تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا..﴾ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200514 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3120 - عددالزوار : 503850 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-06-2025, 11:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,443
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا..﴾

تفسير قوله تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلا.. ﴾

سعيد مصطفى دياب

قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 145].

في هَذِهِ الْآيَةِ تَحْرِيضٌ للْمُسْلِمِينَ عَلَى الْجِهَادِ، وَتَرْغِيبٌ لَهُمْ فِي الْقِتَالِ، وتثبيتٌ لقلوبهم في مواجهة أعدائهم بِإِعْلَامِهِمْ أَنَّ الْأَجَلَ محتومٌ، وأَنَّهُ لا يغني حَذَرٌ منْ قَدَرٍ، وأنَّ الفرارَ مِنَ الْقِتَالِ لا يزيدُ فِي العُمْرِ، ولا اقتحام غمرات القتال يقرب الأجلَ، فمن لم يمت بالسيف مات بغيره.

فلا يَمُوتُ أحدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا بَعْدَ بُلُوغِ أَجَلِهِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ غَايَةً لِحَيَاتِهِ بِقَضَائهِ تعالى وَقَدَرِهِ، كَتَبَ اللَّهُ كِتَابًا مُؤَجَّلًا؛ أَيْ: مُؤقَتًا بأَجَلِ كلِ مخلوقٍ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34].

﴿ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ﴾، ثم حذَّرَ الله تعالى المؤمنين أن يكون سعيهم للدُّنْيَا دُونَ الْآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ بِعَمَلِهِ ثَوَابَ الدُّنْيَا ولا رَغْبَةَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، آتَاهُ اللهُ مَا قُسِمَ لَهُ مِنْهَا، وَلَا حَظَّ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَمَنْ أَرَادَ بِعَمَلِهِ ثَوَابَ الْآخِرَةِ آتَاهُ اللهُ مِنْهَا مَا وَعْدَهُ مَعَ مَا قُسِمَ لَهُ مِنْ رِزْقِهِ فِي الدُّنْيَا الْآخِرَةِ، وفِي الآيةِ تعريضٌ بالَّذِينَ اسْتَعْجَلُوا الْغَنِيمَةِ فَتَسَبَّبُوا فِي الْهَزِيمَةِ وتحذيرٌ لهم ولغيرهم.

وَهَذا المعنى وَإِنْ وَرَدَ فِي الْجِهَادِ، فإنَّهُ عَامٌّ فِي جَمِيعِ الْأَعْمَالِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ [الشورى: 20].

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 18، 19].

وَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»[1].

﴿ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾: وَعْدٌ منَ اللهِ لِمَنْ شَكَرَ نِعَمهُ فَجعلَ الْآخِرَةَ هَمَّهُ، وَثَوَابَ اللهِ غايتهُ أنَّ اللهَ لَنْ يُخَيِّبَ سَعْيَهُ.

الأساليب البلاغية:
من الأساليب البلاغية في الآية: التَّقْسِيمُ فِي قوله: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ﴾، والطباق في: (الدُّنْيَا)، و (الآخِرَةِ)، والمقابلة في: ﴿ ثَوَابَ الدُّنْيَا ﴾، و﴿ ثَوَابَ الآخِرَةِ ﴾، وَالتَّكْرَارُ فِي: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ ﴾، و﴿ نُؤْتِهِ مِنْهَا ﴾ للتأكيد، والتعريضُ بِمَنْ شغلتهم الغنائمُ يومَ أُحدٍ في قوله: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا ﴾، والتخصيص في قوله: ﴿ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾.

[1] رواه البخاري، كِتَابُ العِلْمِ، بَابُ مَنْ سَأَلَ، وَهُوَ قَائِمٌ، عَالِمًا جَالِسًا، حديث رقم: 123، ومسلم، كِتَابُ الْإِمَارَةِ، بَابُ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، حديث رقم: 1904.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.32 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]