|
|||||||
| ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
بين هيبة الذنب وهلاك استصغاره عبدالله بن إبراهيم الحضريتي ![]() يُجري الله عز وجل على ألسنة بعض العلماء والأولياء كلماتٍ وجيزة تختصر مناهجَ طويلة، وتفتح أبواب الفهم العميق لمعانٍ قد لا يبلغها الناس إلا بعد أعمار مديدة. وهذه الكلمات ما هي إلا قبسٌ من نور العلم والإخلاص، الذي ملأ قلوب أولئك الصفوة. وقد اشتهر كثير من العلماء بهذه الكلمات النافعة؛ كالحسن البصري رحمه الله من كرام التابعين، والإمام الشافعي الذي أُوتي من صفاء العبارة ما أدهش العقول، وكذلك الإمام ابن القيم الذي جمع بين سَعة العلم، ودقة النظر، وحرارة الإيمان. ومن أبدع ما قاله الإمام ابن القيم في كتابه النفيس: (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)، المعروف أيضًا باسم (الداء والدواء)، قوله: "إنَّ العبدَ لا يزال يرتكبُ الذنبَ حتى يهونَ عليه ويصغُرَ في قلبِه، وذلك علامةُ الهلاك؛ فإنَّ الذنبَ كلما صغرَ في عين العبدِ، عظُم عند اللهِ تعالى". هذه الكلمة وحدها تصلح أن تكون ميزانًا يزِن به المؤمن حالَ قلبه مع الله، فهي تنبهنا إلى أن الخطر ليس في الذنب فقط، بل في الاستهانة به؛ إذ متى هان على العبد؛ هلك. ويشهد لهذا المعنى ما قاله الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه، فقال به هكذا". فالمؤمن يحمل همًّا حيًّا يورِثه خوفًا ووجلًا كلما تذكر ذنوبه، أما الفاجر فقد قَسَّتْ قلبه الغفلةُ، حتى صارت ذنوبه عنده كشيء تافه لا قيمة له. أيها القارئ الكريم، فلنحاسِب أنفسنا قبل أن نحاسَب، ولنجعل من كلمات ابن القيم وابن مسعود نورًا يضيء طريقنا؛ فالمؤمن لا يستخفُّ بخطأ صغير، ولا يزهو بطاعة كبيرة، بل يظل بين الخوف والرجاء. ومن علامات حياة القلب عِظَمُ الذنب في عين صاحبه، ومن علامات موته صِغَره في نظره.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |