(ولا تهنوا في ابتغاء القوم) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 140 - عددالزوار : 16163 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5104 - عددالزوار : 2361309 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4691 - عددالزوار : 1658808 )           »          رسالة لمن ينادي بإزالة الواسطة بين الناس والقرآن والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          حول إصلاح التعليم الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 77 - عددالزوار : 23516 )           »          احترام الرأي المخالف عند الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني.. راوٍ ماجنٌ وليس بمؤرخ مدقق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 333 )           »          خطر فتنة التكفير على الشباب وواجب البيان في زمن الفتن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الاستقالة الصامتة في ميدان الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-11-2025, 04:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,580
الدولة : Egypt
افتراضي (ولا تهنوا في ابتغاء القوم)

﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ﴾ [النساء: 104]

أ. د. فؤاد محمد موسى
﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا ﴾ [النساء: 84].

ما أحوجنا نحن المسلمين الآن إلى الاستعانة بمنهج الله للخروج مما نحن فيه، مِن ضعفٍ وهوانٍ وتمزُّقٍ وذِلةٍ، وتطاوُل أهل البغي من اليهود والمشركين علينا، واستباحة مقدساتنا وأوطاننا وممتلكاتنا، وثرواتنا وقِيمنا، وتدمير أوطاننا وتمزيقها، وليس ما يحدث في غزة والسودان ولبنان ببعيدٍ عن أعيينا.

لقد نزلت آيات القرآن هدى ونورًا، تُرشدنا إلى ماذا نفعل، وكيف نفعل في مثل هذه الأوضاع التي نحن فيها، كفانا فلسفة المتفلسفين، وسياسة السياسيين، وآراء كل مَن هبَّ ودبَّ مِن كلام وقيادة البشر المتعالين الذين ليس لهم من علمٍ إلا اتباع الظن وما تَهوى الأنفس، حتى قال كلنا: أين المفرُّ؟!

فالله يقول لنا كما قال لرسوله من قبل في مثل هذه المواقف: ﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا ﴾ [النساء: 84].

﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 104].

وما دام الأمر جاء ﴿ فَقَاتِلْ.. ﴾ [النساء: 84]، فعلينا أن نبحث عن آيات القتال المتقدمة، ألم يقُل قبل هذه الآية: ﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 74].

والآية الثانية: ﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 75].

وهذه الآيات تعالج وتَعمل على تقويم عيوب الصف المسلم الآن، التي تؤثر في موقفه في الجهاد في سبيل الله، ففي هذه الآية الكريمة: ﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا ﴾ [النساء: 84].

على كل فرد مسلم أن يتحمل ما نحن فيه الآن حاكمًا ومحكومًا.

قمة التكليف الشخصي؛ حيث يوجه الخطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقاتل - ولو كان وحيدًا - فإنه لا يحمل في الجهاد إلا تَبِعة شخصه صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت ذاته يحرِّض المؤمنين على القتال، وكذلك يوحي إلى النفوس بالطمأنينة ورجاء النصر، فالله هو الذي يتولى المعركة، والله أشدُّ بأسًا وأشدُّ تنكيلًا، ومن خلال هذه الآية، تَبرُز لنا ملامحُ كثيرة في الصف المسلم الآن؛ منها:
أولًا:يَبرز لنا مدى الخلخلة في الصف المسلم، وعمق آثار التبطئة والتعويق والتثبيط فيه، كما هو الواقع في حرب غزة التي تقاتل وحدَها في ساحة المعركة دفاعًا عن دين الله وعن المسلمين، مع تقاعُص الكثير من المسلمين، بل إن هناك مَن يهاجم أهلَ غزة ويُحمِّلهم السببَ في قتال أهل الكفر، والأَدهى مِن ذلك أن هناك مَن يساعد اليهود في حربها أهلَ الإيمان في غزة.

وفي هذه الآية يكلِّف الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يقاتل في سبيل الله - ولو كان وحده - ليس عليه إلا نفسه، مع تحريض المؤمنين، غير متوقِّف مُضيُّه في الجهاد على استجابتهم أو عدم استجابتهم، ووضع المسألة هذا الوضع يدل على ضرورة إبراز هذا التكليف على هذا النحو، وهي حقيقة أساسية ثابتة في التصور الإسلامي، وهي أن كلَّ فردٍ لا يُكلَّف إلا نفسَه..

ثانيًا: يَبرُز لنا من هذه الآية مدى مخاوف ومتاعب البعض من المسلمين من التعرض لقتال المشركين، والمخاوف المبثوثة في الصف المسلم، فهذه أحرج الأوقات التي مرَّت بها الجماعة المسلمة في المدينة؛ بين كيد المنافقين، وكيد اليهود، وتحفُّز المشركين! وعدم اكتمال التصور الإسلامي ووضوحه وتناسُقه بين المسلمين، وهذا هو نفسه الآن في حرب غزة.

ثالثًا: تَبرُز لنا حاجة النفس البشرية - وهي تُدفَع إلى التكاليف التي تَشُق عليها - إلى شدة الارتباط بالله، وشدة الطُّمأنينة إليه، وشدة الاستعانة به، وشدة الثقة بقدرته وقوته، فكل وسائل التقوية غير هذه لا تجدي حين يبلغ الخطر قمَّته، وهذا هو نهج أهل غزة في قتال اليهود ودول الكفر العالمية، مع كل الحصار والتدمير والخراب الذي يقوم به اليهود.

وهكذا يَستخدم أهل غزة المنهج الرباني، فالله هو الذي خلَق هذه النفوس، وهو الذي يعلم كيف تُربَّى وكيف تَقْوى، وكيف تُستجاش وكيف تَستجيب!

صدق رسول الله حيث قال: قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوِّهم قاهرين، لا يَضرُّهم مَن خالفهم إلا ما أصابَهم مِن لأْواء، حتى يأتيهم أمرُ الله وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"، وأخرَجه أيضًا الطبراني؛ قال الهيثمي: في المجمع ورجاله ثِقاتٌ، والله أعلم.

أبشِروا أهل الجهاد والإيمان في كل بقاع الأرض، نصرُ الله قادمٌ رغم أنف كل المثبِّطين والمتصهينين والمنافقين واليهود، ومَن والاهم؛ ﴿ أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْبَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 13 - 15].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.35 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]