الحالقة «فساد ذات البين» - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نور الله... لا يطفأ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تحريم القول بخلق كلام الله ومنه القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          وجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الإكثار من الصلاة والسلام على خير الأنام صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          توفني مسلما وألحقني بالصالحين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وقفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          منهج الراسخين في العلم: الترجيح والتسليم رد على من يضطرب في مسائل الخلاف ويتذرع بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          جرأة الجاهلين على الوحيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الثبات على دين الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5117 - عددالزوار : 2397114 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-12-2025, 07:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,430
الدولة : Egypt
افتراضي الحالقة «فساد ذات البين»

الحالقة «فساد ذات البين»


لا شك أن ما يحدث في كثير من بلداننا العربية الآن من اقتتال واحتراب نذير شؤم وخطر على الأمة جميعًا، وعلى المصلحين والحكماء السعي بكل ما أوتوا من قوة لرأب الصدع الذي حدث في تلك المجتمعات؛ لأن قوة المجتمعات ومتانتها وعظمها إنما يكمن في الأخوة، وإصلاح ذات البين، ولهذا المعنى العظيم ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع المثال، ليس كلاماً فحسب، بل فعلاً وتطبيقاً على واقع الحياة، ذلك المثل الذي ضربه عندما هاجر إلى المدينة المنورة؛ حيث عمل بهذا المعنى العظيم، وهو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، تلك القبيلتان المتناحرتان؛ لأنه علم صلى الله عليه وسلم أن فساد ذات البين هي السبب في تشتت المجتمعات، وتفرقها، وضعفها، وتخلفها، ولهذا المعنى السيء حذر النبي-صلى الله عليه وسلم -من فساد ذات البين، وبين خطرها، وأنها تحلق الدين، الذي هو أعظم شيء عند المسلم، فعن أبى هريرة] عن النبي[ قال: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا ولا تسلموا حتى تحابوا، وأفشوا السلام تحابوا، وإياكم والبغضة فهي الحالقة، لا أقول لكم تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين».
و عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام، والصلاة، والصدقة؟. قالوا: بلى. قال: صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة».
قال المناوي: «إياكم وسوء ذات البين» أي التسبب في المخاصمة والمشاجرة بين اثنين، أو قبيلتين بحيث يحصل بينهما فرقة أو فساد، فإنها أي: الفعلة أو الخصلة المذكورة، الحالقة أي تحلق الدين. قوله: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة»؟ المراد بهذه المذكورات النوافل دون الفرائض. قال القاري -والله أعلم بالمراد-: «إذ قد يتصور أن يكون الإصلاح في فساد يتفرع عليه سفك الدماء، ونهب الأموال، وهتك الحرم أفضل من فرائض هذه العبادات، القاصرة مع إمكان قضائها على فرض تركها فهي من حقوق الله التي هي أهون عنده سبحانه من حقوق العباد».
وفي الحديث حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب الإفساد فيها؛ لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله، وعدم التفرق بين المسلمين، وفساد ذات البين ثلمة في الدين تعاطى إصلاحها ورفع فسادها نال درجة فوق ما يناله المشتغل بخويصة نفسه.
أيها المسلمون: لا يخفى عليكم اليوم ما تمر به الأمة الإسلامية من فساد ذات البين، فإن الاستعمار لما جاء بدأ بتفريعها إلى دويلات صغيرة، وعمل لها الحدود المختلفة لكي تعمل على إضاعة إصلاح البين، وما أكثر الدول اليوم إفسادا لذات البين مع أن الدين واحد، والرب واحد، والقرآن واحد، إلا أنك ترى كل دولة بينها وبين دولة أخرى ما الله به عليم من النزاعات، والمهاجرات، والحروب، وكذلك الشعوب نفسها، فإنها متناحرة فيما بينها مختلفة، متصارعة، ولهذا فإنك تجد أن أمة الإسلام أضعف الأمم، وأن الأمم الكافرة الفاجرة قد سلطها الله عليها؛ لأنها لم تعمل على إصلاح ذات البين، ولهذا فإن الغرب اليوم يسعون لإلغاء هذا الدين من على وجه هذه البسيطة، بعد أن سعوا إلى تحقيق إفساد ذات البين؛ لأنهم يعلمون أنه لا يمكن لهذا الدين أن يلغى من على وجه الأرض إلى إذا فسدت قلوب أهله، وجعلوا حياتهم في نزاع وصراع، وتناحر فيما بينهم، ولهذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة» فإنها الحالقة والله لهذا الدين، وما أشدها ظهوراً في زماننا وفي عصرنا، ولكن المسلمين لم يتنبهوا لهذا الأمر الخطير الذي يهدد هذه الأمة، ويهدد دينها، ومقدساتها، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم أصلح ذات بيننا، وألف على الخير قلوبنا، واجمع شملنا، ووحد صفنا، ولمَّ شعثنا يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك أن تكبت عدونا، وأن تمزق صفهم، وأن تخالف بين كلمتهم وقلوبهم، وأن تمزقهم شر تمزيق يا قوي يا متين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.



اعداد: د.بسام خضر الشطي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.58 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]