|
|||||||
| ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
ثمرة الإسلام الشيخ: محمد عبد الرحيم لقد أكرم اللَّه الأمة الإسلامية بدين واضح العقيدة، ثابت الأصول، أساسه توحيد اللَّه تعالى، وتحطيم الوثنية في كافة صورها، وتعدد أشكالها، وجعله سبيل الوحدة، وخير وسيلة لإسعاد المجتمع. ومن شرح اللَّه صدره به، فقد استمسك بالعروة الوثقى، لا يضل ولا يشقى، ولا يتخلى اللَّه عنه، ولا يحجب عنه عونه، فتراه منصورًا غير مقهور، لأن اللَّه تعالى جعل له حقًا عليه، ألزم نفسه به في قوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ، ومن أوفى بعهده من اللَّه تعالى؟ إن السعادة للبشرية لا تتحقق إلا بالإسلام؛ لأنه دين الفطرة وشريعة الحياة، فيه تجتمع المثل العليا، التي كفلت للناس سعادتهم في الدنيا والآخرة. وقد أسس العرب المسلمون من قبل، دولتهم على الإسلام. بما يقتضيه من الاعتصام بحبل اللَّه تعالى، والانتصار لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وكان هذا النهج كفيلاً بنشر العدالة بالبلاد التي رفرفت عليها راية الإسلام، فدخل الناس في دين اللَّه أفواجًا. وربط اللَّه على قلوبهم بالمحبة والرحمة والإيمان. ونزع من قلوبهم العصبية والحمية الجاهلية. فتآخوا في اللَّه. وتوادوا وتراحموا فيه {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} . إن الإسلام قد سوى بين أبنائه، وجعلهم سواسية كأسنان المشط، لا يفضل بعضهم بعضًا إلا بالعمل الصالح، كما يقول اللَّه تعالى في سورة الحجرات: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} . ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته: (( يا فاطمة: اعملي فإني لا أغني عنك من اللَّه شيئًا )) . ولعل في ذلك عبرة لمن يلجئون إلى الموتى مهما كانوا صالحين: فيلتمسون منهم رفع مضرة، أو جلب منفعة. وما دروا أنهم أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون. إنه ليس لنا من سبيل إلى القوة والمجد والعزة، إلا بالعودة إلى ما كانت عليه الأمة من قبل. فلن يصلح آخرها إلا بما صلح به أولها، فشادوا حضارتهم على المحجة البيضاء، التي ورثوها عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، ولهذا بلغوا الغاية. وحققوا الهدف. وهذا يتطلب منا أن نعني بالتربية الإسلامية في بيوتنا ومدارسنا، على أساس من القرآن الكريم، وسنة نبيه وسيرته عليه الصلاة والسلام. وأن يأخذ كل منا نفسه، وبخاصة الآباء والمعلموم، (( بصفتهم موجهين ومرشدين للنشء )) - أقول: أن يأخذوا أنفسهم بما يدعو إليه الدين ليكونوا قدوة صالحة وأسوة حسنة لأبنائهم. وغني عن البيان أن من سار على هذا الهدى وفقه اللَّه في سائر الأمور، وكتب له الفلاح، وهداه إلى طريق الفوز والنجاح: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} [محمد: 17] . وهذا من شأنه إعزاز الأمة، وإعلاء قدرها بين الأمم. والقرآن الكريم الذي بين للناس أن لا طريق لهم إلا طريق واحد: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} ، فرض علينا اتباع الرسول الكريم في كل ما جاء به عن ربه. وجعل طاعته مصاحبة لطاعة اللَّه تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ، {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] . وكما فرض علينا اتباعه، حذرنا من مخالفته، والخروج على أمره، قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . كما علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن الانتساب إلى الإسلام بدون القيام بواجباته، والاعتزاز به، والسير على سننه وتقاليده، لا يغني فتيلاً، إذ يجب أن يقوم الفرد والجماعة بالتطبيق العملي، في كل ما دعا إليه الإسلام: من صحة العقيدة، وإقامة الشعائر دون ابتداع فيها مع التخلق بمكارم الأخلاق، وعدم الوقوع في السفاسف والدنايا، وإلا نسي الناس ربهم، وضعفت هممهم، وخمدت عزائمهم وانصرفوا إلى إشباع النفس بما تشتهي، فتخضع للشهوة، ولا تنكسر لها حدة، والعياذ باللَّه. ولا تقتلوا أنفسكم ... بالتدخين للأستاذ الدكتور / أمين رضا أستاذ جراحة العظام بكلية طب الإسكندرية التدخين يسبب سرطان الرئة. وسرطان الرئة مرض إن لم يكن قاتلاً فهو خطير واسمه مخيف. هذه المعلومات نتيجة لأبحاث علمية استمرت في مراكز البحث العلمي في جميع أنحاء العالم على مدى أكثر من ربع قرن. وقدمت نخبة منها في مؤتمر التدخين المنعقد في كلية الطب بمدينة الإسكندرية في الأسبوع الثالث من شهر مارس 1972. هذا المؤتمر الذي انصرف منه من حضروه وقلوبهم يملأها الرعب من هول نتائج الأبحاث. ومن خطورة التدخين، حتى أخف درجاته وفي جميع صوره. أصبحت هذه المعلومات الشغل الشاغل لجميع الأوساط العلمية، وأخذت بسببها الجمعيات الطبية تدرس أنجح الطرق لمنع التدخين. وبعض الحكومات تدخلت في الأمر حتى إنه توجد بلاد لا تباع فيها السجائر إلا ومعها نشرة عن مضار التدخين وأخطاره. وبعض الهيئات الأخرى التي يهمها الأمر في الاتجاه المضاد - مثل مزارع ومصانع الدخان - أخذت تزيد من دعايتها عن براءة التدخين، تبحث عن طريقة لمنع مضاعفاته. اهتمت جميع الجهات المذكورة بالتدخين، مع أن صلتها به غير مباشرة. أما الضحية المباشرة للتدخين - وهي المدخن - فلم يكن لهذه المعلومات أي تأثير عليه. إن المدخن أمره عجيب!! إنك تراه يلف رأسه بعمامة كبيرة، ويغلف رقبته (( بكوفية )) صوفية سميكة يرفع جزءًا منها أمام أنفه، ويلبس عدة طبقات من الملابس الثقيلة يعلوها معطف من الصوف، ويلبس الجوارب والأحذية الصوفية، وإذا سألته عن السبب يقول: إنه يصنع كل ذلك وقاية من البرد. والبرد: في تصوره لا يعدو أن يكون مسئولاً عن نزلات زكام وسعال تستمر أيامًا معدودات. ومع ذلك فهو يتقيه بكل هذه الاحتياطات والتحصينات. وتجده يسعل من التدخين أكثر من سعاله من البرد. (( ولكنه لا يتقيه )) . وإذا سمع عن نتائج الأبحاث العلمية التي تربط بين التدخين وسرطان (( الرئة )) يقول: (( يا عم، إنني أدخن من عشرين سنة ولم يصبني شيء )) . نعم - يا عم - لم يصبك شيء حتى الآن. ولكنه أصاب الآلاف غيرك من المدخنين، وما يدريك أن هذا المرض ليس في طريقه إليك وأنه يصيبك بعد سنة أو أقل أو أكثر. ثم ماذا تعمل حينئذاك؟ هل يمكنك حينئذ أن تمحو أثر تدخين دام عشرات السنين بعد أن استفحل الأمر؟ إن التدخين ليس ضرورة. إن هو إلا عادة نشأت عن التقليد: صبي يريد أن يظهر مظهر الكبار. ابن يقلد والده، تلميذ يحذو حذو أستاذه. ثم ماذا؟ إذا سألت مدخنًا يقول لك (( الكيف )) ، أو يقول لك: (( المزاج )) . وما هو الكيف أو المزاج؟ إن هما إلا هوى النفس يتغلب على إرادة الإنسان. فيحط من قدره ويجعله عبدًا ذليلاً لعادة قبيحة لا تلبث أن تهلكه. ما موقف الدين من المدخنين؟ يجب أن نعرف أن التدخين عادات استحدثت بعد الإسلام بثمانية قرون على الأقل؛ إذ يقال: إنها عادة كانت منتشرة بين الهنود الحمر - سكان القارة الأمريكية الأصليين - ولم تعرف في عالمنا هذا إلا بعد أن اكتشف كرستوفر كولومبس القارة الأمريكية. لذلك لا يوجد عندنا أثر متعلق بالتدخين، خاصة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يهدينا في هذا الطريق. ولذلك يجب على المدخن أن يعرف موقفه في الآخرة بعد أن عرف موقفه في الدنيا. لقد عرف الآن عن طريق الأبحاث العلمية أنه بالتدخين يعرض حياته في هذه الدنيا للخطر. ونحن في عصر العلم فلا مكان في هذا العصر لجاهل. كما أن الإسلام دين العلم. ولا مكان فيه لمسلم جاهل. أما في الآخرة فهو أيضًا في خطر. فهناك الحساب على كل صغيرة وكبيرة. وهناك لن تنفعه فتوى أكبر المشايخ بأن التدخين حلال؛ لأن اللَّه سبحانه وتعالى هو الذي سيفصل في هذه المسألة. وكذلك فهناك لن تضره أية فتوى من أي شخص بأن التدخين حرام. لأن الأمر كله بيد اللَّه يوم الحساب. بعض المسلمين يعتبرونه تبذيرًا. ويسوقون لذلك الآيات والأحاديث. وبعض المسلمين يعتبرونه تعرضًا للخطر. ويسوقون لذلك الآيات والأحاديث. وها هو البحث العلمي يكشف عن أنه قتل للنفس، وفي ذلك الكثير من الآيات والأحاديث. فيا ويل للمدخن من الحساب!!
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |