|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أنا هكذا الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة لديها شكوك حول ميولها الجنسية؛ فهي تُستثار حينما ترى النساء العاريات؛ لذا تظن أنها شاذة، وهذا التفكير يؤرقها، وتسأل: هل هي فعلًا شاذة؟ ♦ التفاصيل: أنا فتاة في الخامسة عشرة من عمري، أعاني من شكوك بخصوص ميولي الجنسية، فقد سبق أن قرأت مقالات طبية عن الشذوذ، فتذكرت أيام طفولتي في عمر الخامسة؛ حيث كنت أستمتع باختلاس النظر للصور الخليعة للنساء، واستمر الأمر معي حتى سن الثانية عشرة؛ إذ كنت أشعر بالإثارة تجاه أجساد النساء العاريات، وذلك على الإنترنت فقط، أما على أرض الواقع، فعلاقتي بالفتيات من حولي سوية ومستقيمة، بل على النقيض من ذلك قد أُعجب بشابٍّ، أيضًا أعاني من صعوبات في التواصل مع محيطي، فإذا ما تحدثت إلى أحدٍ، أشعر بالارتباك والتوتر والخوف من عدم تقبُّل الشخص الآخر لي، ولعل السبب وراء ذلك كامن في أني نشأت مع أمي فقط، منذ انفصالها عن أبي عندما كنت في الخامسة، ومنذ ذلك الحين لم أتواصل مع أبي، وتكوَّنت لديَّ صورة مشوَّهة عنه، تداركت أخطائي السابقة والحمد لله، لم أتمادَ فيما كنت أفعل، فقد أقتصر على المشاهدة، ما أخافه أن أكون بذلك خارجة عن الفطرة السليمة، ومجرد التفكير في ذلك يجعلني أشعر بالاختناق، ويتدنى تقديري لذاتي جدًّا، أحاول قدر المستطاع ملء وقتي بأمور نافعة؛ كالصلاة، والاستغفار، والمطالعة، وأركز اهتمامي على دراستي فقط، مؤخرًا تأتيني وساوس عندما أكون بمفردي، أسمع همسات تخبرني بأنني شاذة ولا بد، ما دمت قد استُثِرتُ من جسد أنثى في وقت ما، حتى إنني بدأت أشعر بالقلق من تواجدي مع أشخاص من نفس جنسي، أنا متخوفة جدًّا من التفكير بمثل تلك الاحتمالية، وألتمس من حضرتكم الرد السريع، فأنا حقًّا بحاجة للمساعدة، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: 1- فقد قرأت مشكلتكِ عدة مرات، وعند التدقيق فيها يتبين فيما يظهر لي أنه ليس عندكِ سوى خواطر شيطانية تذكِّركِ بالماضي البئيس؛ لتُشتِّت ذهنكِ عن معالي الأمور التي هداكِ الله سبحانه لها؛ من صلاة، واستغفار، وتلاوة، وذكر، وطلب للعلم. 2- فاطمئني لستِ شاذة، ولكن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ويعرف كل تاريخكِ الأسود القديم، ويحاول جاهدًا تذكيركِ به؛ ليدخل على قلبكِ الهم والحزن والوساوس والإحباط. 3- ولذا فعليكِ معالجة هذه الهواجس بالآتي: أولًا: كثرة الدعاء بصرفها؛ وهو أعظم وأقوى سبب، وله أثر عظيم مشهود وملموس؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. ثانيًا: تحصين القلب بالصلاة والتلاوة والذكر؛ قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]. ثالثًا: الإكثار من الاستغفار؛ لأننا أحيانًا نُبتلى بسبب ذنوبنا، ونحن لا نشعر؛ كما قال تعالى: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165]. رابعًا: الاستعاذة بالله من شر الوسواس الخناس. خامسًا: عدم تضخيم الأمر وعدم الاقتناع بالوسواس الشيطاني بأنكِ شاذة؛ ففي هذا الاقتناع مخاطر كثيرة؛ منها: الإصابة بالإحباط، ومنها: الاقتناع بأنه أمر عادي، ومن ثَمَّ التوقف عن مجاهدته، وقد يصل الأمر للتلذذ بهذه الخواطر. سادسًا: ارقي نفسكِ بنفسكِ؛ فالرقية علاج عظيم للخواطر الإبليسية. سابعًا: المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، ودخول المنزل والخروج منه؛ فهي سياج عظيم ضد النزغات والوساوس الشيطانية. ثامنًا: تذكَّري أن الله سبحانه عندما نهى عن الزنا ما قال: (ولا تزنوا)، وإنما قال: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]؛ ليَعُمَّ النهي الزنا، وكل ما قد يقرب إليه من نظرٍ، وكلام، وخلوة، وتبرج. تاسعًا: أبشري بسَعَةِ رحمة الله تعالى، وبتكفيره لخطاياكِ؛ وتأملي الأدلة التالية على ذلك؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَن ربِّهِ تَبَارَكِ وَتَعَالى قَالَ: ((أَذنَب عبْدٌ ذَنْبًا، فقالَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكِ وَتَعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِم أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ ربِّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تباركِ وتعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ، وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَي رَبِّ، اغفِرْ لِي ذَنبي، فَقَالَ تَبَارَكِ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبًا، فعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، قد غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ))؛ [متفقٌ عَلَيهِ]. وعنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَجَاءَ بِقومٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّه تَعَالَى، فيَغْفر لَهُمْ))؛ [رواه مسلم]. وعن أَبي أَيُّوبَ خَالِدِ بنِ زيدٍ رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَوْلا أَنَّكُمْ تُذْنبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ خَلقًا يُذنِبونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ، فَيَغْفِر لَهُمْ))؛ [رواه مسلم]. وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قَالَ: ((كُنَّا قُعودًا مَع رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، مَعَنا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي اللَّه عنهما في نَفَرٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْن أَظْهُرنَا، فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا، فَخَشِينا أَنْ يُقْتَطَعَ دُونَنَا، فَفَزعْنا، فَقُمْنَا، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَزعَ، فَخَرجتُ أَبْتَغِي رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَتَيتُ حَائِطًا لِلأَنْصَارِ... وَذَكَرَ الحَدِيثَ بطُوله إِلى قوله: فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: اذْهَبْ فَمَنْ لَقِيتَ وَرَاءَ هَذَا الحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إلَّا اللَّه، مُسْتَيقِنًا بهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ))؛ [رواه مسلم]. عاشرًا: أعود فأقول: اطمئني فلستِ شاذة، ولكن الشيطان يذكركِ ليقنعكِ بالشذوذ، ويغمسكِ في نَتَنِهِ. حادي عشر: وطاعةً لله سبحانه ومنعًا لأي خواطر ممقوتة، اهجري تمامًا جميع ما قد يوصلكِ لشذوذ، أو يثير شهوتكِ للحرام؛ لأن الله سبحانه قال: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30، 31]. حفظكِ الله، وأعاذكِ من الفتن ومن كيد الشيطان وحزبه، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |