|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وإن عدتم عدنا إيمان الخولي تحدث القرآن كثيراً عن بنى إسرائيل من خلال عرض البدايات الأولى لهم فى زمن يعقوب عليه السلام وابنه يوسف عليه السلام ثم تعرض لأحوالهم فى زمان موسى عليه السلام وكيف أرسل الله عزوجل موسى وهارون عليها السلام لإنقاذ بنى إسرائيل من بطش فرعو والخروج بهم إلى الأرض المقدسة وكذلك موقفهم من الأنبياء الذين أرسلوا إليهم وموقفهم من الرسالة الخاتمة وعداوتهم للإسلام والمسلمين منذ بزوغ فجر النبوة وتدبيرهم المكائد فهم أول من احتضن النفاق والمنافقين وأمدوهم بوسائل الكيد للإسلام وهم الذين حرضوا المشركين وتآمروا معهم على الرسول والفئة المؤمنة معه فقد كانوا حريصين على إضعاف القبائل العربية ونشر الحروب بينهم مثل النزاعات التى كانت بين الأوس والخزرج فى المدينة كلما أوشكت الحرب أن تهدأ بينهم أشعلوها إلى أن جاء النبى وآخى بينهم فكل ذلك من تخطيط اليهود وقد كانوا يتحكمون فى اقتصاد المنطقة والأسواق والبضائع وحركة البيع والشراء فكانت كلها بيد بنى قينقاع وبنى النضير وقريظة وكانت أسواق الذهب والفضة فى أيدهم وكان العرب مجرد مستهليكن لبضائعهم وكانوا يتهمون العرب بأنهم أهل جاهلية وأما هم ف أهل كتاب وعلم فنشروا أفكارهم وأساطيرهم عن الأمم السابقة وخرافتهم بين العرب وصدقهم العرب و كان المشركين يستعينون باليهود فى تعجيز النبى بالأسئلة إذ يقولون له أسئله عن الروح أسأله عن فتيه فى أول الزمان أووا إلى الكهف وهكذا من محاولات تعجيز النبى صلى الله عليه وسلم والتشكيك فى هذا الدين الجديد فكشف القرآن خبايا نفوسهم وأمراض قلوبهم وحذر المسلمين منهم وبين للنبى كيف يتعامل معهم عمل النبى صلى الله عليه وسلم على إجلاءهم من المدينة أكثر من مرة وهذا ما نراه من خلال غزوة بنو قينقاع بنو النضيرو خيبر وفى أثناء هذا العرض القرآنى بين لنا صفاتهم وسماتهم الشخصية وسر التشوه فى شخصيتهم وما أحوجنا فى كل زمان ومكان نحن المسلمين أن نعرف خطر اليهود ونحذر منه ومن دسائسهم ومؤامراتهم من السور المكية التى تحدثت عن بنى اسرائيل الأعراف ويونس والإسراء والشعراء والقصص وغافر والدخان ومن السور المدنية التى تحدثت عنهم البقرة وآل عمران والمائدة والمجادلة والصف والجمعة فقصة بنى اسرائيل كانت من أكثر القصص التى وردت فى القرآن بالتفصيل فما الحكمة إذن ؟وما الرسالة التى يريد الله عزوجل أن تصل إلينا ؟ أن الله عزوجل قد علم أنهم سيكونوا أعداء هذه الأمة على طول تاريخها كما كانوا أعداء للأنبياء من قبل على مر العصور فلابد أن نعرف عنهم أكثر من خلال القرآن فى البداية أطلق عليهم بنو إسرائيل نسبة إلى نبى الله يعقوب فهم ذريته التى جعل الله فيهم النبوة فترة من الزمن ثم انتزعها منهم وأحل عليهم غضبه جزاء محاربتهم لدين الله ورسوله والاسم الثانى لهم يهود وهى كلمة مشتقة من الهود وهو التوبة والرجوع الى الله قال ابن منظور : الهَوْدُ: التَّوْبَةُ، هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد: تابَ ورجع إِلى الحق، فهو هائدٌ. وفي التنزيل العزيز: إِنَّا هُدْنا إِليك؛ أَي تُبْنا إِليك، اليهود حريصون أن يبدوا أمام الناس أنهم متمسكون بدينهم وبعقيدتهم وانهم مرتبطون بأنبيائهم فسموا أنفسهم بنو اسرائيل نسبة إلى نبى الله يعقوب عليه السلام وأنهم شعب الله المختار و شعارهم نجمة داود وأنهم يبحثون عن الهيكل المزعوم لسليمان وهكذا من المزاعم التى لا أصل لها والحق أننا أولى بأنبياء الله منهم إذ يقول تعالى: {"إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ " } 68 نحن أولى بإبراهيم منهم فقد دعا لامتنا ان يبعث فيا رسول ينشر الخير ويقودها إلى الجنة وقد نفى القرآن ان يكون إبراهيم عليه السلام منهم بشهادة القرآن إذ يقول تعالى : {" مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67} وتشهد اللحظات الأخيرة من حياة يعقوب عليه السلام انه كان يوصى أبناءه على أن يحرصوا على أن يموتوا على الإسلام والإخلاص لله فى العبادة ويأخذ عليهم العهد ألا يخالفوا فمن أولى بأنبياء الله إذن إنها شهادة القرآن على أننا نحن المسلمون أكثر ارتباطاً بالأنبياء كلهم لا نفرق بين أحدهم منهم حين امر الله المسلمين بذلك {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾} [ البقرة: 136 وان الشريعة خرجت من معين واحد وكلهم يدعون إلى الاسلام والاستسلام لله وحده اما عن علاقتهم بموسى نبى الله فقد عانى معهم الكثير بشهادة رسولنا الكريم فقد روى البخاري عن ابن عباس أنه قال «"قدم النبي المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه» ". وفى رواية مسلم عن ابى هريرة قال «بيْنَما يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَةً له أُعْطِيَ بهَا شيئًا، كَرِهَهُ -أَوْ لَمْ يَرْضَهُ، شَكَّ عبدُ العَزِيزِ- قالَ: لَا، وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عليه السَّلَامُ علَى البَشَرِ، قالَ: فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ فَلَطَمَ وَجْهَهُ، قالَ: تَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عليه السَّلَامُ علَى البَشَرِ وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بيْنَ أَظْهُرِنَا؟! قالَ: فَذَهَبَ اليَهُودِيُّ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا أَبَا القَاسِمِ، إنَّ لي ذِمَّةً وَعَهْدًا، وَقالَ: فُلَانٌ لَطَمَ وَجْهِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟ قالَ: قالَ يا رَسولَ اللهِ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عليه السَّلَامُ علَى البَشَرِ، وَأَنْتَ بيْنَ أَظْهُرِنَا! قالَ: فَغَضِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى عُرِفَ الغَضَبُ في وَجْهِهِ، ثُمَّ قالَ: لا تُفَضِّلُوا بيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ؛ فإنَّه يُنْفَخُ في الصُّورِ، فَيَصْعَقُ مَن في السَّمَوَاتِ وَمَن في الأرْضِ إلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ، قالَ: ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فأكُونُ أَوَّلَ مَن بُعِثَ -أَوْ في أَوَّلِ مَن بُعِثَ- فَإِذَا مُوسَى عليه السَّلَامُ آخِذٌ بالعَرْشِ، فلا أَدْرِي أَحُوسِبَ بصَعْقَتِهِ يَومَ الطُّورِ، أَوْ بُعِثَ قَبْلِي، وَلَا أَقُولُ: إنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِن يُونُسَ بنِ مَتَّى عليه السَّلَامُ.» تخيل قوماً قد من الله عليهم وأنجاهم من فرعون ورأوا بأعينهم مظاهر قدرة الله وعزته وما إن جاوزوا البحر حتى رأوا قوماً يعبدون العجل فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلها يعبدوه مثلهم فبعد كل ذلك يشركوا بالله يريدون صنما يعبدوه من دون الله فقد طغت المادية عليهم فى كل شىء وماذا عن الإيمان بالغيب ؟ وماذا عن المعجزات التى تحققت على يد موسى عليه السلام ؟فما أن غاب عنهم موسى قليلا وذهب إلى لقاء ربه وتلقى الألواح التى تحوى شرع الله حتى جمع رجل منهم حليهم وأخرج منها عجلا وجعله يصدر صوتا فعبدوه فى غياب نبيهم والحقيقة أنهم وان تحرروا من أسر فرعون لهم إلا إنهم لم يتحرروا من الذل والقهر النفسى الذى عاشوا فيه وفى أثناء رحلتهم للخروج من مصر طلبوا من موسى الطعام فجعل لهم المن وهو صمغ نباتى حلو الطعم والسلوى وهو السمان طعام يجدونه أينما حلوا بدون جهد وتظللهم الغمام لتقيهم من شمس الصحراء ولكن اليهود لم يتخلصوا من فكرة زراعة الأرض والقيام عليها وبذل المجهود فطلبوا من موسى البقل والقثاء والعدس والبصل وكأنهم اعتادوا حياة الاستعباد وقد انتهت فصول قصة موسى مع بنى إسرائيل حين طلب منهم أن يدخلوا الأرض المقدسة بعد إذ نجاهم الله من فرعون فإذا بهم يأبوا الدخول إذ يقول تعالى :" { قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25)} تخلوا عنه وتركوه وحده هو وأخوه بعد كل هذه المعاناة من أجل إخراجهم من ظلم فرعون وإذلاله لهم وإننا لنجد أن آيات القرآن تحدثت عن قسوة قلوبهم وأن الحجر ألين منها ذلك أن الحجر قد تتفجر منه الأنهار والعيون ولكن القلوب حين تقسو لا ينفع فيها هدى ولا تتأثر بالآيات والمعجزات وأن من القلوب لهى أقسى من الحجر عندما يصر صاحبه على ان يضع الأقفال على قلبه فلا نور الإيمان يدخل ولا الكفر يخرج منها ولهذه الاسباب كتب الله عليهم التية فى الصحراء أربعين سنة لا يهتدون إلى طريق لعل يخرج من أصلابهم من يتربى على الشجاعة والإقدام فى الصحراء فيقدم على فتح بيت المقدس وتنفيذ الأمر الإلهى بدخول هذه الأرض وتمر السنون ثم يدخلوا خاضعين مع قائدهم يوشع بن نون ويعيشوا بعد ذلك فترات من حكم الأنبياء والقادة الصالحين من أمثال طالوت وداود الذى كان قائدا فى جيش طالوت ثم تولى الحكم وحكم بشرع الله ومن بعد سليمان الذى أنعم الله عليه بملك لا ينبغى لأحد من بعد ه ثم يموت سليمان ومن بعدها لم تقم قائمة لليهود بعد ذلك فقضى الله أن يكتب عليه م الذل والتشريد فى البلاد وسبب ذلك تخليهم عن شريعتهم وترك العمل بها فقد أضاعوا الألواح والنسخة الأصلية من كتابهم المقدس فى أحد الحروب ولم يبق منها شيئا وكتبوا الشرع بأيديهم بعد ذلك وهذه الذلة التى ضربت عليهم والتشريد بسبب حقدهم وكراهيتهم لمن حولهم فلا يكلوا ولا يملون عن تدبير المكائد والمؤامرات فى كل مجتمع يقيمون فيه جبنوا قديما عن دخولها وها هم الآن يحتلون الأرض رغما عن أهلها بالقتل والتدمير وهم الذين آذوا نبيهم فأنكر عليهم موسى ذلك وبين أنه لا يجتمع إيمان بالله وبالرسول وإيذاء له إذ يقول تعالى :" {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} فقد روى عن سبب نزول هذه الاية " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «"إنَّ موسى كان رجُلا حَيِيًّا سَتِيرًا، لا يُرى من جِلْده شيء استحياء منه، فآذاه مَن آذاه مِن بني إسرائيل فقالوا: ما يَسْتَتِر هذا التَّستُّر، إلا من عيْب بجلده: إما بَرَص وإما أُدْرة، وإما آفة، وإنَّ الله أراد أن يُبرِّئه مما قالوا لموسى، فَخَلا يوما وَحْده، فَوَضَع ثيابه على الحَجَر، ثم اغتسل، فلما فَرَغ أقْبَل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحَجَر عدا بثوبِهِ، فأخَذَ موسى عصاه وطَلَب الحَجَر، فجعل يقول: ثوبي حَجَر، ثوبي حَجَر، حتى انتهى إلى مَلَإ من بني إسرائيل، فرأوه عُرْيانا أحسن ما خلق الله، وأَبْرَأه مما يقولون، وقام الحَجَر، فأخَذ ثوبه فلَبِسه، وطَفِق بالحجر ضربا بعصاه، فوالله إن بالحجر لنُدْبا مِنْ أَثَر ضَرْبِه، ثلاثا أو أربعا أو خمسا، فذلك قوله» : {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}} " [الأحزاب: 69] إنه طبع اليهود فى كل زمان ومكان يعتبرون الحياء والفضيلة والستر تأخر ورجعية وعقدا نفسية وقد حذر القرآن المسلمين أن يكونوا كاليهود فى غيذائهم لنبيهم وهو المبرأ من كل ذلل وخطيئة وقد بلغوا من سوء أدبهم أنهم طلبوا من موسى أن يروا الله عيانا وأن يكونوا فى مواجهه معه وهذا ما بينه القرآن حين قال : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} فماذا كان الرد صاعقة نزلت عليهم بامر الله عقابا لهم على سوء ادبهم مع خالقهم (55)...." إنهم حقا قوما ماديون لا يؤمنون بالشىء إلا إذا رأوه أمام أعينهم لا يؤمنون بغيبيات وهذا قد يكون بحكم حياتهم فى مصر فى عصر الفراعنة حيث أن السائد عندهم تجسيد الاله فى صورة مادية إله للجمال وإله للخير وإله للشر يمثلون لهم فى صورة أشخاص أو طيور أو حيوانات وهذا إن دل فإنما يدل على طبيعتهم الجاحدة المتكبرة ومدى سخريتهم من فكرة الإله واستهزائهم بنبيهم وقد حذر الله عزوجل المسلمين أن يكونوا مثلهم وأن يسألوا نبيهم مثلما كان يفعل اليهود إذ يقول تعالى :" {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ } فقد حكم على من يفعل ذلك بالكفر والضلال فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه".. والحكمة من كثرة الأنبياء التى تواردت عليهم منذ يوسف عليه السلام ويعقوب إلى عيسى عليه السلام مرورا بموسى وداود وسليمان وزكريا ويحيى كل ذلك ليس تفضيلا لهم ومحبة من الله لهم ولكنه إن دل فإنما يدل على كثر انحرافاتهم وسوء أخلاقهم وتمكن الشر منهم فلا يكاد يبرح نبى إلا ويأتى نبى بعد يتقارب الزمان بينهم لعل نفوسهم تهذب وأخلاقهم تتبدل ولكن هيهات هيهات فقد كانوا أكثر الأمم التى نزلت فيهم آيات ومعجزات فهل صدقوا وآمنوا أم قتلوا رسلهم وانبياءهم وهل هناك خير فى أمة قتلت نبيها أما نظرتهم إلى كتبهم وعلاقتهم بشريعتهم فما وافق هواهم أخذوا به وما خالفه رفضوه والدليل على ذلك من القرآن إذ يقول تعالى :" ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا بعده بالرسل ....... {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتهم وفريقا تقتلون } " {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.} ..." فقد دابوا على المكر والخديعة والغدر والكذب والحسد ولصق التهم والافتراء على أنبيائهم وتمثيلهم كانهم بشر عاديون وليسوا معصومين من الخطأ وقد ظهر ذلك منذ بداية بنى إسرائيل وهم أولاد يعقوب حين حقدوا على أخيهم وقرروا أن يتخلصوا منه حسدا من عند أنفسهم لأنه الأقرب إلى أبيهم وقد تكون محبة يعقوب عليه السلام لابنه يوسف لأسباب لربما وجد فيه من صفات الصلاح والاستقامة والتقوى أكثر من بقية إخوانه ثم إذا هم يمكرون به حتى إنهم فكروا فى قتله لولا رعاية الله له وحفظه لنبيه فإذا كانت هذه بدايتهم وأبوهم نبى فما بالك بالأجيال المتعاقبه بعدهم وقد بعدوا عن زمان النبوة وقد استوقفنى قول الله تعالى بعد أن أحكموا الخطة إذ بهم يقولوا " وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ " أى صلاح يتحدثون عنه وهم يدبرون لقتل أخيهم الصغير وكأنهم يستهينون بالمعصية ويستخفوا بالجريمة إنما هى الأنانية التى تعمى عن الحق والتى تُرى الإنسان الإفساد فى الأرض صلاح وإصلاح واذا تأملنا فى علاقتهم بأبيهم النبى يعقوب كيف تجرءوا ووصفوه بالضلال هذا بالنسبة للأب العادى فما بالك بنبى من أنبياء الله إذ يقول تعالى :" { إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} " كما استخدموا أسلوب المخادعة حين جاءوا أباهم عشاء باكين وجاءوا بالدليل على القميص ليحبكوا التمثيلية لعله يصدقهم فهل انطلى عليه خداعهم ومكرهم ؟! ماذا عن ردة فعل أبيهم إذ يقول تعالى :" قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (18 يزعمون انهم ابناء الله وأحباؤه والاله خاص بهم وحدهم فقد ورد عنهم أنهم يرددون أنهم شعب الله المختار وأن الجنة لهم وحدهم إذ قالوا :" { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} المائدة (18) فترد عليهم الآيات هذا الزعم إذا كنتم شعب الله فلما يعذبكم بذنوبكم فقد لعنهم الله وكتب عليهم التيه فى الأرض ومسخ منهم طائفة قردة وخنازير وكانت فى شريعتهم أنه من عمل سوءاً أصبح وقد كتب على باب بيته أنه فعل البارحة كذا وكذا وعندما عبدوا العجل كانت التوبة أن يقتل بعضهم بعضا فلما كل ذلك إذا كانوا احباء لله فعلا؟ إن الله لا يحابى أحدا وإنما يجازى البشر بأعمالهم من أحسن فله الحسنى ومن أساء فعليها فهم تنطبق عليهم الأحكام والشرع كباقى البشر والأمم الآخرى يعذبهم اذا عصوا الله ويرحمهم أذا امنوا واطاعوا ويبين أنها مجرد أمانى فى خيالهم المريض إذ يقول تعالى عنهم :" {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا" حتى الجنة قصروها عليهم إذ يقول تعالى :" وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (112) فرد الله زعمهم هذا وبين أن الجنة لمن أسلم الوجه والقصد لله بدون تحيز لفئة بعينها فمن أطاع الله وأحسن فى علاقته بالناس هذا ما يؤهله لدخول الجنة وزعمهم قصر الهداية عليهم أيضا وأنهم على حق وأن غيرهم على باطل إذ يقول تعالى :" {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ} يرد القرآن زعمهم أن الهدى فى اتباع الحنيفية السمحة ملة أبيهم إبراهيم الذين يزعمون أنه منهم وهم أولى به من المسلمين وأن المهتدى حقا عليه أن يؤمن بكل الأنبياء ولا يفرق بينهم فكان عليهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كما آمنوا بمن قبله إذا أرادوا طريق الهداية حقا ليكون إسلاما شاملا لا يهوديا ولا نصرانيا فهل اليهود مستسلمون لأمر الله فعلا ؟ هذا كله يبين الخلل النفسى فى شخصية اليهود إنهم ينظرون إلى الناس نظرة عنصرية وأنهم خلق ليسوا كباقى البشرومن الممكن إرجاع ذلك إلى ما ل قوه من ذلة ومهانة على يد كل من عاشروهم من البشر وكم من حروب دخلوها وفروا يجرون أذيال الخيبة والعار وما كان هذا إلا لخبث نفوسهم وسعيهم فى الأرض بالإفساد وقد اعتبرهم القرآن كفارا أيضا ولعنهم لتجرأهم على الله عزوجل وادعاءهم أنه بخيل لا ينفق إذ يقول تعالى : {" وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ "} ونتيجة لقولهم هذا حكم عليهم بالبخل إنها صفة متأصلة فيهم حتى إننا إذا أردنا أن نصف بخيل من المسلمين شبهناه باليهود فى بخله فاصبحوا مضرب المثل فى البخل وقد وصفهم الآيات بهذا فى أكثر من موضع { (أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يأتون الناس نقيرا)} النساء-53 أى لو كان لهم من الملك شئ لبخلوا به وهذا يدل على أن الغنى منهم بخيل فهم عبدة المال حريصون على جمعه وكنزه وجعله وسيلة لاستعباد الناس وإذلالهم ونشر القبائح ومحاربة الأخلاق والفضيلة فإن المتأمل فى الاقتصاد العالمى الآن يجد أنه تحت سيطرة اليهود فهم أول من أنشأ فكرة البنوك الربوية تحت مسمى الفوائد وقد بعث الله عيسى بن مريم رسولا إلى بنى إسرائيل وبين رسالته إليهم وأيده بالمعجزات فماذا كان رد فعلهم تجاهه كفروا به وادعوا على مريم الإفك والبهتان واتهموها فى عفتها وهذه خطة اليهود فى كل زمان ومكان فى حربهم ضد من يخالفوهم طعنهم فى العرض والشرف وقد تآمروا على قتل المسيح وأوشكوا أن يلقوا القبض عليه ليصلبوه أو يقتلوه ولكن الله نجاه قبل أن يصلوا إليه وألقى الشبه على يهودى منهم يهوذا الاسخريوطى فأخذوه بدلا منه وهكذا نجاه الله وبرأه فى قرآن يتلى الى يوم القيامةإذ يقول تعالى :" {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} " أما عن موقفهم من خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم فلم يختلف كثيرا عن موقفهم من باقى الأنبياء فقد كانوا يعرفون بقدومه ويستفتحون به على العرب فلما بعث كانوا أول كافرا به إذ يقول تعالى :" { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (89 وأخفوا البشارة بالنبى من كتبهم إذ يقول تعالى :" {﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾} البقرة: 101] [كانوا يعرفون النبى كما يعرفون أبناءهم أشد المعرفة وقد اعترف أحبارهم ورهبانهم بهذا كما فى قصة السيدة صفية رضى الله عنها هذه القصَّة تحكيها لنا السيدة صفيَّة بنت حيي -رضي الله عنها- قائلة: لم يكن أحد من ولد أبي وعمِّي أحبَّ إليهما منِّي، لم ألقهما في ولد لهما قطُّ أهشّ إليهما إلاَّ أخذاني دونه، فلمَّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قُباء -قرية بني عمرو بن عوف- غدا إليه أبي وعمِّي أبو ياسر بن أخطب مغلِّسين، فوالله ما جاءانا إلاَّ مع مغيب الشمس، فجاءانا فاترين، كسلانين، ساقطين، يمشيان الهوينى، فهششتُ إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما نظر إليَّ واحدٌ منهما، فسمعت عمِّي أبا ياسر يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم، والله! قال: تعرفه بنَعْتِهِ وَصِفَتِهِ؟ قال: نعم والله. قال: فماذا في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بَقِيتُ وذكر موسى بن عقبة عن الزهري أن أبا ياسر بن أخطب حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ذهب إليه وسمع منه وحادَثه، ثم رجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أطيعوني؛ فإن الله قد جاءكم بالذي كنتم تنتظرون، فاتبعوه ولا تخالفوه. فانطلق أخوه حيي بن أخطب -وهو يومئذٍ سيِّد اليهود، وهما من بني النضير- فجلس إلى رسول الله وسمع منه، ثم رجع إلى قومه، وكان فيهم مطاعًا، فقال: أتيتُ من عند رجلٍ والله لا أزال له عدوًّا أبدًا. فقال له أخوه أبو ياسر: يابن أمِّ، أطعني في هذا الأمر واعصني فيما شئتَ بعده، لا تهلك. قال: لا والله لا أطيعك أبدًا. واستحوذ عليه الشيطان، واتبعه قومه على رأيه منذ البداية والعزم على معاداه النبى والمسلمين إلى يوم القيامة وهكذا موقفهم من الحق فى كل وقت وقد بينت الآيات ذلك من خلال دعوة النبى لهم للإيمان فأنكروا عليهم ورفضوا الإذعان له فواجههم بأفعالهم فإذا كانوا يؤمنوا بمن سبقه من الرسل والرسالات فلم قتلوهم إذن " { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ ۗ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } وقد حاولوا أكثر من مرة قتل النبى محمد صلى الله عليه وسلم تارة بهم يهود بنى النضير بإلقاء حجر عليه فأمره الله بإجلاءهم من ديارهم وفى مرة أخرى دست له اليهودية السم فى الكتف المشوية فأخبره الله به وما معادتهم للإسلام وللمسلمين منذ البداية إلا حسدا من عند أنفسهم فقد تحالفوا مع أعداء الإسلام منذ بداية ظهور الدعوة فقد تحالفوا مع المشركين فى العديد من الغزوات منها الأحزاب وبنى النضير وغيرها وهم الآن يتحالفون مع النصارى والملحدين وكل الطوائف ضد المسلمين وكل ذلك حسدا لهم على ما تفضل الله به على المسلمين وجعل الرسالة الخاتمة فى العرب وقد كشفت لنا الآيات عن ذلك إذ يقول تعالى :" {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} " ويقول سبحانه وتعالى :" ( {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [سورة البقرة: 105] وهذا الحسد ما ظهر إلا بعد أن تبين لليهود واستيقنوا أن المسلمين على حق فسلكوا كل الطرق ليردوهم عن دينهم بنشر الفتن والأفكار الإلحادية والشذوذ الأخلاقى ما تركوا وسيلة قذرة إلا وفعلوها ليصرفوا المسلمين عن دينهم فقد حاربوا المسلمين على كافة المستويات حاربوهم فى فهم القرآن فدسوا الإسرائليات والأساطير فى تفسير القرآن وحاربوا فى الأحايث فوضعوا الكثير من الأحاديث عن النبى صلى الله عليه وسلم والمكذوبة وكان أول من أشعل الفتن والحروب بين المسلمين هو عبد الله بن سبأ وكان أصله يهودى وليس فى عصر النبوة الأولى ولكن يهود يوقدون الحروب على مدى العصور ويسعون فى الأرض فسادا فما من حرب على مدى التاريخ إلا وكان لليهود يدا فيها وتعلموا على مدى السنين أن يخوضوا الحروب بدون خسارة موارد بشرية أو مالية إنما الخسارة تتكبدها الشعوب الساذجة ولا يخفى على أحد افسادهم فى الأرض المقدسة يعملون فيها بين قتل أبنائها وتشريدهم فى الأرض كل ذلك لتحقيق أهدافهم على حطام البشرية وهم فى ذلك معتقدون أن ليس عليهم اثم فى أكل أموال غيرهم بالباطل وخداعهم والتدليس عليهم بل وقتلهم أيضا استباحوا قتلهم إذ يقول تعالى :" { ذلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ سَبِيلٞ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} وصدق فيهم قول المولى عزوجل " { كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} " و"كلما "هنا يدل على الاستمرارية فى إشعال الحروب وتكرار المحاولة وبالرغم من المحاولات العديدة للتخريب إلا أن الآيات تبين أن الله يبطل هذه المحاولات ويرد كيدهم ويجعل تدبيرهم فى تدميرهم فهم أساس نشر العرى بين النساء والشذود الجنسى وبيع الخمور وأصحاب فكرة صالات القمار والبنوك الربوية فهل اعتبر المسلمون وعقلوا هذه التحذيرات القرآنية وفهموا أصل العداوة فكان أدعى أن يتمسكوا بدينهم أكثر ويثقوا فى موعود الله لهم بالنصر والتمكين إذا عرفوا قيمة هذا الدين وعملوا له يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |