أثر علوم القرآن في نشأة الدرس البلاغي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 72895 )           »          حكم الإيثار بالقربات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          إفراد شهر رجب بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حب المال وجمعه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الزكاة والمجتمع المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حسر الإنسان عن رأسه ليصيبه المطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قضاء أيام رمضان في الشتاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مسألة في النذر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الغسل يجزئ عن الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          شَرْحُ مُخْتصر شُعَب الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 19005 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2025, 10:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,575
الدولة : Egypt
افتراضي أثر علوم القرآن في نشأة الدرس البلاغي

أثر علوم القرآن في نشأة الدرس البلاغي

د. أيمن أبو مصطفى

احتفل الناس باليوم العالمي للغة العربية، وها نحن نحتفي بها ببيان العلاقة بين القرآن وتطور البحث البلاغي، فقد اتسعت الرقعة الإسلامية في العصر العباسي، ودخل الأعاجم في الإسلام، فكثُر اللحن وغشِيَت بعض الناس العُجمة، فهُرع الناس إلى القرآن ونظمه ليسُنوا الأنظمة، وليقِّعدوا القواعد، ويستنبطوا الأحكام؛ فنهض لذلك طائفة من أئمة اللغة؛ كالفرَّاء (ت 207هـ) في كتابه معاني القرآن، وأبي عبيدة (ت 209هـ) في كتابه مجاز القرآن، ومن هنا كانت البذرة الأولى لعلوم البلاغة، فهؤلاء العلماء من النحاة والمفسرين توقفوا عند مسائل بلاغية، وإن لم يسموها بالمصطلحات التي اتفق عليها البلاغيون لاحقًا.

فكانت محاولة فَهم النص القرآني فهمًا صحيحًا وإدراك مراميه، ودفع الشبهات المُثارة من حوله سبيلًا إلى التوصل إلى كثير من الظواهر الأسلوبية التي عرفتها البلاغة العربية، فعلم البلاغة نشأ في رحاب القرآن الكريم.

وقد تطور علم البلاغة واجتهد أصحابها في بیان بلاغة أشعار العرب وخطبهم، بالإضافة إلى القرآن الكریم والحدیث النبوي الشريف؛ كما عند الجاحظ (ت 255هـ) في البیان والتبيين، وابن قتيبة (ت 276هـ) في تأویل مشكل القرآن، والمبرد (ت 285ھ (في الكامل في اللغة والأدب، حتى غدا علم البلاغة علمًا قائمًا برأسه له مصنفات تُعنى به؛ مثل: كتاب البدیع لابن المعتز (296ھـ)، ونقد الشعر لقدامة بن جعفر (ت337ھـ)، وكتاب الصناعتین لأبي هلال العسكري (ت 395ھ)، وأسرار البلاغة ودلائل الإعجاز لعبدالقاھر الجرجاني (ت 471ھ).

وفي هذه الأثناء نضِجت مباحث علم البلاغة، وخاصة مسائل علم المعاني التي انفصلت عن النحو لتُبين جمالية الكلام، ومنذ ذلك الحين كثرت الرسائل التي تبحث في الإعجاز البياني للقرآن الكريم، وفي هذا نجد العديد من المصنفات ما بين كتب ورسائل شغلت كلمة الإعجاز عناوينها، قبل أن يستقر البحث البلاغي في صورته علمًا قائمًا بين الدارسين؛ مثل: النكت في إعجاز القرآن الكريم للرماني (ت 384ھـ)، وبيان إعجاز القرآن للخطابي (ت 388ھ)، والرسالة الشافیة للجرجاني (ت 471 هـ).

وأولى العلماء علمَ البلاغة العنايةَ والاهتمام بوصفه أنه علم قرآني، ووسيلة وأداة في تفسير القرآن؛ يقول العسكري: "اعلم أن أولى العلوم بالتعلم، وأولاها بالتحفظ بعد المعرفة بالله جل ثناؤه علمُ البلاغة ومعرفة الفصاحة، الذي به يُعرف إعجاز كتاب الله تعالى"[1]، والسكاكي في مناهجه يقول: "الويل كل الويل لمن تعاطى التفسير وهو فيهما راجل في معرض حديثه عن علمَي البيان والمعاني"، اللذين عدهما أساسَ علم البلاغة، فنبَّه إلى ضرورة الإحاطة بهما لأجل التفسير.

وهذه المؤلفات البلاغية ألقت بظلالها على مناهج علم التفسير التي تُعنى بالإعجاز البياني في القرآن الكريم، فوقفنا على بعض التفاسير التي نلمح فيها اهتمامًا بالجانب البلاغي الذي يُظهر جمال العبارة القرآنية، ويكشف أسرار الآيات وموافقتها للمقام، ويشير إلى كنايات القرآن وتشبيهاته واستعاراته؛ مثل: تفسير الكشاف للزمخشري (ت 538هـ)، ومفاتح الغيب للرازي (ت 606هـ)، وأنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي (ت 685 هـ)، والبحر المحيط لأبي حيان الأندلسي (ت 745 هـ)، ونظم الدرر وتناسب السور للبقعاوي (ت 885هـ)، وإرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود (ت 982هـ)، والتحرير والتنوير للطاهر بن عاشور (ت 1393هـ)، وكل تفسير منها له ميزة خاصة أسهم في البناء المعرفي البلاغي القرآني، وقد اجتهد علماؤنا في بيان الشيء الذي صار به الكلام العربي مغايرًا لكلام البشر ومعجزًا له[2].

فالعلاقة بين علم البلاغة وعلم التفسير علاقة تبادلية؛ لأن بذور علم البلاغة نشأت في رحاب القرآن، وفي أحضان المفسرين الأوائل، وبعد أن نضج علم البلاغة أفاد منه المفسرون كما أسلفنا، فالصلة وثيقة بين علمَي التفسير والبلاغة، فلا نستطيع إقصاء البلاغة عن التفسير، وإبعادها عن وظيفتها في الوقوف على الخصائص التعبيرية للآيات القرآنية، واستخلاص معانيها.

أما علاقة علم البلاغة بعلم الأصول، فكلا العِلمين يبحثان في طرق المعنى واتساق الألفاظ، للإبانة عما تتضمنه من معانٍ، فترتب على ذلك الاهتمام بكل لفظة، وعدم إهمال دلالة الكلمة أو الحرف، وعيًا منهم بدور اللغة بجميع جزئياتها في بناء المعنى؛ فهي إحدى المواد التي يقوم عليها علمُ أصول الفقه، وذلك يعني أن النحو من المواد التي يقوم عليها هذا العلم أيضًا، ولما كان الفقه يبحث في الأحكام الجزئية المستنبطة من أدلتها التفصيلية، فإن النحو أحد مواد بنائه؛ لأن موضوع أصول الفقه البحثُ في تلك الأدلة التفصيلية وقد كان النحو من مقوماتها.

فالبلاغيون والأصوليون اهتموا بالدلالات، فتوجَّه الدرس الأصولي إلى دراسة دلالة أسرار المقاصد، وسُبل التعامل مع اللطائف والدقائق، فتوسلوا بالأداة البلاغية إلى فهم باطن البيان التشريعي، وبهذا استطاع الدرس الأصولي توظيف الأدوات وتحريكها في نصوص وسياقات مختلفة، ونجد أن القرينة هي جزء من دراسة الأسرار والدقائق، وحلقة الوصل بين أصول الدارسين، فهما يجتمعان في اعتبار مواقع المعاني والمقاصد مع ما يحُفُّها من قرائنَ وملابساتٍ، تعمل على تهيئة المعنى للامتداد به من أعماق النص، ووضعه موضع البيان.

[1] الصناعتين لأبي هلال العسكري، المحقق علي البجاوي، دار الفكر العربي، ط2، ص1.

[2] البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية، محمد أبو موسى، مكتبة وهبة، ط2، 1408هـ، ص 30.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.89 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]