الهوية أساس بناء الحضارة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         غواية التشخيص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وصية الإبراهيمي للمرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          طاعة الرحمن ونصرة أهل الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          إنَّ مُعاذًا كان أُمَّة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          سوء الخاتمة من عقوبات الشهوة المحرمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المكر السيء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عبودية الشكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الآيات العاصمة من شبهات شياطين الإنس والجن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حدثوهم عن المعالي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-03-2025, 11:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,213
الدولة : Egypt
افتراضي الهوية أساس بناء الحضارة

الهُوِيَّةُ أساس بناء الحضارة

د. حسام العيسوي سنيد

مقدمة:
شهرُ رمضانَ يجدِّد فينا معانيَ كثيرة، ويذكِّرنا بالأُسس التي قامت عليها حضارتنا، ومن هذه الأسس: الوحدة بين المسلمين؛ فهم يصومون شهرًا واحدًا، يُمسكون في ميعاد واحد، ويُفطرون في ميعاد واحد، يفعلون أفعالًا واحدة؛ كصلاة التراويح، والتهجد، وكثرة الدعاء، وحب الخير، والدعوة إلى البر.

ومع هذا الأساس - الذي ذكَّرنا به رمضانُ - توجد أُسُس أخرى، يُعاد بها بناء حضارتنا، ويُستعاد بها قيمتنا، ومسيرتنا، ودورنا المنشود في وسط الأمم، ومن هذه الأسس: الاعتزاز بهُوِيَّتِنا؛ الأمور التي تميزنا عن غيرنا، وتجعلنا قدوة لغيرنا، وتساهم في إعادة دورنا المنوط بنا؛ كما ذكر ربنا تبارك وتعالى في كتابه: ﴿ كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]، ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110].

1- اللغة العربية ركن الهُوِيَّة:
اختص المولى عز وجل لغتنا العربية بخصائصَ، لم توجد في غيرها من اللغات؛ فهي لغة القرآن الكريم: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195]، وهي لغة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ في الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربيٌّ))، فهذه مميزات لا توجد في غيرها من اللغات؛ لذا ينبغي علينا أن نحافظ على لغتنا، ونعيد لها كيانها وقيمتها من جديد، وتوجد عدة وسائل للحفاظ عليها:
تلاوة القرآن: أكثر وسيلة للحفاظ على العربية المداومةُ على قراءة القرآن؛ فهو يُثري لسان المسلم، ويُقوِّي لسانه العربي، ويُعلي من ثروته اللغوية، يُحكى أن أعرابيًّا سمع رجلًا يقرأ قوله تعالى: ﴿ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 3]، فنصب لفظ "ورسوله"، فقال الأعرابي: "إن كان الله بريئًا من رسوله، فأنا منه بريء، فأخذه الرجل إلى عمرَ، فحكى الأعرابي قراءته، فعندها أمر عمر بتعلم العربية"[1].

ومن تلاوتنا للقرآن نصحِّح مفاهيمَ أخذت معانيَ غير معانيها القرآنية، الإلهية، المقصودة، لو سألت أحد المسلمين: من هو الرباني؟ لسمعت إجابات كثيرة مختلفة، لكن الله تبارك وتعالى يضبط المعنى، ويصحح الفهم، ويذكر في القرآن المعنى الصحيح: ﴿ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾ [آل عمران: 79].

تداول العربية: النطق باللغة العربية الفصيحة هدف سامٍ، لكن على الأقل نحتفظ ببعض كلماتنا العربية، فلا تسطو علينا المفاهيم الغربية في كل شيء، في محيط الأسرة، التنبيه على بعض المصطلحات؛ كلفظ بابا وماما، واستبداله بأبي وأمي، والفهم من خلال هذه الألفاظ البسيطة أن هذه لغتنا العربية، نعتز بها؛ فهي أساس هُوِيَّتِنا، وحضارتنا لا تقوم إلا بالالتزام بها.

تعريب العلوم: سمعنا في الأيام الأخيرة عن جهود مؤسسة الأزهر لتعريب بعض العلوم، وتفرُّق الناس بين مؤيد ومعارض، ألَا يدري المعارضون أن الأمم الأخرى لا تقبل بتدريس العلوم إلا بلغتها؟ لكن المغلوب دائمًا – كما يقول ابن خلدون - مُولَع بتقليد الغالب[2].

هذه بعض الوسائل في نهضة لغتنا العربية، فاللغة العربية أساس هويتنا، ولن تقوم الحضارة إلا بتعزيز هذه الأسس، ومراعاتها في كافة جوانبنا.

2- الأخلاق من أُسُسِ الهوية:
الأخلاق أساس الدين: يمتاز المسلمون بأخلاقهم وقيمهم، والأخلاق – عند المسلمين - أساس الدين، وركن لا يُستغنى عنه في تعليماته وشرائعه، ويكفي ما قاله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه البيهقي في السنن الكبرى، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق)).

والمسلمون يتفاضلون عند الله بتمام أخلاقهم وسلوكهم: ففي الحديث الذي رواه البخاري في الأدب المفرد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أخبركم بأحبكم إليَّ، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟ فسكت القوم، فأعادها مرتين أو ثلاثًا، قال القوم: نعم يا رسول الله، قال:أحسنكم خلقًا)).

والأخلاق ثمرة الصيام؛ يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183]، وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البيهقي عن جابر بن عبدالله: ((قال ربنا: الصيام جُنَّة يستجِنُّ بها العبد من النار، وهو لي وأنا أجزي به)).

لا انفصال بين العبادات والأخلاق: الأخلاق هي ميزان العبادات، قبول العبادة متوقف على تحقيقها والقيام بها؛ في الحديث الذي رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أُمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيَت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم، فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار)).

الأخلاق أساس بناء الحضارة: يقول المولى تبارك وتعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا [الإسراء: 16]، وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنه: ((إن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبدًا، نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء، لم تلقَه إلا مقيتًا ممقَّتًا، فإذا لم تلقَه إلا مقيتًا ممقَّتًا، نُزعت منه الأمانة، فإذا نُزعت منه الأمانة، لم تلقه إلا خائنًا مخوَّنًا، فإذا لم تلقه إلا خائنًا مخونًا، نُزعت منه الرحمة، فإذا نُزعت منه الرحمة، لم تلقه إلا رجيمًا ملعَّنًا، فإذا لم تلقه إلا رجيمًا ملعنًا، نُزعت منه رِبقة الإسلام)).

فرمضانُ فرصة حقيقية للارتقاء بالأخلاق، ووضع لبنة رئيسة في إعادة بناء حضارتنا من جديد.

3- سلوكيات خاطئة في رمضان:
توجد بعض السلوكيات التي ينبغي أن ينأى ويبتعد عنها الصائم:
التهاون في الأعمال: فقد يتهاون المسلم في عمله، يضيع مصالح الناس، بدعوى الصيام، الصيام يعلمنا الإتقان، ليس مدعاة للبطالة والإهمال، ويكفي أن رمضان هو شهر الانتصارات؛ فالانتصارات الكبرى، والفتوحات الكبيرة، تمت بأيدي الصائمين، فالله يؤيد الطائعين، وينأى عن العاصين المقصرين.

ضياع الأوقات فيما لا يفيد: رمضان دقائقه غالية، وساعاته ثمينة، المنزلة الكبرى لا تُعطى للمفرط، بل للمجتهد، الله عز وجل يُخفي ساعة الإجابة يوم الجمعة، ويُخفي ميعاد ليلة القدر، ويُخفي ميعاد رجوعنا إليه، كل ذلك لنجتهد ونستعد، ونتسابق في بلوغ الدرجات.

الإسراف في الإنفاق وتبديد الأموال: ينبغي أن يكون الهمَّ الأكبر العبادةُ، الطعام يُعين عليها، لا يكون الطعام في رمضان هو الأساس، الأُسرة قد تنفق في رمضان ما يساوي نفقة الشهور كلها غير رمضان، وفي هذا إسراف وتبذير، وخروج عن مقصد الصيام.

اللهم اهدِنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنها سيئها، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

[1] انظر: الزمخشري: الكشاف، ط1، المكتبة التوفيقية، 2012م، (2/ 241).

[2] انظر: ابن خلدون: المقدمة، تحقيق: علي عبدالواحد وافي، ط6، دار نهضة مصر، 2012، (2/ 505).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.54 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]