التعصب والطائفية وآثـارهما السيئـة على الأمـة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخل إدام وغذاء ودواء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الحبة السوداء شفاء من كل داء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          دور التربية الإسلامية في مواجهة التحديات لشبكات التواصل الاجتماعي (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أعلام الأدب الرشيد (عماد الدين خليل أنموذجا) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صحابة منسيون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 10932 )           »          نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 17 )           »          جسور بين الأفكار.. أم أنفاق للاختراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التوازن في حياة الإنسان: نظرة قرآنية وتنموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الحضارات والمناهج التنويرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-04-2025, 02:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,370
الدولة : Egypt
افتراضي التعصب والطائفية وآثـارهما السيئـة على الأمـة

التعصب والطائفية وآثـارهما السيئـة على الأمـة


التآلف والتعاون بين المسلمين ووحدة الصف واجتماع الكلمة - ومن ثم نبذ الخلاف والفرقة والتنازع - مقولات يعرفها كل مسلم من صريح الخطاب القرآني الكريم، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛ من ذلك قول الله -عز وجل-: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }(الروم 31 - 32). ويؤكد عليه العلماء والخطباء عبر العصور في أحاديثهم وخطبهم وكتاباتهم؛ بل هذا ما يتداوله عامة المسلمين في مجالسهم ومنتدياتهم، ولاسيما حين يرون ويسمعون ما حل بالأمة من تفرق بدل الاجتماع، وتنازع بدل الاتفاق، واقتتال بدل التصالح والتفاهم.
إننا أمام مرض اجتماعي واسع الانتشار على صعيد الأمة؛ ذلك هو (التعصب)، الذي يشكل عائقا أساسا أمام كل الشعوب والطوائف، فهو يكرس أسباب الفرقة، ويهدم ما هو موجود من أركان اللقاء والوحدة والتعاون.
ونتناول في هذه الحلقة التعصب ومظاهره وأسبابه، وآثاره السيئة على الأمة.
التعصب يأتي في لغة العرب بمعان عدة:
1 - يأتي بمعنى الشدة، يقال: عصب رأسه، وعصبه تعصيبا: شده، ومنه قوله تعالى: {ﮝ ں ں}(هود: 77)، أي: شديد في الشر(1).
2 - ويأتي بمعنى: التجمع والإحاطة والنصرة، ومنه قولهم: عصبة الرجل، أي: بنوه وقرابته لأبيه، وكل شيء استدار بشيء فقد عصب به، والعمائم يقال لها العصائب، ويقال: عصب القوم بفلان، أي: استكفوا حوله.
والتعصب من العصبية:، والعصبية أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبته والتألب معهم على من يناوئهم؛ ظالمين كانوا أم مظلومين، والعصبي هو الذي يغضب لعصبته ويحامي عنهم (2).
أما التعصب في الاصطلاح:
فلا يخرج عن المعاني اللغوية السالفة، فالتعصب هو التشدد وأخذ الأمر بشدة وعنف، وعدم قبول المخالف ورفضه، والأنفة من أن يتبع غيره ولو كان على صواب (3).
والتعصب أيضا هو نصرة قومه أو جماعته، أو من يؤمن بمبادئه؛ سواء محقين أم مبطلين، وسواء كانوا ظالمين أم مظلومين (4).
فالتعصب عدم قبول الحق عند ظهور الدليل، كما أنه أخذ الأمر بعنف وشدة، وعدم تقبل الآخر بعيدا عن النظرة الموضوعية المنصفة المتوافقة مع الحقيقة والواقع.
وهو ظاهرة قديمة حديثة يرتبط بها العديد من المظاهر كالتمييز العنصري، والديني والطائفي، والعرقي، والإقليمي، والقبلي وغير ذلك.
ويمكن أن نخلص من هذا إلى أن التعصب ضد التسامح، والانغلاق ضد الانفتاح، والتشدد ضد الرفق، وهو رفض الآخر وعدم قبوله، وهو ضد التواصل معه والتعايش والتوافق، والعصبية والحمية ضد التجرد للحق والانتصار له، فمعاني التعصب ممقوتة مذمومة، وضدها هذه الجميلة المحمودة.
من مظاهر التعصب: (5):
1- التعصب الحزبي:
وهو التعصب للفئة أو الحزب أو الجماعة التي ينتسب إليها الفرد، والانتصار لها بالحق والباطل، وإضفاء صفة العصمة والقداسة عليها.
2- التعصب القومي:
وهو الانتصار للقومية التي ينتسب إليها لمجرد القومية.
3- التعصب المذهبي أو الطائفي:
هذا التعصب الذي فرق المسلمين وجعل لهم أربعة منابر في الحرم المكي حول بيت الله، ومنع المسلم الشافعي من أن يصلي خلف أخيه الحنبلي، والحنبلي خلف المالكي، وهلم جرا، وأغلق باب الاجتهاد في وجه الأمة، وأشعل نار الفتنة والقتال بين طوائف الأمة، كتعصب الخوارج ضد الصحابة وقتالهم، وتعصب الشيعة ضد أهل السنة.
4- التمييز العنصري:
بسبب الجنس كتمييز الذكور ضد الإناث، أو اللون كتمييز البيض ضد السود، أو الأرض والوطن كالتمييز الحاصل ضد المهاجرين واللاجئين، أو القبيلة كالتمييز ضد أبناء القبائل الأخرى واحتقارهم.
5- التعصب الفكري:
وهو رفض الآخر، وعدم قبوله، والاستماع إليه، وترك التجرد والإنصاف في الحكم عليه، والتشدد في التعامل معه، ونقده بأقذع الصور، وتكوين صورة وإطار معين لفكر المخالف مشوبة بكثير من الأخطاء والمغالطات؛ لأنها قائمة على أسس واهية من التعصب والتحجر.
خصائص وصفات المتعصب:
يختص المتعصب بسمات عامة منها:
1- العاطفة الشديدة والميل القوي.
2- رفض المناظرة والحوار:
فالمتعصب يوحي إليه هواه بأنه على الحق الواضح الذي لا يقبل حوارا ولا مناظرة.
3- العجلة في إصدار الأحكام على الآخرين:
المتعصب يصدر الأحكام على الناس من غير فحص للأدلة والبراهين والأسس التي تقوم عليها تلك الأحكام.
4- التعميم المفرط:
إن التعميم المفرط من أكثر أخطاء التفكير شيوعا، وذلك بسبب عجز معظم الناس عن إصدار أحكام مبنية على رؤية تفصيلية منصفة.
أسباب التعصب:
من أهم تلك الأسباب ما يلي:
1- اتباع الهوى والإعجاب بالرأي:
وهو من أهم أسباب التعصب، فمن لم يتخذ القرآن والسنة مرجعية يحتكم إليهما في كل شؤونه، وهو معجب برأيه؛ فلن يتبع الحق مهما ظهر دليله، والله تعالى يقول: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} (الفرقان:43).
2- الجهل:
فالشخص أو الجماعة أو الطائفة أو الحزب، حين يجهل ما عليه الآخرون؛ فإنه يقع فريسة لأحاديث المجالس المتحاملة غير الموثوقة، كما يقع فريسة للدعاية المضادة.
3- تقديس الأشخاص والرموز من القادة الدينيين والمفكرين وغيرهم والغلو فيهم:
كما قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (التوبة:31)، وهذا التقديس والغلو يصل إلى درجة إضفاء صفة العصمة والقداسة؛ مما يؤدي إلى التعصب لهذا العالم، أو لهذه الجماعة، أو الطائفة، أو القبيلة.
4- التنشئة الاجتماعية:
فالنشأة في بيئة تعمل على إذكاء التمييز ضد الطوائف الأخرى أو اللون أو الجنس أو الجماعة أو الفكر، وتغذي روح التعصب ضد الآخر تنتج لنا أناسا متعصبين ومتحجرين ومتطرفين.
5- الانغلاق وضيق الأفق:
فنجد كثيرا من الطوائف والجماعات منغلقة على ذاتها، لا تسمع إلا نفسها، ولا ترى إلا ذاتها، وتمنع أتباعها من الاستماع لغيرها.
6- غياب أخلاقيات الحوار والتعامل مع المخالف:
مثل العدل والإنصاف والتجرد، والتعامل مع الآخر رغم الاختلاف، والثناء عليه لو أصاب، والدفاع عنه إذا ظلم.. إلخ(6).
بين التعصب المحمود والتعصب المذموم:
قصدنا بيان حقيقة التعصب المذموم وأسبابه، وهو التشدد وأخذ الأمر بالعنف وعدم قبول المخالف ورفضه، والأنفة من أن يتبع غيره ولو كان على صواب، وهذا يستلزم منا أن نفرق بين تعصب محمود، وتعصب مذموم، وبينهما فارق دقيق.
فمن مظاهر التعصب المحمود:
1- الانتصار للحق والتمسك به والدفاع عنه: فالتمسك بكتاب الله -عز وجل- وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بمقتضاهما والدعوة إليهما، ليس من التعصب المذموم، بل تعصب محمود، ومنه ما روي من قول النبي صلى الله عليه وسلم للحارث ابن مالك عندما سأله عن حقيقه إيمانه فأخبره، فقال له صلى الله عليه وسلم : «عرفت فالزم» (7)، وهذه وصية للحارث بن مالك بأن يتعصب للحق الذي عرفه.
2- شعور الإنسان بحبه العميق لهذا الدين الحق وانتمائه لأمة الإسلام هو من صميم إيمانه الذي انعكست أنواره في قلبه وعلى جوارحه، ليس تعصبا مذموما طالما أنه لم يصل إلى درجة الغلو الذي حذر منه الحق تبارك وتعالى في قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} (النساء: 171).
3- ليس من التعصب الاعتزاز بعظمة الدين، وأنه جاء ليخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وأن الإسلام هو الدين الخاتم الحق الذي ارتضاه الله للبشرية جميعها ولا يقبل دينا سواه.
4- ليس من التعصب الاعتزاز بالشخصية الإسلامية التي ترفض التبعية والانهزامية أمام أعدائها؛ مما يدعوهم إلى رميها بالتعصب كما هو الحال اليوم (8).
5- ليس من التعصب المذموم حوار المخالف والرد عليه وكشف خطئه وبيان الزلل الواقع فيه؛ سواء كان كفراً أم بدعة أم معصية، مع الحفاظ على أدب النقد العلمي الرصين، وأدب التعامل مع المخالف، وعدم إطلاق الأحكام المتعصبة جزافاً لمجرد المخالفة.
6- حرص الإنسان على معرفة نسبه، وحبه لقومه، ووطنه وانتمائه إليهم تعصب محمود، طالما ليس فيه ازدراء للآخرين ولا انتقاص لحقوقهم، ولا حمية جاهلية لا تفرق بين الحق والباطل.
آثار التعصب المذموم على الأمة الإسلامية (9):
1- تفرق الأمة الإسلامية:
فمن أبرز آثار التعصب المذموم تفرق الأمة وتمزقها، وإثارة البغضاء في نفوس أبنائها، والله تعالى يقول: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الروم:31-32).
وعن جبير بن مطعم رضي لله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليسا منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية» (10).
2- تأخر الأمة وتراجعها وإيقاع الوهن في كيانها:
وهذا نتيجة للأثر السابق، فإن تفرق الأمة وضعفها يجعلها فريسة سهلة لأعدائها لعجزها عن الدفاع عن نفسها؛ فتهون على أعدائها فيجتمعون على استئصالها.
فعن ثوبان رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: أمن قلة يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل» الحديث (11).
3- نشر الكراهية والتدابر والتباغض والتقاتل بين أبناء الأمة الواحدة:
فلو نظرنا إلى واقع أمتنا المسلمة وتأملنا طبيعة الصراع بين الطوائف المختلفة في بلاد المسلمين لعرفنا مدى خطورة التعصب وآثاره بين طوائف الأمة الواحدة، تلك الكراهية التي لا زالت تؤدي إلى سفك الدماء وإرهاق الأرواح، وما يجري اليوم في سوريا والسودان والصومال والعراق واليمن وغيرها، دليل واضح على ذلك.
كيف عالج الإسلام التعصب؟
حارب الإسلام كل أشكال التعصب والانغلاق حيث حث على التعارف والتواصل وإشاعة روح التسامح وإغلاق الأبواب أمام كل أسباب التعصب المذموم، ومن ذلك:
1- بين الله تعالى أن الناس مهما اختلفوا وتباعدوا فإن عليهم أن يتذكروا أنهم جميعا من أب واحد، وأم واحدة، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (الحجرات:13).
2- أمرنا الله بالعدل والإنصاف مع أنفسنا والآخرين فقال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90)، وقال أيضا: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ } (النساء:58).
3- حرم الله تعالى الظلم والبغي مع المخالف فقال: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ} (المائدة:8)، والإسلام دعانا إلى قبول الحق مهما كان مصدره، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها، يقول عليه الصلاة والسلام: «الكبر بطر الحق وغمط الناس» (12).
4- حذر الإسلام من الغلو في الأشخاص وإنزالهم فوق منزلتهم، قال عز وجل عمن قبلنا من الأمم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (التوبة:31)، ثم قال عن نبينا [ وهو سيد المرسلين: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً } (آل عمران:144).
5- يقرر الإسلام أن أساس التفاضل بين الناس ليس اللون، أو الجنس، أو القبيلة، أو الطائفية، أو الحزب، أو الوطن... إلخ، وإنما التقوى، والعمل الصالح، قال تعالى: {ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ} (الحجرات:13)، فلا يفتخرن أحد بآبائه وأجداده، فإنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، والناس كلهم لآدم، وآدم من تراب.
6- الإسلام دين الرحمة والإحسان مع المخالفين حتى مع المشركين (غير المحاربين)؛ فكيف الحال مع المسلمين؟ قال الله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة:8).
7- حث الإسلام على الرفق واللين، وتجنب الشدة والفظاظة والغلظة، تعليما للمسلم أدب التعامل مع الآخرين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» (13).
وقال صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على ما سواه» (14).
الهوامش:
1- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 9/74.
2- لسان العرب لابن منظور 1/ 602- 607 بتصرف.
3- التعصب: مظاهره -أسبابه- نتائجه، بعده الشرعي، د. عادل الدمخي، ص/2.
4- الحوار وآدابه في الإسلام، د. عبدالله بن سليمان المشوخي، ص/2.
5- عادل الدمخي، المصدر السابق.
6- التعصب: مظاهره- أسبابه- نتائجه، د. عادل الدمخي، ص/4، بتصرف.
7- مصنف ابن أبي شيبة 1/185.
8- التعصب المذموم وأثره على العمل الإسلامي المعاصر، إعداد: د. ماهر أحمد السوسي وأ. محمد كمال السوسي، ص/6.
9- المصدر نفسه.
10- أخرجه أبو داوود في كتاب الأدب، باب في العصبية، (4/494)، ح (5123).
11- المرجع السابق، باب في تداعي الأمم على الإسلام، (4/184)، ح(4299).
12- رواه مسلم (90).
13- رواه مسلم (2594).
14- رواه مسلم (2593).



اعداد: أحمد عبدالعال





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.48 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]