|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نحن والغرب (1) د. علي أحمد عبدالباقي يتعامل الغربُ (أمريكا وأوربا) مع الإسلام ونبيه (محمد صلى الله عليه وسلم) وكتابه (القرآن) والمسلمين عامة على أنَّهم تركةٌ مستباحة؛ فيفتحون الأبواب لكلِّ معتدٍ على الإسلام: يفتحون – بأموال المسلمين - القنوات الفضائية والصحف والمجلات ودور النشر التي تحارب المسلمين في عقيدتهم وتشككهم في دينهم. ويتبنون من الكُتَّاب والباحثين والمفكرين... كلَّ معتدٍ على الإسلامِ وأهلِه. وكلما كان أحدهم جريئًا على الله ورسوله، مفحشًا في النقض، غليظًا في هتك أستار الحقيقةِ، مستكبرًا عن قبول الحق، غير آبهٍ ولا ملتفتٍ إلى شيء من حجج الله على الخلق = نالته الجوائز ومجَّدته الصحف ووسائلُ الإعلام المختلفة؛ فأشادت به الأقلام، وتعالت صيحات النقاد والدارسين المأجورين بتلميعه وتمجيده والإشادة به وتصديره للناس على أنَّه أحدُ العباقرة المصلحين! وانظر على سبيل المثال موقفهم من: سلمان رشدي الروائي البريطاني من أصولٍ هندية كشميرية، ونسرين تسليمة الشاعرة والكاتبة السويدية من أصل بنجلاديشي، وغيرهما ممن ارتدوا عن الإسلام وحاربوه وعادوه وسبوا رسوله الكريم. ولو كانوا صادقين في دعواهم حماية العلم والإنسانية لما امتدت أيديهم الغادرة لاغتيال علماء المسلمين، أمثال: علي مصطفى مشرفة، وسميرة موسى، ويحيى المشد، وجمال حمدان... وغيرهم عشرات من علماء المسلمين. وهم يصدرون في حربهم هذه على الإسلام وأهله عن يقين ثابت بأنَّهم يمثلون العلم في هذا العصر، وأن المسلمين يمثلون الجهل والتخلف والرجعية... وما يدعو إلى الأسف والحسرة أنَّ كثيرًا من أبناء المسلمين يوافقونهم الرأي في هذا التصور. والحقيقة أن هذا الموقف فيه كثير من الكذب والخداع؛ فالعلوم التي سبقنا فيها الغرب (الكيمياء والفيزياء والرياضيات... والذرة... الخ) ليست هي كل العلوم، وليست هي أشرف العلوم وأعظمها. فالعلم نوعان: علم ظاهر دنيوي (كيمياء، فيزياء، رياضيات.... الخ)، وعلم باطن متعلق بحقيقة الإنسان وحقيقة خلقه وحقيقة حياته وآخرته (العلم بالله واليوم الآخر)، وهذا هو العلم على الحقيقة، ومعرفته هي الراحة الحقيقية والسعادة الحقيقية للإنسان. وإنما قلتُ هذا؛ لأنَّ العقلاء لا يختلفون في أن شرف العلم بشرف المعلوم، وأنَّ قيمة العلم بما يرجع على الإنسان من ثمرة في تحصيله... وليس هناك أعظم من العلم بالله ورُسُلِه وكُتبِه وملائكته واليوم الآخر. وليس على وجه الأرض أسعد ممن عرف الله وعرف رسله ورسالاته. والرسول صلى الله عليه لم تبلغ دعوته ما بلغت إلا بشرف هذا العلم (العلم بالله وتوحيده والعمل بشرائعه وأحكامه). فالغرب هم دعاة الدنيا وحملة رايتها، وقد وصفهم الله في كتابه ووصف علومهم؛ فقال تعالى: ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 7]. وقال – سبحانه – في وصف علوم أهل الدنيا تحقيرًا لها وتقليلًا من شأنها إذا ما قورنت بعلم الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ﴾ [النجم: 30]، إشارة إلى محدودية علومهم ومحدودية آثارهم. فالعلم بالله هو أعلى وأشرف العلوم؛ لأن الله تعالى هو أعلى وأعظم معلوم مطلقًا.. ومن هنا كان التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به الكتب هو أعلى العلوم مطلقًا، وأنفعها للخلق. ولو نظرت في أمم الأرض جميعًا لن تجد أمة على التوحيد الخالص غير أمة الإسلام وأمة القرآن. هذا هو العلم الذي نزل به جبريل على قلب محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأمر بتبليغه للناس، وتلك هي الأمانة التي حملها المسلمون وكلفوا بتبليغها للناس، وذلك هو المقام السامي الذي أراده الله للمسلمين... وهذا الأمر غاب عن المسلمين في هذا العصر بسبب ما هم فيه من الذل والهوان... فوقفوا مبهورين بالغرب وبعلومه المادية الدنيوية، ونسوا أنَّ لديهم أعظم فكر وأقوم عقيدة، وأنَّهم أعلم بالله وبرسل الله وبكتبه من غيرهم، وذلك بما أورثهم الله من القرآن والحكمة النبوية. وكي تعلم الفرق بين هذه العلوم الدنيوية وبين العلم بالله واليوم الآخر... انظر إلى ثمرة هذه العلوم وما كسبته البشرية من ورائها، لم يزدد الإنسان بتلك العلوم إلا شقاءً وعنتًا، وكان المفترض أن تزيده راحة وسعادة... لكن من أعرض عن ذكر الله، وركن إلى الدنيا لا تزداد حياته إلا عنتًا وضنكًا وظلمة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 124، 126] يتبع إن شاء الله....
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |