نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5083 - عددالزوار : 2324661 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4668 - عددالزوار : 1616646 )           »          تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 139 - عددالزوار : 1431 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 21938 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 20524 )           »          حياة البرزخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 109 )           »          مذاهب العلماء في نفقة الزوجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 122 )           »          سعي المرأة لطلب الرزق بين الوجوب وعدمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 102 )           »          الغُمة الشعورية الكئيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 117 )           »          التفسير بالعموم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 105 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2025, 09:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,362
الدولة : Egypt
افتراضي نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي

نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة

ودورهم في الفقه الإسلامي (1)

سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ سيدنا محمد، وعلى آله ‌وصحابته، ‌والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فقد اختار الله تعالى ‌‌التابعين لإقامة دينه، وحِفظ فرائضه، فهم خلف الأخيار، وأعلام الأمصار، وشرفهم الله عز وجل، بأن ‌رضيَ عنهم ‌ورضوا ‌عنه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [التوبة: 100].

وتهدف هذه المشاركة إلى تسليط الضوء على الجهود التي بذلت من التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال الفقه الإسلامي، واستعراض أهم الإسهامات التي قدَّموها، مما يعكس تأثيرهم العميق وإسهاماتهم القيمة في الفقه ‏الإسلامي، ومنهم:
(1) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‌الهذلي ‌المدني
‌‌اسمه وكنيته:
عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، ‌الهذلي، ‌الأعمى، وكنيته أبو عبدالله[1].

‌‌‌مولده ‌ووفاته:
وُلد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (13 - 23 هـ)، وتُوفي سنة ثمانٍ وتسعين[2].
شيوخه:
سمع من ابن عباس، وعائشة، وروى عن أبي هريرة، وزيد بن خالد، وأم قيس بنت محصن، والمسور بن مخرمة، وأبيه[3].
تلاميذه:
تتلمذ على يديه جماعة من العلماء والفقهاء، منهم: أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وعبدالله بن ذكوان ‌أبو ‌الزناد المدني، وصالح بن كيسان أبو محمد الغفاري[4].
عبادته: كان ‌عبيد‌الله ‌يطيل ‌الصلاة ولا يعجل عنها لأحد[5].
إعاقته، والتحديات التي واجهها:
أولًا: نوع الإعاقة التي اشتهر بها:
أبو عبدالله ‌الهذلي، ‌المدني، ‌الأعمى، قال الواقدي: كان ثقة، عالمًا، فقيهًا، كثير الحديث والعلم بالشعر، وقد ذهب بصره، وقال العجلي: كان أعمش[6].
ثانيًا: التحديات التي واجهها:
التحديات الجسدية: كان عبيدالله أعمى، وحملَه علوُّ همته في طلب العلم على ‌التنقل ‌بين البلاد، ومجالسة الفقهاء والصالحين وملازمتهم.

التحديات الاجتماعية: مما لا شكَّ فيه أن قيمة الفرد تكون في إيمانه وصلاحه وعلمه، والتابعي أبو عبدالله ‌الهذلي، ‌المدني، ‌الأعمى جمع بينهم، وهو صاحب قيمة علمية، وقد أثبت نفسه بين أقرانه، ومجتمعه، ومن المعلوم أن بعض المجتمعات تنظر إلى فقدان ‏البصر كعائق في التعلم، والاندماج مع غيره من الناس.

التحديات التعليمية: رغم الصعوبة البالغة التي يواجهها أي شخص يعاني من فقدان البصر؛ فإن التابعي عبيدالله لم يتوقف ‌عن طلب العلم، وتبليغه للناس.

التحديات النفسية: الحفاظ على الإيجابية والرضا، رغم أن فقدان البصر يتطلب قوة نفسية، وإيمانًا عميقًا.

لم يُعرف عنه رضي الله عنه أنه شكا من مرضه، بل اعتبر ذلك ابتلاءً من الله عز وجل، وتعامل معه بحكمة ورضًا.

جهوده، وإنجازاته العلمية:
جهوده في الفقه: قال ابن عبد البر: ‌"كان ‌أحد ‌الفقهاء ‌العشرة ‌ثم ‌السبعة[7] ‌الذين ‌يدور ‌عليهم الفتوى، وكان عالمًا فاضلًا مقدمًا في الفقه، تقيًّا، لم يكن بعد الصحابة إلى يومنا - فيما علِمت - فقيهٌ أشعر منه، ولا شاعرٌ أفقه منه؛ وقال عمر بن عبدالعزيز: لو كان عبيدالله حيًّا ما صدرت إلا عن رأيه"[8].
تأثيره على الفقهاء الذين جاؤوا بعده:
قال الزهري: "كنت أظن أني قد نِلت من العلم حتى جالستُ عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود".

قال أبو بكر: حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبدالرزاق عن معمر قال: سمعت الزهري يقول: "أدركت أربعة بحور؛ عبيدالله بن عبدالله أحدهم"[9].
التعليم والتدريس:
‌كان عبيدالله معلمَ عمر بن عبدالعزيز، وكان ضرير البصر، وكان أحد علماء المدينة[10].
واستنادًا إلى ما سبق ذكره، يتضح أن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود الهذليَّ الأعمى، كان أحد الفقهاء السبعة الكبار الذين كانت الفتوى تدور عليهم في المدينة، وكان معروفًا بفقهه، وحديثه، وشعره، وعلمه الواسع، وعلى الرغم من فقدانه للبصر فقد كان مثالًا حيًّا على الإصرار والعزيمة، والصبر والتحمل، وقد أثبت أن الإرادة القوية يمكن أن تتغلب على الصعوبات الجسدية، وأن الإنسان يمكنه تحقيق إنجازات عظيمة، رغم الصعوبات والتحديات التي يواجهها.


[1] التاريخ الكبير، المؤلف: الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، ج6 ص506، تحقيق: محمد بن صالح بن محمد الدباسي، محمود بن عبدالفتاح النحال، الناشر: الناشر المتميز للطباعة والنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى، 1440 هـ - 2019 م.
[2] سير أعلام النبلاء، المؤلف: شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، ج4 ص478، المحقق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الثالثة، 1405 هـ - 1985 م.
[3] الجرح والتعديل، المؤلف: أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي (ت 327 هـ)، ج5 ص319، الناشر: مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، بحيدر آباد الدكن – الهند، الطبعة: الأولى، 1271 هـ - 1952 م.
[4] الأسامي والكنى، المؤلف: أبو أحمد الحاكم الكبير، محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي (ت 378 هـ)، ج5 ص74، المحقق: أبو عمر محمد بن علي الأزهري. الناشر: دار الفاروق للطباعة والنشر، القاهرة – مصر، الطبعة: الأولى، 1436 هـ - 2015 م.
[5] تذكرة الحفاظ، المؤلف: شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ)، ج1 ص63، وضع حواشيه: زكريا عميرات، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1998 م.
[6] سير أعلام النبلاء: الذهبي، ج4 ص476 (مصدر سابق)‏.
[7] ‌‌‌الفقهاء ‌السبعة ‌بالمدينة ‌هم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث، وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت، وقد جمعهم بعض العلماء في بيتين، فقال: ألا كل من لا يقتدي بأئمةٍ = فقسمته ضيزى عن الحق خارجه فخذهم: عبيدالله عروة قاسم = سعيد سليمان أبو بكر خارجه ولولا كثرة حاجة فقهاء زماننا إلى معرفتهم لما ذكرتهم، لأن في شهرتهم غُنية عن ذكرهم في هذا المختصر، وإنما قيل لهم: الفقهاء ‌السبعة ‌وخصوا ‌بهذه ‌التسمية؛ لأن الفتوى بعد الصحابة رضوان الله عليهم صارت إليهم، وشُهروا بها، وقد كان في عصرهم جماعة من العلماء التابعين؛ مثل سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنه وأمثاله، ولكن الفتوى لم تكن إلا لهؤلاء السبعة. ينظر: "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان"، لابن خلِّكان (ت 681هـ)، ج1 ص283، المحقق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر – بيروت، الطبعة الأولى، عام 1900م.
[8] التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، المؤلف: أبو عمر بن عبدالبر النمري القرطبي (368 - 463 ه)، ج6 ص96، حققه: بشار عواد، وآخرون، الناشر: مؤسسة الفرقان للتراث – لندن، الطبعة: الأولى، 1439 هـ - 2017 م.
[9] ‏التعديل والتجريح: أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، ج2 ص888 (مصدر سابق)‏.
[10] تاريخ الثقات، المؤلف: أحمد بن عبدالله بن صالح العجلي الكوفي (ت 261هـ)، ص317، الناشر: دار الباز - مكة المكرمة، الطبعة: الأولى 1405هـ - 1984م.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-11-2025, 09:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,362
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي

نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة

ودورهم في الفقه الإسلامي (2)

سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر

‌الحمد ‌لله رب العالمين، ‌والصلاة ‌والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان ‌إلى ‌يوم ‌الدين؛ أما بعد أيها ‌الأخيار الأبرار:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

استكمالًا لما ذُكر عن نماذجَ لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ودورهم في الفقه ‏الإسلامي؛ فقد سبق ‌الحديث ‌عن التابعي الصالح الفقيه، عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود ‌الهذلي، ‌الأعمى، يأتي الحديث الآن عن ‌تابعيٍّ ‌قرشيٍّ مكيٍّ، متفق على توثيقه، وأمانته، وفقهه، وهو مفتي أهل مكة، ومحدِّثهم، ومحاسنه ‌ومناقبه ‌لا ‌تُحصى كثرة.

(2) التابعي: عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه
اسمه ونسبه:
عطاء ‌بن ‌أبي ‌رباح، واسم أبي رباح "أسْلَمُ"، وكان عطاء من مولَّدي الجند من مخاليف اليمن، وهو مولى آل أبي ميسرة الفهري[1].

مولده ونشأته:
عطاء بن أبي رباح، شيخ الإسلام، مفتي الحرم، أبو محمد القرشي مولاهم، المكي، ونشأ بمكة، وُلد في أثناء خلافة عثمان[2].

شيوخه:
عن عطاء بن أبي رباح قال: "أدركت ‌مائتين ‌من ‌أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد، يعني مسجد الحرام"[3].

وحدَّث عن: عبدالله بن العباس، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وعبدالله بن الزبير، وجابر بن عبدالله، وأبي هريرة، ورافع بن خديج، ومعاوية بن أبي سفيان، وزيد بن خالد الجهني، وجابر بن عمير الأنصاري، وأبي سعيد الخدري، وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم[4].

تلاميذه:
حدَّث عنه: مجاهد بن جبر، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو الزبير، وعمرو بن دينار، والقدماء، والزهري، وقتادة، وعمرو بن شعيب، ومالك بن دينار، والحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، والأعمش، وأيوب السختياني، ومطر الوراق، ومنصور بن زاذان، ومنصور بن المعتمر، ويحيى بن أبي كثير، وخلق من صغار التابعين[5].

عبادته: عن ابن جريج قال: كان عطاء بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة، ‌فيقرأ ‌مائتي ‌آية ‌من ‌البقرة ‌وهو ‌قائم، ما يزول منه شيء ولا يتحرك[6].

وقال ابن أبي ليلى: "كان عالمًا بالحج؛ فقد ‌حج ‌زيادة ‌على ‌سبعين ‌حجة"[7].

إخلاصه، وورعه: عن سلمة قال: ‌"ما ‌رأيت ‌أحدًا ‌يريد ‌بهذا ‌العلم ‌وجه ‌الله ‌غير ‌هؤلاء ‌الثلاثة: عطاء، وطاوس، ومجاهد"[8].

مولده، ووفاته: وُلد سنة سبع وعشرين، ومات بمكة سنة أربع عشرة ومائة[9].

إعاقته، والتحديات التي واجهها:

قال صاحب الطبقات (محمد بن سعد): "سمعت بعض أهل العلم يقول: كان عطاء أسود أعور، أفطس ‌أشل أعرج، ثم عميَبعد ذلك"[10].

وكان "عطاء ‌أسود ‌أعور ‌أفطس ‌أشل ‌أعرج، ‌ثم ‌عمي ‌بعد ‌ذلك، ‌وكان ‌ثقة ‌فقيهًا ‌عالمًا ‌كثير ‌الحديث"[11].

من أبرز التحديات التي واجهها التابعي عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه:
التحديات الصحية: الإعاقة الجسدية: كان يعاني من شلل في يده، وعرج في قدمه، ثم فقدان البصر في آخر حياته؛ مما أثر على حركته وقدرته، وأدائه المهام المعتادة مثل: الطعام، والشراب، والكتابة، والتنقل إلى دروس العلم.

الشلل في غالب أمره يكون في الأطراف العليا، وهو فقدان الحركة، والإحساس في الذراعين، والساقين، نتيجة إصابة الحبل الشوكي في منطقة العنق.

أما العرج في الأطراف السفلية، فينتج عن ضعف أو إصابة في الأعصاب أو العضلات في الساقين، مما يؤدي إلى صعوبة في المشي والحركة.

التحديات الاجتماعية: يواجه المعاق صعوبات في التفاعل مع الآخرين.

جهوده، وإنجازاته العلمية:

جهوده في التفسير: كان مقلًّا في التفسير، ويرجع سبب ذلك إلى تحرجه من التفسير بالرأي؛ "سُئل عطاء عن شيء فقال: لا أدري، قال: قيل له: ألَا تقول فيها برأيك؟ قال: ‌إني ‌أستحيي ‌من ‌الله عز وجل ‌أن ‌يُدان في الأرض برأيي"[12].

جهوده في الحديث: ساد عطاء بن أبي رباح أهل مكة وهو من الموالي، وقد نال مكانته العالية بفضل فقهه وروايته للأحاديث؛ ذكر الإمام الزهري: "أن هشام بن عبدالملك قال له: من يسود أهل مكة؟ قلت: ‌عطاء، ‌قال: ‌أمن ‌العرب ‌أم ‌من ‌الموالي؟ قال: قلت: من الموالي، قال: وبمَ سادهم؟ قلت: بالديانة والرواية، قال: إن أهل الديانة والرواية لَينبغي أن يسودوا"[13].

جهوده في الفقه: قال محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان قال: "ما رأيت مفتيًا خيرًا من عطاء بن أبي رباح، ‌إنما ‌كان ‌مجلسه ‌ذكر ‌الله، ‌لا ‌يفتُر وهم يخوضون، فإن تكلم أو سُئل عن شيء، أجاب وأحسن الجواب"[14].

وبسبب غزارة فقهه، وسعة علمه رحمه الله انتهت فتوى أهل مكة إليه[15].

جهوده في إثراء الفقه الإسلامي:
كان لعطاء مكانة عظيمة في الفتوى؛ وذلك بفضل علمه الواسع وفقهه العميق، فالفتوى تتطلب معرفة شاملة بأحكام الشريعة الإسلامية، وفهمًا دقيقًا للنصوص الشرعية، بالإضافة إلى القدرة على تطبيق هذه الأحكام على الوقائع المختلفة.

وكان رضي الله عنه أعلمَ الناس ومرجعًا مهمًّا للمسلمين في الفتوى والإرشاد بمناسك الحج؛ عن سفيان عن عمر بن سعيد، عن أمه: "قدِم ابن عمر مكةَ فسألوه فقال: أتجمعون لي يا أهل مكة المسائل وفيكم ابن أبي رباح؟"[16].

وقال أسلم المنقري: "كنت جالسًا مع أبي جعفر إذ مر عليه عطاء بن أبي رباح فقال: ما بقيَ على ظهر الأرض أحدٌ أعلمُ ‌بمناسك ‌الحج ‌من ‌عطاء"[17].

وعن ابن أبي ليلى قال: "دخلت على عطاء فجعل يسألني، فكأن أصحابه أنكروا ذاك، وقالوا تسأله قال: ما تنكرون، وهو أعلم مني، قال ابن أبي ليلى: وكان عالمًا بالحج فقد ‌حج ‌زيادة ‌على ‌سبعين ‌حجة"[18].

ومن جهوده في إثراء الفقه: أن أخذ عنه كثير من تلاميذه، الذين ‌نقلوا ‌علمه، ورووا فقهه، ونشروا فكره، إلى الأجيال اللاحقة، مما ساهم في نشر وإثراء الفقه الإسلامي روى عنه الزهري، وعمرو بن دينار، وأيوب السختياني، وابن جريج، وأبو حنيفة، والليث بن سعد، وخلق كثير[19].

واستخلاصًا مما سبق:
يُعد التابعي عطاء بن أبي رباح: مفتي الحرم، ومحدث أهل مكة، وأبرز الفقهاء في العصر الأموي، وأعلم الناس بمناسك الحج.

كان رحمه الله تعالى معاقًا في جسده، فكان أعور، وأفطس (انخفاض قصبة الأنف)، وأشل (ضعف أو فقدان القدرة على حركة الأطراف العلوية)، وأعرج (صعوبة المشي على القدم).

أصبح التابعي عطاء بن أبي رباح من أبرز علماء الفقه والحديث في عصره، وكان له تأثير كبير في نشر العلم والمعرفة، على الرغم من التحديات التي واجهها.

على الرغم من الآلام والظروف القاسية التي عانى منها، استمر التابعي عطاء في التدريس والإفتاء.

عُرف بعلمه الواسع واجتهاده في الفقه، وراويته للأحاديث ولم يدَع المرض يَثنيه ‏عن متابعة أعماله الفقهية والعلمية.

فرحِمه الله رحمة واسعة، ‌وجزاه عن الإسلام والمسلمين ‌خير ‌الجزاء، وجمعنا وإياه بالنبيين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

[1] الطبقات الكبرى، المؤلف: أبو عبدالله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ)، ج6، ص20، تحقيق: محمد عبدالقادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1410 هـ - 1990 م.

[2] سير أعلام النبلاء: الذهبي، ج5، ص78، (مصدر سابق)‏.

[3] مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار، المؤلف: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبد، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (ت 354هـ)، ص313، حققه: مرزوق علي، الناشر: دار الوفاء للطباعة والنشر – المنصورة، الطبعة: الأولى 1411 هـ - 1991 م.

[4] الكمال في أسماء الرجال، المؤلف: أبو محمد عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي (ت 600 هـ)، ج7 ص302، تحقيق: شادي بن محمد بن سالم، الناشر: الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومها، الكويت، الطبعة: الأولى، 1437 هـ - 2016 م.

[5] سير أعلام النبلاء: الذهبي، ج5 ص79 (مصدر سابق)‏.

[6] الزهد، المؤلف: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (ت 241هـ)، ص305، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 1999 م.

[7] الكامل في ضعفاء الرجال، المؤلف: أبو أحمد بن عدي الجرجاني (ت 365 هـ)، ج7، 394، تحقيق: عادل أحمد عبدالموجود، علي محمد معوض، شارك في تحقيقه: عبدالفتاح أبو سنة، الناشر: الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1418 هـ - 1997 م.

[8] الطبقات الكبرى: ابن سعد، ج6، ص21 (مصدر سابق).

[9] التعديل والتجريح، لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، ج3 ص1001 (مصدر سابق)‏.

[10] مشاهير علماء الأمصار: ابن حبان البستي، ص133 (مصدر سابق).

[11] تاريخ دمشق، المؤلف: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبدالله الشافعي المعروف بابن عساكر (499 هـ - 571 هـ)، ج40 ص375، دراسة: محب الدين العمروي، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عام النشر: 1415 هـ - 1995 م.

[12] سنن الدارمي، المؤلف: أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن بن الفضل بن بَهرام بن عبدالصمد الدارمي، التميمي السمرقندي (ت 255 هـ)، ج1 ص235، تحقيق: أسد الداراني، الناشر: دار المغني للنشر والتوزيع، السعودية، الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 2000 م.

[13] سير أعلام النبلاء: الذهبي، ج5 ص85 (مصدر سابق)‏.

[14] التاريخ الكبير، المؤلف: أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة (ت 279 هـ)، ص279، المحقق: إسماعيل حسن حسين، الناشر: دار الوطن – الرياض، الطبعة: الأولى، 1418 هـ، 1997 م.

[15] الطبقات الكبرى: ابن سعد، ج6 ص22 ( مصدر سابق).

[16] تهذيب الكمال في أسماء الرجال، المؤلف: جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي (654 - 742 هـ)، ج20 ص77، حققه: د. بشار عواد معروف، الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت.
الطبعة: الأولى، 1400 هـ، 1980م.

[17] التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة. ص278 (مصدر سابق).

[18] ‏‏الكامل في ضعفاء الرجال: ابن عدي الجرجاني، ج7 ص394 (مصدر سابق)‏.

[19] العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، المؤلف: تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي (ت 832 هـ)، ج5 ص205، المحقق: محمد عبدالقادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة: الأولى، 1998 م.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-11-2025, 09:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,362
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي

نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة

ودورهم في الفقه الإسلامي (3)

سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر



التابعي إبراهيم النخعي رضي الله عنه


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد أيها الأكارم:
فالسلام عليكم ورحمة الله.
هذا هو المقال الثالث في الحديث عن نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ودورهم في الفقه ‏الإسلامي؛ فبعد ‌الحديث ‌عن التابعَين الجليلَين: عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، وعطاء بن أبي رباح، يأتي الحديث عن ‌تابعي ثالث؛ وهو الإمام، الحافظ، والمفسر المقرئ، فقيه العراق، المتفق على توثيقه، وأمانته، ‌وجلالة ‌قدره، وهو علَم من أعلام أهل الإسلام، وفقيه من فقهائهم؛ إنه التابعي: إبراهيم النخعي رضي الله عنه.
اسمه ونسبه وكنيته:
إبراهيم ‌النخعي: هو إبراهيم بن يزيد بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج، ويكنى أبا عمران[1].

‌والنخع ‌قبيلة باليمن، وقد ‌دعا ‌لها ‌رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عبدالله بن مسعود، قال: ((شهِدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهذا ‌الحي ‌من ‌النخع - أو قال: يُثني عليهم - حتى تمنيت أني رجل منهم))[2].
شيوخه: روى عن خاله، ومسروق، وعلقمة بن قيس، وعبيدة السلماني، وأبي زرعة البجلي، وخيثمة بن عبدالرحمن، والربيع بن خثيم، وأبي الشعثاء المحاربي، وسالم بن منجاب، وسويد بن غفلة، والقاضي شريح، وشريح بن أرطاة، وخلق سواهم من كبار التابعين[3].
تلاميذه: تتلمذ على يديه أغلب علماء دهره؛ فقد روى عنه: إبراهيم بن مهاجر البجلي، والحارث بن يزيد العكلي، والحر بن مسكين، والحسن بن عبيدالله النخعي، والحكم بن عتيبة، وحكيم بن جبير، وحماد بن أبي سليمان، وزبيد اليامي، والزبير بن عدي، وأبو معشر زياد بن كليب، وسليمان الأعمش، وسماك بن حرب، وجماعة من التابعين[4].

عبادته وزهده: كان إذا قام من مجلسه ختمه بالسلام، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ويقوم الليل في حُلَّة، وكان يكره الشهرة، وكان يجالس الناس وكأنه ليس معهم[5].

لما حضرته الوفاة جزِع جزعًا شديدًا، فقيل له في ذلك، فقال: "وأي خطر أعظم مما أنا فيه؟ إنما أتوقع رسولًا يأتي عليَّ من ربي، إما بالجنة، وإما بالنار، والله لوددت أنها تلجلج في حلقي إلى يوم القيامة"[6].
مولده ‌ووفاته: كان مولده سنة خمسين، وتُوفي الإمام إبراهيم النخعي في سنة ست وتسعين في خلافة الوليد بن عبدالملك بالكوفة، وهو ابن تسع وأربعين سنة، لم يستكمل الخمسين[7].
إعاقته والتحديات التي واجهها:
كان التابعي إبراهيم النخعي أعورَ العين، وهذا لم يمنعه من أن يصبح أحد أعظم فقهاء الكوفة؛ قال ابن عون: "وصفت إبراهيم لمحمد بن سيرين فقال: لعله ذلك الفتى الأعور الذي كان يجالسنا عند علقمة هو في القوم كأنه ليس فيهم"[8].
من أبرز التحديات التي واجهها:
الإعاقة البصرية: كونه أعور العين مما قد يؤثر على قدرته على القراءة والكتابة، والاعتماد على الحفظ الشفهي، مما يتطلب جهدًا بدنيًّا ونفسيًّا كبيرًا.

التحديات الاجتماعية: بطبيعة الحال فإن الأشخاص ذوي الإعاقة قد يواجهون بعض الصعوبات في التقبل، والاندماج الاجتماعي، وصعوبة التنقل والسفر، والتفاعل مع الآخرين في بعض الأحيان، وقد يواجه بعض النظرات السلبية أو التمييز بسبب إعاقته.

جهوده، وإنجازاته العلمية:
قال ‌ابن ‌خِلِّكان: "إبراهيم ‌النخعي الكوفي، النخعي؛ أحد الأئمة المشاهير، تابعيٌّ رأى عائشة رضي الله عنها ودخل عليها، ولم يثبت له منها سماع"[9].

‌وقال الذهبي: "إبراهيم ‌النخعي: الإمام، الحافظ، فقيه العراق، اليماني، ثم الكوفي، أحد الأعلام"[10].

فالفقيه إبراهيم ‌النخعي، إمام وفقيه من أعلام التابعين، وكان من أبرز فقهاء الكوفة، وتتلمذ على يد كبار التابعين، وتميز بفهمه العميق للتفسير والحديث، وكان له الدور الأهم في الجانب الفقهي بالكوفة.

جهوده في إثراء الفقه الإسلامي:
نقل رحمه الله تعالى عن الكثير من الفقهاء أحكامًا فقهية، واجتهادات أثرت بشكل كبير في فقه الحنفية؛ حيث كان أبو حنيفة يستشهد بأقواله وآرائه، فكان شيخَ حماد، وحماد شيخ أبي حنيفة.

‌وناهيك عن ذلك كان ‌يفتي ‌الناس في العراق زمن كبار التابعين، فهو فقيهٌ لا يضاهَى في علمه وفقهه، "قال: أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان قال: حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان قال: رأيت سعيد بن جبير يُستفتى فيقول: أتستفتوني وفيكم إبراهيم النخعي؟"[11].

وقال أحمد بن عبدالله أيضًا: "إبراهيم النخعي كوفي، ثقة، وكان مفتي أهل الكوفة هو والشعبي في زمانهما، وكان رجلًا صالحًا فقيهًا، متوفيًا، قليل التكلف"[12].

أجمعوا على توثيقه وجلالته وبراعته في الفقه:
قال الشعبي عند موت النخعي: "ما ترك بعده أحدًا أعلم أو أفقه منه، قيل له: ولا الحسن وابن سيرين؟ قال: ولا الحسن وابن سيرين، ولا من أهل البصرة، ولا الكوفة، ولا الحجاز، ولا الشام، وكان فقيهًا صالحًا، متوقِّيًا للشهرة، قليل التكلف"[13].
وجملة القول:
يُعد التابعي إبراهيم ‌النخعي نموذجًا يُحتذى به في المثابرة، والإصرار على تحقيق الأهداف، رغم التحديات الصحية، والاجتماعية، والثقافية.

تفوقه في مجال الفقه الإسلامي، تعكس قوة الإرادة والعزيمة، ودوره كنموذج يُحتذى به لا يقتصر على الجانب العلمي فقط، بل يمتد إلى الجانب الاجتماعي.

سيرته دليلٌ على أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمكنهم تحقيق إنجازات بارزة، والمساهمة بشكل فعَّال في المجتمع.


[1] الطبقات الكبرى: ابن سعد، ج6 ص279.

[2]مسند أحمد: مسند عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، ج4 ص50، رقم ح 3826، الناشر: دار الحديث – القاهرة، الطبعة: الأولى، 1416 هـ - 1995 م.

[3] سير أعلام النبلاء: الذهبي، ج4 ص529 (مصدر سابق)‏.

[4] تهذيب الكمال في أسماء الرجال، المؤلف: جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي (654 - 742 هـ)، ج2 ص236، حققه: د. بشار عواد معروف، الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت، الطبعة: الأولى، 1413 ه، 1992 م.

[5] مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، المؤلف: شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قِزْ أُوغلي بن عبدالله المعروف بسبط ابن الجوزي (581 - 654 هـ)، ج10 ص116، الناشر: دار الرسالة، الطبعة: الأولى، 1434 هـ - 2013 م.

[6] وفيات الأعيان: ابن خلكان البرمكي، ج1 ص25.

[7] الطبقات الكبرى: ابن سعد، ج6 ص291.

[8] الطبقات الكبير: ابن سعد، ج6 ص279.

[9] وفيات الأعيان: ابن خلكان البرمكي، ج1 ص25.

[10] سير أعلام النبلاء: الذهبي، ج4 ص520.

[11] الطبقات الكبرى: ابن سعد، ج6 ص279.

[12] الكمال في أسماء الرجال: عبدالواحد المقدسي، ج3 ص189.

[13] قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر: الطيب بامخرمة، ج1 ص499.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.91 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]