ألعاب الأطفال في الهواتف الذكية.. نشكـو ولا نبتكر!

[ابوالوليد المسلم]

1. 
   

ألعاب الأطفال في الهواتف الذكية.. نشكـو ولا نبتكر!

إعداد: موقع لها أونلاين

أصبحت الهواتف الذكية في أيدي الأطفال وصغار التلاميذ أمرا واقعا، لا يمكن إنكاره أو السيطرة عليه، بمنعه أو حتى تحجيمه بالدرجة التي ترضينا نحن أولياء الأمور، وبات من الضروري البحث عن وسائل فاعلة؛ لترويض هذه الهواتف وتوجيهها توجيها إيجابيا، ولا سيما أن الأيام أثبتت أنها تنتشر كالفيروسات، وتظهر منها إصدارات حديثة ومتطورة في فترات متقاربة ومتلاحقة.

الدراسة التي أجرتها مؤسسة (دوكمو) اليابانية المتخصصة بهذا النوع من الهواتف تكشف أن آخر مسح أجرته عام 2011م على أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاما، وأولياء أمور في خمس دول (اليابان، ومصر، والهند، وتشيلي، وباراغواي) أظهر أن 70% من الأطفال الذين شملتهم الدراسة يمتلكون هواتف نقالة مستقلة عن ذويهم.
الكاميرات
وأظهرت أيضا ألا علاقة لدخل الأسر ومستواها الاجتماعي بامتلاك الأطفال الهواتف الذكية، وأن أكثر ما يستخدمه الأطفال بالهواتف هو الكاميرات بنسبة 51%، والمشغل الصوتي 44%، ومشغلات أفلام الفيديو 26%، وأن الأطفال يستخدمون تطبيقات هذه الهواتف ووظائفها بنسبة أعلى بكثير من آبائهم.
العزلة
ولاحظ أن الدراسة عمرها أربعة أعوام، وبالضرورة نتج بعدها تطور وارتفاع في النسب، وزيادة في التطلعات لامتلاك هذه التقنية، ومالها من تأثير على الأطفال من الناحية الصحية والنفسية، وما تسببه من عزلة اجتماعية، طالما حذر الباحثون منها.
الاغتراب
لكننا في هذه السطور سنلفت الانتباه إلى ما تنقله هذه الهواتف من ألعاب هندسية ورياضية، تحفز على إعمال الذهن، وتجذب الأطفال، وتستحوذ عليهم، وربما كانت بها بعض الفوائد التي تنمى التفكير، وترتقي بالحدس والتوقع عند الطفل؛ لكن هناك نوعية أخرى من الألعاب تؤدي دورا خطيرا، يتمثل في الاغتراب الثقافي والقيمي أو حتى العقدي!.
الصراعات
وفضلا عن شكوى الكثير من الأمم مسلمة وغير مسلمة من التأثير السلبي للهواتف الذكية على الأطفال، فإن التحدي يكون في حقنا أشد، فهذه الألعاب تشكل الخيال، وتصوغ الوجدان، بما تقدمه من صراعات بين الإنسان وكائنات مجهولة، تتناول البعد الغيبي، وماله من تأثيرات عقدية غير مباشرة. ولا ننكر وجود ألعاب تعبر عن قيمنا وثقافتنا الإسلامية، لكنها تفتقر إلى الانتشار، وتعاني ضعف التسويق. فضلا عن أنها تفتقر إلى البعد الاحترافي، وهو ما يصرف الأطفال عنها.
المسؤولية
إن المسؤولية كبيرة على عاتق من هم على اتصال بعلوم التقنية من أبناء المسلمين، ولا سيما حين تكثر الشكوى والتحذيرات من أضرار هذه الهواتف على عقائد الأطفال وصحتهم، فيما لا يوجد من بين شبابنا وفتياتنا من يقدم ابتكارا محترفا عبر سلسلة من الألعاب، ترتكز على الموروث الثقافي والحضاري للأمة يراعي الحرفية والإبهار!.
القيم
إننا بحاجة لتبني شباب المسلمين وفتياتهم الذين على علم ودراية بالتقنية الذكية، وربما كان مجال تخصصهم الدقيق في هذه الهواتف وما تحتويه من برامج أن يكرسوا جهدهم لتفعيل ثقافي لهذه الهواتف، عبر ألعاب تحفظ القيم الإسلامية، وتحفز على الاعتزاز بالهوية في نفوس أطفالنا؛ فضلا عن نقلها لأطفال الأمم الأخرى؛ ليتعرفوا على روعة قيمنا عبر ألعاب جذابة، توطن في أطفالنا الاعتزاز بحضارتهم، وتجعل أطفال الأمم الأخرى يقفون منها موقف الدهشة والانبهار والرغبة في تمثلها.



اعداد: المحرر التربوي