أثر الكلمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 396 - عددالزوار : 19243 )           »          مكانة الأم وجهادها في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          النسيء.. وإلف المحدثات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »          لا حول ولا قوة إلا بالله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          الإعلام والدور التغريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          ما يعتصم به الإنسان من الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          عداوةٌ لا تُرى… لكنها تلتهمك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          (مجاهدة النفس) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          وقفة مع سورة الأعراف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          خير الأمور الوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-06-2025, 04:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,275
الدولة : Egypt
افتراضي أثر الكلمة

أثر الكلمة



كتبه/ عبد الرحمن العطار
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ -تَعَالَى- مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ تَعَالَى لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ).
وقال أكثم بن صيفي -رحمه الله-: "رب قول أشد من صَوْلٍ".
فلربما كلمة ينطق بها المرء يَحْقِنُ دَمًا أو يُحِقُّ حَقًّا أو يُبْطِلُ باطلًا، أو يُنْكِرُ مُنْكَرًا، أو يَأْمُرُ بمعروف، أو يَرْفَعُ مَظْلَمَةً؛ فهذه كلمة نطقت بها أمة الله الصالحة آسية بنت مزاحم -رضي الله عنها-، قالت: "لا تقتلوه"؛ فكانت سَبَبًا في حَقْنِ دم إنسان وليس أي إنسان، بل نبي رسول كريم -صلى الله عليه وسلم-، وهو موسى -عليه السلام.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُبايِعُ الصحابة على قول كلمة الحق وعدم الخَوْفِ منها، قال عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: "كُنَّا نُبَايِعُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ"، وكان يقول لهم: "فيما اسْتَطَعْتُمْ"؛ لأن الله لا يُكَلِّفُ نَفْسًا إلا وُسْعَها.
والمؤمن لا تَلْجُمُهُ هَيْبَةُ الناس عن قَالَةِ الحق، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قام خَطِيبًا، فكان فيما قال: (أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ، إِذَا عَلِمَهُ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
فالكلمة وسيلة البيان، وبها يَصِلُ الإنسان إلى مَقاصِدِهِ في جميع مُعامَلاتِهِ؛ فبها يَنْكِحُ ويُطَلِّقُ، ويَبِيعُ ويَشْتَرِي، ويُضارِبُ ويُؤْجِرُ، ويَتَعَلَّمُ ويُعَلِّمُ ويَدْعُو إلى الخير، ويَنْصَحُ ويَأْمُرُ بالمعروف ويَنْهَى عن المُنْكَرِ، ويَنْشُرُ الفَضِيلَةَ، ويَدْرَأُ الشَّرَّ ويُحارِبُ الرَّذِيلَةَ؛ بها يُوَحِّدُ رَبَّهُ ويَذْكُرُهُ، ويَدْعُوهُ ويُناجِيهِ.
ومن أنواع الجهاد: جهاد الكلمة وإعْلاءَ كَلِمَةِ الحق، وفي الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
وإثبات الحق والمُنافَحَةُ عنه وتَثْبِيتُ عَقائِدِ المسلمين إنما يكون بالكلمة، كما أن رد الباطل ودَحْضَهُ يكون بالكلمة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت -رضي الله عنه-: (اهْجُ الْمُشْرِكِينَ، فَإِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ مَعَكَ) (متفق عليه).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اهْجُوا قُرَيْشًا؛ فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ)، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ: اهْجُهُمْ. فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يُرْضِ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ حَسَّانُ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ، ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الْأَدِيمِ. (صحيح مسلم).
وأخيرًا: فإن الكلمة لها مفعول السحر؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا) (رواه البخاري).
فالكلمة هي سَيْفُ الداعية وحُجَّتُهُ وسِلاحُهُ؛ يُحارِبُ بها عن حَوْزَةِ الحق، ويَرُدُّ بها عُدْوانَ الباطل، وبها يَسْتَمِيلُ قُلُوبَ المؤمنين ليَتُوبُوا، وبها يُغَلِّظُ للمنافقين فَيَغُورُوا، وبفَضْلِها يَخْنَسُ الرجيم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]