العلماء يؤكدون تشويه بعض دعاة مواقع التواصل الاجتماعي للدين

[ابوالوليد المسلم]

انتقدوا أساليبهم في نشر العلم- العلماء يؤكدون تشويه بعض دعاة مواقع التواصل الاجتماعي للدين

محمد النجدي: نحن مأمورون بالتثبت في أمور ديننا والحرص على أخذ العلم الصحيح عن الثقات

مجموعات الواتس آب مكتظة بالأخطاء والشائعات المذيلة بـ«أستحلفك بالله أن تنشرها»

بدر الحجــــــرف: الأمـــــة ابتليت ببرامـــج التواصــــل الاجتمــــــاعي؛ حيث لا تثبت ولا حكمــــة عقـــل أو جــــودة نقل: {إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ} خير من تحمل أوزار الناس

انتقد عدد من الدعاة «أساليب نشر الآيات والأحاديث الفقهية والفتاوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي» مؤكدين أن الدين ركيزة في حياة الناس ولا ينبغي لهذه الركيزة أن تبنى على أوهام وأساطير تنتج عن اختيار آيات مجتزأة وأحاديث نبوية مشهور عنها أنها ضعيفة أو موضوعة مما ينذر بكارثة».

وحذروا من تجرؤ من هب ودب على الفتيا في الدين؛ حيث يتحقق حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم بشأن الرويبضة وهو الرجل التافه الذي يتكلم في أمور عامة, فيحلل ويحرم من دون مصادر إلا وسائل التواصل الاجتماعي التي تحوي الغث والسمين من فقهاء ودعاة الواتساب والفيس بوك وتويتري.

التفاصيل في السطور الآتية بداية يقول الشيخ الدكتور محمد الحمود النجدي: إن الإنسان مأمور بالتثبت في أمور دينه والتأكد من أخذ العلم الصحيح عن الثقات؛ حيث إن دينه هو مدار تعاملاته ومعاملاته اجتماعيا واقتصاديا وحتى مع أهله الأقربين, فلا يمكن أن يكون ذلك الأمر مأخوذا عن طريق رسالة واتساب ما أنزل الله بها من سلطان.
مسؤولون أمام الله
وأضاف النجدي إن أفضل المصادر التي يجب أن ينهل منها المسلم أمور دينه ويتفقه عبرها هو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، التي من أهم مصادرها صحيح البخاري ومسلم، فضلا عن وجوب أخذ الفتاوى من علماء ثقات لهم ثقلهم في العلم والفقه والدعوة, لا أن يأخذ أي شيء من أي أحد ثم يطير به في الآفاق دون تثبت ودون تأكد من العلم الذي أخذه؛ حيث إنه سيكون مسؤولا أمام الله -عزوجل- في نشر العلم الكاذب والمعلومة المغلوطة.
وقال: إن من الواجب على المسلم أن يكون صادقا ومتحريا الصدق في نشر الدين والعلم عن أئمة لهم لسان صدق العالمين لا أن يغرف العلم أو أن يعيد إرسال أي رسالة تصله فقط؛ لأن المرسل ذيلها له بأستحلفك بالله أن تنشرها؛ حيث إن العقيدة التي هي عماد حياة المسلم لا تقوم بمثل هذه الأمور بل بالقول الحق من الكتاب والسنة لا عن طريق مجموعات الواتساب التي اكتظت بالأخطاء والشائعات حتى أصبح دين البعض هو ما يرده في الواتساب والانستاغرام والتويتر.
بناء الدين
ويضيف النجدي أنه في هذا السياق من غير المعقول أن يبني الإنسان بيته – بيت العمر – ثم يرضى بأي مقاول يعطيه أي عمل, بل إن الإنسان في حياته المادية يبحث عن أفضل المعمارين والبنائين, ويسأل عن أفضل دور البناء الهندسية وعن أفضل من يخطط له, وينفذ بيته حتى لا يقع في خطأ يكلفه حياته وحياة أسرته معه, فما بالكم والبعض يبني دينه وحياته وحياة أسرته غير مكترث بقول الله عزو جل {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا }(التحريم: 6).
كيف يتحملون أوزار الناس?
بدوره علق الداعية الشيخ بدر الحجرف على الموضوع بقوله: إن المعيار الشرعي في أخذ العلم عن طريق برامج التواصل الاجتماعي من تويتر وواتساب وفيس بوك وانستاغرام وغيرها مما ابتليت به الأمة هو قوله تعالى {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ}(الحجرات:6)، حيث أن التبين والتثبت في نقل العلم هو منهج الأولين من العلماء الربانيين العاملين لا منهج حدثاء الأسنان الذين هم في كل واد يهيمون دون تثبت ولا جودة نقل ولا حكمة عقل أو خبرة عمر.
وأضاف الحجرف إن من ينقل معلومة مغلوطة وغير ثابتة فيعمل بها أحد من الناس فإن وزرها عليه إن عمل بها واحد فقط من الناس, فما بالك أن عمل بها أكثر من ذلك فكيف يتحمل الإنسان وزر غيره من الناس?
وقال: ليت الأمر يقف عند هذا الحد, بل إن هناك من يقف متسلطا على الناس مستحلفا إياهم بإرسال ما يرسله إليهم محددا الأجر والوزر حال الإرسال من عدمه, وهذا من التألي على ربنا سبحانه وتعالى؛ حيث إن مسألة توزيع الأجور وتحميل الناس الأوزار مقابل إرسال رسالته من عدمها تأل وإطلاق أحكام ليست من الدين في شيء, بل ربما راجت الشائعات باسم عالم وفقيه وهو منها براء بسبب تلك التصرفات غير المسؤولة التي انتشرت بين الناس انتشار النار في الهشيم.



اعداد: عبدالناصر الأسلمي