صفة تمنع صاحبها من الجنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 333993 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-01-2025, 07:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي صفة تمنع صاحبها من الجنة

صفة تمنع صاحبها من الجنة
منال محمد أبو العزائم

ثلاثة كتب قديمة بأغلفة متآكلة على سطح خشبي، بخلفية داكنة.

هناك صفة تمنع صاحبها من الجنة أخبرنا بها النبي ﷺ؛ ألَا وهي الكِبْرُ، وهي التي أوقعت إبليسَ في غضب الله، حينما أمره بأن يسجد لآدم، فأبى واستكبر، فأخرجه الله من الجنة، وطرده من رحمته، بعد أن كان عابدًا لله مع الملائكة في الجنة؛ قال تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [البقرة: 34].

وقال تعالى : { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ } [الأعراف: 12 – 18]،

والكِبَر قبيحٌ في العبد؛ لأنه لا يليق به وليس أهلًا له، بينما المتكبر من أسماء الله، والكبرياء والعظمة من صفاته، فهي تليق به؛ لأنه أهل لها؛ قال تعالى: { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [الحشر: 23]؛

قال القرطبي رحمه الله: “الكبرياء في صفات الله مدح، وفي صفات المخلوقين ذم” [1]، وقيل معنى المتكبر: “فهو سبحانه المتكبر عن السوء، والنقص والعيوب، لعظمته وكبريائه” [2]، وقال ﷺ: (قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، فمن نازعني في ردائي قصمته) [3]، فكان حرِيٌّ بكل إنسان أن يترك الكِبْرَ بعد سماعه كلَّ ذلك الوعيد والزجر.

والمؤمن الحق يتواضع لله ولا يتكبر على الناس، فالكِبَر مرض قلبي، وهو حرام بالكتاب والسنة والإجماع؛ قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 173]، وقال في وصايا لقمان لابنه: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [لقمان: 18]،

وقال ﷺ: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْرٍ)) [4]، والتواضع يرفع صاحبه عند الله تعالى، فهو لا يحب المتكبرين، ولو تذكَّر الإنسان من أين جاء، وما كان مكانه في رحِمِ أمِّه، ثم ما سيؤول إليه في التراب، وأن جسده سيأكله الدود، ما تكبَّر إنسان على وجه الأرض، فالديدان تلك المخلوقات الضعيفة والمقززة ستأكل لحمه تحت الأرض، وسيكون تحت سيطرتها وقوتها، وهو لا يستطيع حَرَاكًا، ولا يقدر أن يحمي جسده منها، فكل هذا كفيل بأن يجعل الإنسان يتواضع.

وقد كان التواضع صفة الأنبياء عليهم السلام عمومًا منذ القِدَم، وأُثِر عن السلف أن من أراد طلب العلم، فعليه بالتواضع، ولا نجد العلماء الربانيين إلا وهم من أكثر الخلق تواضعًا، فكلما نَهَلَ الإنسان من العلم، وعرَف عن الجنة والنار، ازداد خوفًا وسعيًا في الطلب، وعرف أن كلمة توقعه في النار، وأخرى تخرجه منها، وأن ليس هناك ضمان للجنة، مهما استكثر من العمل الصالح – ازداد تواضعه وخوفه من الله تعالى، ونزع الكبر من قلبه، ومن تواضع للناس، أحبُّوه والتفوا حوله، ومن يتكبر عليهم، ينفروا من حوله ولا يستمعوا له، والتواضع من أفضل وسائل الدعوة؛

قال تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } [آل عمران: 159]، وإذا أراد الإنسان الرِّفْعَة من الله تعالى، فعليه بالتواضع، ولْيترُكْ عنه الكبر والترفع؛ قال ﷺ: ((من تكبَّر وضعه الله، ومن تواضع رفعه الله)) [5]، وقال: ((من تواضع لله درجة، رفعه الله درجة، ومن تكبر درجة، وضعه الله درجة، حتى يجعله في أسفل سافلين)) [6]، نعوذ بالله من الكبر، ونسأله أن يجعلنا من المتواضعين، وأن يرفع قدرنا عنده، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


[1] تفسير القرطبي، سورة الحشر، آية 23.

[2] سعد بن وهف القحطاني، عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة، ج 1، ص 305.

[3] أخرجه أبو داود (4090)، وابن ماجه (4174)، وأحمد (7382) أوله في أثناء حديث، والحاكم (203) واللفظ له.

[4] أخرجه الترمذي (1999) واللفظ له، وأخرجه مسلم (91) باختلاف يسير.

[5] أخرجه العراقي في تخريج الإحياء للعراقي، وحكمه: إسناده صحيح، ولابن ماجه بنحوه من حديث أبي سعيد بسند حسن.

[6] أخرجه ابن حجر العسقلاني في الأماني المطلقة، وحكم عليه بأنه حسن.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.20 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]