|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() قصة الإسراء والمعراج: دروس وعبر محمد أبو عطية تُعدُّ رحلةُ الإسراء والمعراج من أهم الأحداث في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي محطَّةٌ فاصلة في تاريخ الإسلام، تحمِل في طيَّاتها دروسًا وعِبرًا ثمينةً تُلهم المؤمنين على مرِّ العصور، تَروي القصة رحلة النبي صلى الله عليه وسلم الليلة التي أُسري به من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم عُرج به إلى السماوات العلى؛ ليلقى ربه جل وعلا ويَشرُف بحديثه. هذه الرحلة لم تكن مجرَّد حدثٍ تاريخي، بل هي تجربة روحية عميقة تحمِل في طياتها معاني إيمانية عظيمة، وتُبرز ثباتَ النبي صلى الله عليه وسلم على الحق رغم شدة الابتلاءات التي واجَهها. الإسراء: رحلة إلى القدس الشريف: يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم في فترة مبكرة من الدعوة الإسلامية، وبينما هو في شدة من البلاء والاضطهاد في مكة المكرمة، أُسري به ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في القدس، تُمثل هذه الرحلة في حدِّ ذاتها تحديًا للعقل البشري، فهي تتجاوز حدود المكان والزمان، وتُشير إلى قدرة الله تعالى على كل شيء قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [سورة الإسراء:1]، فوصولُ النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى يحمل في طياته رسالةً واضحةً عن وَحدة الأديان السماوية والترابط بين الرسالات الإلهية؛ لذا لم تكن هذه الرحلة مجرَّد انتقال جغرافي، بل هي رمزٌ للتواصل الروحي بين الأنبياء والرسل، وتأكيدٌ لرسالة الإسلام العالمية التي تُخاطب البشرية جَمعاء. المعراج: رحلة إلى السماوات العلى: بعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، بدأ معراجه إلى السماوات العُلى، وفي هذه الرحلة الروحية العظيمة التَقى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والرسل السابقين؛ مما يُبرز مكانته العالية بين جميع الرسل، ويؤكِّد أن الرسالات الإلهية كلها تَصُبّ في نهر واحد هو التوحيد والإيمان بالله، قال تعالى: ﴿أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم:12-18]. صعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى لم يكن مجرَّد صعود جسدي، بل هو صعود رُوحي يتجاوز حدود العقل البشري في كل سماء، كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكرَّم بلقاء وحديث مع أنبياء ورُسل مَن الذين سبقوه؛ مما يُعزِّز مكانته ورسالته، وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم مناظر عظيمةً تُظهر قدرة الله تعالى وجلاله وعظمته؛ لذا فرحلة المعراج كانت فرصة لنبي الله صلى الله عليه وسلم؛ ليطَّلع على عظمة الخالق وقدرته التي تتجاوز حدود الخيال. الدروس والعبر المستفادة من الإسراء والمعراج: تُقدِّم قصة الإسراء والمعراج العديدَ من الدروس والعبر القيِّمة للمسلمين، ومن أهمها: ثبات النبي صلى الله عليه وسلم على الحق رغم الشدة: تُعَدُّ قصة الإسراء والمعراج مثالًا رائعًا على ثبات النبي صلى الله عليه وسلم على دينه ورسالته رغم الاضطهاد والمحن التي واجَهها في مكة المكرمة، هذه الرحلة كانت بمنزلة التعزية والدعم الإلهي له في أصعب فترات حياته، وهي تُلهم المؤمنين بضرورة الثبات على الحق والتمسك بدينهم رغم المصاعب والابتلاءات. عظمة الله تعالى وقدرته: تُظهر قصة الإسراء والمعراج عظمةَ الله وقدرته الخارقة على كل شيء، إن الرحلة الخارقة للعادة تُبرز قدرةَ الله على تجاوُز حدود المكان والزمان، وتُلهم المؤمنين بالتسليم لقدر الله والإيمان بقدرته المطلقة. وَحدة الأديان السماوية: إن لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والرسل السابقين في المعراج يُؤكِّد وَحدة الأديان السماوية والترابط بين الرسالات الإلهية، فهذه الرحلة تُظهر أن جميع الدَّيانات السماوية تَنبُع مِن مصدرٍ واحدٍ هو الله تعالى. أهمية الصلاة: في رحلة المعراج فرض الله تعالى الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة على النبي صلى الله عليه وسلم، هذه الفرضية تُبرز أهمية الصلاة في الإسلام، وكيف أنها ركيزة أساسية من أركان الإسلام، فالصلاة هي وسيلة التواصل بين العبد وربه، وهي رمزٌ للخضوع والإذعان لإرادة الله. الاستقامة والتوبة: رحلة الإسراء والمعراج تُذكرنا بأهمية الاستقامة على الطريق القويم، والرجوع إلى الله تعالى بالتوبة الصادقة عن الذنوب والمعاصي، فالنبي صلى الله عليه وسلم رغم مكانته العالية كان نموذجًا للاستقامة والخشوع لله، وهو دعوةٌ لنا جميعًا لنسير على نهجه. الأمل والثقة بالله:رغم الشدة والبلاء الذي كان يواجه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، أظهرت هذه الرحلة أهميةَ الأمل والثقة بالله تعالى، فهي تُبرز أن الله تعالى مع عباده الصالحين دائمًا، وأن النصر قريبٌ من عنده مهما طال الانتظار. خاتمة: تُعَدُّ قصة الإسراء والمعراج من أهمِّ الأحداث في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي تُمثل محطة فاصلة في تاريخ الإسلام، تُحمل هذه القصة في طياتها دروسًا وعِبرًا ثمينةً تُلهم المؤمنين على مرِّ العصور. إنَّ فَهم معاني هذه القصة يُساعد في تعزيز الإيمان والثبات على الحق رغم المصاعب والابتلاءات، ويُلهم المسلمين ضرورةَ التقرب إلى الله تعالى والتمسك بشِرعته الكريمة، ومن ثم فإنَّ قصة الإسراء والمعراج ليست مجرد قصة تاريخية، بل هي رسالة إلهية خالدة تُخاطب القلوب والأرواح على مرِّ العصور.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |