الهجرة المحمدية حدث غير وجه التاريخ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 137763 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42196 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5453 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-02-2025, 11:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي الهجرة المحمدية حدث غير وجه التاريخ

الهجرة المحمدية حدث غير وجه التاريخ
بقلم فضيلة الشيخ / عبد الفتاح إبراهيم سلامة





يستلفت كاتب المقال أنظار قرائه، إلى أن الاحتفاء بـ (عيد رأس السنة الهجرية) أمر لم يكن على عهد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ولم يعرف في خير القرون - قرون الراشدين والأصحاب والتابعين للحق بإحسان - وما يحدث الآن في بعض أرض الإسلام مضاهاة لقوم آخرين .. لكن السحب العارضة يجب ألا تحول بيننا وبين اجتلاء الحقيقة والتملى من أنوارها: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} .
الحمد لله ذى الجلال والإكرام، تفرد بالوحدانية.
والصلاة والسلام على سيد الأنام، أمام الإنسانية، وعلى آله وجنده، وتبيعه، وصحبه الذين هم خير البرية.
وبعد:
فمنذ أشرقت الأرض بنور القرآن كان هذا بدء تحول في تاريخ الإنسانية كلها، وتغير في حركة التاريخ.
وإذا كان الإسلام أكمل منهج جهله الله صلاحا وإصلاحا لأحوال البشر أجمعين، فإن المنهج يحتاج إلى حركة تجسده: واقعا ملموسا، وحقا مشهودا.
ولقد كانت الهجرة المحمدية هي الحركة التي أسست (دولة العقيدة) وأقامت (ملكوت الله على الأرض) فعرفت البشرية (المجتمع الربانى) قائما بالحق والعدل، بعدما انقضت قرون من عمر البشرية كان الحق فيها أمنية تطوف بأحلام المستضعفين، والعدل فيها خرافة في ميزان الظالمين.
والصحائف القادمة: أشارات ضوئية نلقيها على بعض أحداث الهجرة ومعانيها، ليكون ماضينا الخالد دروسا رائدة، وعبرا هداية، تقود خطانا إلى عزة الحاضر، وإلى الآمال الواعدة في المستقبل.
ومن الله المدد والإعانة، ومنه السداد والتوفيق، والتوفيق خير الأرزاق.
الهجرة في اللغة:
الهجر: الترك والابتعاد والاعتزال.
والهجرة: ترك وطن ومغادرته إلى موطن آخر.
لكل نبي هجرة:
تكاد تكون الهجرة سنة محتومة، وقاعدة شبه مطردة في تاريخ دعوات الحق، وفي سير الدعاة إلى الله، وإذا كان المقام لا يتسع للبسط والتفصيل، فإن الإيجاز قد يغنى أحيانا عن الإطناب. ونسترعى نظر القارئ إلى أن الهجرة قد تكون تحركا بالدعوة، وقد تكون إنقاذا لمجتمع المؤمنين، وهاك بعض الأمثلة:
نوح عليه السلام:
مكث نوح - صلوات الله عليه - ألف سنة إلا خمسين عاما يدعو قومه إلى إسلام الوجه لله الواحد الأحد، ولكنهم أصروا على العناد واستكبروا استكبارا، حتى جاءه أمر الله:
{وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} [هود: 36] ، وأمر بصناعة السفينة، لتكون مركبا للمؤمنين المهاجرين بإيمانهم، الناجين بتقواهم، كما قال سبحانه: {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن ومآ آمن معه إلا قليل} [هود: 40] .
وتظل السفينة التي حملت المجتمع الجديد {تجري بهم في موج كالجبال} حتى وصلت إلى المرفأ الأمين {واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين} [هود: 44] ، وباستواء السفينة انتهت مرحلة من مراحل الصراع بين الحق والباطل في تاريخ البشرية، وآذن الله سبحانه نوحا بقيام (مجتمع الإسلام) على البركات والسلام، ونص الإعلان الربانى إلى نوح هو: {قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم} [هود: 48] .
إبراهيم عليه السلام:
أما إبراهيم عليه السلام الذي كانت دعوته إلى الله بأرض العراق فقد كانت له هجرات إلى الشام، وإلى مصر، وإلى أرض الحجاز .. واسمع حديث القرآن عن هجرة إبراهيم إلى الشام بعد نجاته من محاولة تحريقه بالنار على يد نمروذ العراق وأبلسته. يقول سبحانه: {قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين - قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم - وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين - ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} [الأنبياء: 69 - 71] . وهذه الأرض التي جعل الله إليها هجرة إبراهيم ولوط ونجاتهما، هي الأرض المقدسة بفلسطين.
موسى عليه السلام:
أما كليم الله موسى - عليه السلام - فقد كانت له كذلك هجرات قبل بعثته وبعدها، هاجر قبل البعثة إلى أرض مدين، بعد أن خرج من مصر خائفا يترقب .. وعاد إليها بعد الوحى إليه، ثم هاجر منها بعد أن كذبه فرعون، وأراد أن يبطش به وبمن آمن معه فأمره الله بالهجرة: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى - فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم - وأضل فرعون قومه وما هدى} [طه: 77 - 79] .
لماذا الهجرة؟
قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر عاما في مكة يدعو قومه إلى عبادة الله الواحد الأحد، ونبذ عبادة الأوثان، والكفر بكل ما على الأرض من طواغيت، وكانت وسيلته في الدعوة: الحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال الرفيق بالتي هي أحسن، ومنهجه دائما هو: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم} [البقرة: 256] .
كان رسولنا يريد من المجتمع المكى أن يخلى بينه وبين الدعوة إلى الله، ولقد كان عظيم الرفق، طويل الصبر في البلاغ، وسلك إلى ذلك وسائل الإقناع الواضح الرشيد، ومن أروع هذه الوسائل أن يقول ما علمه له ربه أن يقوله مما أنزله عليه من الكتاب: { .... وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} [سبأ: 24] ، وليس هو إلا على الحق المبين، لكنه أدب المحاورة في أسمى صوره. بل يعلمه أن يقول: {قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون} [سبأ: 25] ، أي إن كانت الدعوة إلى تخليصكم من عبادة البشر، والخضوع الذليل أمام الحجر جريمة، فليس عليكم شيء من وزر جريمة (التوحيد، التحريم) ، فهل عبد هذا رفق في البلاغ، وتواضع في الخطاب؟.
لكن الجاهلية المكية لم تتقبل دعوة الإسلام بالكبر الأعمى، والكفر الأصم، والعناد الجاحد فقط، بل شنت عليها حرب الإبادة في تبجح مستهتر، وأبت عليها حق الحياة.
تعرض الداعية الأعظم - صلى الله عليه وسلم - لصنوف شتى من السخرية والاستهزاء، والإيذاء، والاعنات، ليترك الدعوة إلى الله: فمرة يلقى عليه عقبة بن أبى معيط - لعنه الله - فرث جزور (كرش جمل بما فيه من قذر) ، ومرة يخنقه بثوبه، وهو ساجد عند الكعبة، ومرة يحاول أبو جهل أن يحطم رأسه بحجر، وهو يصلى، وأما الحقد المحموم من عمه أبى لهب وسفاهات امرأته حمالة الحطب فهما مما يخزى الشرك وأهله. وأصدق تصوير لأحقاد الجاهلين ومكائدهم، مما قصده ربنا سبحانه وتعالى في قوله لرسوله: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} [الأنفال: 30] .
هكذا يكيدون ويتآمرون:
1 -
أما لإثباته بحبسه ووضعه في القيود، أو وضع القيود حوله فلا يستطيع السعى إلى الناس لدعوتهم فلا يملكون السعي لسماع دعوته وتدبر الوحى إليه لأنه مسجون مبعد عن الناس.

2 -
وإما لقتله بوسيلة ماكرة غادرة تخلصا منه ومن دعوته.

3 -
وإما لإخراجه ونفيه من مكة.

ولم يكن إيذاء المشركين قاصرا على الرسول وحده، بل لقد تعرض أكثر المؤمنين في مكة لألوان من الفتن والمحن صبها عليهم المشركون صبا: فالكلمات البذيئة النابية، والألفاظ الوقحة الجافية، والصفع واللطم والركل، والتقييد في السلاسل، والحبس في الظلمات، وتعرية أجساد المؤمنين وطرحها على رمال الصحراء المتوقدة، ووضع الأحجار القاتلة على الصدور، وفقء الأعين، والكى بالحديد المحمى، والرجم بالحجارة، ومنع الطعام، وحبس الشراب عن السجناء من المجاهدين في سبيل الله، ووضعهم للتعذيب في مستنقعات المياه، والجلد بالسياط، والتفريق بين الأزواج .... كل ذلك وغيره مما يندى له جبين الإنسانية، ويظل عاره يشين فاعليه إلى يوم القيامة، وأن نتن ريحه ليزكم الأنوف .. لكنهم أقدموا عليه مفاخرين: نافسوا الذئاب فكانوا أشرس منها، وتباروا مع السباع في التوحش والضراوة فكانت السباع أكرم وأطهر، وأعف وأنبل، لأنها لا تترصد للمؤمنين ولا تختار فرائسها إلا منهم كما فعل مع المشركين.
كان العربي بقيمه الموروثة يرى الاستئساد على المرأة نذالة وحطة، ويرى صيانتها، والدفاع عنها شرفا ومكرمة، لكن الجاهلية المكية حشدت أبطالها .. لحرب النساء والصبيان من الذين آمنوا، واحتشدت ذات يوم لمعركة مع (سمية) أم عمار وزوجة ياسر، وخرجت المرأة المؤمنة من المعركة ظافرة منتصرة على كل بطش قريش وإجرامها، وان ظفرت منها قريش بجسد من التراب وإلى التراب قد عاد .. نقول إن (سمية) قد انتصرت على قريش حين أرادت قريش أن تسلب هذه المرأة إيمانها، فما استطاعت - بكل قوة كبرائها وصلف زعمائها - أن تنال من يقين هذه المؤمنة المعتصمة بالله، وفي موكب غيبى باهر استقبلت الملائكة الكرام بالتجلية والترحاب روح سمية لتزفها إلى مكانها الموعود: {إن المتقين في جنات ونهر - في مقعد صدق عند مليك مقتدر} [القمر: 54، 55] .
واستمرت الجاهلية القرشية في عتوها وصلفها وأثيم غرورها، حتى تواصلت بصحيفة ظالمة علقتها على جدران الكعبة، وبها فرضت الحصار والمقاطعة والمجاعة على المؤمنين في شعب (حى) بنى هاشم واستمرت هذه المقاطعة الآثمة ثلاثة أعوام حسوما، حتى أكلت الأرضة صحيفة الظلم وهي معلقة.
كل هذا وغيره كثير كان يحتم على الدعوة أن يكون لها (محضن) في غير جو مكة الخانق القاتل.
(يتبع)
عبد الفتاح إبراهيم سلامة

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.48 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.38%)]