عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2027873 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304571 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121778 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-06-2025, 11:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى

عيد الأضحى

فرحة الطاعة وبهجة القربى

محمد أبو عطية

عيد الأضحى ليس مجرد مناسبة دينية نحتفل بها بالملابس الجديدة، أو موائد الطعام العامرة، أو لقاءات العائلة والأصدقاء، بل هو تجسيد حيٌّ لمعاني الطاعة، والتضحية، والقرب من الله، يأتي هذا العيد العظيم في العاشر من شهر ذي الحجة، متوَّجًا بأيام العشر المباركة، متزامنًا مع أعظم شعائر الإسلام: الحج، ومُلهمًا دروسًا خالدة من قصة نبيِّين كريمين؛ إبراهيمَ وابنه إسماعيل عليهما السلام.

فرحة العيد ... تتويج للطاعة:
منذ فجر الإسلام، كان الفرح بالطاعة من علامات الإيمان؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

ويأتي عيد الأضحى تتويجًا لمسيرة من العبادات والطاعات في العشر الأوائل من ذي الحجة؛ من ذكر، وقيام، وصيام، وصدقة، وتكبير، في يوم عرفة، الذي يُعتق فيه العباد من النار، وتُغفر فيه الذنوب، وتُرفع فيه الدعوات.

فمن ذاق لذةَ القرب في هذه الأيام، كانت فرحته بالعيد فرحةَ عبدٍ رضي الله عنه، ورفع درجته، وأكرمه بالقبول، لا مجرد فرحة ظاهرية تنتهي بانتهاء يوم العيد.

الأضحِيَة: رمز القُربى والتسليم:
تُعَدُّ الأضحية الركنَ الأبرز في هذا العيد، وهي سُنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، تغرس في النفس معانيَ الفداء، والبذل، والتقرب إلى الله، فالأضاحيُّ لا تُقدم لذاتها، وإنما لما ترمز إليه: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37].

هي عبادة نُحيي بها ذكرى قصة الفداء العظيمة، حين سلَّم إبراهيم عليه السلام أمره لله، ولبَّى أمر الذبح دون تردد، ولبى إسماعيل عليه السلام دون اعتراض، فجاء الفداء من السماء؛ جزاءً للطاعة الخالصة.

في عصر يمجِّد الأنانية والمصلحة، تأتي الأضحية لتذكرنا أن القُرب من الله يتطلب بذلًا وتضحية، وأن الرضا بأقدار الله والانقياد لأمره هو طريق السعادة الحقيقية.

العيد ... اجتماع للقلوب قبل الأجساد:
في عيد الأضحى، تجتمع الأُسَرُ، وتتصافى القلوب، وتُنسى الخلافات؛ فالعيد ليس للملابس الجديدة ولا للحلويات وحدها، بل هو فرصة لصلة الأرحام، وزيارة الجيران، وإدخال السرور على الكبير والصغير.

وقد حرَص النبي صلى الله عليه وسلم على إظهار الفرح في العيد؛ حتى قال: ((يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا))؛ [رواه البخاري].

وكان من هديِه صلى الله عليه وسلم أن يلبَس أحسن الثياب، ويُظهر البِشر والسرور، ويأمر بالتوسعة على الأهل، ويخرج لأداء صلاة العيد في المصلَّى، ويأمر الجميع بالخروج حتى النساء والأطفال؛ ليكون العيد مناسبةً جماعية تذكِّر الأمة بوحدتها، وتكسِر رتابة الأيام.

التكبير: أنفاس العيد المبهجة:
من شعائر هذا العيد المميَّزة التكبيرُ، الذي يصدَح به المسلمون في المساجد والبيوت والأسواق: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد".

هذا التكبير يخلق جوًّا روحانيًّا فريدًا، تنشرح له الصدور، وتهتز له الأرواح، وتنتعش به القلوب، ليبقى العيد متصلًا بالله في كل تفاصيله، فلا يغيب ذكره حتى في لحظات الفرح والبهجة.

العيد في زمن الغفلة ... رسالة للمسلمين:
في وقت طغت فيه الماديات، وأصبح العيد عند كثير من الناس مناسبة استهلاكية لا أكثر، يأتي عيد الأضحى ليذكرنا أن:
الفرح الحقيقي هو في الطاعة والقُرب من الله.
التضحية لا تُقاس بثمن الأضحية، بل بصدق النية.
العيد ليس لمن لبِس الجديد، بل لمن غُفرت له الذنوب.

فلنجعل من عيد الأضحى نقطةَ انطلاقةٍ روحية جديدة، نجدد فيها العهد مع الله، ونُعيد ترتيب أولوياتنا، ونسعى لنكون من الذين يُقال لهم: عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله، لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم منادٍ من السماء: أن قوموا مغفورًا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسناتٍ))؛ [سلسلة الأحاديث الصحيحة].

رسالة عالمية من عيد الأضحى:
عيد الأضحى لا يرتبط بفرد أو شعب أو قوم، بل هو مناسبة أممية يعيشها أكثر من مليار مسلم، يتجهون إلى قِبلة واحدة، ويرددون التكبير نفسه، ويؤدُّون شعيرة الأضحية في أيام معدوداتٍ.

هذه الوحدة الرمزية تذكرنا بأننا أمة واحدة، رغم اختلاف الألسنة والألوان، يجمعنا التوحيد، وتوحِّدنا الطاعة.

خاتمة: فليكن عيدُنا مختلفًا:
في كل عام، يعود عيد الأضحى، لكنه ليس نسخة مكررة، بل هو فرصة جديدة للارتقاء، والتأمل، والتقرب، والفرح بما وفقنا الله إليه من طاعة.

فلنُحسن استقباله، ولنغتنم ساعاته، ولنفرح حقًّا بأننا مسلمون نحب الله، ونفرح بقربه، ونضحي لأجله.

كلَّ عام أنتم إلى الله أقرب، وعلى طاعته أحرص، وبعيده أشد فرحًا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.59 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]