنعام آية: 74 ـ 75 ( 10) سورة الأعراف الآيات: 85ـ91ـ92-93. ( 11) سورة غافر الآيات: 66 ـ67 ـ68. ( 12) سورة الزمر من الآية: 11 ـ إلى نهاية 18. ( 13) سورة المائدة آية: 72. (14 ) سورة طه آية: 90ـ91 ( 15) سورة طه آية 97ـ98. (16 ) سورة الأنبياء آية: 25. (17 ) سورة النحل آية 36. (18 ) سورة الزمر آية: 65ـ66ـ67. (19 ) سورة الأنعام آية: 88.
__________________
[CENTER] كبرنا وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا ! واستراح الشوق منى وانزوى قلبى وحيداً خلف جدران التمني واستكان الحب فى الاعماق نبضاً غاب عني ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد . |
#10
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد: قال الشيخ أحمد النجمي في كتابه المورد العذب الزلال ص(79): وأما الأدلة من السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك بالله تعالى ففي كتب السنة والسيرة النبوية عشرات النصوص التي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ أول ما بدأ بمحاربة الأوثان وكسرها وهدمها وبيان عجزها وضعفها عن نصرة من عبدها وألهها، وأنا ذاكر منها ما تيسر في هذه العجالة ليعلم منها سوء صنيع من بنى دعوته علىغير هذا الأساس وغض الطرف عمن ناقضه وهدمه ممن تصدوا للدعوة في هذا الزمان زاعمين أن ذلك لا يخرجهم من حضيرة الإسلام ما داموا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ناسين ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة من النصوص التي لا تحصى والتي تنادي على عملهم بالبوار وعلى صنيعهم بالخسار، حيث هدموا من الإسلام الركن الأعظم وضلوا في دعوتهم عن الطريق الأقوم فإنا لله وإنا إليه راجعون. فمنها حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه. كتاب صلاة المسافرين. عن ابي أمامة قال: قال عمرو بن عبسة السلمي: (كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شئ وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل في مكة يخبر أخباراً فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخيفاً جرءاء عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت: ما أنت: قال أنا نبي. فقلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله. فقلت بأي شئ أرسلك قال أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله ولا يشرك به شئ. قلت له: فمن معك على هذا: قال حر وعبد ـ قال ومعه يو مئذ أبو بكر وبلال ممن آمن معه ـ فقلت ـ إني متبعك. قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا. الا ترى حالي وحال الناس، ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني...)(1)الحديث. والشاهد في هذا الحديث قوله: (أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شئ) فأي دعوة لا تقوم على هذا الأساس فهي دعوة باطلة اتخذت طريقاً غير طريق الرسل وسبيلاً غير سبيلهم والله تعالى يقول: {قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}(2). والبصيرة هي العلم بدعوة الرسل، والأسس التي قامت عليها والسير على نهجها كما فعل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في دعوته وكما فعل شيخنا عبدالله بن محمد القرعاوي في دعوته، الدليل الثاني أو المثال الثاني: الطفيل بن عمرو الدوسي وقد ذكر قصته ابن إسحاق عن إبراهيم عن عثمان بن الحويرث عن صالح بن كيسان أن الطفيل بن عمرو، وهذا الإسناد منقطع ورواه ابن عبدالبر في الإستيعاب مختصراً من طريق الكلبي وهو ضعيف وذكر الذهبي في ترجمة الطفيل بن عمرو أن يحيى بن سعيد الأموي أخرجه في مغازيه من طريق الكلبي عن أبي صالح أن الطفيل وهذا السند أيضاً ضعيف لضعف الكلبي وشيخه أبي صالح باذان، ولبعض هذه القصة شواهد في الصحيحين ومسند الإمام أحمد وقد ذكر هذه الرواية الإمام النقاد الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء، ولم يردها بل ذكرها مقراً لها وكذلك ايضاً ذكرها ابن كثير في ترجمة الطفيل بن عمرو، والقصة هي: أن الطفيل بن عمرو قال: كنت رجلاً شاعراً سيداً في قومي، فقدمت مكة فمشيت إلى رجالات من قريش فقالوا إنك امرؤ شاعر سيد وإنا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه فإنما حديثه كالسحر فاحذره أن يدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا فإنه يفرق بين المرء وأخيه وبين المرء وزوجته وبين المرء وابنه فو الله مازالوا يحدثوني شأنه وينهوني أن أسمع منه، حتى قلت والله لا أدخل إلى المسجد إلا وأنا ساد أذني، قال فعمدت إلى أذني فحشوتهما كرسفاً، ثم غدوت إلى المسجد فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قائم في المسجد فقمت قريباً منه فأبى الله إلا أن يسمعنى بعض قوله، فقلت في نفسي: والله إن هذا للعجز وإني امرؤ ثبت ما تخفى علي الأمور حسنها من قبيحها، والله لأسمعن منه، فإن كان امره رشداً أخذت منه وإلا اجتنبته فنزعت الكرسفة فلم أسمع قط كلاماً أحسن من كلام يتكلم به، فقلت يا سبحان الله ما سمعت كاليوم لفظاً أحسن ولا أجمل منه فلما انصرف تبعته فدخلت معه بيته فقلت: يا محمد: إن قومك جاوءني فقالوا لي كذا وكذا فأخبرته بما قالوا، وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول، وقد وقع في نفسي أنه حق فاعرض علي دينك، فعرض على الإسلام فأسلمت ثم قلت: إني أرجع إلى دوس وأنا فيهم مطاع وأدعوهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم فادع الله أن يجعل لي آية فقال: اللهم اجعل له آية تعينه، فخرجت حتى أشرفت على ثنية قومي وأبي هناك شيخ كبير وامرأتي وولدي فلما علوت الثنية وضع الله بين عيني نوراً كالشهاب يتراءاه الحاضر في ظلمة اليل وأنا منهبط من الثنية فقلت: اللهم في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة لفراق دينهم، فتحول فوقع في رأس سوطي فلقد رأيتني أسير على بعيري إليهم وإنه على رأس سوطي كأنه قنديل معلق قال فأتاني أبي فقلت له: إليك عني فلست منك ولست مني. قال: وما ذاك قلت إني أسلمت واتبعت دين محمد. قال: أي بني ديني دينك، وكذلك أمي فأسلما ثم دعوت دوساً إلى الإسلام فأبت علي وتعاصت ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت غلب على دوس الزنىوالربا فادع الله عليهم فقال: اللهم اهد دوساً، ثم رجعت إليهم وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقمت بين ظهرانيهم أدعوهم إلى الإسلام حتى استجاب منهم من استجاب، وسبقني بدر وأحد والخندق ثم قدمت بثمانين أو تسعين أهل بيت من دوس فكنت مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى فتح مكة. فقلت: يارسول الله ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه قال أجل. فاخرج إليه فأتيت فجعلت أوقد عليه النار، ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقمت معه حتى قبض ثم خرجت إلى بعث مسيلمة ومعي ابني عمرو حتى إذا كنت ببعض الطريق رأيت رؤيا رأيت كأن رأسي حلق وخرج من فمي طائر وكأن امرأة أدخلتني في فرجها وكأن ابني يطلبني طلباً حثيثاً فحيل بيني وبينه فحدثت بها قومي فقالوا خيراً، فقلت: أما أنا فقد أولتها. أما حلق رأسي فقطعه، وأما الطائر فروحي والمرأة الأرض أدفن فيها فقد روعت أن أقتل شهيداً، وأما طلب ابني إياي فما أراه إلا سيعذر في طلب الشهادة ولا أراه يلحق في سفره هذا قال فقتل الطفيل يوم اليمامة وجرح ابنه ثم قتل يوم اليرموك" اهـ(3). ومنها قصة بلال وأنه كان يعذب ويقال له إلهك اللات والعزى فيقول أحد أحد فبلغ أبا بكر فأتاهم فقال علام تقتلونه فإنه غير مطيعكم. قالوا: اشتره. فاشتراه بسبع أواق فأعتقه(4). ومنها قصة عمرو بن الجموح وهو أنه لما فشا الإسلام في الأنصار بعد قدوم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم إليهم فأسلم شباب من الأنصار ومنهم معاذ بن جبل ومعاذ بن عمرو بن الجموح وكان عمرو بن الجموح شيخاً كبيراً باقياً على دينه فتركوه حتى نام وأخذوا صنمه وألقوه في حفرة العذرة فذهب يبحث عنه فلما أصبح افتقده فذهب يبحث عنه فوجده في حفرة العذرة فأخذه وغسله وطيبه ورده في مكانه، وفي الليلة الثانية أخذوه وألقوه في حفرة العذرة، فوجده ملطخاً بالقذر فغسله وطيبه ورده في مكانه، ثم علق السيف فيه وقال له: لو أعلم الذي صنع بك هذا لفعلت وفعلت، ولكن هذا السيف فإذا أراد أحد أن يأخذك فقاتله فتركوه حتى نام فأخذوه فقرنوه بجيفة كلب ثم ألقوه في حفرة القذر فلما رآه قال: والله لو كــــــنت إلهاً لم تكن أنت وكلب وسط بئر في قرن أف لملـــــقاك إلهاً مـــــستدن الآن فــتشناك عن سوء الـغبن الحمد لله الــــــعلي ذي المنن الواهب الــرزاق ديـان الـدين هو الذي أنقذني من قــبل أن أكون في ظلـــــمة قبر مرتهن(5). وبالجملة فإن عشرات النصوص بل مئات النصوص موجودة في بطون الكتب من تفسير وحديث وسير تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبدأ في دعوته بغير التوحيد ومحاربة الشرك والنصوص الدالة على ذلك من الكتاب والسنة أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر فأيما داع دعا قوماً إلى الله فبدأ بغير التوحيد مع أن الشرك فيهم فاش والأضرحة التي هي بمنزلة اللات والعزى لديهم موجودة والناس لها قاصدون وعليها مترددون بها يتطوفون ويتمسحون وبأسماء أصحابها في الصباح والمساء يهتفون ويلهجون ولهم من دون الله يدعون وإليهم عند الشدائد يفزعون ويلجؤن، ولتلك الأضرحة ينذرون، وعلى اسمائهم يذبحون، معتقدين أنهم يعطون ويمنعون ويغنون إذا شاؤا ويفقرون، إن من دعا قوماً هذه حالهم فسكت عن شركهم سكوت المقر ودعا إلى غير التوحيد الذي هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله فإنه قد خالف الرسل كلهم من أولهم نوح عليه السلام إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم واتخذ سبيلاً غير سبيلهم ومنهجاً غير منهجهم ؛ بل قد خالف قول الله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}(2). وأولى به أن يوفر على نفسه الجهد والعناء لأن كل ما كان على غير منهج الرسل فهو مردود غير مقبول. قال صلى الله عليه وسلم : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)(6). لنا لقاء ان شاءالله ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) رواه مسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافرين باب إسلام عمرو بن عبسة رقم الحديث(832). (2) سورة يوسف آية: 108. (3) سير أعلام النبلاء (1/344). (4) سير أعلام النبلاء عن هشام بن عروة عن ابن سيرين (1/353). (5) البداية والنهاية لابن كثير (3/163) بمعنى القصة ولفظ الشعر. (6) لعل قائلاً يقول: إن الداعي المشار إليه قد حارب الحكم بغير ما أنزل الله وهو من شرك التحكيم؟ فالجواب: أولاً: أن هذا خلاف طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، فقد تقدم لنا أنه ما من نبي يبعث إلى قومه إلا ويدعوا قومه أول ما يدعوهم إلى عبادة الله وحده. ثانياً: أنه ما من نبي يبعث إلى قوم إلا وعند قومه من العادات والأعراف التي يتحاكمون إليها ويرضون بحكمها ويسيرون أمورهم عليها ما عندهم ولم يؤمر أحد من الرسل أن يزيل تلك الأعراف ويترك الأوثان التي يعبدونها من دون الله ؛ بل أمروا بالدعوة إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة الأوثان والأنداد سواء كانت قبوراً أو أصناماً أو أشخاصاً أو غير ذلك. قال تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين} وقال: {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشئ عجاب}. ثالثاً: أن تحكيم القوانين والأعراف والعوائد هي نوع واحد من أنواع الشرك ولم يأمر الله عزوجل بأن تخصص الدعوة والإنكار لهذا النوع دون غيره من أنواع الشرك بالله التي هي أشد خطراً منه وأكثر شيوعاً منه.
__________________
[CENTER] كبرنا وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا ! واستراح الشوق منى وانزوى قلبى وحيداً خلف جدران التمني واستكان الحب فى الاعماق نبضاً غاب عني ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد . |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |