{ فلا اقتحم العقبة } - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فوائد من سورة الفاتحة جمعتها لك من كتب التفسير فاغتنمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حديث: كان الإيلاء الجاهلية السنة والسنتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3095 - عددالزوار : 360794 )           »          الاستعاذة باعتبار المستعيذ والمستعاذ به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أعمال يسيرة وأجور عظيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إطعام الطعام يورثك النضرة والسرور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تشجير متن الدليل في علم التفسير (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نسخة الصغاني (النسخة البغدادية) لصحيح البخاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مواسم الخيرات ماذا أحدثت فينا من أثر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          (سورة الماعون) من مشروع (لرأيته خاشعا "القرآن فهم وعمل") (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-06-2025, 12:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,462
الدولة : Egypt
افتراضي { فلا اقتحم العقبة }



﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾ [البلد: 11]

ماهر غازي القسي

قبل أن نبدأ بتدبُّر هذه الآية الكريمة وفهم معناها علينا أن نفهم سياقها وما سبقها من آيات وما تلاها من آيات، وكيف سُبِكت هذه الآية العظيمة مع موضوع السورة، وهذه هي الطريقة الصحيحة للتدبر.

أولًا: سورة البلد مكية حيث ضعف المسلمين واشتداد الأزمة عليهم، فتأتي السورة لتبين لهم بأن الإنسان خلقه الله في كبَدٍ وتعب دائمين، وحيث قوة واغترار الكفرة المجرمين فتأتي السورة لتذكرهم بأن الأَولى بهم أن يشكروا ربهم على نِعَمه بدلًا من كفرها واستخدامها في معصية الله تعالى.

ثانيًا: قال تعالى: ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ [البلد: 10]؛ أي: طريقي الخير والشر، ولكن النجد هو المكان المرتفع الذي يحتاج إلى بذل وجهد لتصل إليه أو لتتجاوزه، وأعلى كل نجد عقبةٌ أي قمته، ودون القمة عقبات بسيطة، كلما تجاوزت واحدة كنت أقرب إلى القمة، فالمؤمن في كبد من معالجة نفسه وهواها ليرقى إلى الجنة، والكافر في كبد متواصل حتى يدخل النار وبئس المصير.

وطريق الخير مليء بالأعمال الصالحة التي تكون صعبة على النفوس، ولكنك كلما تجاوزت مرحلة كنت أقدر على المرحلة التي تليها، وكنت أكثر ثقة بنفسك.

ثالثًا: قوله تعالى: ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾ [البلد: 11]، والاقتحام هو الدخول السريع مع ناس كثيرين، ومع التنافس الشديد يكون أقدرهم هو الذي يقتحم، وكذلك الأعمال الصالحة تحتاج إلى بذل وجهد، وهناك منافسون كثيرون أمامك؛ لذلك قال الله تعالى: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]، ولكنَّ الآية تشير إلى أنه لم يقتحم تلك العقبة بل آثر حبَّ العاجل على الآجل، آثر حب الشهوات على المكرمات؛ لذلك استحقَّ التوبيخ والزجر والردع، وفيه تشويق إلى أن اقتحامها فيه خير كثير، ولرُب َّسائل يسأل: وما هي العقبة، فأشار إليها إشارة تشويق ليدلَّك بأنه على عظمتها، وأنها شاقة على النفوس؛ لكنها سهلة لمن أراد وشمَّر ساعد الجد مع توفيق الله له.

ومن وسائل اقتحام العقبة فكُّ الأسير والعبد، وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تحضُّ على مساعدة الغارم والدائن وإعتاق الرقاب، ومن ذلك أيضًا إطعام الطعام، ويعظم أجره إذا كان هناك فقر شديد وحاجة بالغة، فهناك يكون الأجر أعظم، والإطعام يدلُّ على فضل غيره من أنواع الصدقة وأعمال الخير.

وخصَّص إطعام اليتيم لأنه صغير يستحي من الطلب ولا يستطيع العمل، ويعظم الأجر إذا كان ذلك اليتيم قريبًا، ومنح الصدقة للمسكين الذي يبدو عليه علائم الفقر والحاجة حتى إنه لصق بالتراب؛ لشدة حاجته وفقره.

ويجب التنويه إلى أن هذه الأعمال مع جلالتها وعظمتها لكنها لا تفيد إن لم يكن فاعلها مؤمنًا بالله ومواظبًا على عمل الخيرات.

وفي الآيات تعريض بغير المؤمنين وإنْ عملوا الخير لكنهم لا يعملونه لوجه الله، وإنما يقدمونه للتفاخر والسمعة بين الناس، وإرضاء أنفسهم؛ لذلك تراهم لا يهتمون بالمحتاج أو المسكين؛ وإنما بغيتهم الشهرة، فحيثما وجدت وجد أعمالهم.

فعقبات نفسك أيها المؤمن يجب أن تقتحمها لتفوز برضا الله والجنة، صحيح أنك ستكابد نفسك وهواها، ولكنها مكابدة جميلة حميدة العاقبة. أما من رضي بأن يكابد الأهواء والشهوات فلن يحصد إلا كبدًا وتعبًا موصولًا بعذاب الآخرة. نسأل الله العافية.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.08 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]