|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خاطرة: ((شر الناس منزلة عند الله)) بكر البعداني أتعجَّبُ أحيانًا من صنيع البعض- ممَّنْ هم حولي- وتلطُّفهم لآخرين، ورغم المبالغة الزائدة- منهم- عن حدِّها في هذا التلطُّف، إلا أنهم لا يقابلون حتى بأدنى ما تستدعيه تلك الملاطفة بل وتستلزمه من أولئك الآخرين. ويزيد عجبي حينما أعلم أن ذلك المتلطِّف ليس له أدنى مصلحة- من أي نوع- تُذكَر من ذلك التلَطُّف! بل ويزداد العجب حقًّا حين أعلم أن من يقوم بذلك التلَطُّف هو من أقرب المقرَّبِين لذلك الآخر! ويعظم الأمر حين أرى أن ذلكم الآخر يقابل ذلك القريب المتلطِّف بالجفاء والقسوة والشدة والغلظة! ولا يزيده صنيع ذلكم المتلطِّف إلا صلابةً وصلفًا. ويزداد الأمر حين نعلم- ومع كل ما تقدُّم- أن ذلك المتلطِّف لا يزيده كل ذلك إلا إصرارًا وبقوة على أن يقيم على ذلك التلطُّف ويستمر فيه، ويبقى معه، ويتفنَّن في سلوك كل سبله، وعرض كل أنواعه. وعندها دائمًا ما أتذكر حديث أُمِّنا الصدِّيقة بنت الصديق حبيبة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- حين أخبرت أنه استأذن على النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- رجلٌ، فقال: ((ائذنوا له فبئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة))، فلما دخل ألانَ له الكلام، فقلت له: يا رسول الله، قلت ما قلت ثم ألنت له في القول؟ فقال- صلى الله عليه وآله وسلم-: ((أي عائشة، إنَّ شَرَّ الناسِ منزلةً عند الله مَنْ تركه أو ودعه الناس اتِّقاء فحشه)). فيا ترى هل يعلم ذلك الآخر عابس الوجه ومتجهِّم القسمات أنه من الممكن أن يكون ممن وُصِم في قول رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إنَّ شَرَّ الناسِ منزلةً عند الله))؟! أرجو أن يكون هذا الكلام سببًا ليُراجِع الكثيرُ منا أحواله وأفعاله وأقواله مع الكثير ممن حوله ومن أقاربه وإخوانه وأصدقائه وجيرانه... أرجو ذلك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |