من قصص البطولة والفداء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-07-2007, 11:05 AM
الصورة الرمزية ضرار الأقصى
ضرار الأقصى ضرار الأقصى غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: ...
الجنس :
المشاركات: 1,953
الدولة : Scotland
10 من قصص البطولة والفداء




الأسير حسن سلامة مهندس عمليات الثأر المقدس



التعذيب والعزل الانفرادي و المطالبة الأمريكية بتسليمه لإعدامه لم تكسر إرادته في التحدي
خانيونس - خاص
" قدر الله غالب سواءٌ في أمريكا أو في الكيان الصهيوني وهذا الطريق اخترناه بإرادتنا ولا يهمنا أحد فأمريكا و العدو الصهيوني سيان لا فرق بينهما " .
بهذه الكلمات رد الأسير المجاهد حسن سلامة على ما وصله من إعلان السيناتور الأمريكي أرلن سبكتر الذي قال إن وزير العدل الأمريكي جون أشكروفت يؤيد تسليم" سلامة" لأمريكا كي تقوم بإعدامه بسبب مسئوليته عن قتل 3 أمريكيين خلال عملية استشهادية وقعت في القدس عام 1996.
هذه العبارة وصلت من حسن إلى أهله كما يقول شقيقه محمد سلامة من خلال أحد المحامين الذي قام بزيارته، فالمحامون وحدهم هم الذين ينقلون أخبار حسن من زنزانته الانفرادية في عزل شطة إلى عائلته الممنوعة من زيارة ابنها منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة واستهجن محمد عدم استنكار ما قاله السيناتور الأمريكي من قبل السلطة أو الفصائل الفلسطينية واصفاً تسليمه لأمريكا بالجريمة الصهيو- أمريكية وقال " أن أخاه فلسطيني قاتل الصهاينة، وجاهدهم بشرف، وهو مجاهد وليس مجرماً، لقد قاوم العدوان وهذا حق مكفول في كل الشرائع".
وذكر محمد أن شقيقه يعيش في ظروفٌ اعتقالية لم يعشها أي أسير من قبل فبعد اعتقاله خضع للتحقيق مدة شهر في المستشفى وأُكمل التحقيق معه في سجن المسكوبية وتعرض لأبشع أساليب التحقيق وبعد ثلاثة أشهر أخرى أصدر القاضي الصهيوني حكمه على حسن بالسجن 48 مؤبداً + 20 عاماً ولذلك يعتبر أعلى حكم لأسير فلسطيني، و مباشرةً أودع العزل الانفرادي بسجن الرملة لمدة سنتين لم يزره أحد خلال تلك الفترة حتى المحامون منعوا من الزيارة و خاض العديد من أيام الإضراب المتواصلة وصلت إلى 25 يوماً وتم فك عزله ونقل إلى عسقلان ونقل أيضاً إلى نفحة والسبع وقضى على هذه الحال ما يقرب من السنة وزارته والدتي في السبع وبعد ذلك تم عزله مرة أخرى متذرعين بخطورته وأشار إلى أنه تم وضعه في العزل الانفرادي لأكثر من ثلاث مرات حتى الآن.
و أكد أن حسن يمكث في زنزانته الانفرادية بسجن شطة لمدة 24 ساعة متواصلة يخرج خلالها ساعة واحدة فقط و يكون مقيد اليدين و القدمين موضحاً أن إدارة سجون الاحتلال الصهيوني لا تسمح لشقيقه حسن بالمكوث في سجن واحد لفترة طويلة و تعمل على نقله من سجن لآخر كل عدة أشهر.
و قال محمد إن وضع أخيه حسن سيئ جداً جراء إصابته بعيار ناري في البطن عندما ألقي القبض عليه مشيراً إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني تركت جرحه مفتوحاً بعد إجراء عملية جراحية له ولا زال يعاني من آثار ذلك حتى الآن و ناشد المجتمع الدولي و الصليب الأحمر و مؤسسات حقوق الإنسان لتمكينهم من زيارة حسن وخصوصاً والدته التي تبلغ 65 عاماًُ و التي لم تره منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف. و دعا العالم أجمع للضغط من أجل إطلاق سراح كافة الأسرى و المعتقلين من سجون الاحتلال الصهيوني خاصةً أصحاب الأحكام العالية، و طالب السماح لهم بزيارة أخيه أكرم الأسير و المحكوم لمدة ( 30 عاماً ) في مستشفى سجن الرملة حيث لم تتم زيارته منذ ثلاث سنوات.
وتعتبر سياسة العزل ولفترات طويلة هي أسلوب لإذلال المعتقل وتصفيته جسديا ونفسياً كما حدث مع المعتقل إبراهيم الراعي في 11/4/1988، والذي تم تصفيته بعد عزله لمدة تسعة شهور متواصلة.
ولقد مورست سياسة العزل بحق الأسرى الفلسطينيين على امتداد مسيرة الاعتقال في السجون الصهيونية ولطالما زج بالعشرات من المعتقلين الفلسطينيين في زنازين العزل ولفترات زمنية طويلة. وبمرور الوقت ازدادت هذه السياسة وباتت نهجاً منظماً تقره السلطة التشريعية في الكيان وتطبقه السلطة التنفيذية وتضع له الإجراءات والقوانين الخاصة به.
ويبدو أن الصهاينة لم يشف غليلهم الحكم الذي أوقعوه على حسن سلامة وجعله يقضي أيام سجنه قضاء الرملة قد أخذ على عاتقه الانتقام للشهيد المهندس يحيى عياش حيث كان العقل المدبر لثلاث كباقي الأسرى فسلامة المولود في مخيم خان يونس بتاريخ 9 / 8 / 1971 م وهو من بلدة الخيمة عمليات هزت كيان العدو الصهيوني وراح ضحيتها 45 قتيلاً صهيونياً والمئات من الجرحى والتي سميت بعمليات الثأر المقدس.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-07-2007, 11:38 AM
الصورة الرمزية ضرار الأقصى
ضرار الأقصى ضرار الأقصى غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: ...
الجنس :
المشاركات: 1,953
الدولة : Scotland
10 تفاصيل مثيرة عن عمليات الثأر يرويها الأسير القسامي حسن سلامة في كتابه

من ملفات كتائب القسام

تفاصيل مثيرة عن عمليات الثأر يرويها الأسير القسامي حسن سلامة في كتابه

خاص بالمركز الفلسطيني للإعلام
عمليات الثأر

المقدس هي العمليات الاستشهادية التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في قلب الكيان الصهيوني في عام 69م ، ردا على اغتيال الشهيد المهندس يحيى عياش وكان المسئول عن هذه العمليات وأبرز المخططين لها الأسير البطل حسن سلامة، والذي يروي الكيفية والظروف التي أحاطت بتنفيذ هذه العمليات في كتاب "عمليات الثأر المقدس" وارتأى المركز الفلسطيني للإعلام أن ينشر حلقات مختصرة من هذا الكتاب الذي يصلح بحق مادة فيلمية سينمائية
الحلقتان الأولى والثانية

الحلقة الأولى

وضع غزة قبل استشهاد المهندس

خرجت من سجن السلطة في شهر 6/95 بعد اعتقال دام 6 شهور وقد تم اعتقالي من قبل وحدة الارتباط التي ألقت القبض عليّ بعد ان اجتزت الحدود المصرية الفلسطينية بالقرب من رفح عائدا الى فلسطين برفقة أحد الإخوة ولم نعرف سبب وجودنا في السجن ولا ما سيجري لنا، حيث لم نقدم لأي محكمة وكان وجودنا مرهونا بطبيعة العلاقة بين حماس والسلطة حتى منّ الله علينا بالخروج من السجن بعد أن نجانا الله من محكمة أمن الدولة التي عرضنا عليها وكان من المفروض أن يحكم علينا ثلاث سنوات لولا تدخل بعض الأشخاص وطرح خطورة انتهاج سياسة الحكم على من يعود الى فلسطين عبر الحدود المصرية لعدم تمكنه من العودة عبر الطرق الرسمية بسبب ملاحقة القوات الصهيونية لهم ومطلوب القبض عليهم لشروعهم في أعمال الجهاد والمقاومة.
بعد خروجنا من السجن كانت غزة بالنسبة لنا سجنا من الصعب التنقل او التحرك بسهولة فيه ، اضافة الى مراقبة السلطة لنا التي كانت تعد علينا انفاسنا وتحركاتنا ولا تتردد في القبض علينا بمجرد الشك او تقديم تقرير من احد عيونهم حتى لو كان هذا التبرير غير صحيح وكتب بدافع الكره والبغض وكان مباشرة يتم اعتقال المجاهدين والتحقيق معهم بصورة بشعة يفقد خلالها المحقق انسانيته.
وبعد ثبوت براءته يخرج من التحقيق ليلقى في الزنازين أو السجن فترة من الزمن قد تطول أو تقصر لا يعرف خلالها أي شيء، لا محام ولا أي شيء، والإفراج عنه مرهون بمزاج من اعتقله، وكثيرا ما تم محاصرة المطاردين من الكتائب في بيوتهم أو البيوت التي يختبئون بها من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية، وكانت تصل بهم الأمور الى إشهار السلاح والاشتباك وإطلاق النار على المجاهدين، وقد أصيب الكثير برصاصهم وقتل آخرون مطلوبون في حوادث معروفة ومشهورة، كل ذلك لأنهم مطلوبون لليهود ولا يريدون تسليم أنفسهم لهم.
كانت غزة فعلا سجنا حقيقيا بجدارين، الجدار الأول تحيط به القوات الصهيونية، والجدار الثاني تحيط به الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي لا تتورع عن فعل أي شيء في سبيل المحافظة على ما يسمى بعملية السلام. أما من ناحية العمل فقد كان من الصعب القيام بأي عمل جهادي في غزة بسبب الأسباب آنفة الذكر، ولصعوبة الوصول الى الأهداف "الإسرائيلية" لأنهم ومعهم القوات الفلسطينية يحيطون بكل ما يمكن أن يؤدي الى الوصول اليهم وإلحاق الضرر بهم.
رغم كل هذه المعوقات كانت هناك عمليات تحدث باستمرار وان كانت صغيرة ومتفرقة وأغلبها عمليات تفجير لا يعلن أحد مسئوليته عنها، واكثرها عمليات غير ناجحة بسبب الأوضاع التي ذكرتها سابقا. كانت على إثر كل عملية تقوم الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحملة اعتقالات واسعة والتحقيق مع المعتقلين لمعرفة من وراء هذه العمليات، وأغلب الأحيان كانت لا تصل لمنفذيها لأنها كانت تحدث في الغالب بصورة فردية، وبطريقة غير منظمة، وقد كان أهم هذه العمليات التي حدثت في خانيونس على طريق مستعمرة غوش قطيف وقد كلفني الأخ محمد الضيف بالتخطيط الكامل لهذه العملية واختيار الوقت المناسب، وتم اختيار منطقة المواصي على بحر خانيونس بسبب وجود أهداف للاحتلال، ولأن هذه المنطقة لا تخضع للسيطرة الفلسطينية ، وبالفعل تم تحديد هدف معين في تلك المنطقة وهو عبارة عن باص يقل جنودا وتم اختيار الشهيد معاوية روقة لتنفيذ هذه المهمة.
انطلق الشهيد ليقطع الحاجز راكبا عربة يجرها حمار، ليستلم حقيبة المتفجرات التي تم تجهيزها ووضعها في مكان متعارف عليه ، ليتم التفجير ولكن للأسف لم يحدث في نفس الهدف المتعارف عليه، بل أقدم الشهيد على تفجير نفسه وسط دورية للجنود مكونة من عربتي جيب تسيران على الطريق باعتياد وأسفرت هذه العملية عن إصابة بعض الجنود . وعلى أثر العملية شنت السلطة عمليات اعتقال واسعة جدا مارست مع المعتقلين كالمعتاد عمليات تحقيق بشعة، كما اشتد البحث والتفتيش عن الشهيد يحيى عياش، والأخ الضيف، ووزعت صورهم على الحواجز، وداهمت السلطة جميع من يشتبه بهم او المنازل التي تشك بوجودهم فيها ليلا و نهارا. هكذا كانت غزة، وهكذا كانت السلطة، وهذا هو وضع الكتائب في تلك المرحلة.
يحيى عياش يفكر ويخطط للخروج الى الضفة الغربية

في ظل تلك الأجواء الموجودة كان الشهيد يحيى عياش يعيش في عالم آخر، ويفكر في أمور هي النقيض لما يطرح حيث كان للشهيد حياة خاصة في كل شيء حتى العمل. ولكن كان من ضمن المطاردين الموجودين في القطاع يتأثر بما يدور حوله لأنه كان من ضمن المسئولين الذين يملكون القرار ، المطلعين على كل الأمور، وما يدور حتى الآن وإذا لم يشارك في الجلسات لوضعه الخاص، وكان الشهيد يتميز بالهدوءالتام ولا يكثر الكلام، وقليل الضحك شغوف بالعمل وتطوير أساليبه.
ولكن كان يعيش في وضع أكبر من الجميع فكان عليه أن يختار بين أن يرضخ للواقع وبين أن يكابر ويعاند ويصارع الجميع في مسألة معروفة نتائجها، إلا أنه اختار أن يكون قدوة الجميع فتعالى بنفسه عن دنايا الأمور وصمد في وجه كل المشاكل والخطوب وصارعها حتى النهاية.
حاول الشهيد تغيير الوضع لكنه عاود وتجاهله وحاول التخطيط للعمليات التي حدثت سنة 95 في شهري يوليو واغسطس وأرسل الأخ عبد الناصر عيسى الى الضفة للقيام بالعمليات وبعدها اشتد الحصار من قبل السلطة الى أقصى حد على الجميع وبدأت الاعتقالات والتحقيقات واشتد البحث عن الشهيد.
كان لزاما على الشهيد أن ينطلق الى مكان آخر لمواصلة العمل رافضا كل الحلول وفعلا بدأ الشهيد في التفكير بالعودة الى الضفة وهذا ما اهتدى إليه بعد التنسيق مع قيادة الكتائب وبالذات محمد الضيف الذي لم يقلّ عنه في شيء.
وبدأ يخطط للعودة وبعد تجهيز كل الأمور والاستعداد للخروج عن طريق السلك الحدودي وقبل الموعد بيومين تفاجأ الجميع بل العالم بنبأ استشهاد المهندس، وكانت كالصاعقة علينا، حتى وأقسم بالله أننا بقينا فترة طويلة لا نصدق ما حدث لكنه أمر الله الذي اختاره ليريحه من الشقاء رحمه الله.
ما بعد استشهاد المهندس وفكرة الثأر

كان الشهيد حريصا على أمنه الشخصي لكن الذي حدث هو قدر الله، ولكن لا أنفي التقصير من الجميع ، فالجميع يتحمل ما حدث، والمعروف أن حياة المجاهد عبارة عن سلسلة مغامرات يسلكها بعد أخذ جميع الاحتياطات اللازمة ومستعينا بالله قبل كل شيء، وهذا ما تم وما توصل إليه المهندس وتم تحديد الموعد والمكان الفاصل بين القطاع والأرض المحتلة بعد التجهيز لكل الأشياء التي تساعده على الوصول بسلام حسب التخطيط ولكن قدر الله هو الغالب فليلة الاستشهاد كان الشهيد يسير طوال الليل يراقب الحدود والمكان الذي سيخرج منه ويراقب تحركات الجيش والدوريات الصهيونية، وبعد صلاة الصبح كان له موعد في غزة في البيت الذي استشهد فيه وهو انتظار مكالمة من أبيه في الضفة وفي نفس اليوم أخبره المطاردون الذين معه ونصحوه بعدم الذهاب الى ذلك المكان لأنهم غير مرتاحين لفكرة الاتصال ولكنه أصر على الذهاب ورفض أن يصحبه أحد، وذهب الى حيث قدره الذي ينتظره ، لنسمع بعد وقت قصير "ساعتين" من خروجه نبأ استشهاده ، وللاستشهاد قصة يطول شرحها وليس الآن وقت سردها ، ودفن الشهيد وليعود المطاردون بأحزانهم وجراحهم التي كانت أكبر من التصور ولتدور نقاشات كلها كانت نابعة من شدة الحدث وعدم إمكانية تصديقه، وطغى فقدان الشهيد على كل المواضيع التي كانت تطرح سابقا من أجل وضع المطاردين ، كان الجميع يتحدث عن الثأر ، وليس سوى الثأر مهما كانت الظروف والتضحيات لأن الضربة كانت قوية كادت أن تشل الجميع دون استثناء.
وكنت أنا أول من تكلم مع الأخ محمد الضيف طالبا منه أن أكون انا الذي ينفذ عمليات الثأر ، وقد طلبت منه ذلك بإلحاح ورفض ذلك ورفض أن أكون من الاستشهاديين وألزمني بما قال وقال إنه لابد ان يكون هناك رد يساوي حجم الذي حدث وليكون درسا للمعتدين يجعلهم يفكرون كثيرا قبل الإقدام على هذه الفعلة مرة أخرى، وعرض عليّ الخروج الى الضفة الغربية لأن أكون مسئولا عن العمليات ولا أكون أحد المستشهدين، وبدأ العمل الذي كان فكرة لابد من تحقيقها في ظروف غاية في الصعوبة وإمكانيات دون الصفر، وكنا بعزيمة لا تلين أبدا بدأنا العمل والمشوار الصعب والشاق.
وكان هذا العمل يحتاج الى خطة محكمة ودقيقة وأشخاص أكفاء وإمكانيات كبيرة للقيام بهذا الجزء من الخطة الواسعة وهو الجزء الخاص بغزة وكان من المهم توفير المال الكافي لإنجاح المهمة وتكفل الأخ محمد الضيف بتوفير المال بقدر استطاعته ، وبعد ذلك بدأ بتنفيذ الأدوار لتنفيذ الخطة التي كانت فكرتها تدور حول تأمين طريق الحدود بالرصد المتواصل للدوريات الصهيونية ودخول مجموعة استطلاعية الى الداخل وتأمين الطريق ووجود آلية للاتصال بهذه المجموعة والتي سننتظر منها خبر تأمين الطريق وكيفية الوصول إليه، وليتم بعد ذلك دخول المجموعة الثانية التي يناط بها إدخال المتفجرات الى المكان المحدد داخل الكيان ومن ثمّ نقلها الى الضفة ليأتي بعد ذلك الجزء الثاني من الخطة الرئيسية والتي تتعلق بداخل الأرض المحتلة.
المجموعات المتخصصة بالرصد وتأمين الطرق

وكانت هذه المهمة من المهمات الصعبة بل هي عصب العمل وكما قلت سابقا فقد تم تحديد الوسيلة سابقا من قبل الشهيد المهندس وكانت الفكرة كالتالي:

أن يتم رصد المنطقة باستمرار ومعرفة تحركات الدوريات طوال الليل، وهذه المهمة ليست بالأمر السهل والهين ولمعرفة ذلك لابد من شرح كامل ومفصل عن طبيعة المنطقة والتي تعتبر حدودية والتي يوضع بها أسلاك شائكة تفصل المنطقتين عن بعضهما البعض وهي منطقة تم تجهيزها بجميع الوسائل الأمنية التي تجعل من المستحيل المرور عنها ببساطة وسلام، فالسلك يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار وآخر منحن داخل المنطقة وهذا الانحناء عبارة عن أسلاك شائكة جدا مليئة بالحلقات المذبذبة، والشيء الثاني وجود مساحة مكشوفة ومنبسطة ومضاءة على امتداد 05-001 متر على كلا الجانبين وتعتبر هذه المنطقة من أخطر المناطق لأنه يتم رشمها يوميا قبل حلول الظلام من قبل الدوريات. وهناك ايضا دوريات حراسة تمر كل خمس أو عشر دقائق أو ربع ساعة كما تستخدم هذه الدوريات أسلوب الكمائن باستمرار.
ولذلك كله لابد
من العمل المتواصل والسريع وإيجاد الحلول لكل المشاكل والأمر في النهاية لابد من المخاطرة والمغامرة وكانت الحلول كالتالي:

بالنسبة لمشكلة السلك فقد تم وضع حل لها من قبل المهندس بعدما توصل الى عدم إمكانية قطع السلك دون وقوع إنذار والفكرة كانت تتمثل في استخدام عدة سلالم توضع بحيث يرتكز بعضها على بعض ويتم حصر السلك في المنتصف مع الحرص على عدم لمسه وبالنسبة للمنطقة المكشوفة بعد السلك كان لابد من الاستعانة بمرشد نسير على أثره، ويقوم بفرد قطعة من القماش لكي يتم السير عليها ، وهكذا حتى لا يجدوا لنا أثرا. وبالعودة الى أصل الموضوع كانت فكرة العمل تقوم على تشكيل مجموعتين في هذه الفترة المهمة المجموعة الاولى استطلاعية وتتكون من ثلاثة شباب من بينهم قصاص الاثر الذي كان عليه العودة بعد إدخال الأخوين الآخرين اللذين كان عليهما مهمة صعبة وهي الدخول الى فلسطين المحتلة كعمال وإيجاد بيارة في منطقة اسدود وإيجاد مأوى مؤقت لهما هناك والقيام بسرقة سيارة لاستخدامها للتنقل داخل فلسطين المحتلة ولنقل المجموعة الثانية التي كانت تتكون مني شخصيا فقط بالاضافة الى المتفجرات والأغراض الأخرى التي تلزم العمل ، وقد كان الاتصال بيننا عبر جهاز البليفون ، وقد تم إعداد جهازين وبأسماء مزورة أخذت كل مجموعة واحدا وكانت بيننا شيفرة معينة، وكان عليهما البدء بالاتصال بيننا بكلمة سر، وكان من المفترض عليهم أن يمكثوا هناك أسبوعا كاملا ومن ثم الاتصال بنا لإخبارنا عن الوضع ومن ثم يكون اتخاذ القرار بالدخول أم لا.... تابعونا بالخطوات الاخيرة من العملية.....
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-07-2007, 11:41 AM
الصورة الرمزية ضرار الأقصى
ضرار الأقصى ضرار الأقصى غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: ...
الجنس :
المشاركات: 1,953
الدولة : Scotland
افتراضي

الخطوات الأخيرة قبل تنفيذ عمليات الثأر المقدس
الاتصال بمجموعة القدس


قبل استشهاد المهندس وبعد التفجيرات التى حدثت في القدس ، تمت اعتقالات كبيرة وكشفت مجموعات في الضفة وكانت ضربة قوية ومؤلمة ، وخاصة بعد اعتقال عبد الناصر عيسى الذي دربه عياش وأرسله الى الضفة لتنفيذ عمليات في القدس 1995 ليقطع الاتصال بين غزة والضفة وزاد استشهاد المهندس الأمر تعقيدا لأنه كان مسؤولا عن الاتصال بالضفة ، لينقطع الاتصال بعد استشهاده وكان من الضروري جدا لعملنا الذي تم بعد توفير آلية للاتصال بيننا وبينهم ،وتوفير مجموعات هناك خاصة ، وكانت هذه مشكلة كبيرة منا ومع ذلك لا يأس وقمنا بمحاولة في اتجاه آخر فقد كانت هناك لنا مجموعة قديمة في القدس تم تنظيمها سابقا إبان الانتفاضة السابقة إثر زيارتهم لصديقهم في غزة وطلب منهم عدم مباشرة أي عمل حتى يطلب منهم ذلك وبالفعل تركت هذه المجموعة دون عمل فترة طويلة سوى الاتصال تلفونيا بصديقهم بين الحين والآخر ، وفتم تذكر هذه المجموعة وطلب الأخ محمد الضيف من صديقهم الاتصال بهم وإحضارهم الى غزة ولكنهم لم يستطيعوا تم إرسال شخص لهم والذي كان بعد ذلك آلية الاتصال بيني و بينهم في غزة عندما كنت في الضفة وتمكن هذا الأخ من الوصول إليهم واللقاء بهم وإعطائهم رسالة تخبرهم بإعادة التنظيم وأن عليهم الاستعداد للعمل وأهم شيء يجب عليهم أن يقوموا به التحضير لاستقبال شخص عندهم وتم إعطاؤهم كلمة سر للقاء وتم تحديد مكان اللقاء وتم وضعهم تحت الأمر الواقع دون أخذ جوابهم ودون معرفة ظروفهم حتى وكان عليهم أن ينتظروا اتصالا تليفونيا لتحديد يوم اللقاء فقط وكانت فعلا مغامرة لا بد منها فإعادة الاتصال بمجوعة تنظمها قبل عدة سنوات دون معرفة أوضاعهم وما حدث لهم دون الاستماع الى جوابهم على الرسالة كان فعلا مغامرة وكان هؤلاء الإخوة هم أكرم القواسمي ، وأيمن لازم ، والاثنان من القدس وهما الآن معتقلان في سجون الاحتلال ومحكوم عليهما بالسجن المؤبد مرتين . وبالنسبة الى ترتيبات غزة فقد أعطاني محمد الضيف صورا هؤلاء الأشخاص لكي أتعرف عليهم عند اللقاء بهم وتم تزويدي بهوية مزورة من هويات أهل القدس بوضع صورتي على إحدى الهويات ورفع الصورة القديمة .
التعليمات الأخيرة


لم يتبق من هذا الجزء من الخطة سوى بعض الأمور وتم ترتيبها مع الأخ محمد الضيف وكانت أولا توفير مبلغ من المال لأخذه معي الى الضفة وفعلا كانت هذه أزمة لعدم وجود أي مال ولكن تمكن الضيف من توفير ألف دولار وقد استلمت قيمة المبلغ ووعدوني بإرسال مبلغ آخر عندما يتوفر ذلك وكان هذا المبلغ لا يساوي شيئا أي لا يكفي لعمل أي شيء وتم بعد ذلك تحديد آلية الاتصال بيني وبينهم وكانت عن طريق شخص يعمل في فلسطين المحتلة وهو نفسه الذي قام بتوصيل الرسالة الأولى لمجموعة القدس في بداية الاتصال بهم على أن يكون الاتصال بين هذا الشخص و مجموعة القدس كل يوم جمعة في القدس من المسجد الأقصى عند شجرة تسمى الأخدان يتم هناك أخذ ما يحمل من رسائل وإعطاءه رسائل من جهتنا لتوصيلها الى غزة وقد كان الاتفاق على تقليل الرسائل قدر الإمكان وتم أيضا تحضير كمية المتفجرات التى سيتم أخذها وهي عبارة عن 53 كيلو جرام من مادة(TNT ) معجونة وموجودة في حقائب يسهل حملها وتم تحضير أمور أخرى منها سيف وقنابل وصواعق وتم الاتفاق مع الضيف على إرسال ثلاثة إخوة ليكونوا الاستشهاديين وذلك بعد دخولي بأسبوع ، وسأنتظرهم داخل البيارة ليتم نقلهم الى الضفة ومن هناك الى حيث الهدف وتم تجهيزهم بكل ما يتعلق بالعمل وكانت وصايا الأخ الضيف لي بعدم الإطالة والسرعة في العمل وعدم الإكثار من الاتصالات أو كثرة المراسلة وعدم توسيع دائرة العمل والسرعة قدر الإمكان والمحافظة على نفسي وإخواني وحملت مسئولية العمل بالكامل داخل الضفة والاعتماد على نفسي ، وخيروني بين العمل والعودة بعد تنفيذ العمل المطلوب وكنت مصمما على البقاء هناك ومواصلة العمل حيث كان هناك مشروع لخطف الجنود ومبادلتهم بأسرى وبذلك انتهت الوصايا وانتهى آخر لقاء بيني وبين الأخ محمد الضيف وبقيت أنتظر المكالمة الهاتفية من المجموعة الأولى التى دخلت سابقا . حتى ننفذ الجزء الأكبر من الخطه وأدخل الى فلسطين المحتلة . دخول المجموعة الثانية والحياة في البيارة

تم استقبال الاتصال من المجموعة الأولى وأخبرونا أن الوضع جيد ويمكنهم استقبالنا وبالفعل استطعنا اجتياز الحدود والوصول الى البيارة التى سنجلس فيها بعض الوقت وهي في منطقة اسدود لكي ننتظر المجموعة الثالثة التى تتكون من الاستشهاديين الذين سنقلهم الي الضفة لينطلقوا من هناك لتنفيذ العمل وبعد أن دخلنا البيارة بواسطة السيارة المسروقة التى تمت سرقتها مسبقا لاستخدامها في التنقل وقمنا بإخفائها بين الأشجار ومكثنا في البيارة عدة أيام تنتظر دخول الاستشهاديين من غزة ووصلنا الرد بأنه أصبح من المستحيل دخول أي شخص وكانت فعلا فاجعة كبيرة وصدمة لم أتوقعها وعندما تأكد الخبر باستحالة ذلك كان عليّ أن اقوم بتوفير الاستشهاديين من الضفة وهذا الأمر ليس بالسهل وخاصة أني لا أعرف أحدا هناك وبعد أربعة أيام من مكوثنا دون فائدة قررت أن اغادر الى الضفة لأن وجودنا هنا في خطر ، وحدث ما لم يكن في الحسبان حيث جاءت الأوامر من غزة تطلب مني المزيد من الانتظار في البيارة بل قد يكون الأمر العودة الى غزة مرة اخرى وتأجيل كل شيء وظهرت مشكلة جديدة وهي أن مجموعة القدس أرسلت رسالة الى غزة بأن أوضاعهم لا تسمح باستقبال أحد وأن عندهم ظروفا شخصية تمنع العمل وكان لزاما عليّ ان أنتظر حتى تحل هذه المشكلة معهم لأنهم غير جاهزين للقاء في مدينة الرملة وكان هذا الطلب من المستحيلات أن أنفذه لأن الإخوة لا يعلمون عن وضعنا في البيارة ولا يمكن أن أشرح لهم ذلك عبر البلفون و أخبرتهم في النهاية انني لن أنتظر في البيارة وسأعتمد على نفسي في ترتيب أموري، وترتيب الاتصال مع مجموعات القدس، وكان هذا آخر اتصال بيني وبين غزة بالاضافة الى أن هذا الرأي كان رأي الإخوة معي في البيارة لذلك قررت وغامرت واتصلت مع مجموعة القدس بواسطة البلفون وللأسف لم أتمكن من الحديث معهم إلا بعد يومين وبهذا يكون لنا ستة أيام في البيارة وكان الحديث ببعض العلامات والرموز وقد عرفا ان من يكلمهم هو الشخص الذي سيلتقي بهم وكان حديثهم اعتذارات وكان لابد ان أضعهم تحت الأمر الواقع فحددت لهم ان غدا سأكون في المسجد وضروري أن أراهم لأنني مشتاق.
لقاء الأصدقاء وتم الاتفاق مع الأخوين عندي في البيارة أنني سأذهب الى الضفة وسأعمل المستحيل للقاء مجموعة القدس وبالفعل استطعت الوصول الى منطقة الظاهرية وبمجرد نزولي من السيارة بدأت العمل الشاق للوصول الى القدس، وقد كنت في حيرة من أمري فأنا لا أعرف شيئا ولا أعرف أحدا ولا أعرف أين اسير او اتوجه حتى ألهمني الله وأسعفني بتذكر بعض الإخوة الذين سجنوا معي من منطقة الخليل وتوجهت الى الخليل وسألت عن أسماء الأصدقاء الذين أتذكرهم وإذا بهم من هو السجن وآخر قد استشهد وسألت عن الشخص الذي ألهمني الله تذكر اسمه وتوجهت الى بيته فأخبروني أنه في العمل فأخذت عنوان عمله وذهبت اليه وكم كانت المفاجأة عندما رآني فهو قد سمع من قبل بأنني مطارد ، وتعجب كيف وصلت الى الخليل وهي تحت السيطرة اليهودية وذهبنا الى البيت وكنت منهكا من التعب فطلبت منه النوم ونمت وذهب هو لمواصلة عمله وعندما عاد كان وقت الأذان قد حان فأفطرنا وكان شهر رمضان، وبعدما طلبت منه الخروج لأنني بحاجة لكي اتصل بالبلفون بالإخوة وتمكنت من الاتصال بهم وكانوا يعيشون مرحلة من القلق والخوف عليّ فطمأنتهم وطلبوا مني الإسراع في المجييء واخذ الحاجيات ووفر الاخ وهو من عائلة القواسمي المأوى وطلبت منه ان يوصلني غدا الى منطقة رام الله وهناك بدأت رحلتي الثانية بالبحث عن الأشخاص الذين أعرفهم، وكان أهم شخص أعرفه واتذكره هو الشهيد عادل عوض الله الذي أعرفه من خلال السجن، وبحثنا عنه الى أن وصلنا بيته وبعد السؤال عنه أخبرنا أهله انه غير موجود فأخبرتهم أنني صديق له وجئت لكي أسلم عليه وسأعود مرة أخرى، وانتهى الى هنا دور الأخ من الخليل في هذه المرحلة وتركني وعاد وبقيت أنا في رام الله، وكان عليّ التوجه الى القدس وذهبت الى الكراج وركبت السيارة الى حيث ابو ديس وكان الوقت ليلا ولا أعرف أحدا وكان لزاما علي ان أجد مأوى فلم أجد سوى ان أتسلل الى كلية أبو ديس لأقضي تلك الليلة متخفيا بين الأشجار الى الصباح وكان يوما شديد البرودة وفي الصباح تمكنا من الاتصال بالإخوة في القدس حتى تمكنت من التحدث معهم وأخبرتهم أنني أتحدث معهم من القدس من "ابو ديس" وخلال الحديث اطمأنوا الى وجودنا في مكان اللقاء ليلا في منطقة أبو ديس في شارع الكلية، واتصلت من ثم بالإخوة في البيارة وكان وضعهم سيئا للغاية حيث اقتحمت الشرطة البيارة، وتمكنت من العثور على السيارة، وتمكن الإخوة من الفرار وقتها ثم عادوا بعد ذلك الى البيارة وهم موجودون ينتظرونني بأسرع ما يمكن وكان هذا ما أحاول عمله، وذهبت الى رام الله لأكمل المشوار مع الأخ عادل لكي يساعدني وتمكنت من اللقاء به، وسيأتي ذكر ذلك في حينه، وبعد اللقاء حددنا موعدا اخر للقاء به والان يجب ان اجد لي مأوى لكي ابيت فيه حتى يوم الغد فلم أجد سوى أن اقضي النهار في الشوارع والمطاعم والمساجد وفي الليل بعد صلاة العشاء ذهبت للصلاة في مسجد جمال عبد الناصر في رام الله وبعد الصلاة تسللت الى الحمامات وتم إغلاق المسجد وبعد إغلاقه خرجت ونمت في داخل المسجد حتى الصباح حيث قضيت النهار في الشوارع والتعرف على المدينة وعند العصر توجهت الى أبو ديس لمقابلة مجموعة القدس في المكان المحدد وعندما جاء الوقت سرت في الشارع التابع للكلية حتى تعرفت على من أنتظرهم ومن رأيت صورهم فبادرتهم بكلمة السر بالسؤال بشكل طبيعي، انني أبحث عن مصنع الشوكولاتة فأخبروني أنه يوجد في رام الله وبذلك تعرفوا علي وجلسنا نتحدث وأخبروني عن ظروفهم وأوضاعهم الصعبة وبعد معاتبتهم على تقصيرهم اعتذروا وأخبروني أنهم أيضا كانوا خائفين من الاتصال وبعد الاطمئنان والحديث أخبروني أن مشكلتهم تكمن في عدم توفر مكان لاستقبال أي شخص فقلت لهم إن هذه ليست مشكلة وتم الاتفاق معهم أنه يوجد أمر مهم جدا وان هناك إخوة ينتظرون في البيارة ومعهم أغراض وأحتاج سيارة للذهاب اليهم لنقل الأغراض من هناك وتم الاتفاق على توفير سيارة لي غدا ويكون اللقاء في المنطقة نفسها بعد صلاة المغرب لننطلق الى البيارة وانتهى اللقاء على ذلك وذهبوا وكالعادة قضيت الليل في الكلية بين الأشجار ، وفي الصباح خرجت أسير في الشوارع لأتعرف على مدينة القدس وكان اول عمل هو الاتصال بالإخوة في البيارة ليكونوا جاهزين ليلا في الساعة العاشرة والنصف لكي يستقبلونني وكانت فرحتهم كبيرة جدا لأن العيد على الابواب ويريدون العودة قبل العيد.
وفي الموعد جاء الإخوة من القدس وانطلقنا بالسيارة الى داخل فلسطين المحتلة حيث اسدود حيث الشباب في الانتظار وكان هذا المشوار من الخطورة بمكان وتعرفت على البيارة بعد البحث القليل وأنزلوني هناك وطلبت منهم العودة الى نفس المكان وهناك في البيارة وجدت الإخوة ينتظرون على نار لاستقبالي وقد جهزوا الأغراض وبعد الحديث تم توديعهم بحرارة طالبا منهم توصيل السلامات الحارة لاهل غزة، وفور وصول السيارة تم نقل الأغراض اليها وانطلقنا الى الضفة والى الجزء الثالث من الخطة.
بعد توديع الإخوة في البيارة وبعد التأكد من صعوبة وعدم وصول الإخوة الاستشهاديين من غزة قمت بأخذ الأغراض من البيارة وسرت مع الإخوة من القدس في السيارة الى الضفة وكان لزاما علي إيجاد بدائل لهؤلاء الإخوة الذين لم يتمكنوا من الوصول الى غزة، إخوة آخرون من الضفة وفي اليوم التالي ذهبت الى رام الله وذلك للقاء عادل عوض الله فهو شخص أعرفه من خلال السجن وأثق به جدا، فأطلب منه المأوى والثاني البحث في اتجاه آخر أيضا لإيجاد مأوى لي وإيجاد مستشهدين للعمل وفعلا وبمجرد وصولي الى رام الله صباحا ذهبت الى معهد رام الله وسألت هناك عن شخص كنت أعرفه وهو من غزة وهو ثقة جدا وصديق سجن سابق، وسألت عن الشاب فلم أجده فذهبت بعد ذلك للبحث عن عادل عوض الله واستطعت لقاءه وتحدثت معه عن نفسي ووضعي وسبب قدومي وانني لم اجد سواك لكي يساعدني واقل شيء توفير مأوى لي في رام الله او تأجير شقة وبالفعل اخذني الى المكان الذي سأقيم فيه وعند وصولنا تم تنزيل الأغراض وكانت المفاجأة هناك فقد وجدت محيي الدين الشريف رحمه الله ينتظرني في البيت وبعد السلامات الحارة جدا عليه قال الأخ عادل إنه يريد الذهاب وفعلا ذهب وجلسنا نتحدث وقد استفدنا من بعض وكان اللقاء مثمرا جدا وأخبرته أنني سأضطر للخروج مرات من البيت وقد أشكل عليه خطرا في ذلك ومع أن هذا كان صعبا لكنه من أجل العمل لم يعترض وطلب مني أيضا أن أعمل ما أريد وقد شجعني هذا الأخ معنويا.
وفي فترة مكوثي في رام الله بدأت أبحث عن الاستشهاديين فذهبت مرة أخرى لملاقاة ذلك الشاب من غزة وفعلا تم اللقاء بيننا واستغرب الشاب من قدومي الى رام الله وتحدثنا وأخبرته أنني أريد مساعدة وسألته إن كان عنده استعداد للعمل فأخبرني أن ظروفه لا تسمح نهائيا لكنه استعد لتقديم المساعدة لي من بعيد فطلبت منه أن يعرفني على شاب من الضفة من عندهم في المعهد يكون ثقة يثق به هو كما أثق به انا وتم الاتفاق على أن اعطيه فرصة يوم لكي يفكر جيدا ليجد شخصا بمواصفات معينة.
والتقينا بعد ذلك وأخبرني أنه يوجد شاب جيد وهو أمير الكتلة الإسلامية عنده واسمه محمد أبو وردة من الخليل منطقة الفوار لذلك تم إيجاد حيلة وطريقة معينة لكي ألتقي بهذا الاخ وبدون تعريض الشاب من غزة لأي خطر وأيضا ليكون بعيدا عن أي شيء فأخبرته أن عليه أن يخبر محمد أبو وردة ان هناك شابا جاء ويسأل عنه في المعهد ولم يجده وهو يريده للضرورة، وقد أخبرناه أنه يريد أن يراك غدا في صلاة العشاء في مسجد سيد قطب لأنهم يوميا يأتون للصلاة هناك وهكذا حددنا موعد اللقاء مع الأخ الجديد محمد أبو وردة وبالفعل بعد صلاة العشاء وقفت جانبا فإذا بالشاب من غزة يخرج من المسجد وقد رآني ولكنه لم يقترب وأشار لي من بعيد على الشاب المقصود وهكذا بدأت عملية تنظيم اثنين من الشهداء الذين قاموا بالعمل
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16-07-2007, 11:43 AM
الصورة الرمزية ضرار الأقصى
ضرار الأقصى ضرار الأقصى غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: ...
الجنس :
المشاركات: 1,953
الدولة : Scotland
افتراضي

يااخوان الموضوع كبير بس حلو وشيق
انا اسف جدا لان الموضوع طويل ولكن لم اقدر على حذف اي شي لان هذه خطوات متتالية ......
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16-07-2007, 12:24 PM
الصورة الرمزية درة الأقصى
درة الأقصى درة الأقصى غير متصل
مشرفة ملتقى الأقصى الجريح
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: في قلب الغالية فلســـــ ♥ القدس ♥ ـــــطين
الجنس :
المشاركات: 4,334
الدولة : Palestine
افتراضي

بارك الله فيك اخي أسد القسام على الموضوع
اللهم كن معه ومع غيره من السرى في مختلف السجون
اللهم اعز الاسلام والمسلمين بهم
وانصرنا على القوم الظالمين
آمييييييييين
أسأل الله أن يوفقك لما يحب يرضى
دمت بحفظ الله ورعايته
__________________
يا أقصى .. والله لن تهون

ترقبوا
.. العرس الفلسطيني الأكبر ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 86.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 83.09 كيلو بايت... تم توفير 3.43 كيلو بايت...بمعدل (3.97%)]