من يهد الله فهو المهتدي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاءُ بغلبة الظن في أمور الدنيا والدين عند تعذُّر اليقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الشروط الواجب توفرها في لباس المرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القائم بالليل قريب من الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الدعاء للأبناء سنة الأنبياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الاطمئنان بالحياة الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          انقطع عمله إلا من ثلاث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          المعاصي بريد الكفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الصداقة في حياة أبنائنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          اللهَ اللهَ في الصلاة يا أخي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الملحد ومشاعر الحياة والموت والعلاقات الإنسانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-10-2025, 12:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,510
الدولة : Egypt
افتراضي من يهد الله فهو المهتدي

من يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي

محمد شلبي محمد شلبي

هذه ليست جملةً وعظيةً تُقال في مقدمة خطبة الجُمُعة، ولا شعارًا نُعلِّقه على الجدران، هذه قاعدة صارمة قاطعة، لا تُكسر، ولا تُساوم، ولا تَترك مجالًا للغرور التربوي الذي يملأ رؤوسنا هذه الأيام.

ما من قلبٍ يستقيم، ولا نفسٍ تهتدي، إلا إذا شاء الله، لكننا نحب الوهم، نحب أن نصدِّق أن التربية خطة محكمة؛ إذا زرعتَ القيم حصدتَ الطاعة، إذا تابعتَ ولدك استقام، إذا حفظ القرآن ضمنَّا له الثبات، وكل هذا خداع.

الأمر كله بيد الله. التربية مطلوبة، نعم. التعليم واجب. صحيح، لكن الهداية ليست نتيجة تعبك، الهداية عطية ومنحة ربانية، يعطيها الله لمن يشاء، متى شاء، كيف شاء. وأنت مهما بلغتَ من الذكاء، ومهما جمعتَ من الشهادات التربوية، لن تهدي من أحببت.

فلا تتكبَّر إن رأيت ابنك صالحًا، لا تنسب النور لنفسك؛ لأنك بهذا تدعي ما ليس لك، ولا تنكسر إذا رأيت أحد أبنائك في الظلمة، فربُّك لم يُرِد له النور بعد، وقد يأتيه في آخر لحظة. القلب ليس في يدك، وليس في يد أُمِّه، وليس في يد شيخ ولا داعية. القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يُقلِّبه كيف يشاء، لا كيف تشاء.

انظر لنبي الله عيسى عليه السلام، يتحدث في مهده: ﴿ آتَانِيَ ﴾ [مريم: 30]، ﴿ وَجَعَلَنِي ﴾ [مريم: 30]، ﴿ وَلَمْ يَجْعَلْنِي ﴾ [مريم: 32]، كل شيء فيه من الله، لا من بشر، لا من حضانة، لا من تربية واعية.

وانظر للابن العاق الذي يردُّ على أبويه بالسخرية من اليوم الآخر، رغم دعائهما، رغم دموعهما، رغم إخلاصهما؛ لأن الله لم يكتب له الهداية.

ولا تظننَّ أن هذا الكلام دعوة للاستسلام، بل هو تنبيه للواقع؛ لأنك إن ظننت أنك تهدي، فقد نازعت الله في سلطانه، وإن أدركت حدودك كعبد، ارتحت، وبذلت جهدك، وسكنت نفسك، وعلمت أن الحساب على النية والصدق، لا على النتائج.

الأنبياء أفضل الخلق، وأقرب لله منا، ومع ذلك لم يملكوا قلوب من أحبوا؛ فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أكرم خلق الله، يناشد عمَّه في لحظاته الأخيرة: "يا عم، قل لا إله إلا الله"، كلمة واحدة… لم يطلب منه عمرًا من العبادة، فقط كلمة! ومع ذلك، لا يستطيع، فتنزل الآية الحاسمة: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ [القصص: 56]، أبو طالب ليس رجلًا عاديًّا، بل هو الذي ربَّاه، ونصره، واحتضنه صغيرًا، ومع ذلك لم يُرد الله له الهداية.

نبي الله نوح عليه السلام، يصعد السفينة، وينادي ابنه نداءً يقطع القلب: ﴿ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا ﴾ [هود: 42]، فيرفض، ويغرق أمام عين أبيه؛ لأنه لم يُكتب له أن يركب.

نبي الله إبراهيم عليه السلام، خليل الرحمن، يناشد أباه: ﴿ يَا أَبَتِ ﴾ [مريم: 45]، فيجيبه أبوه بالوعيد والتهديد: ﴿ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ﴾ [مريم: 46].

هذا أبٌ جاحد، لكن انظر إلى نبي الله إسماعيل عليه السلام، الابن المطيع، يسمع من أبيه إبراهيم عليه السلام: ﴿ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ﴾ [الصافات: 102]، فيقول بثبات لا يُصدق: ﴿ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ﴾ [الصافات: 102].

هل هذه تربية؟ هل هذه دورة تدريبية ناجحة؟ لا. هذا نور ألقاه الله في قلبه.

ونبي الله يوسف عليه السلام، فتى صغير يُلقى في البئر، يُباع عبدًا، يدخل بيت امرأة تريد فتنته، ثم السجن، ومع ذلك يخرج نقيًّا طاهرًا، لم يُربِّه أحد، ولم يرَ أُمًّا تبكي عليه، ولا أبًا يوصيه، بل حفظه الله ورعاه.

ونبي الله موسى عليه السلام، يُلقى رضيعًا في اليمِّ، ويأخذه آل فرعون! لينشأ موسى في مصنع الشرك، ويتربَّى في قلب مؤسسة الكفر الرسمي على الأرض. ومع ذلك يعود إلى حِضْن أُمِّه، وينشأ نبيًّا. لماذا؟ لأن الله قال: ﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ﴾ [القصص: 7].

والغلام الذي ذكره الخضر، أبواه مؤمنان، صالحان، ومع ذلك كان كافرًا، طُبع على قلبه الكفر حتى قُتل؛ لأنه سيكون نقمة عليهما. لم تنفع البيئة، لم تنفع الوراثة، لم ينفع صلاح الأبوين؛ لأن الهداية لا تنتقل بالدم.

فلا تغترَّ أبدًا بأولادك الصالحين، ولا تظن أن صلاحهم تأمين لمستقبلك. كم من شابٍّ كان أهل الحي يبكون من تقواه ثم سقط، ولم يعد. ولا تيأس أبدًا من ولدك العاصي، ولا تسقطه من حسابك، فربما كتب الله له الهداية في لحظة واحدة، وتصبح أنت أول من يخجل من حكمك عليه.

ادْعُ دائمًا بأن يثبت الله قلبك وقلوب من تحب على دينه، واعمل، واصبر، وادعُ، لكن لا تظن أنك تتحكم في النتائج.

زرعك وجهدك لنفسك، والثمرة والنتيجة بيد الله.

اعمل ما عليك، علِّم، وربِّ، وانصح، واصبر، لكن تذكَّر جيدًا: أنت مسؤول عن الزرع، لا عن الثمر، فلا تنكسر إن لم تُثمر، ولا تتكبَّر إن أثمرت.

ولا تتفاخر إذا رأيت أثرًا طيبًا، أو صلاحًا فيمن حولك؛ لأن الثمرة ليست من صنعك بل من تقدير الله وحده، فمن لم يشأ الله له الهداية، فلن يهديه كل البشر ولو أضاءوا له الدنيا كلها.

ومن كتب الله له الهداية، فلو أحاطته الظلمات من كل اتجاه، سيخرج منها إلى النور؛ لأن الله أراد.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.44 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]