|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عقيدة الدروز سالم محمد أحمد "طائِفةُ الدُّروزِ فِرقةٌ مِن غُلاةِ الباطِنيَّةِ الذين انبثَقوا عنِ الإسماعيليَّةِ، وهي تُؤَلِّهُ الخَليفةَ الفاطِميَّ الحاكِمَ بأمرِ اللَّهِ (ت: 411هـ)، ولها عَقائِدُها وشَرائِعُها الخاصَّةُ، وهي مَنسوبةٌ إلى أحَدِ دُعاتِهم، وهو مُحَمَّدُ بنُ إسماعيلَ الدّرزيِّ، وهذه الفِرقةُ لا تَزالُ مَوجودةً ومُنتَشِرةً إلى وقتِنا الحاضِرِ"[1]. وهذا مقتطف بعنوان: (عقيد الدروز) مأخوذ بتصرف من كتاب: حقيقة الدروز، ومن تأليف فضيلة الشيخ: زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه الله (ت 1416هـ) والآن مع المادة المختارة: "يعتقد الدروز بألوهية الحاكم بأمر الله، وأنَّ حمزة بن علي نبيّه، ويقولون: إننا لا نشك بأنَّ الحاكم بشرٌ في الأعين المجردة، وعاش بين الناس كما يعيش البشر، ولكنَّه إله معبود اتَّخذ لنفسه صورة إنسية، مثلما يتَّخذ الإنسان ثيابه فيرتديها، ثم ينزعها ويرتدي غيرها، والثياب ليست من جنس من يرتديها ولا تُشبهه في شيء، وكذلك الإله المعبود ليس من جنس الصورة التي اتخذها ولا هي شبيهة به، ومما يؤيد اعتقاد الدروز بألوهية الحاكم، ما جاء في رسالة الغيبة، والتي بعث بها دُعاة القاهرة إلى أتباعهم بالشام بعد شهور من مقتل الحاكم، ونصه: «أظهر لنا ناسوت صورته تأنيسًا للصُّور، فحار فيها الفكر حين فكَّر، وعجزت العقول عن إدراك أفعالها، واعترفَت بالعجز والتقصير في معلومها، فبتقدير أحكامه مَنَّ على خلقه بوجود صورته من جنس صورهم، فخاطبتهم الصورة بالمألوف من أسمائهم، فأنست العقول إلى ظاهر صورته، واستدرجتهم إلى معرفته بلطيف حكمته امتنانًا منه على خلقه... إلخ». ويؤيد ذلك أيضًا- أي قول الدروز بألوهية الحاكم- ما جاء في "ميثاق ولي الزمان" وهو الميثاق الذي وضعه حمزة بن علي، ويؤخذ على كل مستجيبٍ للمذهب الدرزي، ونصه: «توكَّلت على مولانا الحاكم الأحد الفرد الصمد، المنزه عن الأزواج والعدد، يقر فلان بن فلان أنه قد تبرأ من جميع المذاهب والمقالات والأديان والاعتقادات، على أصنافها واختلافها، وأنَّه لا يعرف شيئًا غير طاعة مولانا الحاكم- جلَّ ذِكرُه - وأنَّ الحاكم بأمره إله واحد، أتباعه له موحِّدون وقد اختفى، وحين يظهر آخر الزمان سيعين أتباعه أمراء وسلاطين، يحكمون البشر، وسيعذب غير أهل مِلَّته عذابًا أليمًا». واتَّخذ الدروز لأنفسهم فرائضَ أطلقوا عليها الفرائض التوحيدية؛ وهي: معرفة الباري (الحاكم بأمر الله) ومعرفة الإمام قائم الزمان (وهو حمزة بن علي)، ووجوب طاعته طاعة تامة، ثم معرفة الحدود بأسمائهم وألقابهم ومراتبهم ووجوب طاعتهم، فإذا اعترف الدرزي بهذه الفرائض التوحيدية أصبح موحدًا، وليس عليه أن يقوم بتكاليف أية فريضة من الفرائض. وقد كان للمسيحية تأثير واضح في كتابات دعاتهم، وخصوصًا بهاء الدين؛ إذ جاء في رسالة له بعنوان: "الرِّسالة المسيحية، وأم القلائد النسكية" ما نصه: «إنَّ كل ما ورد في الإنجيل من الاضطهاد والتعذيب وغير ذلك إنَّما يراد به اضطهاد حمزة لأعداء مذهبه، وإن حمزة هو الذي علَّم الإنجيل، والإنجيل مبني على حكمة إلهية رمزية معناها: "الدين التوحيدي"، ثم يذهب إلى أنَّ جميع الألقاب التي لقِّب بها المسيح في الإنجيل هي ألقاب حمزة؛ فهو رُوح القدس، وابن الله، وأنَّه هو الذي أرسل متَّى، ومرقص، ولوقا، ويوحنا؛ لتعليم الناس الإنجيل..». وأنه الغريب؛ لأنه غريب عن الديار التي ظهر فيها، ولأنه غريب الأعمال والأفعال، وأنَّه المسيح الحقيقي، أما المسيح الذي صلبه اليهود فهو ابن يوسف النجار. ويعتقد الدروز أيضًا بالتناسخ والتقمص؛ أي: بانتقال النفس من جسم بشري إلى جسم بشري آخر؛ باعتبار أن النفس لديهم لا تموت، بل يموت قميصها وهو الجسم، ويصيبه البلى فتنتقل النفس إلى قميص آخر. وقد تكون النفس صالحة في دور، بينما تكون خاطئة في دور آخر، فإن رجحت حسناتها كان لها الثواب؛ فتنتقل من درجة دنيا إلى درجة أعلى في الدين، وإن رجحت سيئاتها كان لها العقاب؛ فتنتقل من درجة عليا إلى درجة دونها من درجات الدين، ويزداد صاحبها عمى في قلبه، وفي دينه ودنياه؛ إذًا فلا بعث ولا حساب ولا عقاب، ولا جنَّة ولا نار. وينقسم الدروز من الناحية الدينيّة إلى طبقتين: طبقة العقَّال: وهم الذين يعرفون أسرار عقيدتهم. وطبقة الجُهَّال: الذين ليس لهم أيُّ حقٍّ في معرفة أي شيء من أسرار دينهم. ويجتمع العقَّال في أماكن عبادتهم التي تعرف بالخلوات مساء كل يوم جمعة؛ لسماع ما يتلى عليهم من كتبهم المقدسة، والتشاور في أمور الدين والطائفة، ولا يُسمح للجهال بحضور هذه الجلسات إلا في يوم عيدهم، وهو يوافق عيد الأضحى عند المسلمين، وإذا حاز أي فرد من طبقة الجُهَّال ثقة شيوخ العقل سمحوا له بالانتقال إلى طبقة العقَّال، بعد امتحان عسير شاق، يقوم على ترويض النفس، وكبح جماح شهواتها. وللدروز رؤساء دينيُّون في كل مكان يقيمون فيه، وعلى رأسهم جميعًا شيخ يُلقَّب بشيخ العصر، ويتولى منصبه بالانتخاب، أو بالاتفاق بين كبار رجال الطائفة. ولشيخ العصر أعوان في كل قرية أو مدينة يُلقَّب بشيخ العقل، ويختلف توزيعهم للميراث عن توزيع المسلمين له؛ فالمرأة عندهم لا ترث من دار أبيها شيئًا، والأملاك الموروثة عن الأجداد ملك لكل أفراد الأسرة جميعها بالتساوي، ولا يُحرم واحد منها. وإذا طلق الدرزي امرأته فإنَّها لا تعود إليه بحال من الأحوال، ولا يجوز له أن يجمع بين زوجتين، فإن ماتت زوجته أو طلقها جاز له أن يتزوج غيرها... إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي يخالفون فيها جماعة المسلمين... وبقيت كلمة أخيرة لا بُدَّ من ذكرها؛ وهي أنَّ الدروز في كل زمان ومكان لا يتَّخذون موقفًا سياسيًّا موحدًا؛ بل ينقسمون إلى فرقتين-كوجهين لعملة واحدة- فرقة تؤيِّد النِّظام وأُخرى تعارضه، إن وجدت هناك معارضة؛ ليقوم المؤيدون للسلطة بحماية من في صفوف المعارضة، والعكس صحيح. وثانيًا: في هزيمة عام 1967م كان قائد إحدى الجبهات العربية درزيًّا، في حين كان أخوه قائدًا لإحدى فِرَقِ العدوِّ اليهودي في تلك الجبهة! وثالثًا: وقوف فريق من الدروز مع بقية الأحزاب الانتهازية إلى جانب المسلمين والثورة الفلسطينيَّة لم يكن إلا لمحاولة فرض الوصاية عليها، وتحريفها عن صحيح أهدافها والاحتماء بمظلتها، وتحقيق مآربهم الحزبية والشخصيَّة عن طريقها وبسيفها، ولتنفير المسلمين من مساندتها المساندة الفعالة، ومد يد العون لها. ورابعًا وأخيرًا: لقد اشترك الدروز- وما زالوا يشتركون- في ذبح المسلمين في المناطق المحتلة؛ فسلاح الحدود وهو أقوى فرقة في جيش اليهود يتكون غالبيَّة أفراده من الدروز، ولهم الحق في الانخراط في صفوف جيش اليهود كأي يهودي زنيم، وهم الذين يتولون تعذيب الأهالي والمجاهدين من أبناء فلسطين في أقبية المخابرات وزنازين السجون، عَلِمَ ذلك من عَلِمَه وجَهِلَه مَن جَهِلَه، وفوق كل ذي علم عليم". انتهت المادة المختارة. وختامًا: يا للهولِ من عقيدةٍ ما أنزلَ الله بها من سلطان، ولا أقرَّها عقلٌ سليمٌ، ولا سلَكَ سبيلَها مؤمنٌ يؤمنُ بالله واليومِ الآخر! أفيُعقل أن يُؤلَّهَ بشرٌ يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟! أيتخذون ربَّهم رجلًا هلك في غيابات التاريخ، ويجعلون له رسلًا من الكذبة والدجَّالين؟! أفيكفرون بجناتٍ ونيرانٍ أخبر بها مَن لا ينطق عن الهوى، ويؤمنون بتناسخٍ وتقمصٍ لا يقرُّه عقل ولا نقل؟! لقد عظُم الخطبُ، واشتدَّ البلاءُ، وإنه لحقٌّ على كلِّ مسلمٍ غيورٍ أن يُبيِّن زيغ هذه النِّحْلة، وأن يحذِّرَ منها عبادَ الله، فإنها خديعةٌ من خُدع إبليس، وبدعةٌ لا يفِلُّ حدَّها إلا سيف العلم والبيان، فمن رامَ نُصرةَ هذا الدِّينِ، فليعلم أن الجهادَ باللسان والقلمِ لا يقلُّ أثرًا عن جهاد السيفِ والسنان، ﴿ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 52]، وإنَّا لنقسمُ بالله قسمَ الصادقين ألَّا تهدأ لنا نفسٌ، ولا يسكنَ لنا ضميرٌ حتى تُعرَّى هذه المذاهب، ويُكشف للناس زيفها، وتُصان عقائدُ المسلمين من كيدها، ولن يضرَّنا إن اجتمع أهل الباطل كلُّهم، فإننا على بيّنةٍ من ربِّنا، وهُدًى من ديننا، وسُنَّةٍ من نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، واللهُ ناصرُ دينه ولو كره المشركون. [1] موقع الدرر السنية (https://dorar.net) موسوعة الفرق.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |