{وجادلهم بالتي هي أحسن} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5064 - عددالزوار : 2265547 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4647 - عددالزوار : 1542774 )           »          من كفارات الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ثبوت صوم النبي أيام التسع من ذي لحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قراءة القرآن أفضل في عشر ذي الحجة أم التكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ترك الإنجاب لئلا يولد طفل فاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حديث في فضائل العشر لا أصل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حكم الإجهاض بغير علم الزوج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          خمس عشرة وصية في استثمار عشر ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الخوف من الانتكاسة والزيغ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2025, 02:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,400
الدولة : Egypt
افتراضي {وجادلهم بالتي هي أحسن}

وجادلهم بالتي هي أحسن

د. حسام العيسوي سنيد

المقدمة:
من أخطر المشكلات التي تُخلخل أسرنا ومجتمعنا: عدم تطبيق أسلوب الحوار والمناقشة في حديثنا، أو بمعنى آخر: انتشار أسلوب الصوت العالي، في تناول مشكلاتنا، وفي الحديث فيما بيننا؛ هذا بدوره أثَّر بالسلب على أسرنا ومجتمعنا، فما الحل لهذه المشكلة؟

القرآن الكريم يعطينا الحل: قال تعالى: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].

والتطبيق لهذا الحل يكون في معرفة الآتي:
1- الكلمة في القرآن الكريم:
قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 25 - 27].

فهذا التصوير الدقيق يجعل المسلم يفكر كثيرًا قبل أن يتكلم، وينتقي كلماته قبل أن تخرج من فمه.

في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده: عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد لَيتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يُلقي لها بالًا، يُرفع له بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم)).

فالكلمة التي يُخرجها الإنسان تكون سببًا في سعادته أو في شقائه؛ فينبغي أن يتخير المسلم كلماته، وينتقيها بعناية، وهذا سبيل للوصول إلى الأمن النفسي والسلام المجتمعي.

2- من وصايا لقمان لولده:
يظهر في هذه الوصايا الخالدة: الاعتناء بالكلمة، وطريقة التلفظ بها؛ يظهر ذلك في النهي الوارد في هذه الوصايا: ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 19].

فرفْعُ الصوت رعونة، وتعليته - فوق الحاجة - ليس من صفات الإنسان، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2].

لما نزلت هذه الآية، قعد ثابت بن قيس في الطريق يبكي، فمر به عاصم بن عدي بن العجلان، فقال: ما يبكيك؟ قال: هذه الآية، أتخوَّف أن تكون نزلت فيَّ وأنا صيِّت رفيع الصوت، فرفع عاصم ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا به، فقال: ((أما ترضى أن تعيش حميدًا، وتُقتل شهيدًا، وتدخل الجنة؟))، قال: رضيت، ولا أرفع صوتي أبدًا على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأنزل الله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحجرات: 3][1].

في الآية بعدها، يُظهر الله عز وجل عاقبةَ صِنف آخر، لم يراعِ هذه الحدود، ولم يطبق هذه الآداب؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحجرات: 4].

فقد أخرج الإمام أحمدُ بسند صحيح، عن الأقرع بن حابس، أنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، فلم يُجبه، فقال: يا محمد، إن حمدي لَزَين، وإن ذمي لَشَين، فأنزل الله هذه الآية[2].

فالمسلم يغُض من صوته، ولا يرفعه فوق الحاجة، فهذا لا يليق، ويتنافى مع أخلاق الإسلام.

3- أفرغت يا أبا الوليد؟
تحكي لنا سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مواقفَ مهمة في حياته، ومن هذه المواقف: خطابه مع عتبة بن ربيعة، قال عتبة ذات يوم، وهو جالس في نادي قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده في المسجد: يا معشر قريش، ألَا أقوم إلى هذا، فأكلمه فأعرِض عليه أمورًا لعله أن يقبل منها بعضها ويكُف عنا؟ قالوا: بلى يا أبا الوليد، فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث فيما قال له عتبة وفيما عرض عليه من المال والملك وغير ذلك، فلما فرغ عتبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفرغت يا أبا الوليد؟)) قال: نعم، قال: فاسمع مني، قال: أفعلُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 1 - 3]، فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها عليه، فلما سمعها عتبة أنصت لها، وألقى بيديه خلف ظهره معتمدًا عليهما يسمع منه، حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة فسجد فيها، ثم قال: ((سمعتَ يا أبا الوليد؟)) قال: سمعت، قال: ((فأنت وذاك))، فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله، لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أني – والله - لقد سمعت قولًا ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا السحر ولا الكهانة، يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، خلُّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأٌ[3].

نتعلم: أن الجدال إذا كان بالتي هي أحسن، ينقلب الحال إلى الأفضل، وتُحل المشاكل والعقد.

قال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53].

وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

وقال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].

4- معنى آية:
يقول الله تعالى: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 148].

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد؛ إلا أن يكون مظلومًا، فإنه قد أرخص له يدعو على من ظلمه، وإن صبر فهو خير له"[4].

وقال مجاهد: "هو الرجل ينزل بالرجل، فلا يُحسن ضيافته، فيخرج فيقول: أساء ضيافتي ولم يحسن"[5].

وروى أبو داود عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المستبَّان ما قالا، فعلى البادئ منهما، ما لم يعتدِ المظلوم)).

وروى البزار عن أبي هريرة: ((أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي جارًا يؤذيني، فقال له: أخرِج متاعك فضعه على الطريق، فأخذ الرجل متاعه فطرحه على الطريق، فكل من مر به قال: ما لك؟ قال: جاري يؤذيني، فيقول: اللهم العنه، اللهم أخزِه، قال: فقال الرجل: ارجع إلى منزلك، والله لا أؤذيك أبدًا)).

نسأل الله أن يرزقنا القول الحسن، وأن يجعل كلماتنا نورًا، وأن يجعلنا في أعلى عليين.

[1] انظر: السيوطي، لباب النقول في أسباب النزول، ص488، 489.

[2] انظر: المرجع السابق، ص490.

[3] انظر: أبو بكر البيهقي: الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث، ط1، تحقيق: أحمد عصام الكاتب، بيروت: دار الآفاق الجديدة، 1401ه، ص267.

[4] الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير، (1/ 452).

[5] المرجع السابق، (1/ 452).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.69 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]