يونس بن متى عليه السلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118843 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40195 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366997 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2025, 10:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي يونس بن متى عليه السلام

يونس بن متَّى عليه السلام (1)

الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد

نتحدَّثُ إليكم في هذا الفصل عن نبيِّ الله ورسوله ذي النون يونس بن متَّى عليه الصلاة والسلام.

وقد أرسل الله تبارك وتعالى يونسَ إلى أهل نينوى من الموصل بالعراق، فدعاهم إلى الله وحدَه، ونبذ عبادة ما سواه، وقد بذل لهم النصحَ، وبلَّغهم رسالةَ ربه، ولما لم يكن يونس عليه السلام من أُولي العزم من المرسلين، لم يتحمَّل ما لم يتحمَّله أولو العزم من الرسل من الصبر على تكذيب قومه له وإيذائه، وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى أن قومه أغضبوه، وأنه أحسَّ منهم الكفرَ، فتهدَّدهم بعقوبةٍ من الله عز وجل تحلُّ بهم إن لم يؤمنوا به، وبدأت أمارات العذاب تظهر في جَوِّهم، وأخذت مقدمات العذاب تتَّجِهُ نحوهم، فظنَّ يونس عليه السلام أنه قد أدى ما عليه من أعباء الرسالة، ما دام قد أوضح لقومه الطريقَ، وعرفهم صراطَ الله المستقيم، وحذَّرهم من أسباب سخط الله وغضبه، وأن الله تعالى لن يضيق عليه إن هاجر من أرض قومه، وأن له أن يذهب حيث يشاء، فاتَّجَهَ نحو البحر، وركب سفينةً مشحونةً، ويظهر أن أهل السفينة عندما رأوه، وشاهدوا ما علاه من الوقار والبهاء لم يحاولوا ردَّه عن ركوب سفينتهم.

غير أنَّ البحر لمَّا هاج اضطرَّ ركَّابُ السفينة إلى تخفيف حمولتِها من الرُّكَّاب، فعملوا قرعةً ليُلقوا في البحر من تَقَعُ عليه القرعة، فكان يونس عليه السلام ﴿ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴾ [الصافات: 141]، أي: ممَّن وقعت عليهم السهام، فأُلْقِي في البحر وهو في كَرْبِه وغمِّه وهمِّه الذي فارقَ عليه قومَه، فهيَّأ اللهُ عز وجل له حوتًا - أي سمكة - فابتلعه الحوت، وصان الله تبارك وتعالى يونس من أذى الحوت، فلم يكسر له عظمًا، ولم يخدش له لحمًا، وإنما صار بطنُ الحوت كالسجن المؤقت ليونس عليه السلام، وأحاطت به ظُلْمَةُ بطن الحوت داخل ظُلمات البحر، فصرخ يونس ينادي ربه متوسِّلًا إليه بكلمة التوحيد التي من أَجْلِها خلق الله الإنسَ والجن، ومن أجلها أنزل الكتب وأرسل الرسل، ومن أجلها يقامُ سوق الجنة والنار، وقد نزَّه الله عز وجل عن كلِّ نقصٍ، واعتذر إلى الله عز وجل من فراره من قومه، فقال: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، فاستجاب الله له، ونجَّاه من الغمِّ، فأسرع الحوت إلى شاطئ البحر، وقذفَ بيونس في العراء، وهو مريض من شدة ما أصابه من الهول والكربِ والهمِّ والغمِّ، وأنْبَتَ اللهُ تعالى عليه شجرةً من يقطين، واليقطين هو ما لا ساق له مِن النبات، ويقال لحمله: القرع، أو هو الدباء، وهو نوع من القرع.

وقد ذكر العلماء في حِكمة إنبات اليقطينة على يونس عليه السلام أن ورقة شجرة القرع في غاية النعومة، وأنه كثير، وأنه ظليل، ولا يقربه الذباب، ويؤكل ثمرُه من أوَّل طلوعه إلى آخره نَيًّا ومطبوخًا، ويؤكل بقشرة وببذره أيضًا، وفيه نفعٌ كثير، وتقوية للدِّمَاغِ وللبدنِ، إلى غير ذلك؛ ولذلك أُثِرَ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُحِبُّ الدباء؛ فقد روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن خيَّاطًا دعا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لطعامٍ صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يتتبَّع الدباء من حوالي القصعة، قال: فلم أَزَلْ أُحِبُّ الدباء من يومئذ.

وقد ردَّ اللهُ تبارك وتعالى ليونسَ كمالَ صحَّته، وأخبره بأن قومه آمنوا لما رأوا عذابَ الله متجهًا نحوهم، وأنَّ اللهَ قَبِلَ منهم إيمانَهم وكشفَ عنهم عذابَ الخِزْيِ في الحياة الدنيا، وأمره الله تبارك وتعالى بالرجوع إليهم والاستمرار في توجيههم إلى صراط الله المستقيم، فرجع إليهم يونس عليه السلام، وكانوا أكثر من مائةِ ألف إنسان، وقد أفاض الله عليهم من الخيرات والبركات، فعاشوا آمِنين في ظلِّ شريعة الله التي بعث بها يونس عليه السلام.

وقد ذكر الله تبارك وتعالى جوانبَ مِن قصة يونس عليه السلام في مواضع من كتابه الكريم، وقد ذكر في كلِّ مقام منها مقالَه الذي يناسبه، فذكر في سورة سميت بكاملها سورة يونس أنه امتنَّ على أمة يونس بِمِنَّةٍ تفرَّدوا بها من بين الأمم السابقة، وأنه استثناهم بها من قاعدة: أن من آمَنَ من الكفار عند رؤيةِ العذابِ لا ينفعه إيمانُه على حدِّ قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 84، 85]، فقد استثنى الله تبارك وتعالى أمة يونس من هذه القاعدة، فإنهم عندما رأوا مقدِّمة العذاب مقبلةً عليهم آمنوا بالله وصدقوا يونس عليه السلام، وفي ذلك يقول الله عز وجل: ﴿ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾ [يونس: 98].

وفي سورة الأنبياء يقول عز وجل: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87، 88]، فقوله تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ ﴾؛ أي: واذكر في المرسلين صاحب النون، والنون: الحوت، والمراد به يونس عليه السلام، فقد لقَّبه الله تعالى بصاحب النون وصاحب الحوت؛ لالتقام الحوت له، ورحمته به، وملازمته له فترة من الزمن، وتخليصه إيَّاه من الغرق، حتى طرحَه على الساحل، وقوله تعالى: ﴿ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا ﴾؛ أي: فارق قومَه وهو ممتلئ من الغضب عليهم لكفرهم به، وتكذيبهم له، فهو غاضب عليهم وهم عليه غضاب، وقوله تعالى: ﴿ فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ﴾؛ أي: فحسب أن الله تعالى لن يُضيِّق عليه إذا فارق قومه الكافرين بعد أن بلغهم رسالةَ ربهم، وكان هذا عن اجتهاد منه عليه السلام، فمعنى نَقْدر: نضيِّق؛ على حد قوله تعالى: ﴿ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ﴾ [القصص: 82]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾ [الإسراء: 30]؛ أي: يوسِّع على من يشاء، ويضيِّق على من يشاء، فلا ينبغي أن يخطر ببال مسلم أن ﴿ وَيَقْدِرُ ﴾ هنا بمعنى يستطيع، فإن آحاد المؤمنين من غير الأنبياء لا يخطر ببالهم أن الله يعجز عن شيء ولا يستطيعه؛ إذ هو على كلِّ شيءٍ قدير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-01-2025, 10:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي رد: يونس بن متى عليه السلام

يونس بن متَّى عليه السلام (2)

الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد



ذكرت في ختام الفصل السابق معنى قوله تعالى عن يونس عليه السلام: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ﴾ [الأنبياء: 87]، أما قوله تعالى: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]؛ أي: فصرخ مستغيثًا بِرَبِّهِ في ظُلمات بطن الحوت في البحر اللجِّي متوسلًا إليه بكلمة التوحيد، منزِّهًا الله تعالى عن كلِّ نقص، واصفًا له بكلِّ كَمال، مستغفرًا الله عز وجل من مفارقة قومه دون إذْن من الله عز وجل قائلًا: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، وقوله: ﴿ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ لا يدلُّ على أنه ارتكب ذنبًا أو أتى معصيةً، فقد ثبت أن نوحًا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد أولي العزم من المرسلين لما قال: ﴿ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 45 - 47]، وقوله تعالى: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]؛ أي: فأجبنا يونس لمَّا دعانا وهو في بطن الحوت، وخلَّصناه من الغمِّ والهمِّ والحزن والكرب الذي وقع فيه، فوضعه الحوت على ساحل البحر، وأتممنا عليه النعمةَ، وكذلك ننجي كلَّ مؤمن يقع في غمٍّ وكرب فيلتجئ إلينا فإنا نخلصه مما هو فيه من الغم والكرب ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

وقال تعالى في سورة الصافات: ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾ [الصافات: 139 - 148].

وقوله تعالى: ﴿ أَبَقَ ﴾؛ أي: ذهب بلا خوفٍ، أو استخفى ثم ذهب، وقوله: ﴿ فَسَاهَمَ ﴾، أي: اشترك في القرعة مع ركَّاب السفينة، واقترع معهم فيمن يُلقى مِن الركاب في البحر لتخفيف حمل السفينة ولتنجية من لم يقع عليه السهم من الركاب، وقوله: ﴿ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴾؛ أي: من المغلوبين الذين وقعت عليهم القرعة ليُلقى بهم في البحر.

وقوله: ﴿ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴾، أي: فابتلع الحوت يونسَ عليه السلام، وهو مُليم، أي: معاتب نفسه على فراق قومه بلا إذن من ربِّه، أو وهو آتٍ بما يلام عليه؛ أي: يعاتَب عليه، فاللومُ: العذل والعتب، وكون بعض الأنبياء يفعل ما يعاتَب عليه عن طريق الاجتهاد لا ضيرَ فيه، وقد وقع ذلك لأكمل خلق الله وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر حينما استشار أصحابه فيما يفعله بالأسرى، فأشار عليه أبو بكر رضي الله عنه باستبقائهم وقبول الفداء منهم، وأشار عليه عمر رضي الله عنه بقتلهم لإضعاف شوكة المشركين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخيَّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فمال إلى رأي أبي بكر رضي الله عنه وقبل الفداء من الأسرى، فعاتبه الله تعالى على قبول الفداء، وقال عز وجل في ذلك: ﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنفال: 67 - 69].

وقوله تعالى: ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 143، 144]؛ أي: فلولا أن يونس عليه السلام كان من الذاكرين اللهَ كثيرًا المسبِّحين بحمده في السرَّاء والضراء لجعلنا بطن الحوت مقبرةً له، لكنه كان يتعرَّف إلى الله في الرخاء، ففرَّج الله كربته في الشدة؛ ولذلك أُثِرَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس رضي الله عنهما، كما رواه أحمد وبعض أهل السنن: ((يا غلام، إني معلمُك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)).

وقوله تعالى: ﴿ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴾؛ أي: فأَمَرْنا الحوتَ بطرحِه على ساحل البحر في القضاء، وكان قد سَقِم ومرِضَ مما أصابه من الغمِّ والكربِ وبطن الحوت، و﴿ أَوْ ﴾ في قوله تعالى: ﴿ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴾ ليست للشكِّ في عدد المرسل إليهم، بل هي للإضراب بمعنى بل، فقد أثبت مائة ألف، فاستقرَّ هذا العدد الكثير في نفوس السامعين، ثم ذكر أنهم يزيدون على ذلك، فيكون زيادة في تعظيم عدد المرسل إليهم، وهو أبلغ من قول القائل: أرسل إلى أكثر من مائة ألف، وأجمل وأفصح، وفي هذا تثبيت لفؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بما مَنَّ الله تعالى به على يونس عليه السلام، والزائد من عدد هؤلاء عن مائة ألفٍ لا يعلمه إلا الله؛ إذ لم ينقل عن المعصوم صلى الله عليه وسلم تحديدٌ لهذه الزيادة.

وقوله تعالى: ﴿ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾؛ أي: فاستمرُّوا على إيمانهم، وازدادوا إيمانًا بما رسمه لهم يونس عليه السلام، ففتح الله عليهم من البركات والخيرات مدَّة استمساكهم بالدين الذي جاءهم به يونس عليه السلام.

وقال تعالى في سورة (ن): ﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [48 - 50]، وفي هذا المقام الكريم من مقامات ذكر يونس عليه السلام يبدأُ الله عز وجل بأمر حبيبه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى قومه له مهما كان منهم؛ لأنه سيِّدُ أولي العزم من المرسلين، ثم نبَّهَهُ إلى أنه لا ينبغي له أن ينفدَ صبرُه كما نفدَ صبرُ أخيه يونس عليه السلام بعد أن امتلأ كربًا وغمًّا من أذى قومه له، فإنَّ يونس عليه السلام ليس من أولي العزم من المرسلين، فهو من جملة النبيين المرسلين من غير أولي العزم، وقد قال الله تعالى في واحد منهم وهو أبوهم آدم عليه السلام: ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴾ [طه: 115]، وقال لشيخ المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ﴾ [الأحقاف: 35].

وهذا لا يمنع أن يقتدي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بإخوانه النبيين فيما جاؤوا به من الهدى بما فيهم يونس عليه السلام؛ ولذلك لما ذكر الله تعالى جملة مِن النبيين والمرسلين في سورة الأنعام وفيهم يونس عليه السلام قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بعد ذكرهم: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ [الأنعام: 90].
وإلى الفصل القادم إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-01-2025, 10:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي رد: يونس بن متى عليه السلام

يونس بن متَّى عليه السلام (3)

الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد



ذكرْتُ في ختام المقال السابق معنى قوله تعالى عن يونس عليه السلام من سورة (ن): ﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ﴾ [القلم: 48]، وقوله تعالى: ﴿ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴾ [القلم: 48] ليس داخلًا في حيِّز النَّهي، فإن نداء المكظوم ودعاءه ربَّه محبوبٌ مطلوبٌ، ومعنى ﴿ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴾، أي: دعا ربه وهو ممتلئ كربًا وغمًّا؛ حيث قال وهو في بطن الحوت: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، وقوله تعالى: ﴿ لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ ﴾ [القلم: 49]؛ أي: لولا أن أدركته رحمة الله وعنايته لطُرح بالأرض الفضاء وهو ملوم، وما دام قد أدركته رحمة الله فقد ألقاه الحوت على الساحل غير ملوم، وكأن الله تبارك وتعالى تفضَّل على يونس عليه السلام فلم يُؤاخذْه باجتهاده في فراق قومه حين ذهب مغاضبًا بلا إذن من ربه، كما تفضَّل على محمد صلى الله عليه وسلم حينما لم يؤاخذه على قبول فدية الأسارى يوم بدر؛ حيث قال: ﴿ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 68]، و﴿ لَوْلَا ﴾ حرف امتناع لوجود؛ فقد امتنع جوابها هنا لوجود شرطها، وكلُّ مَنْ لم تدركْه رحمةُ الله مذمومٌ، لكن يونس لم يذم؛ لأنه أدركته رحمة الله.

وقوله تعالى: ﴿ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [القلم: 50] زيادةٌ في فضل الله تعالى على يونس عليه السلام، أن الله تعالى اجتباه؛ أي: أعلى درجته في المصطفين الأخيار، وجعله من الكاملين في الصلاح، وقد وردت أحاديثُ كثيرة صحيحة تُشعر بفضل يونس عليه السلام، وتنهى عن تفضيل سيد الأنبياء وشيخ المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم على يونس بن متى، وهي محمولةٌ على أنها من باب تواضعه صلى الله عليه وسلم كما أشرتُ في قصة إبراهيم ولوط ويوسف عليه السلام إلى أن تواضع الرفيع القدر لا يُنزل من قدره، وقد جاء صريح القرآن في تفضيل بعض الأنبياء على بعض؛ حيث يقول الله عز وجل: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ﴾ [البقرة: 253]، ولا شك عند أهل العلم في أن أولي العزم من المرسلين أفضل ممن سواهم من الأنبياء والمرسلين، وأن أفضل أولي العزم محمد صلى الله عليه وسلم ثم أبوه إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليهم جميعًا وسلم، غير أنه إذا كان المقام مقام تنازع بين أهل الأديان وسببًا لإثارة الشرِّ وإلحاق الضرر بالمسلمين، فإنه ينبغي الكفُّ عن التفضيل؛ على حد قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 108].

فإن الأصنام والأوثان تستحقُّ السبَّ، لكن إذا كان سبُّ الأصنام يُثير عابديها على المسلمين فإنه نُهي عن سبها لذلك.

وكذلك التفضيلُ على وجه الفخر أو الحميَّة أو العصبيَّة، وعلى هذا يحمل ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في منع تفضيلِه على موسى أو يونس بن متى عليهم جميعًا الصلاة والسلام؛ فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما يهوديٌّ يعرضُ سلعة له، أعطي بها شيئًا كَرِهَه أو لم يَرْضَهُ، قال: لا، والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر، فسمعه رجلٌ من الأنصار فلطَمَ وجهه، قال: تقول والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أَظْهُرِنَا؟ قال: فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم، إنَّ لي ذمةً وعهدًا، وقال: فلانٌ لطم وجهي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟))، قال: قال يا رسول الله: والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر، وأنت بين أظهرنا، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عُرِفَ الغضبُ في وجهه ثم قال: ((لا تُفَضِّلُوا بين أنبياء اللهِ؛ فإنه ينفخ في الصور فيُصعق مَنْ في السماوات ومَنْ في الأرض إلا من شاء الله، قال: ثمَّ ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بُعث، أو في أول مَنْ بُعث، فإذا موسى عليه السلام آخذٌ بالعرش فلا أدري أحوسب بصعقته يومَ الطورِ أم بُعث قبلي؟ ولا أقول: إن أحدًا أفضل من يونس بن متى))، وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن موسى عليه السلام: ((فأكون أولَ من بُعث، فإذا موسى عليه السلام آخذ بالعرشِ، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بُعث قبلي؟)) لا يدلُّ على أن موسى أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم؛ إذ القاعدة عند أهل العلم أن المزيَّةَ لا تنافِي الأفضليَّة؛ أي: إنْ ثَبَتَ لأحد مزيَّةٌ على أحدٍ في جانب من جوانبه لا يدلُّ على أن صاحبَ هذه المزية أفضل من الآخر، ومثال ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في منامه أن بلالًا رضي الله عنه يمشي بين يديه في الجنة؛ فقد روى البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: ((يا بلال، حدثني بِأَرْجَى عملٍ عملتَه في الإسلام؛ فإني سمعت دفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة))، قال: ما عملت عملًا أَرْجَى عندي أني لم أتطهَّرْ طهورًا في ساعة ليلٍ أو نهارٍ إلا صلَّيت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أُصلي، وفي لفظ لمسلم: ((فإني سمعت الليلة))، وفي لفظ له بدل ((دف نعليك)) ((خشف نعليك))، والدف: الحركة الخفيفة، والخشف: الحركة الخفيفة أيضًا، فالدف والخشف بمعنى واحد، وقد جاء في رواية الترمذي وابن خزيمة وأحمد من حديث بريدة رضي الله عنه في حديث بلال هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا بلال، بِمَ سبقتني إلى الجنة؟))، ولا يخطرُ على بالِ مسلمٍ أن بلالًا أفضلُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه المزيَّة.

ولعلَّ أحدًا يحسب أنه خيرٌ من يونس بن متى عليه السلام عندما يسمع قوله تعالى: ﴿وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ﴾ [القلم: 48]، ويجهلُ أنَّ المقصود من هذا الذكر الكريم تنبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما أسلفت - إلى التأسِّي في باب الصبر بأولي العزم دون التأسِّي بمن ليسوا من أولي العزم في هذا الباب، وينسى كذلك أنَّ الله أمر رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالأنبياء والمرسلين بما فيهم يونس عليه السلام في باب الاهتداء إلى الصراط المستقيم كما جاء في سورة الأنعام كما أشرت؛ ولذلك كله حَذَّر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسلمين من أيِّ خاطر شيطانيٍّ في هذا الأمر، فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما ينبغي لعبدٍ أن يقولَ: إنِّي خيرٌ من يونس بن متَّى))، ونَسَبُه إلى أَبِيه، وفي لفظ للبخاري من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينبغي لعبدٍ أنْ يقول: أنا خيرٌ من يونس بن متى))، كما روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينبغي لعبدٍ أن يقول: أنا خيرٌ من يونس بن متى))، سلام على يونسَ في المرسلين.

وإلى الفصل القادم إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.64 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]