{ ولقد كنتم تمنون الموت } - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 865 - عددالزوار : 119162 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024228 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301485 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40245 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367092 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-04-2025, 11:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,241
الدولة : Egypt
افتراضي { ولقد كنتم تمنون الموت }

﴿ وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ ﴾

د. خالد النجار

قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ﴾ [آل عمران: 143].

﴿ وَلَقَدْ كُنْتُمْ ﴾ [آل عمران: 143] قبل خروجكم إلى الجهاد، أكد هذه الجملة لإقامة الحُجة عليهم، والجملة هنا مؤكَّدة بثلاثة مؤكدات: بالقسم المقدَّر، وباللام الواقعة في جوابه، وبـ «قد» كنتم فيما مضى تمنون الموت من قبل أن تلقَوه.

﴿ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ ﴾ [آل عمران: 143]؛ أي: الحرب؛ لأنها سبب الموت في سبيل الله، عبَّر عن ملاقاة الرجال ومجالدتهم بالحديد بالموت؛ إذ هي حالة تتضمن في الأغلب الموت، فلا يتمناها إلا من طابت نفسه بالموت.

والموت شهادةً أغلى أمنيةِ الشجاع صادق الإيمان، ولقد وُصف فارس الإسلام عليٌّ رضي الله عنه بأنه كان إذا تقدم إلى الميدان لا يدري أيقع على الموت أم يقع الموت عليه، فكان يقع رضي الله عنه على الموت، يُصيب به أعداء الله وأعداءه.

ومتمنِّي الموت في الجهاد ليس متمنيًا لغلبة الكافر المسلمَ، إنما يجيء ذلك في الضمن لا أنه مقصود، إنما مقصده نَيل رتبة الشهادة؛ لِما فيها من الكرامة عند الله تعالى.

وفيه أنه لا ينبغي للإنسان أن يتمنى المكروه؛ لأنه إذا تمناه ووقع، ربما ينكُص ولا يصبر؛ وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تمنَّوا لقاء العدو، وسلُوا الله العافية، فإذا لقِيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف))، وهكذا الإنسان ينبغي له أن يسأل الله دومًا العافية، لكن إذا ابتُلي فليصبر.

﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ ﴾ [آل عمران: 143]؛ أي: من قبل أن تشاهدوا شدائده وأهواله، والضمير في ﴿ تَلْقَوْهُ ﴾ عائد على الموت، وقيل: على العدو، وأُضمر لدلالة الكلام عليه، والأول أظهر؛ لأنه يعود على أقرب مذكور.

﴿ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ ﴾ [آل عمران: 143] فاء فصيحة عن قوله: ﴿ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ ﴾ [آل عمران: 143]؛ أي: عاينتم أسبابه في الحرب المستعر من لمعان السيوف، وحد الأسنة، واشتباك الرماح، وصفوف الرجال للقتال.

والفاء الفصيحة هي التي يُحذف فيها المعطوف عليه مع كونه سببًا للمعطوف، وسُمِّيت فصيحة؛ لأنها تُفصح عن محذوف، وتُفيد بيان سببيته، فهذه الفاء يُؤتى بها للإفصاح عن شيء مقدَّر لا بد من تقديره ليستقيم المعنى.

ومن أمثلة الفاء الفصيحة قوله تعالى:
﴿ فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ ﴾ [الفرقان: 19]، ﴿ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ ﴾ [الروم: 56]، ﴿ فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا ﴾ [الفرقان: 36]، ﴿ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة: 54]، ﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴾ [البقرة: 60].

﴿ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ﴾ [آل عمران: 143] وفي إيثار الرؤية على الملاقاة وتقييدها بالنظر مزيد مبالغة في مشاهدتهم له، وتأكيد لحال الرؤية أو تصوير لرؤيتهم؛ لأن الجملة حالية والتعبير بالمضارع يفيد التصوير، وإحضار الصورة الواقعة في الماضي كأنها واقعة في الحاضر، فيستحضرها العقل كما وقعت، وكما ظهرت في الوجود.

والمقصود: أي: مُعاينين مشاهدين له حين قُتل بين أيديكم مَن قُتل من إخوانكم وأقاربكم، وشارفتم أن تُقتلوا، فعلى هذا يكون متعلَّقُ النظر متعلقَ الرؤية، وهو توبيخ أو عتب أو لوم لهم على تمنِّيهم الحرب وتسببهم لها، ثم جبنهم وانهزامهم.

والخطاب للمؤمنين، وظاهره العموم والمراد الخصوص؛ وذلك أن جماعة من المؤمنين لم يحضُروا غزوة بدر؛ إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما خرج مبادرًا يريد عِير قريش، فلم يظنوا حربًا، وفاز أهل بدر بما فازوا به من الكرامة في الدنيا والآخرة، فتمنَّوا لقاء العدو ليكون لهم يوم كيوم بدر، وهم الذين حرَّضوا على الخروج لأُحُد.

فلما كان في يوم أحد ما كان، رمى عبدالله بن قميئة الحارثي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بحجرٍ، فكسر رَبَاعِيَتَه، وشجَّ وجهه الكريم، فذبَّ عنه مصعب بن عمير رضي الله عنه، وكان صاحب الراية حتى قتله ابن قميئة، وهو يزعم أنه قتل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "قتلت محمدًا"، وصرخ بذلك صارخ قيل: إنه إبليس، وفشا ذلك، فانكفأ الناس فارِّين، فدعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إليَّ عباد الله))، قال كعب بن مالك: كنت أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين، فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانحاز إليه ثلاثون من أصحابه، وحملوه حتى كشفوا عنه المشركين، وتفرَّق الباقون وقال بعضهم: "ليت ابن أُبي يأخذ لنا أمانًا من أبي سفيان"، وقال ناس من المنافقين: "لو كان نبيًّا لما قُتل، ارجِعوا إلى إخوانكم وإلى دينكم"، فنزلت هذه الآية تلومهم على ما صدر منهم، مع ما كانوا قرروا على أنفسهم من تمني الموت.

وتجويزهم لقتله عليه الصلاة والسلام مع قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67]؛ لِما أن كل آية ليس يسمعها كل أحد، ولا كل من يسمعها يستحضرها في كل مقام، لا سيما في مثل ذلك المقام الهائل.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.86 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]