|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() استعــــداد المـنـزل والطالـــب للامتحــانات في مثل هذه الأيام من كل عام تنعزل الأسرة اجتماعياً وعائلياً، وتعلن حالة الطوارئ في المنزل، وكثيراً ما تصاب البيوت بالارتباك والقلق لمحاولة توفير الأجواء المناسبة للاستذكار والتحصيل العلمي لأبنائهم، وهذه ظاهرة طبيعية اعتادت عليها الأسر، ولكن بداية لا بد لكل أسرة من تحديد ماذا نريد من أبنائنا؟ هل نريد تفوقا علميا لأبنائنا فقط؟ أم نريد لهم تفوقا إيمانيا وتربويا؟ هل مهمة الأسرة في نقل القيم التعليمية وغرسها؟ أم التدين والالتزام والثقافة الأسرية؟ وبالإجابة عن التساؤلين تطمئن الأسر، وتهدأ الأحوال ولنتعامل برفق ونجاح، نحن بالفعل نريد تفوقا إيمانيا وتربويا، وليس معنى ذلك ألا نريد تفوقا علميا، ولكن ما الأولوية التي توافق طبيعة الأسرة؟ إنها التربوية والإيمانية بالتأكيد، والنتيجة تتعامل الأسرة مع الواقع العلمي للأبناء بمستوياتهم المختلفة دون إجبار أو إكراه أو طلب المستحيل، والأسرة السعيدة الهادئة أهم ما يتمناه الأبناء في هذه الفترة من السنة، ولكن كيف نجعل بيتنا هادئا وسعيدا خلال تلك الفترة؟ فقد أكد الخبراء التربويون أن للأسرة الدور الأول في اجتياز الأبناء لهذه الفترة العصيبة من السنة الدراسية فهي التي تخفف جو التوتر والقلق، وهي التي تخلق الجو المحفز للطالب للإنجاز، وأضافوا أن الجو الأسري المليء بالحب والعطف والتحفيز يكون له أكبر الأثر في التخفيف من جو التوتر الذي يعاني منه الأبناء. دور الأسرة في مساعدة الأبناء على اجتياز تلك الفترة بثبات وتفوق: - احرص على تذكير أبنائك بأداء الصلاة، ولا يرتبط ذلك بأيام الامتحانات فقط، فمن الشقاء الواضح أن يظل اهتمام الفرد على الحياة الدنيا وألا يظهر حرصه إلا عليها ومن أجلها فيتذكر من أجلها أدائه لفروضه، لا بد أن نتذكر أيضاً السؤال والحساب يوم السؤال والحساب، وما أعده الله فيه من الثواب والعقاب، قال تعالى: {ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ} (هود: 103). - ذكّرهم بالآيات القرآنية التي تطمئن قلبه، قال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿} (التوبة: 51)، وبالذكر قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28). - علّمهم فقه النية، فاجعل محركه للتفوق رغبتهم في الجنة والرفعة وليس إرضاء لك ولا إلحاح المحيطين بهم من أفراد الأسرة ليذاكر لقوله صلى الله عليه وسلم : «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به «أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم. - اغرس في أولادك فقه الأخذ بالأسباب والمسؤولية، وعلّمهم ألا يعطوا للامتحانات أكبر من حجمها، واعمل على بث الطمأنينة والهدوء بداخل كلِّ منهم، وازرع لديه دوافع الاستذكار بتوضيح فضل العلم على أصحابه قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: 11). - الاهتمام بالتغذية الصحية المتوازنة في هذه الفترة، يرى الدكتور حجازي أستاذ الصحة والتغذية بالمركز القومي للبحوث أن هناك علاقة أكيدة بين عمليات النسيان والتذكر والاستيعاب والاستذكار والتغذية الصحية السليمة، وكذلك تأثير التغذية على الحيوية والنشاط والقدرة على الإدراك والفهم والتركيز والانتباه. - توفير وقت أطول من يومك لتقضيه بالقرب من أولادك، وبذل ما تستطيعين من جهد ووقت في سبيل تهيئة مكان وجو تربوي مناسب للتغلب على قلق الامتحان، ووضع نظام للثواب والعقاب لتحفيز الأبناء على التفوق وحثهم على النجاح، وتنظيم مواعيد الغذاء والنوم وأماكن المذاكرة. - تقوية عزيمة أولادك وثقتهم بأنفسهم وتعزيزهم عند الحصول على نتائج طيبة ورفع معنوياتهم عند الحصول على نتائج متدنية. - لا للضغط النفسي على الأولاد بتصوير نتائج الامتحانات على أنها مصيرية؛ فلا داعي لإعلان حالة الطوارئ، ورسّخا في أذهانهم أن هذه الامتحانات أمرها هين، وأنها مرحلة عادية كغيرها من المراحل، وبقدر جهد الطالب يجني ويحصد ذلك الجهد بكل سهولة، فلا بد من مرور هذه الفترة بعيداً عن أي توتر؛ فابنك يكفيه ما مرّ به من إجهاد ذهني. - لا للمشكلات الأسرية: فما يحتاجه ابنك في هذه الفترة هو توفير الهدوء النفسي بعيداً عن أي تشنجات عائلية. - الحديث في هذه الفترة عن إيجابيات أولادك بعيداً عن الأفكار السلبية أي أن تشجعيه عن طريق قولك: «إعدادك جيد للامتحان»، «أنت متفوق في هذه المادة». وإليك أخي الطالب الموفق بعض النصائح علّها تخفف من حدة قلق الامتحان: - كن على ثقة بربك طالما قمت بواجبك، وبذلت فيه ما في وسعك، حتى لو شعرت بالنسيان فهو شعور مؤقت وطبيعي لرهبتك من الموقف، فأحسن الظن بالله، قال -تعالى- في حديثه القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني» رواه بهذا اللفظ البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. - كثرة اللجوء والتضرع إلى الله تعالى، وقد وعد ربنا بالإجابة إن أقبلنا عليه بصدق: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (غافر: 60). - احرص على بر والديك وطلب الدعاء منهم قبل الامتحان وأثناء الذهاب إليه وبعده. - صلِّ ركعتين قضاء حاجة قبل النوم وادعُ الله فيهما بالتوفيق والسداد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة» صحيح الجامع. - الزم الاستغفار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب» صححه الحاكم. - احرص على النوم أكثر وأعط لنفسك قسطاً من الراحة حتى لو لم تنه المنهج، حتى لا تشعر بالإرهاق والتشتت؛ لأن الاستيعاب واستحضار المعلومة متوقف على راحة العقل والجسد. - احذر من التواصل مع الزملاء قبل الامتحان، حتى لا تصاب بمشاعر سلبية أو اهتزاز في نفسيتك قد يأتيك من مكالمة محبطة، أو تشعر بفوات جزء من المادة لم تركز فيه. - أكثر من ذكر الله، ونقدِّم بعض الأدعية للطالب حتى يظل دومًا لسانه رطبًا بذكر الله، فيدعو قبل المذاكرة: «اللهم إني أسألك فهم النبيين، وحفظ المرسلين، وإلهام الملائكة المقربين، اللهم اجعل ألسنتنا عامرةً بذكرك وقلوبنا بطاعتك، وأسرارنا بخشيتك، إنك على ما تشاء قدير، اللهم علمني ما ينفعني، وانفعني بما علمتني وزدني علماً». - بعد المذاكرة: «اللهم إني أستودعك ما قرأت وما حفظت وما تعلمت، وأسألك أن ترده عليَّ عند حاجتي إليه، إنك على كل شيء قدير». - يوم الامتحان: «اللهم إني توكلت عليك، وسلمت أمري إليك لا منجى منك إلا إليك». - أفسح لنفسك وقتاً كافياً حتى تذهب إلى الامتحان مبكراً ومن غير عجلة، واسترخ قُبيل الامتحان. - لا تحاول أن تراجع كل شيء في اللحظات الأخيرة قبل الامتحان، فقط راجع الملاحظات التي دونتها بنفسك أو الملخصات التي أعددتها بنفسك التي تحتوي على الأفكار الرئيسية المهمة. - عند دخول قاعة الامتحان: «رب أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيراً». - اجلس جلسة مريحة. - قبل البدء بالإجابة قل: «رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، بسم الله الفتاح العليم». - الاستعداد الجيد للإجابة اقرأ الأسئلة بهدوء، ولا تنتقل عيناك إلى السؤال الثاني إلا عند إتمام قراءة الأول، ابدأ بالسؤال السهل. - توزيع وقت للإجابة على كافة الأسئلة مع تخصيص وقت كاف لمراجعة الإجابة في نهاية الامتحان. - إذا صعب عليك شيء: «اللهم لا سهلَ إلا ما جعلته سهلاً، فأنت تجعل الصعب إذا شئت سهلاً». - احذر من الغش، وتذكر أن محاولة الغش مهما كان نوعها ليست سوى دليل على ضعف الإيمان والتربية وعدم الثقة بالنفس والخوف الدائم من الفشل، تذكر قوله صلى الله عليه وسلم : «من غشنا فليس منا» رواه البخاري. - عند النسيان: «اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، اجمع عليَّ ضالتي، لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين، يا حي يا قيوم برحمتك، أستغيث رب إني مسني الضر، وأنت أرحم الراحمين». - العناية بالوضوح في التعبير والتسلسل في الأفكار والاهتمام بحسن الخط. - بعد الانتهاء: «الحمد الله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات». - التأكد من الإجابة عن الأسئلة بفروعها دون استثناء والتزم بالهدوء والمراجعة؛ فإنها من أهم الأسباب في إتقان الإجابة. أسأل الله تعالى أن تجتاز أسرنا أيام الامتحانات في أمان بالممارسات الطبيعية، مع دعواتي بالتوفيق والنجاح. اعداد: إيمان الوكيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |