تجويع غزة: سلاحٌ فتاك في صمت مطبق

[ابوالوليد المسلم]

تجويع غزة: سلاحٌ فتاك في صمت مطبق



تُعاني غزة اليوم من أزمة إنسانية كارثية تتجاوز القصف والتدمير المادي، لتصل إلى حد استخدام التجويع كسلاح حرب ضد شعب بأكمله.
فبينما تتجه الأنظار إلى صور الدمار والموت، تتفاقم الأزمة الصامتة المتمثلة في نقص الغذاء والمياه والدواء، مهددة حياة مئات الآلاف من المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن.
لقد تحولت غزة، المحاصرة منذ سنوات طويلة، إلى سجن كبير يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
ومع التصعيد الأخير، تزايدت القيود على دخول المساعدات الإنسانية بشكل كبير، مما أدى إلى نضوب المخزونات وتدهور الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق.
المستشفيات باتت عاجزة عن تقديم الرعاية اللازمة بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية، وها هي الآن تواجه تحديًا إضافيًا يتمثل في سوء التغذية الشديد الذي يطال المرضى والمصابين.
إن سياسة التجويع هذه ليست مجرد نتيجة جانبية للنزاع، بل هي استراتيجية متعمدة تُستخدم لفرض الضغط على السكان المدنيين. فمن خلال قطع الإمدادات الأساسية ومنع وصول المساعدات، يتم دفع القطاع نحو مجاعة حقيقية، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استخدام التجويع كوسيلة للحرب ويعتبره جريمة حرب.
الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر في هذه الأزمة. فمع نقص الحليب المخصص للرضع، وتلوث المياه، وشح الغذاء، تتزايد حالات سوء التغذية الحاد، مما يهدد بتوقف النمو الجسدي والعقلي، ويزيد من خطر الوفاة.
التقارير الصادرة عن المنظمات الإنسانية الدولية ترسم صورة قاتمة لمستقبل جيل كامل يواجه خطر الموت البطيء بسبب نقص الغذاء.
المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بـالتدخل الفوري والضغط لوقف هذه الكارثة الإنسانية. يجب فتح جميع المعابر بشكل دائم وآمن لإيصال المساعدات دون قيود، وتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني. إن السماح باستمرار هذه السياسة يعني التواطؤ في جريمة ضد الإنسانية، وسيكون وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء.
إن غزة تستغيث. وصوت التجويع الصامت يجب أن يكسر حاجز الصمت الدولي ويجبر العالم على التحرك لوقف هذه المأساة قبل فوات الأوان.
_____________________________________
المصدر: فريق عمل طريق الإسلام