|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدرس التاسع: الغفلة عفان بن الشيخ صديق السرگتي الغفلة: السهو عن الشيء، وهو مصدر غفَل يَغفُل غفلة وغفولًا، يقول ابن فارس: الغين والفاء واللام أصل صحيح يدل على ترك الشيء سهوًا، وربما كان عن عمدٍ. قال المناوي: الغفلة: فقدُ الشعور بما حقُّه أن يُشعَرَ به، وقال الراغب: سهو يعتري الإنسان من قلة التحفُّظ والتيقُّظ. الغفلة قد تحمد أحيانًا: قال الشيخ العز بن عبد السلام: الغفلةُ عن القبائح مانعةٌ من فعلها؛ إذ لا يتأتَّى فعلُها إلا بالعزم عليها، ولا عزمَ عليها مع عدم الشعور بها، وتحصُل هذه الغفلة بالأسباب الشاغلة، وقد جعلها من المأمورات الباطنة، أما الغفلة عن ذكر الله، فهي من المنهيات الباطنة، والأُولى محمودة والثانية مذمومة. الآيات والاحاديث الواردة في الغفلة: 1) ﴿ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴾ [الأنعام: 154 - 157]. 2) ﴿ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ * وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 134 - 137]. 3) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أَن رَسُولَ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ) قَالَ: الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ، وَبَعْضُهَا أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ عَز وَجَل أَيهَا الناسُ، فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِِجَابَةِ، فَإِن اللهَ لاَ يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ[1]. 4) عَنْ حُمَيْضَةَ بِنْتِ يَاسِرٍ عَنْ جَدتِهَا يُسَيْرَةَ - وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ - قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ): يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ، عَلَيْكُن بِالتهْلِيلِ وَالتسْبِيحِ وَالتقْدِيسِ، وَلَا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرحْمَةَ، وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ، فَإِنهُن مَسْؤُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ[2]. 5) عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النبِي (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ) قَالَتْ: كَانَ الناسُ يُصَلونَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ) فِي رَمَضَانَ بِالليْلِ أَوْزَاعًا، يَكُونُ مَعَ الرجُلِ الشيْءُ مِنَ الْقُرْآنِ، فَيَكُونُ مَعَهُ النفَرُ الْخَمْسَةُ أَوِ الستةُ، أَوْ أَقَل مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرُ، يُصَلونَ بِصَلَاتِهِ، قَالَتْ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ) لَيْلَةً مِنْ ذَلِكَ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ حَصِيرًا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، فَفَعَلْتُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ) بَعْدَ أَنْ صَلى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، قَالَتْ: فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ) لَيْلًا طَوِيلًا، ثُم انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ)، فَدَخَلَ، وَتَرَكَ الْحَصِيرَ عَلَى حَالِهِ، فَلَما أَصْبَحَ الناسُ تَحَدثُوا بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ) بِمَنْ كَانَ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ تِلْكَ الليْلَةَ، قَالَتْ: وَأَمْسَى الْمَسْجِدُ رَاجًّا بِالناسِ، فَصَلى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ) الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُم دَخَلَ بَيْتَهُ وَثَبَتَ الناسُ، قَالَتْ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ): مَا شَأْنُ الناسِ يَا عَائِشَةُ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِعَ الناسُ بِصَلَاتِكَ الْبَارِحَةَ بِمَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ، فَحَشَدُوا لِذَلِكَ لِتُصَليَ بِهِمْ، قَالَتْ: فَقَالَ: اطْوِ عَنا حَصِيرَكِ يَا عَائِشَةُ، قَالَتْ: فَفَعَلْتُ، وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ) غَيْرَ غَافِلٍ، وَثَبَتَ الناسُ مَكَانَهُمْ حَتى خَرَجَ رَسُولُ اللهِ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ) إِلَى الصبْحِ، فَقَالَتْ: فَقَالَ: أَيهَا الناسُ، أَمَا وَاللهِ مَا بِت وَالْحَمْدُ لِلهِ لَيْلَتِي هَذِهِ غَافِلًا، وَمَا خَفِيَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، وَلَكِني تَخَوفْتُ أَنْ يُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ، فَاكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِن اللهَ لَا يَمَل حَتى تَمَلُّوا، قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: إِن أَحَب الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَل[3]. من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذم الغفلة: 1- عَنْ عبْدِ اللهِ قَالَ: (مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ خَمْسِينَ آيَةً لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ)[4]. 2- عنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ (صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ): لَايَقُولَن أَحَدُكُمْ صُمْتُ رَمَضَانَ كُلهُ وَلَا قُمْتُهُ كُلهُ][5]، قال الحسن: قال أبي وقال يزيد مرة: قال قتادة: الله أعلمُ، أَخاف على أُمته التزكيةَ، أو لا بد من راقدٍ أو غافل؟ مضار الغفلة عن ذكر الله: 1- أنها تَجلب الشيطان وتسخُّط الرحمن. 2- تُنزل الهم والغم في القلب، وتُبعد عنه الفرح والسرور (تُميت القلب). 3- مَدعاة للوسوسة والشكوك. 4- تُورث العداوة والبغضاء، وتُذهب الحياء والوقار بين الناس. 5- تُبلِّد الذهن وتَسُدُّ أبواب المعرفة. 6- تُبعد العبد عن الله عز وجل، وتَجُرُّه إلى المعاصي. [1] رواه الإمام أحمد واللفظ له، وقال الشيخ أحمد شاكر في تخريج المسند: إسناده صحيح. وقال الهيثمي: إسناده حسن. [2] أخرجه الترمذي وحسَّنه الألباني، صحيح الترمذي. [3] رواه الإمام أحمد واللفظ له، وأبو داود، وقال الشيخ الألباني: حسن. [4] رواه الدارمي وإسناده صحيح. [5] رواه أحمد، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن البصري مدلِّس، وقد عنعن.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |