مصطلح السلفية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حياة القلوب - قلوب الصائمين انموذجا**** يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 49 )           »          حقوق العمالة وواجباتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          طهر قلبك من الحسد! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          البرنامج التأصيلي العلمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 10169 )           »          من يحمي المجتمع من عدوى الإعلانات؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مُثُــــل علـيـا في السلـوك الإداري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          مساجد غزة الأثرية.. معالم حضارية تقاوم محاولات طمس هويتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1387 )           »          أصــول الفكــر القطــبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-04-2025, 11:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,605
الدولة : Egypt
افتراضي مصطلح السلفية

مصطلح السلفية (حقيقته وصلته بالإسلام الصحيح)


السلف: هم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين، أهل القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية والفلاح
قال علماء السلف: السنة: العمل بالكتاب، والسنة: الاقتداء بصالح السلف واتباع الأثر
الحمدلله الذي أمرنا بالتمسك بكتابه وبسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن فيهما النجاة من فتن الدنيا وعذاب الآخرة، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل عمران:103).
فالرفعة والشرف باتباع هذا الكتاب المبين، قال تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (الأنبياء:10).
والفلاح لمن اتبع وتمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} (المائدة:15).
ولقد أمر الله -سبحانه- بطاعته وطاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (النساء: 59)، أورد الصنعاني في تفسيره لهذه الآية، فقال: فهذه أوامر بطاعة العلماء والأمراء، ولهذا قال تعالى: أطيعوا الله «أي اتبعوا كتابه»، وأطيعوا الرسول: «أي خذوا بسنته»، وأولي الأمر منكم: «أي فيما أمروكم به من طاعة الله، لا في معصية الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله»، وقوله: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} قال مجاهد وغير واحد من السلف: أي إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا أمر من الله عز وجل، بأن كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنة، كما تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} (الشورى:10).
والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالتمسك بكتاب الله وبسنته صلى الله عليه وسلم ، فعن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبد حبشي، فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ» حديث صحيح، رواه الترمذي.
وعن بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع، فقال: «يا أيها الناس! إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به، فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه» صحيح. رواه البيهقي في السنن الكبرى.
المعني اللغوي والاصطلاحي والشرعي للسلفية، وأوصاف السلف وألقابهم
أ- السلفية في اللغة:
تعني النسبة للسلف الصالح -رضوان الله عليهم-، والسلف: كل عمل قدمته، أو فرط فرط لك، وكل من تقدمك من آبائك وأقربائك.
قال (ابن منظور) السالف المتقدم، والسلف والسليف والسلفة: الجماعة المتقدمون، قال تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} (الزخرف:56).
والسلف: الجمع والعصبة التي قد مضت.
قال الزجاج: «سلفا» جمع سليف، أي: جمعا قد مضى، وهي جمع سلفة أي عصبة قد مضت، والتسليف التقديم، وكل شيء قدمه العبد من عمل صالح أو ولد فرط يقدمه فهو له سلف.
وسلف الإنسان: من تقدمه بالموت من آبائه و ذوي قرابته، ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح، والسلف من الناس الجماعة.
ب- السلفية في الاصطلاح:
والسلف في الاصطلاح: هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن سار على نهجهم من أهل القرون الثلاثة المفضلة، قال (السفاريني) في تعريفه لمذهب السلف: المراد بمذهب السلف: (ماكان عليه الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-، وأعيان التابعين لهم بإحسان، وأتباعهم، وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة، وعرف عظم شأنه في الدين، وتلقى الناس كلامهم خلفا عن سلف، دون من رمي ببدعة، أو أشتهر بلقب غير مرض مثل الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة والكرامية).
والسلف: هم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين، أهل القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية والفلاح.
وقد أورد (القيهي) تعريفا للسلف في الاصطلاح، فقال: ومنهم من يقول: إنهم (الصحابة والتابعون وتابعو التابعين: يعني القرون الثلاثة المفضلة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية).
أوصاف السلف وألقابهم:
لمفهوم السلفية معان مرادفة لها، وألقاب وأسماء لها علاقة بمفهوم السلفية، وتطلق عليها، منها مفاهيم: (الصالح، والسنة، والجماعة، وأهل السنة والجماعة)، وسوف يورد الباحث معانيها إكمالا للفائدة، وإيضاحا للمعنى.
- الصالح: هو المستقيم المؤدي لواجباته، والصلاح: الاستقامة والسلامة من الغيب.
- أهل السنة: السنة في اللغة: الطريقة والسيرة.
قال ابن منظور: والسنة: الطريقة المحمودة المستقيمة، ولذلك قيل: فلان من أهل السنة، معناه: من أهل الطريقة المستقيمة المحمودة، وهي مأخوذة من السنن وهو الطريق.
والسنة في الاصطلاح: طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم .
وقال علماء السلف: السنة: العمل بالكتاب، والسنة: الاقتداء بصالح السلف واتباع الأثر.
وسمي أهل السنة بذلك لانتسابهم لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والأخذ بها والعمل بها، امتثالا لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب:21)، وقوله صلى الله عليه وسلم : «فعليكم بسنتي».
- الجماعة: الجماعة في اللغة: جمع الشيء عن تفرقة يجمعه جمعا، وجمعه، وأجمعه، فاجتمع، وهو مأخوذ من الجمع، وهو تأليف المتفرق، وتجمع القوم، اجتمعوا من ها هنا وها هنا، ومن الاجتماع وهو نقيض الفرقة، ومن الإجماع وهو الاتفاق.
والجمع: اسم لجماعة الناس، والجمع: المجتمعون، وجمعه جموع، والجامعة والجميع والمجمع والمجمعة: كالجمع، وقوم جميع: مجتمعون.
والجماعة في الاصطلاح: هم سلف الأمة من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الذين اجتمعوا على الحق الصريح من الكتاب والسنة.
وقال (الطحاوي) والجماعة: جماعة المسلمين، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، فاتباعهم هدى، ومخالفهم ضلال، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (آل عمران:31).
- أهل السنة والجماعة:
ومن أوصاف السلف وألقابهم (أهل السنة والجماعة)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وقدس روحه: «وأهل السنة والجماعة هم الذين اجتمعوا على الأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، والعمل بها ظاهرا وباطنا في القول والعمل والاعتقاد».
وأهل السنة والجماعة: هم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهم المتمسكون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم الصحابة، والتابعون، وأئمة الهدى المتبعون لهم، وهم الذين استقاموا على الاتباع، وابتعدوا عن الابتداع في أي مكان، وفي أي زمان، وهم باقون منصورون إلى يوم القيامة، وسموا بذلك لانتسابهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، واجتماعهم على الأخذ بها ظاهرا وباطنا، في القول وفي العمل، والاعتقاد.
فمفهوم السلفية إذاً هو التمسك بكتاب الله، وبما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، والالتزام بطاعته، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، واقتفاء أثر أصحابه، والتابعين وتابعيهم، واتباع الحق والبعد عن الهوى ومحدثات الأمور، وطاعة ولي الأمر في غير معصية الله، والدعاء له بظهر الغيب، والرحمة بالناس، وحب الخير للجميع.



اعداد: خلف بن علي بن حسين العنزي


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 20-04-2025 الساعة 02:02 PM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-04-2025, 02:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,605
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مصطلح السلفية

مصطلح السلفية- حكم الانتساب للسلفية


إن السلفية ليست من صنع أي إنسان، وإنما هي مستمدة من الوحي ومن السنة، وهي منهج صحيح نابع من الدين الإسلامي الصحيح، فما حكم الانتساب للسلفية والسلفيين؟، وما معنى ذلك؟
سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «هل صحيح أن الحنابلة هم السلفيون فقط؟ وما حقيقة السلفية؟ هل هي قرينة التشدد والتزمت كما يروج بعضهم»؟.
فأجاب: «ليس هذا القول بصحيح، وإنما السلف الصالح هم الصحابة رضي الله عنهم، ومن سلك سبيلهم من التابعين وأتباع التابعين من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم، ممن سار على الحق، وتمسك بالكتاب العزيز والسنة المطهرة، في باب التوحيد، وباب الأسماء والصفات، وفي جميع أمور الدين، نسأل الله أن يجعلنا منهم، وأن يوفق جميع المسلمين حكومات وشعوبا في كل مكان للتمسك بكتابه العزيز وسنة رسوله الأمين وتحكيمهما، والتحاكم إليهما، والحذر من كل ما يخالفهما، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله ولي التوفيق»(1).
وسئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- (عن معنى السلف والسلفية).
فأجاب: «السلف معناه: المتقدمون، فكل متقدم على غيره فهو سلف له، ولكن إذا أطلق لفظ السلف فالمراد به القرون الثلاثة المفضلة: الصحابة والتابعون وتابعوهم، هؤلاء هم السلف الصالح، ومن كان بعدهم، وسار على منهاجهم فإنه مثلهم على طريقة السلف، وإن كان متأخراً عنهم في الزمن؛ لأن السلفية تطلق على المنهاج الذي سلكه السلف الصالح رضي الله عنهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة» وفي لفظ «من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي».
وبناء على ذلك تكون السلفية هنا مقيدة بالمعنى، فكل من كان على منهاج الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان فهو سلفي وإن كان في عصرنا هذا وهو القرن الرابع عشر بعد الهجرة نعم» (2).
فالسلفية معناها إذا: سلوك مسلك السلف في أسماء الله وصفاته، والإيمان بها، وإمرارها كما جاءت من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، والأخذ بالدليل، وعدم التقليد الأعمى والتعصب.
والسلفية هي طريق النبي صلى الله عليه وسلم ، وطريق أصحابه، هي الطريقة المحمدية إذا صار أهلها عندهم علم وعندهم بصيرة، وإتقان ومعرفة لعلم السنة، واتباع لماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فهما والتزاما بما عليه السلف.
فالسلفي هو الذي يعتني بما عليه السلف الصالح، ويسير على نهجهم، فيأخذ بالدليل، ويؤمن بآيات الله، وأسمائه، وصفاته، وهو الذي ينتسب إلى سلف الأمة، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأتباعهم بإحسان.
والدعوة السلفية هي الدعوة إلى ما بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ، من التمسك بالقرآن العظيم والسنة المطهرة، والدعوة إلى السير على المنهج الذي درج عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة لتوحيد الله عز وجل، والتحذير من الشرك به، امتثالا لقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (النساء:36).
وقوله سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة:5).
فالانتساب إلى السلفية أمر واجب، ولا يجوز التبرؤ من السلف والسلفية؛ لأن التبرؤ منهما كالتبرؤ من الإسلام، لكن المنهي عنه التعصب والتحزب للسلفية، والمعاداة والموالاة لطائفة أو حزب معين، قال ابن تيمية رحمه الله: «فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله وسنة نبيه وما اتفقت عليه الأمة، فهذه الثلاثة هي أصول معصومة، وما تنازعت فيه الأمة ردوه إلى الله والرسول، وليس لأحد أن يُنصِّبَ للأمة شخصا يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي، ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله، وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة، ويعادون» (4).
فالذي على منهج السلف يكون معتدلا ومستقيما بين الإفراط والتفريط، دارسا ومتقنا لمنهج السلف، لا غلو ولا تساهل، عاملا به، متقفيا أثر السلف الصالح في أقواله وأعماله، فلا ينطق إلا بالحق ولا يعمل إلا به.
السلفية وعلاقتها بالجماعات والأحزاب المعاصرة
السلفية -كما تقدم-: منهج قائم على الأخذ والعمل بكتاب الله والسنة النبوية، وما كان عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان، وطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وتوحيد الله وعدم إشراك أحد معه في عبادته، ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، تكون باتباع أثره، والتقيد بسنته، والنصح لله ورسوله ودينه ولولي الأمر وعامة المسلمين، وحب الخير لهم، وعدم تكفير المسلمين وإيذائهم في أموالهم أو أعراضهم أو ممتلكاتهم.
ومن أصولهم: جمع كلمة المسلمين، والنهي عن الفرقة والاختلاف؛ لأنها تضعف قوة المسلمين، وتتيح الفرصة للأعداء للنيل منهم قال تعالى: { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } (الأنفال:46).
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (الأنعام:159).
قال الشيخ الفوزان رحمه الله: التفرق ليس من الدين؛ لأن الدين أمرنا بالاجتماع، وأن نكون جماعة واحدة، وأمة واحدة على عقيدة التوحيد، وعلى متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فديننا دين الجماعة ودين الألفة والاجتماع، والتفرق ليس من الدين، فتعدد الجماعات هذا ليس من الدين؛ لأن الدين يأمرنا أن نكون جماعة واحدة، والدين لا يقر التفرق، بل ينهى عنه أشد النهي، ويأمر بالاجتماع على عقيد التوحيد وعلى منهج الإسلام جماعة واحدة وأمة واحدة، والتفرق وتعدد الجماعات إنما هو من كيد شياطين الجن والإنس لهذه الأمة (5)، يقول تعالى: {إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } (الأنبياء:92).
فالمنهج السلفي قائم على أصول وأسس مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، سبق الإشارة إليها(6).
والمتأمل لواقع الجماعات والأحزاب الإسلامية المعاصرة اليوم، يرى أن بعضها مخالفة للمنهج السلفي الصحيح، ولا علاقة للمنهج السلفي السليم بها، لا من قريب ولا من بعيد، فهي جماعات وأحزاب قائمة على التحزب لرأي أو شخص معين، وتوالي وتعادي عليه، وتنهج القوة والتخريب في عملها، وتسفك الدماء وتدمر الممتلكات وتفرق كلمة المسلمين، وتدعو وتحرض للخروج على ولي الأمر، وشق عصا الطاعة عليه، ولم تجن من عملها هذا إلا إساءة سمعة الإسلام والمنتسبين له، وقتل الأبرياء بغير وجه حق، وتفريق المؤمنين، وتسليط الأعداء عليهم بحجة محاربة الإرهاب.
الخاتمة
وتشتمل على نتائج وتوصيات الدراسة
خاتمة ورقة العمل هذه احتوت على أهم النتائج والتوصيات التي توصل لها الباحث، ويرى أن لها علاقة بمجال البحث، وتؤدي إلى نتائج تخدم موضوع الدراسة.
النتائج: ومن أهمها:
1- وجوب التمسك بالكتاب والسنة، والالتزام بما جاء فيهما، وتقديمهما على غيرهما.
2- استجابة السلف لله ورسوله وقيامهم بشريعته وتمسكهم بالسنة.
3- أن السلف هم خير الخلق من الصحابة والتابعين والذين اتبعوهم بإحسان، وهم خير القرون المفضلة، وهم الطائفة المنصورة الملتزمة بأمر الله إلى قيام الساعة.
4- أن السلفية تعني السلف الصالح -رضوان الله عليهم-، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن سار على نهجهم، وهم بذلك يخرجون عن أهل البدع والأهواء.
5- أن للسلفية معاني لها ارتباط بها كالصالح والسنة والجماعة، وأهل السنة والجماعة.
6- أن السلفية هي المنهج الصحيح الذي له علاقة بالإسلام الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
7- أن من أصول السلفية: النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وطاعة ولي الأمر في غير معصية الله، والحرص على جمع كلمة المسلمين ونبذ الفرقة والاختلاف، وعدم إيذاء الناس في أنفسهم أو ممتلكاتهم.
8- من أهم النتائج: أن الانتساب للسلفية واجب؛ لأنها هي المنهج الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والتزم به صحبه الكرام والتابعون وتابعوهم.
9- أن معظم الجماعات والأحزاب الإسلامية المعاصرة اليوم قائمة على التفرق والتحزب والعنف وقتل الأبرياء.
10- أن السلفية لا علاقة لها البتة ببعض هذه الجماعات، وإن تسمت باسم الإسلام أو السلفية، لبعدها عن المنهج الحق الذي جاء به الحق، تبارك وتعالى، وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم .
11- أن السلفي هو من درس منهج السلفية، وعرف حقيقته، وأتقنه، وعمل به.



اعداد: خلف بن علي بن حسين العنزي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.57 كيلو بايت... تم توفير 2.16 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]