تفسير سورة المجادلة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118807 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40193 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366975 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-02-2025, 05:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير سورة المجادلة

باب التفسير
الحلقة الثانية
سورة المجادلة
بقلم الدكتور عبد العظيم بدوي

{ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم. ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير. يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون. إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [المجادلة: 7 - 10] .
تفسير الآيات
{ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض} أي: ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض، {وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} [الطلاق: 12] . فـ {لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء} [آل عمران: 5] . {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} [الأنعام: 59] . {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} النجوى: هو التحدث سرا، فما يتناجى ثلاثة إلا كان الله رابعهم، {ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا} أي: معهم بعلمه وسمعه وبصره، قد أحاط بهم علما، وهو سبحانه محيط بكل شيء وفوقه، وليست المعية هنا معية ذات، فالله على العرش استوى، كما أخبر عن نفسه سبحانه، ولا يخلو مكان من علمه، ولا يجوز اعتقاد أن الله بذاته في كل مكان؛ لأن الله يتعالى عن الحلول في كل مكان، ولئن كنا نحكم على النصارى بالكفر؛ لقولهم أن الله سبحانه حل في عبده عيسى، فكيف بمن يقول: إن الله حل في كل مكان؟!
ومعنى كونه سبحانه معهم أينما كانوا: أنه مطلع عليهم، يعلم سرهم ونجواهم، كما قال تعالى: {ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب} [التوبة: 78] ، ومع علمه سبحانه بعباده فقد وكل بهم ملائكة تسجل كل ما يكون من نجواهم، تسجل كل ما يكون في هذه الاجتماعات السرية المغلقة، التي لا يحضرها إلا المقربون، كما قال تعالى: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} [الزخرف: 79، 80] .
ولو لم يكن بعد الموت حساب وجزاء لكان اعتقاد المسلم أن الله مطلع عليه وناظر إليه، يعلم سره ونجواه، زاجرا له عن فعل ما يكرهه الله، فكيف إذا كان الله مطلعا على أعماله، {ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة} .
عن صفوان بن محرز قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده؛ إذ عرض رجل، فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب. حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته. وأما الكافرون والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين». [متفق عليه. رواه البخاري (2441/ 96/5) ومسلم (2768/ 2120/4) ] .
فتخيل نفسك يا عبد الله وقد مثلت أمام ربك، أمام الملك الكبير المتعال، أمام العزيز الجبار القهار، فيقول لك: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فما أشد حياءك! وما أشد خجلك! وما أكثر عرقك! حين يقررك ربك بذنوبك، وأنت لا تستطيع إنكارا. فاللهم استر بسترك يوم تبلى السرائر، وأدخلنا الجنة بغير حساب.
{إن الله بكل شيء عليم} هذا ختام الآية، وقد افتتحت بـ {ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض} ، فناسب البدء الختام. ونحن نشهد الله أننا نؤمن بأن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما. {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه} وهم اليهود، كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل بينه وبينهم موادعة، فكانوا إذا مر بهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أقبل بعضهم على بعض يتناجون، حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكره، فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم فترك طريقه عليهم، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينتهوا، وعادوا إلى النجوى. {ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول} ، والمراد بالإثم ما يقعون فيه مما حرم الله عليهم، فيكسبون إثما، وذلك فيما يختص بهم، والعدوان هو ما يتعلق بغيرهم، ومنه معصية الرسول صلى الله عليه وسلم ومخالفته، فكانوا في نجواهم يتواصون ألا يؤمنوا لمحمد، وأن ينكروا ما يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل عن محمد، حتى لا يؤمن أحد به.
{وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله} . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: السام عليك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وعليك». ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ماذا قال هذا؟ قال: السام عليك». قالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟ قال: «لا، إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم». [صحيح رواه البخاري (6926/ 280/12) ] .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك. قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مهلا يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله». فقلت: يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد قلت: وعليكم». [متفق عليه. رواه البخاري (6356/ 41/11) ، ومسلم (2165/ 1706/4) والترمذي (2844/ 162/4) ] .
والسام: الموت. فكانوا - لعنهم الله - يلوون ألسنتهم، ويحرفون الكلام، فيقولون: السام، بدلا من: السلام، {ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول} يعنون: لو كان محمد رسول الله حقا لعذبهم الله بما قالوا، ولم يعذبهم، فليس برسول الله، وفي حكاية الله تعالى ما كانوا يقولونه في أنفسهم إشارة إلى ما سبق من أن الله قد أحاط بكل شيء علما، وأنه عليم بذات الصدور، كما قال تعالى: {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور} [الملك: 13] ، وقال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} [ق: 16] ، {ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول} ، فهتك الله أستارهم، وفضح أسرارهم، وأخبر نبيه بحقيقة ما يحيونه به، وما يقولونه في أنفسهم، ثم توعدهم بقوله: {حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير} ، {أليس في جهنم مثوى للكافرين} [الزمر: 32] ، ومعنى {يصلونها} : أي يدخلونها فتغمرهم وتحيط بهم من كل جانب، كما قال تعالى: {إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها} [الكهف: 29] ، {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} [الأعراف: 41] ، {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} [الزمر: 16] ، {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون} [العنكبوت: 55] .
ولما ذكر الله تعالى يهود وما يتناجون به، نهى عباده المؤمنين عن التناجي بما يتناجى به يهود، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وتناجوا بالبر والتقوى} إن كان لابد من التناجي فـ {تناجوا بالبر والتقوى} ، والبر اسم جامع لكل طاعة، والتقوى اسم جامع للقيام بالواجبات وترك المحرمات، فأنتم يا معشر المؤمنين، إذا تناجيتم فتواصوا بالبر والتقوى، {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [العصر: 3] ، و {لا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول} ، فإن هذا ينافي الإيمان الذي هداكم الله له، {واتقوا الله الذي إليه تحشرون} ، فينبئكم بما كنتم تعملون، فاحذروا أن تتركوا فعل ما أمركم بفعله، أو تفعلوا ما نهاكم عن فعله.
{إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا} : إنما النجوى التي يتناجاها يهود من الشيطان، وهو الذي حرضهم عليها، وزينها لهم، {ليحزن الذين آمنوا} لخوفهم أن يكونوا يتناجون بقتلهم أو بما يضرهم، {وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله} ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: «واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك». [متفق عليه] . قال تعالى: {فلا تخشوا الناس واخشون} [المائدة: 44] ، وقال: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} . كتب بعض الصالحين إلى أخ له رسالة يقول فيها: «إذا كان الله معك فمن تخاف؟ وإذا كان عليك فمن ترجو؟». فـ {على الله فليتوكل المؤمنون} [المجادلة: 10] ، {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} [الطلاق: 3] ، {أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه} [الزمر: 36] ، ولما كان التناجي يؤذي المؤمنين، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه إذا آذى مؤمنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه». [متفق عليه] .
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.44 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.23%)]