الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية .. روائع الأوقاف في الصحة العامة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4946 - عددالزوار : 2046474 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4522 - عددالزوار : 1315412 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 142539 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2025, 05:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية .. روائع الأوقاف في الصحة العامة

الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية .. روائع الأوقاف في الصحة العامة


  • أوّل من بنى البيمارستان في الإسلام ودارَ المرضى الوليدُ بن عبد الملك وذلك في سنة ثمان وثمانين وجعل في البيمارستان الأطباء وأجرى لهم الأرزاق
  • اهتم المسلمون على مرّ التاريخ بالقطاع الصحي إيمانًا منهم بأهمية صحة الإنسان في بناء المجتمع وقد أبلت الأوقاف في هذا الشأن بلاءً حسنًا
اهتم المسلمون -على مرّ التاريخ- بالقطاع الصحي، وذلك إيمانًا منهم بأهمية صحة الإنسان في بناء المجتمع، وقد أبلت الأوقاف في هذا الشأن بلاًء حسنًا، فقد تنافس المسلمون على إنشاء مستشفيات تخدم قطاعات واسعة من البشر، ومراكز صحية تخدم أحياء بعينها، وجعلوها أوقافًا تقدم خدماتها على مرّ الزمان، مثل: المستشفيات والصيدليّات ومعامل الأدوية، وأدوات العلاج، وأرزاق الأطبّاء.
من أوائل المستشفيات في الإسلام
قالت عائشة -رضي الله عنها-: أُصيب سعد يوم الخندق في الأكحل، فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - خيمةً في المسجد ليعوده من قريب، فلم يَرُعْهُم -وفي المسجد خيمةٌ من بني غفار- إلا الدم يسيل إليهم! فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قِبَلِكُم؟! فإذا سعدٌ يغذو جرحُه دمًا، فمات فيها، رواه البخاريّ في (صحيحه)، وبوّب عليه: «باب الخيمة في المسجد للمرضى وغيرهم». قال الحافظ في بيان هذه الخيمة وطبيعتها نقلاً عن ابن إسحاق: «كلام ابن إسحاق يدلُّ على أنه كان مقيمًا في مسجد المدينة حتى بعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليحكم في بني قريظة، فإنّه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل سعداً في خيمة رُفَيْدَة عند مسجده، وكانت امرأةً تداوي الجرحى، فقال: اجعلوه في خيمتها لأعودَه من قريبٍ». والشاهد منه أنّ هذه الخيمة كانت قد اتُّخذَت خصِّيصاً في المسجد لعلاج الجرحى ومداواتهم، بل أشار ابن الملقّن إلى أنّ منفعتها كانت قد امتدّت إلى غير الجرحى، فوصفها بقوله: «هذه الخيمة كانت لرُفَيْدَةَ الأنصارية، وقيل: الأسلمية، وكانت تداوي الجرحى، وتحتسب بخدمتها من كانت فيه ضيعة من المسلمين».
مستشفى الوليد بن عبد الملك
قال المقريزي: «وأوّل من بنى المارستان في الإسلام ودارَ المرضى الوليدُ بن عبد الملك، وذلك في سنة ثمان وثمانين، وجعل في المارستان الأطباء وأجرى لهم الأرزاق، وأمر بحبس المُجَذَّمِين لئلّا يخرجوا، وأجرى عليهم وعلى العميان الأرزاق»، ثمّ تطوّر الأمر إلى أن صار في مدينة قرطبة وحدها أكثر من خمسين مستشفى! وتتحدّث المستشرقة الألمانيّة الشهيرة (زيغريد هونكه) بغاية الانبهار عن طريقة تمويل كلّ مستشفيات العالم الإسلاميّ، فتقول: «تُرى! من أين كان يُؤتى بكلّ هذه الأموال؟! ألم يكن ثمّة من خطر أن يزداد المصروف على المؤسسات الطبيّة فيتعدّى حدود المعقول؟! فمستشفى المنصوري وحده كان يستهلك سنويًّا ما قيمته مليون درهم! وكانت كلُّ هذه الأموال تُحصَّل من الأوقاف التي كانت تُخصّص للمستشفيات لدى تأسيسها...»، ومن أمثلة ذلك:
مستشفى أحمد بن طولون
أنشأه أحمد بن طولون والي مصر للدّولة العبّاسيّة سنة 259هـ في مدينة القطائع، وهي إحدى أجزاء القاهرة القديمة، وكان مشروعًا وقفيًّا حضاريًّا ما زال التاريخ يذكرُه، أنفق على بنائه ستّين ألف دينار، ووَقَفَ عليه سوق الرّقيق، وغيره من الأسواق، وشَرَطَ ألا يُعالج فيه جنديٌّ ولا مملوك؛ لأنّ هؤلاء نفقةُ علاجهم عليه! وإنّما أراده لعامّة النّاس، ومن جملة أوقافه أيضًا: دار الدِّيوان، ومجموعة دور أخرى كان يملكها، وبنى حمّامين أحدهما للرّجال والآخر للنساء، ووقَفَهما عليه أيضًا. واشترطَ ابن طولون في عمل المستشفى أنه إذا جاءه مريض تُنزع عنه ثيابه، وتُؤخذ منه نفقته وما يحمله من متاع، ويُحفظ عند أمين المستشفى، ثمّ يُفرش له ويُغذّى، ويُؤمر له بالأدوية التي يحتاجها وبالرعاية الطبيّة الشاملة، وكانت علامة الشفاء التي قنعَ بها الواقفُ هي أن يأكل المريضُ فرُّوجاً ورغيفاً! ويستقرّ الطعام في جوفه، فإذا فعل ذلك، كُتب له بالخروج، وأُعطي مالَه وثيابَه من مستودع الأمانات في المستشفى، وإتماماً للرسالة الاجتماعيّة للمستشفى، فإنّ المريض عندما يُشفى ويُصرّح له بالخروج، يُعطى مبلغاً من المال يُنفق منه على نفسه، لئلّا يضطرّ إلى القيام بأعمال تُجهده فيعاوده المرض، وكسوة له كذلك!.
مكتبةٌ بها أكثر من مائة ألف مجلّد
وأُلحقت به مكتبةٌ كان فيها ما يزيد على مئة ألف مجلّد، الأمر الذي يدلُّ على أنّه كان على نظام المستشفيات الجامعيّة المعاصرة، على الرغم من كلِّ هذا التقدُّم في زمنه، بل يتفوّق عليها كثيراً لما كان فيه من اللَّمسة الإنسانيّة كما سبق؛ فإنّه لا يُعرف إلى اليوم مستشفى في العالَم، يُوجد في نظامه الداخليّ ما ينصُّ على إعطاء المريضِ مالاً عند مغادرتِه! اللهمّ إلا أن تكون مبادرةً شخصيّةً من أحدهم! لكن هذا ما كان يفعلُه المسلمون، ولا نقول سبقوا به غيرَهم، بل تفرَّدوا به ولم يستطع أن يجاريهم أحدٌ إلى اليوم، وهذه بركات الأوقاف الخيريّة على وجه الخصوص؛ لأنّ كلّ تلك النفقات كانت من ريعها.
(البيمارستان) المنصوري
شرع في إنشائه الملك المنصور سيف الدين قلاوون عام 683هـ، فجاءَ تُحفةً حضاريّةً عزّ في الدنيا نظيرُها، كما سترى بعض كلمات المؤرّخين في مدح مناقبه، قال ابن تغري بردي: «ومما يدلّ على علو همّة الملك المنصور قلاوون وحسن اعتقاده، عمارته للبيمارستان المنصوري ببين القصرين من القاهرة؛ فإنّنا لا نعلم في الإسلام وقْفًا على وجهِ برٍّ أعظم منه، ولا أكثر مصروفاً، ولا أحسن شرطًا، ولو لم يكن من محاسنه إلا البيمارستان المذكور؛ لكَفَاه ذلك دنيا وأخرى». وكان قد وَقَفَ عليه من الأملاك بديار مصر الكثير من الفنادق والحمّامات والحوانيت والأراضي، وكذلك من ضِياع الشّام شيئًا كثيرًا، ما بلغ مَجْبَاه في اليوم الواحد ألف دينار! كما ذكره ابن بطوطة من مُعايَنَته لحالِه في رحلته المشهورة، بل بلغ الفائض عن حاجة البيمارستان في بعض الأوقات ما يقارب أربعة عشر ألف دينار! أمّا شرطُ الواقف الذي أشار إليه، وأنّه لا يعلم أحسن شرطًا منه، أنّه أوقفَه على الملك والمملوك، والكبير والصغير، والحرّ والعبد، والذكر والأنثى، وجعلَ لمن يخرج منه من المرضى عند بُرْئِه كسوةً، ومن مات جُهزَ، وكُفِّنَ ودُفِن، وقد كان فيه قسمان للذكور والإناث، وكل قسمٍ قاعات، قاعة للأمراض الباطنية وأخرى للجراحة وقاعة للكِحَالة وقاعة للتجبير، وكانت قاعة الأمراض الباطنيّة مقسمة إلى أقسام لتنوُّعها وكثرتها، وكان لكلّ قسمٍ طبيب مسؤول أو ثلاثة، بحسب اتساعه وعدد نُزلائه، وكان لكل قسم رئيس من الأطبّاء..
مطبخ البيمارستان
وقد كان مطبخ المستشفى يُطهى فيه كل ما يحتاجه المرضى على وَفق ما تقتضيه خصوصيّتهم وحاجاتهم وَفْق تعليمات الأطبّاء، ويُجعل لكلّ مريضٍ ما طُبخ له في زبديّة خاصّة به من غير أن يشاركه فيها غيرُه أبداً، ويغطّيها عامل المطبخ ويوصلها له، وهكذا الحال طيلة إقامته بالستشفى.
رسالة العلّامة المؤرخ الصفدي
وقد كتب العلّامة المؤرخ الصفدي في رسالته إلى القاضي تاج الدِّين أبي الفضائل أحمد بن عبد الله، ليكلّفه بتولّي نظر البيمارستان المنصوري، فقال: «فإنه لّما كان البيمارستان المنصوري وقْفُ والدنا الشهيد الملك المنصور -قدّس الله روحه ونور بالرضوان ضريحه-، أجلَّ القُرُباتِ نفعًا، وأخصبَ المثُوبات مرعى، يجري نفعُ أوقافه على الخاص والعام، وينفقُ من حواصله في اليوم ما يُنفقُ من غيرها في العام، وتخفق راياتُ الآيات الكريمة في أرجائه، وتُنشرُ أعلامُ العلومِ في أثنائه، ويزول به الإعدامُ والإيلام، فكان حاتماً في حيّه، والمسيح في إحيائه، إلى غير ذلك من وجوه المعروف وأنواع البِرِّ المصروف، وكان استيفاؤه يحتاج إلى من جُرّبَ سدادُه وعُلِم رشادُه، وعُرف اعتمادُه، وكان الحساب ميداناً وهو سابقهُ وجواده...»، إلى آخر ما ذكر من خصائص هذا الصرح الحضاريّ العظيم.
رعاية منزليّة
وقد نصّ السّلطان المنصور قلاوون في وثيقة وَقْفه لهذا المستشفى، على أن تمتدّ الرّعاية الصحيّة إلى المرضى الفقراء في بيوتهم! ويُصرف لهم ما يحتاجون إليه من الدّواء، بشرط عدم التضييق على المرضى الذين في البيمارستان، فبلغ عدد الذين يُعالَجون في بيوتهم، حتى رصَدَ ناظرُ البيمارستان في سجلّاته في فترة من الفترات أكثر من مائتي مريض يُعالَجون في بيوتهم.


اعداد: عيسى القدومي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]