::..برزخ التمحيص..بين جهاد الدنيا..و دنيا الجهاد..::0 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024214 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301474 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 119097 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40243 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367089 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-07-2007, 02:53 PM
خادمة الجهاد خادمة الجهاد غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: دولة العراق الاسلامية
الجنس :
المشاركات: 130
افتراضي ::..برزخ التمحيص..بين جهاد الدنيا..و دنيا الجهاد..::0

بسم الله الرحمن الرحيم


أخي الفاضل..
أختي الفاضلة..

الموضوع واضح كما هو جلي في عنوانه..

برزخ التمحيص..
بين جهاد الدنيا و دنيا الجهاد..

فالمرء يعيش أحلك الأيام في هذا البرزخ..
فتارة تشده الدنيا و زينتها..
و تارة تصفعه حقيقة الأيام بصعوبة الإلتحاق بركب الجهاد و قوافل الشهداء..
فلا دنيا يعمرها فيتنعم في طيب عيشها..
و لا آخرة ينالها بمرتبة المجاهدين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه..
صحيح أنه مأجور على نيته و إخلاصه..
و لكنه يتجرع مرارة البرزخ و قسوة الحالة التي يعيشها..
في الأسطر التالية..
ستعلم أخي الحبيب..
كم أنت قريب لقصة هذا الشاب..
كم أنت قريب جدا لمعاني الحياة التي يخوضها..
و بعيدا جدا في أغلب الأحوال عن التفاصيل الدقيقة لحياته..
و لكنكم بالتأكيد تعيشون الوضع نفسه..
لا تعدون بين الأحياء المجاهدين في سبيل الدنيا الزائلة..
و لا قيدت أسمائكم في سجلات الأموات في دنيا الجهاد الباقية..
و إن كنت أرى بأن العبارتين الأخيرتين قد ألبس علي فيهما..

فالأحياء أموات بحق..
و الأموات هم الأحياء بحق..

أترككم قليلا مع حالة بسيطة و متكررة لمن يعيش و يعاني من..

برزخ التمحيص


....
لا زال مواظبا على صلواته الخمسة..
يصوم الإثنين و الخميس..
له ورد يومي..يغفل عنه أحيانا لظروف شتى..
منذ أن اهتدى إلى حقيقة الدنيا و ما فيها..

في ريعان شبابه..
حاصل على بكالريوس الهندسة..
طار من الفرح و أهله عند حصوله على وظيفة محترمة في إحدى كبريات شركات المقاولات..
يصبح كل يوم إلى عمله..
يوجه هذا..
يوبخ ذاك..
يصطنع ابتسامة في وجه عامل قد أخطأ لأول مرة..
و في خضم المعمعة اليومية للعمل..
و في أقسى ظروف الجو الحار..
ينظر إلى نفسه..
من غير أن يكف عن التحديق إلى ذراع مركبة صب الخرسانة..
يحدث نفسه..
و ماذا بعد هذا..!!

يا الله..
دوي رشاش أبي مصعب رحمه الله، له طنين في رأسه..
كلمات الإمام الشهيد عبدالله عزام تمزق خلايا عقله..
قلبه يخفق كلما تذكر مشاهد غزوات أسود التوحيد و هم يدكون معاقل الكفر و بني الصلبان..
حائر..
ذاهل..
مشدوه..
أيترك عمله و مكانته الراقية في مجتمع الألقاب و المناصب، أم يلتحق بركب المجاهدين..
أم يركن إلى زينة الدنيا فلا نصب و لا وصب دنيوي في جبال الهندكوش..!!


سحقا..
رفض الترقية الجديدة في العمل..
لماذا..؟
كي لا تزداد ساعات عمله لتقطع نفسه عندما يتغيب ليوم واحد عن أحداث الجهاد و هو يبحر في عباب الشبكة العنكبوتية..
ملاذه الوحيد..
كي لا تسرقه الدنيا و تلهيه تماما عن نقر أزرار لوحة المفاتيح لاهجا بالثناء على إصدار مميز للسحاب، نقلت فيه وقائع دك موقع عسكري للمرتدين الأفغان و هم ينعمون بساعة القيلولة، و التي تحولت إلى دهر من الدماء الجارية..!!
يحاول أن يراوغ مديره المباشر كي لا يعمل يوم الجمعة، بالرغم من البدلات المرتفعة لعمل ذاك اليوم، و كل ذلك، ليشارك و لو برفع إصدار واحد لمؤسسة الفرقان على موقع اليوتيوب..


الله أكبر..
قطع صحبه أجمعين..
حتى أمه لا تدري إذا كان في المنزل أم خارجه و هي تنادي عليه ليحضر اجتماع العائلة على وجبة العشاء..
غريب عن أهله في بيته..!!
فلا يحضر جلساتهم..
و يترفع عن أحاديث اللهو و اللغو..
كلما يسمع منادي الصلاة يصدح بالأذان..
يحترق ألما لإختلاف المكان و الزمان عما يراه على شاشة الكمبيوتر..
فذاك الأسد يكبر فوق أطلال مركز للحرس الوثني في بلاد الرافدين..
و ذاك البطل يردد شعارات الدولة الإسلامية في شوارع ولاية ديالى بعد تمكين الله لهم في دحر القوات الغازية و التي حاولت مرارا و تكرارا بأن تبسط نفوذها الضائع هناك، و أنى لهم ذلك..


نعم..
لقد عزم على نبذ الدنيا و ما فيها..
و أعد لأن يلحق بأول ركب يحيط به علما، إلى ساحات الوغى..
التحق منذ أشهر بصالات التدريب البدنية و فنون القتال المختلفة..
أتم دورات الإيمان و العقيدة و الفقه الشرعي على يد من يحسبهم من أهل السنة و الجماعة..
بالرغم من الفتاوى الخبيثة التي روجها بعضهم بقصد إحياء عقيدة المرجئة..
و لكن أنى لهم بإغوائه و تضليله و هو الذي تابع دورة الإيمان لأبي قتادة الفلسطيني فك الله أسره..!!
و مع كل هذا الإعداد..
فقد طال الأمد بالإنتظار..
و لا أمل يلوح بالأفق..
كل من أردا السفر إلى باكستان أو العراق أو الصومال..
و لا ينتمي إلى تلك البلاد أصلا..
يلاقي صنوف التحقيق و المتابعة الأمنية الشديدة لتكتشف السبب الحقيقي الذي حدا بهذا "المأفون" الذي تجرأ و طلب تأشيرة السفر إلى هناك بدون سبب مقنع..
أما فلسطين..
فحدث و لا حرج..!!


و كالعادة..
يستيقظ كل صباح على حسرات أمه على حاله..
فأخوه قد ثابر حتى انفرد بنفسه لإنشاء شركته الخاصة..
و أخته على وشك أن تفتتح عيادتها النسائية الخاصة..
و هو كما هو..
لا يريد أن يتقدم بأي خطوة إلى الأمام..
يخاف من اشتداد قبضة الدنيا عليه..
فإذا ما واتته ساعة الفرحة الكبرى..
و انفتح باب من أبواب السعادة الدنيوية و الأخروية..
انصدم بحالته المعقدة..
و اندهش لما عليه من ارتباطات أخلاقية في المقام الأول..
فالزوجة قد حملت بالمولود الرابع..
و الأخ قد خسر تجارته و احتاج له بأن يعينه بالمال فلا مناص من متابعة مشوار العمل لسد حاجة أخيه وأهله هو من قبله الذين تقاعد أباهم رب البيت عن العمل..
فأصبح المسؤول الأول و الأخير عن تلك العائلة..


"الحمدلله.. الحمدلله.."
كل هذه الأفكار إن هي إلا تخرصات..
و وسوسة شيطان رجيم قد ألقاها في روعه..
ما العمل و كيف السبيل..
كلما سأل عن باب من أبواب الجهاد..
أجيب بكل بساطة..
صفي النية..!!
وااه على حال لا يتحسن إلا بتصفية النية..!!
و نعم بالله..


يذهب كل يوم إلى شاطئ البحر..
لعله يجد هنالك جوابا لحالته المستعصية..
ينظر في أمواج البحر التي ترتطم في صخور قد تبعثرت على الشاطئ ..
و تتناثر قطرات الأمواج في الجو في منظر متكرر رتيب..
سبحان الله..
"أنتي أسوأ حالا مني..!!؟"


لا يريد أن "يتورط" في مسألة الزواج..
كي لا يخاف على ذرية من بعده..
و هو الذي يعلم مآل خط سيره الذي اختاره..
فآثر العزوبية..
"كلً له رأيه.."
يحدق في صفحات الوجوه من حوله..
يا ترى من منهم كمثل حالي..
و من منهم يعاني ما أعانيه..
هل من مفر من هذا البرزخ المقيت..
يواسيه صاحبه الذي يعلم بحاله، و إن لم يشابهه في العزيمة..!!
"اصبر..اصبر كما صبر أولوا العزم من قبل.."
"اصبر و ما صبرك إلا بالله.."
"هذا هو الإبتلاء بعينه.."
"لينظر الله في حالك فيمحصك أم يغضب عليك فيمحقك..!!"
"نحن الخاسرون و أنت و أمثالك الناجون.."
"و ما يلقاها إلا الذين صبروا و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم.."
يبتهج في قرارة نفسه لتصنيف صاحبه..
و يصيبه الغم و الهم مرة أخرى عندما تنقض خمسة ثواني فقط..!!

اتفقا على أن يجوبا المدينة..
بحثا عن من هم على شاكلته..

"أعتقد أن هذا أحدهم.."
"لا لا .. يبدو أنه يتصبب عرقا لينال أجرة زائدة آخر النهار..!!"

"ذاك الذي يملك العيادة..بالتأكيد..بما أنه مثقف..سيكون على اطلاع بما يجري...و بالتالي..."
"دع عنك أوهامك..لو أنه كذلك..لما أغرق الشوارع بإعلاناته.. و بلمسته السحرية في الشفاء..!!"

"أوووف..أنهكتنـــ...وجدته..المدير الهادئ الذي يشير للموظفين في مركز الخدمات الإلكتروني الجديد.."
"همممم..الله أعلم..و ما يعلم جنود ربك إلا هو..الظاهر أنه غارق في العمل..و أمامه مشوار طويل من الإنشغال ليثبت وجوده في عمله..فلن يدر بخلده أي شيء إزاء ما يجري في العالم.."

"سلاما سلاما...أرهقت من يتناقش معك..سلاما.."
"...!!؟؟"

.....
...
..

سأكفيكم شر حالة أخانا في الله..
و لن أكمل سرد القصة المتكررة فينا و بيننا..
فالله أعلم أن كثيرا منكم يعاني من برزخ التمحيص..
فإما إلى قمة و إما إلى قاع..!!
فمنكم العاطل عن العمل..
و منكم المدرس و العامل و مبرمج الكمبيوتر..
و منكم أيضا ربة البيت و بنت الجامعة..و العانس أيضا..!!


لله دركم..

بالرغم مما تعانوه من آلام تمسكم في برزخ التمحيص..
إلا أن القلة منكم من ثبت و صدق ما عاهد الله عليه..
و أكثر الناس من سقط في القاع و هوى..
و لا حول و لا قوة إلا بالله..


فالله الله في أنفسكم..
و الذي نفسي بيده..
إنها لأيام تمضي و سنين تنقضي..
و ستلاقون بسبب عيشكم في برزخ التمحيص ما تشيب لها ولدان الدنيا..
و لن تشيب رؤوسكم ما دمتم مطمئنين بوعد الله..
أكثروا من الإستئناس بذكر الله..
استأنسوا بما لاقاه الرسل و الأنبياء من قبلكم..
و إن كانت سيرة نبي المرحمة و نبي الملحمة لتكفي الأمم جميعا في مصابها..
عليه صلوات ربي و سلامه إلى يوم الدين...


فهاكم سير أعلام الشهداء فاقرؤوها..
و انظروا أحوالهم كيف كانت و كيف صارت..
فسبحان مقلب الأحوال..
فلربما كنت أنت نفسك بطلا من أبطال الأعداد القادمة..
تخط معاناتك بيد صاحب لك او قريب..
فيقرؤها القاصي و الداني..
و يتعظ بصبرك على ما لاقيت خصوصا في برزخ التمحيص..
و لربما غفلت عنك أعداد السير..
و كنت كالغريب حقا..
و لكنك و من اشتهر، في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار..
فلا فرق بينكم و لا تباين..
لربما قد أطلت عليكم الحديث..
و لكن ما حداني لأن أشارككم المحنة..
و رغبتي في أن أصبركم ونفسي..
امتحان الله فينا..

بــرزخ الــتمــحيــص


و الحمد لله رب العالمين


كتبه : صنديد

__________________
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 94.76 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (1.77%)]